أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - السعودية بين التجديد والمحافظة















المزيد.....

السعودية بين التجديد والمحافظة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 11:56
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
السعودية بين التجديد والمحافظة
بوم الاثنين رابع أيام عيد الأضحى ارتأينا أن نتجول في أسواق جدّة للتسوق، واستقلينا سيارة الى(مول) المملكة، أما أنا وزميلي الشاعر الشعبي موسى حافظ فقد راق لنا أن نتجول في الأسواق الشعبية المجاورة، حيث كانت تتوزع على الأرصفة بعض البائعات اليمنيات والافريقيات، يبعن الحناء وبعض التوابل، وأنواعاً من العطور في عبوات صغيرة الحجم، وألعاب أطفال، وجذبتنا امرأة تبيع ما يشبه جوزة الطيب لكنه ليس هي، فلم نره من قبل، استفسرنا عن اسمه واستعمالاته، لكن المرأة لا تعرف العربية ولا الانجليزية فتركناها وانصرفنا، ودخلنا سوقاً شعبية تشبه الأسواق الشعبية في مدن بلاد الشام، كسوق العطارين في القدس القديمة وسوق الحميدية في دمشق، وأسواق عمان القريبة من جامع الحسين، وقد لاحظنا أن هناك محلات متخصصة ببيع(الدشاديش) الرجالية و(الكوفيات) البيضاء أو المرقطة باللون الأحمر والعباءات، كما أن هناك محلات متخصصة ببيع العباءات، والملايات والدشاديش النسائية، وما بين هذين هناك محلات متخصصة بآخر ما أنتجت موضات الملابس الرجالية والنسائية وحتى الاطفال في العالم. و مما لفت الانتباه ان النساء المتسوقات في جدة لم يكن في غالبيتهن العظمى منقبات كما هو حال النساء في الرياض، بل ان بعضهن كن حاسرات الرأس، وان كن يلبسن لباسا ساترا يمتد من العنق الى القدمين، وهؤلاء النسوة يبدو انهن غير سعوديات،انهن من النساء العربيات اللواتي يعملن في جدة أو هن زوجات لوافدين يعملون في عروس البحر الأحمر، بينما في أسواق الرياض وشوارعها يستحيل رؤية امرأة غير منقبة، حتى ان امرأة فلسطينية مسيحية الديانة جاءت ومجموعة نساء سعوديات وفلسطينيات للقاء زميلتنا الشاعرة والروائية الدكتورة وداد البرغوثي في فندق الـ (ماريوت) اثناء ايام فلسطين الثقافية، كانت هي الأخرى منقبة احتراما للعادات والتقاليد والنظام في الرياض، غير أن هذا لم يمنع أن نرى في أحد الأمسيات نساء غير منقبات في أحد المطاعم في أحد أبراج الرياض، فما أن وصلن المطعم حتى خلعن النقاب وغطاء الرأس، وتحلقن حول طاولة ودخنّ الأرجيلة، ومسّدن على شعورهن وهن يشربن القهوة قبل تناول العشاء، وبعد أن انتهين، وضعن غطاء الرأس والنقاب وانصرفن الى حيث كانت في انتظارهن سيارة(هامر)الأمريكية الصنع، بسائقها الذي يبدو أنه هندي، وعلمنا من صاحب المطعم أن(المطوعين)ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ممنوعون من دخول ذلك البرج .
واثناء نقاشاتنا مع بعض الأخوة السعوديين حول الموضوع أوضحوا أن هناك اختلافات في العادات والتقاليد ما بين مكة والمدينة والرياض من جهة، وبين جدة ومناطق جنوب وشرق المملكة من جهة أخرى، فهناك ما يشبه الشدّ والجذب الداخلي بين المحافظين، والداعين الى التجديد، وأن خادم الحرمين والعائلة المالكة يقودون عملية التجديد على نار هادئة دون صدام مع التيار الديني المتزمت .
وقد كان ذلك واضحا من خلال ما يطرحه كتاب الأعمدة الصحفية في الصحافة السعودية، ففي يوم واحد كانت هناك ثلاث مقالات تطرح مواضيع ذات علاقة بالخروج على المألوف في الحياة العامة، فاحدى الكاتبات تطرقت في موضوعها الى نقطتين هامتين، قائلة بانها ستتحدث عنهما رغم أنهما من(المحرمات) على النساء السعوديات، فنصف مقالتها كانت تعليقا على مباراة كرة القدم التي جرت في العاصمة السودانية الخرطوم بين منتخبي مصر والجزائر، وما صاحبها من عنف، واستذكرت جوانب من تاريخ العنف في الملاعب في عدة أماكن وعدة دول، بما في ذلك الحرب التي نشبت في العام 1972 بين بيرو وهندوراس على خلفية مباراة كروية بين منتخبي الدولتين، واستذكرت الكاتبة عدم السماح للنساء السعوديات بدخول الملاعب ومشاهدة المباريات. أمّا النقطة الثانية التي تطرقت اليها الكاتبة فهي حول طيش بعض الشباب في قيادة السيارات، واستذكرت ان االنساء السعوديات ممنوعات ايضا من قيادة السيارات، غير ان خبرتها في قيادة السيارة أثناء تواجدها في فرنسا لبضع سنوات، أكسبتها خبرة في هذا المجال مما دفعها الى الكتابة عن قوانين وأخلاقيات قيادة السيارات، خصوصا الشباب الذين يقومون
بـ (التفحيط)في الشوارع .
وفي نفس اليوم كانت هناك مقالة أخرى، لكاتبة سعودية أخرى تتحدث فيها عن مشاهدتها لامرأة بحرينية تعمل بائعة في أحد محلات المنامة التجارية، وتبيع الرجال والنساء دون أيّ مشاكل، أو ما يخدش الحياء أو يمس بالأخلاقيات الدينية والعامة، كما تحدثت من ناحية اقتصادية عن مشاهدتها مقاهي، ونوادي في البحرين يرتادها الشباب السعودي، وينفقون أموالهم فيها وتساءلت عن الأسباب التي تمنع عمل المرأة السعودية كبائعة، وعدم وجود مقاهي ونوادي كما شاهدت في البحرين وتساءلت عن سبب عدم وجود مقاهي شبيهة في المملكة حتى ينفق السعوديون أموالهم في بلدهم.
ولا يفهمنّ أحد بأن المرأة السعودية حبيسة المنزل،فهي تتعلم في مختلف مراحل التعليم،بما في ذلك التعليم الجامعي،حتى أن هناك مبعوثات الى جامعات أجنبية،كما أن المرأة السعودية تمارس العمل في مختلف المهن كالطب والصيدلة والتمريض والهندسة والتعليم، ومنهن من حصلن على شهادة الاستاذية-الدكتوراة- ويعملن محاضرات في الجامعات،كما ان هناك نساء سعوديات يدرن شركات برؤوس أموال كبيرة جدا،ومنهن نساء أعمال يملكن الملايين ...الخ
أمّا المقالة الثالثة والتي كانت في نفس اليوم فهي لكاتب سعودي يلوم فيها الى درجة الهجوم على عميد كلية الطب في احدى الجامعات لدعوته أحد رجال الدين الدعاة، للمشاركة في مؤتمر طبي في الجامعة، ويتساءل الكاتب عن مدى فهم وقدرة وعلاقة رجال الدين للمشاركة في هكذا مؤتمر،وما جدوى حضورهم هكذا مؤتمرات؟ ويستذكر الكاتب أن هذا الداعية سبق له وأن هاجم الاختلاط في تلك الجامعة. ولاحقا نشرت صحيفة عكاظ السعودية حديثا مطولا للشيخ احمد بن قاسم الغامدي مدير فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة، يتحدث فيها عن جواز الاختلاط بعبارات رنانة منها:(الاختلاط طبيعي في حياة الأمّة، ومانعوه لم يتأملوا أدلة جوازه الصريحة) الى أن قال:(أنّ من يحرمون الاختلاط يعيشون فيه واقعا، حيث أن اختلاط الخدم في البيوت يعتبر من أشد مظاهر الاختلاط) وقال الغامدي:(لقد ارتفع ضجيج المانعين، وعلت اصواتهم في قضية " الاختلاط" مع أن الحجة مع من أجازه بأدلة صريحة صحيحة، فضلا عن استصحاب البراءة الأصلية ، وليس مع المانعين دليل إلا ضعيف الاسناد،أو صحيح دلالته عليهم لا لهم.)
وسرد الشيخ الغامدي في حديثه المطول عددا من الأدلة من السنة النبوية التي يشير فيها الى أنها تجيز الاختلاط.
وقد أيّد الشيخ الغامدي في رأيه عن الاختلاط الكاتبان محمد آل الشيخ، وعبد الله بن بخيت في صحيفتي الجزيرة والرياض السعوديتين، وذلك في أعمدتهما الصحفية التي يكتبان فيها بشكل يومي .
كما لقي حديث الشيخ الغامدي الصحفي ردود أفعال معارضة وغاضبة، ومن هذه الردود رد الشيخ عبد الرحمن الأطرم عضو مجلس الشورى السعودي حيث قال: (صحيفة عكاظ وضعت عنوانا مضللا حينما قالت ان هيئة الأمر بالمعروف تتصدى للاختلاط، وأن الهيئة جهة رسمية، وأن ما قاله الغامدي يمثل نفسه، وهذا من التلبيس في العناوين) كما(اعتبرت مجموعة من علماء الكويت يتقدمهم الشيخ د. عجيل النشمي رئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي رأي الشيخ الغامدي(فتوى شاذة)ومخالفة لما عليه الأئمة الأربعة،وعامة علماء المسلمين، وطالبت مجموعة العلماء في بيانها الإعلاميين(ألا يتناقلوا مثل هذه الفتاوي الشاذة التي قد يتأثر بها بعض ضعاف الايمان فيتحملون إثمهم ويبوؤون بوزرهم).
وقصة الشيخ الغامدي التي استقيتها من شبكة صخب أنثى الالكترونية السعودية والمقالات التي سبقتها وقرأتها في الصحافة السعودية، تظهر أن هناك حراكا ما يجري بين المحافظين ودعاة التجديد على الساحة السعودية، ولا بد أن يتمخض عن ولادة عادات وتقاليد جديدة، خصوصا وأن خادم الحرمين يدعم التحولات التجديدية كما أن هناك عشرات آلاف المبعوثين السعوديين الى مختلف جامعات دول العالم، وهؤلاء لا بد ان يتأثروا بما يشاهدونه في تلك البلدان، كما ان تقدم وسائل الاتصالات والمواصلات التي جعلت من العالم قرية صغيرة لا بُدّ أن يكون لها دور في ايجاد تغييرات حتمية الحدوث.
17-12-2009
يتبع






#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختتام فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية قبل ان تبدأ
- بين التجديد والمحافظة في السعودية
- الوداع
- منى فيها دين ودنيا
- من عرفات الى جدة
- من جدة الى عرفات
- يوم في جدة
- من الرياض الى جدة والعمرة
- عشرة ايام في الرياض-في السفارة
- عشرة ايام في الرياض- متى ستعود قدسنا؟
- في السعودية-3-المساجد والأسواق والفيصلية
- في السعودية-2-العاذرية والمتحف
- في السعودية - ناد ومركز ثقافيان
- السعودية بعيون فلسطينية
- السياسة العنصرية لبلدية القدس
- ما يجري في القدس ليس عفويا
- لا فرق بين أسير وأسير
- بدون مؤاخذة- للأقصى حماته
- بدون مؤاخذة-حروب اسرائيل والجريمة بحق الانسانية
- بدون مؤاخذة-لا أوحش الله منك يا رمضان


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - السعودية بين التجديد والمحافظة