جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 17:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل هذه الملاحظات تعني شيئاً للباحث الاجتماعي ؟.
حين أذهب لأي متجر أجد أن غالبية المشترين هم من الشباب وبالذات من فئة أعمار 15-22-سنة.
وحين أذهب إلى أي مكان أجد أن غالبيته هم من الشباب.!!!.
وأعتقد أن هذه الظاهرة غير صحية , والشيء الصحي الوحيد الذي فيها هو أن متطلبات زيادة السكان في بلداننا العربية وخصوصاً الأردن وسوريا وكافة أرجاء بلاد الشام أصبحت مطلباً سياسياً في الشرق الأدنى أو الأوسط لدفع الخطر عن بعض البلدان وخصوصاً خطر التوسع الإسرائيلي على حساب المدن المجاورة , فإسرائيل تتوسع بشكل يومي , وتحديد النسل في الدول العربية وخصوصاً الأردن وسوريا ولبنان , يزيد من فرص رغبة إسرائيل في التوسع الإستيطاني لملأ آلاف الهكتارات من الأراضي الخالية من السكان بمستوطنات جديدة في المستقبل , وعملية الإغراء بالاستيطان تنبع من إستجابة الدول المجاورة لإسرائيل للنداءات الدولية بتحديد النسل وبتخفيض نسبة المواليد وإباحة الإجهاض وشتى وسائل الوقاية من الحمل , والتي تدعمها حرية المرأة وحقها في المتعة الجنسية دون بلوغ آثار الحمل ومخاطره والولادة وصعوباتها ,بحيث يصبح للمرأة العربية قدرة في الحصول على المتعة الجنسية دون الزواج والولادة .
في كافة دول العالم لا تخضع نسبة الإحصاء السكاني إلى مبررات علمية , بل دائماً ما تكون المبررات السياسية أقوى حجة من مبررات منظمات المجتمع المدني التي تحاول تحديد النسل .
وفي الدول العربية المحاذية لإسرائيل تلعب عملية زيادة المواليد إلى قانون لعبة القط والفار , فمرة تزداد النسبة في تل أبيب فتتبعها عمان ودمشق , والخبراء الفنيون في إسرائيل والدول العربية لا يصرحون بحقيقة نسبة السكان أو أنهم غير جادين في عمليات تحديد النسل والاجهاضات.
أحياناً أشعرُ أن نظري غير صائب فأعمد إلى تدقيق النظر مرات ومرات عده , فحين أركب أي باص من باصات النقل أستغربُ جداً حين أرى أن غالبية الركاب من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 19-23-27-عاماً وهي نسبة تساوي تقريباً 95%من عدد الركاب.
ولكن الإحصائيات الرسمية في الدول العربية أعتقدُ أنها غير دقيقة , ففي الكويت يقولون أن نسبة الشباب من 15-25هي 66% من نسبة تعداد السكان , وفي الأردن يقولون أن النسبة هي 21 للذكور و 20للإناث أي أن نسبة الذكور هي 21% من تعداد السكان وللإناث 20% من تعداد السكان .
ويزداد الطلب على الشباب في الدول العربية بنفس الوقت الذي تكون فيه فرص العمل والحياة الكريمة ضعيفة جداً ولكن زيادة السكان لها مخاوف سياسية من أن تزداد أعداد الإسرائليين في إسرائيل أكثر منها في الأردن ودمشق ولبنان عندها يصبح التوسع الاستيطاني مشروعاً بدافع الرحمة والإنسانية .
وفي الدول العربية تطالبنا بعض المؤسسات بالعزل وتخفيض نسبة المواليد وفي إسرائيل هنالك العكس فالمرأة التي تلد في المستشفى إسرائلياً يمنحونها الحليب وبعض الشيكلات والنقود لكي تتمكن من الإنفاق على الجنين, وهذا حسب ما رواه لي بعض أقربائي الذين عملوا في إسرائيل .
وأتساءل هل نحن فقط المطالبون في تحديد النسل؟
والجواب طبعاً لا.
ففي أوروبا نسبة الشباب أقل من كبار السن .
ولكن في الدول العربية وإسرائيل نسبة الولادة أكثر لأسباب سياسية فالكل يريد أن يملأ الأرض لكي يسيطر عليها ولو أن الدول العربية تقوم بتحديد النسل في كل عام وبقيت إسرائيل في حالة تشجيع على الولادة لأصبح تل أبيب بعد 100مكتظة بالسكان أكثر من دمشق وحتى القاهرة.
وفي إسرائيل فروقات عكسية في هذه المسألة بينها وبين الدول العربية , ففي الدول العربية رغبة المواطن في الإنجاب أكثر من رغبة المواطن الإسرائيلي , ورغبة الحكومات العربية متفاوتة وهي تعلن شيئاً وتضمر شيئاً آخر بحيث تشجع على الإنجاب في السر , وفي العلن تخفي تلك الرغبة,أما إسرائيل فإن الحكومة تشجع على الإنجاب ولديها محفزات على ذلك بخلاف الدول العربية والتي لا تملك محفزات على ذلك لأن رغبة المواطن العربي أكبر من كل المحفزات.
ولو توقف الأردنيون عن الإنجاب لمدة 100عام بنسب أقل من إسرائيل لأصبحت عمان بعد 100عام أقل من حيث السكان من تل أبيب .
ولأصبحت الأراضي الفارغة من السكان مطمعاً للتوسعات الإسرائيلية.
وليست إسرائيل وحدها من لديها نوايا توسعية فسوريا كانت لديها نوايا توسعية باتجاه الدول المجاورة لها وخصوصاً الأردن ولبنان على فترات من التاريخ وخصوصاً أيام اشتداد سلطة البعثيين والحركات القومية في الخمسينيات من القرن المنصرم , ولكن ظروف المنطقة السياسية وظهور إسرائيل قد أرخت حبل النزاعات الدولية بين الدول العربية على المناطق الحدودية.
وأيضاً لأصبحت عمان خالية من الذين يطالبون بحق العودة إلى فلسطين.
إذن موضوع تحديد النسل له أبعاد سياسية ولو كان هنالك صراع بين الدينمارك وإسرائيل أو لو كانت الدينمارك مجاورة لإسرائيل لارتفعت نسبة المواليد فيها لكي تواجه التحديات السياسية والإقليمية مع إسرائيل .
والموضوع كله ليس علمياً وليس له علاقة بخطورة ألانفجارات السكانية بل الموضوع متعلق في إثبات الذات وفي إحياء ثقافات قديمة ولو أن الثقافات القديمة تتلاشى وتحل محلها ثقافات حديثة لأصبحت زيادة السكان تحمل سمات علمية وليست سياسية , فالسياسة هنا تعملُ على إفساد المخططات الدولية من أجل تنظيم السكان والحياة العامة .
وأتساءلُ هل أن هذه النسبة فقط في ركاب الباصات ؟ فقط لا غير , فأقول محتمل ..هذا الاحتمال ُ واردٌ.
وحين أدخل أي حرم جامعي ألاحظ نفس الملاحظة التي لاحظتها في الباص فأقولُ :من المحتمل أن ركاب الباصات يأتون إلى الجامعة , لهذا فإن الحرم الجامعي يكتظُ بالشباب الصغار.
وحين أدخل سوق الخضرة ألاحظ نفس الشيء , فأيظا غالبية العمال والشغيلة من الشباب , ولكن غالبية المتسوقين من كبار السن.
وحين أذهب لتسديد ثمن فاتورة كهرباء أوماء ألاحظ أن غالبية الطابور الذي أقفُ فيه غالبيته من كبار السن.
وحين أدخل صالة أفراح لحضور أي فرح فإنني أيضاً أشاهد نفس النسبة تقريباً.
ولو خرج أحدنا إلى الشارع وشاهد المشاة على الأرض فإنه سيلاحظ أن نسبة الشباب تزيدُ على نسبة كبار السن .
وحين أسمع ضجيجاً خارج المنزل وأخرج للكشف عنه ألاحظ أن الضجيج منفعل شباب لا تتجاوز أعمارهم 15-22- سنة .
فهل هذا يعني أي شيء بالنسبة للباحث الاجتماعي ؟.
تفتخرُ الدول العربية بزيادة نسبة الشباب على نسبة كبار السن وهذه ظاهرة خاطئة جداً جدا , فزيادة نسبة الشباب تعني مشاكل كبيرة جداً من أهمها زيادة نسبة البطالة .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟