أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - جريمة تفجير الكنائس واغتيال المواطنين المسيحيين














المزيد.....

جريمة تفجير الكنائس واغتيال المواطنين المسيحيين


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفجير دور العبادة والاغتيالات المبرمجة للأقليات العرقية والدينية دليل على مدى استهتار القتلة وضحالة أخلاقهم فضلاً عن الطابع الإجرامي السادي الذي يرى في اختلاف الرأي جريمة لا يمكن إيجاد الحل إلا بإعدام وإزالة الآخر بأي طريقة كانت، وتفجير دور العبادة والأماكن المقدسة لم يختصر على فئة أو دين دون الآخر في العراق فالجميع تحت مجهر الجريمة والتفجير ويقوم بها جماعات وأفراد موغلين بالكراهية تحت طائلة العقاب الشرعي أو الديني الذي يفصلونه على مقاييسهم وطالت هذه التفجيرات الجوامع والمساجد والحسينيات والأماكن المقدسة للمسلمين وفي خضم الصراع السياسي الجاري في العراق فقد نالت الأقليات الدينية قسطاً غير قليل من التصفيات والاعتداءات والتفجيرات وفي مقدمتها المسيحيين العراقيين حيث استمر مسلسل الجريمة ضدهم، مسلسل القتل وتفجير الكنائس مما أدى بالكثيرين إلى الهجرة خوفا على مصيرهم وحياتهم وحياة عائلاتهم ، ومنذ البداية ارتفعت الأصوات الخيرة من جميع المكونات العراقية مطالبة بحمايتهم وحماية كنائسهم وتتبُع المجرمين وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا العقاب القانوني وليكونوا عبرة تنذر كل من يحاول أن يسيء لهم في المستقبل ومع شديد الأسف بقيت الأوضاع تسير من سيء إلى أسوأ وظلت الوعود والتصريحات تراوح في مكانها وبقى المجرمين طلقاء يختفون فترة ليعودوا إلى جريمة أخرى يرتكبوها إما اغتيال أو تفجير وهذا ما حصل مؤخراً في الموصل وعلى ما يبدو ومنذ تولي اثيل النجيفي وقائمته قيادة المحافظة ازدادت الأعمال الإرهابية بنسبة كبيرة حسب إحصائيات مستقلة وتكررت الهجمات على المواطنين المسيحيين وقد تنوعت الهجمات بطرق مختلفة بما فيها تفجير الكنائس واغتيالهم وهذا ما حصل في تفجير كنيستين استشهد من ورائه أربعة مواطنين أبرياء وإصابة حوالي ( 40 ) آخرين بدون ذنب جنوه إلا اللهم كونهم مسيحيين وذلك بهدف تأزيم الوضع وخلق حالة من الاستنفار والبلبلة خاصة وأنها تزامنت مع تفجيرات سابقة شهدتها العاصمة بغداد وراح ضحيتها العشرات من العراقيين وثبت بما لا يقبل الشك إن الإرهاب المتمثل بالجماعات الإسلامية والبعثية تسعى إلى إفشال العملية السياسية باستهداف الدولة العراقية والأبرياء من المواطنين وبهذا تعرت حججهم وتبجحاتهم السابقة المدعية بالعداء للاحتلال الأمريكي حيث لم يشهد خلال الشهور الأخيرة أية هجمات ضدهم وبالعكس فكل الأعمال الإرهابية أصبحت شاغلها المؤسسات والدوائر والوزارات الحكومية والمواطنين والتركيز على الأقليات الدينية بهدف تهجيرهم من مناطقهم لكن الملفت للنظر أن المواطنين المسيحيين ويعد تفجير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة أمام كنيسة الطاهر و(6) عبوات ناسفة أمام كنيسة ودير للراهبات وقتل العديد من المسيحيين وبعد التفجيرات الأخيرة في الموصل أكدوا أنهم لن يتخلوا عن مناطقهم وانتمائهم الوطني ورفضوا إلى اللحظة الراهنة الهجرة من مدينتهم لكن ذلك لم يمنع سابقاً من هجرة الآلاف من العوائل المسيحية وتركهم دورهم وأعمالهم ومصالحهم وارتباطاتهم وقسماً منهم فضلوا الخروج مضطرين من البلاد واللجوء إلى سوريا والأردن وغيرها من البلدان طلباً للامان وأمام هذه الأوضاع المأساوية والتخطيط المبرمج المعادي لهم ، على الحكومة والمؤسسات الأمنية واجب وطني لحمايتهم وحماية أماكن عبادتهم وتقديم كل ما يمكن من تعويضات للذين تضرروا جراء الانفجارات وعمليات الاغتيال التي استهدفتهم والحماية المطلوبة ليس فقط بالحراسة أو تواجد قوات أمنية بل الحماية تعني أولاً ملاحقة المجرمين الجدية والقبض عليهم وعلى الذين يمولونهم فنحن لحد هذه اللحظة لم نشاهد أو نسمع بإلقاء القبض على الفاعلين الحقيقيين إلا القليل منهم بالرغم من المطالبات الكثيرة بالكشف عن ملابسات التفجيرات الكبيرة وما هي نتائج التحقيقات في ما يخص اغتيال الشخصيات الوطنية والثقافية ورجال العلم والتمادي في الجريمة دون خوف ولا وجل مما شجع ويشجع المجرمين على المضي في خططهم الإجرامية التي هي ذو طابع سياسي وليس ديني وتكتيك جديد يهدف إلى خلق ضجة إعلامية لزعزعة الثقة بين المكونات واستهداف وحدة العراقيين بالدرجة الأولى ونشر ثقافة عدائية وكراهية وعدم التسامح وإلغاء الآخر وقد يكون ذلك أيضاً متزامناً مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية بهدف تعطيلها أو عدم المشاركة فيها، وكلمة أخيرة نقولها إن استهداف الأقليات العرقية والدينية من المندائيين والشبك والازيديين والمسيحيين من قبل القوى الإرهابية المتحالفة بهذا الشكل أو ذاك مع فلول البعث الصدامي يهدف إلى تدمير اللحمة الوطنية المتكونة تاريخياً وبالتالي خلق فتنة طائفية واقتتالاً داخلياً لن يخدم إلا أعداء الشعب والعراق بالذات.






#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة الإيرانية الواسعة واتهامات السيد خامنئي
- بيان عن تفجيرات الثلاثاء لدولة العراق الإسلامية البعثية
- تعديل قانون الانتخابات - تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي-!
- الحوار المتمدن نقلة نوعية لتطوير الوعي العلماني
- لماذا يسعى حكام طهران لامتلاك السلاح النووي؟
- قرار مجلس محافظة الكوت يحط من قدر وقيمة المرأة العراقية
- بكتريا الحليب في ذي قار وأنفلونزا الخنازير H1N1 في كل مكان . ...
- الفساد المالي والإداري والانتخابي الذي ينخر جسد العراق
- ماذا بَعْدَ أن ادخلوها في مأزق هل سيؤجل موعد الانتخابات؟
- همٌ علمني شراكة الأسى
- القائمة المفتوحة وترقيع القانون رقم 16 لسنة 2005
- كذبة الحي الميتْ ديدنهم لتشويه الحقائق والوقائع والتاريخ
- إلى متى يستمر مسلسل الانتقام من الشعب العراقي ....؟
- اتفاقية الجزائر 1975 التي أضاعت حقوق العراق
- خطيئة جرحي..!
- رُحِّل قانون الانتخابات إلى المجلس السياسي بحجة -واكركوكاه-
- رُحِل قانون الأحزاب إلى الدورة القادمة بوجود الأحزاب
- قانون العلم الجديد أصبح طلسماً كقانون الانتخابات
- معايير قانون الانتخابات الديمقراطي دائرة واحدة وقائمة مفتوحة
- أهداف مريبة غير ودية خلف تجفيف أنهار العراق


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - جريمة تفجير الكنائس واغتيال المواطنين المسيحيين