أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - حديث الفكة ونبوءة موسى النداف!















المزيد.....

حديث الفكة ونبوءة موسى النداف!


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19 - 20:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في أمسية من أماسي أيام السنة الثانية للحرب العراقية-الإيرانية كنت جالسا مع صديق لي ، عراقي من أصول إيرانية ، يعمل ندافا في مدينة كربلاء، وكان رجلا نزر المعرفة ، شحيح التعلم ، لكنه كان يتلمس الأشياء عن قرب لخبرته التي اكتسبها من عيشه في إيران ، ومعرفته بطباع نفوس الإيرانيين .
قال لي واثقا ونحن نخرج مساءً من مقهى الروضة في ضاحية السيدة زينب من دمشق العاصمة : إن الإيرانيين لن يعطوا ( إقلاص ماي ) لأحد ، أي كأس ماء ، فكيف يريد صدام منهم أن يعطوه شط العرب ، وهم لا يعترفون حتى بهذا الاسم ويسمونه بدلا من ذلك بنهر : ارواند رود أي نهر الأنهار.!
وقبيل أيام من الآن كنت استمع الى مقابلة أجرتها فضائية الحرة مع وزير الثقافة والإرشاد الإيراني السابق الدكتور سيد عطا مهاجراني ، وكان وزيرا في حكومة رئيس الجمهورية السابق ، محمد خاتمي ، وفي معرض رده عن علاقة إيران بالعراق حيث قال دونما تردد : حتى اسم العاصمة العراقية ، بغداد ، هو فارسي !!!
ويبدو أن مهاجراني ، وزير الثقافة ! لا يعرف أن بغداد هي قرية بابلية عرفت بهذا الاسم على عهد الدولة البابلية التي دمرها ملك فارس كورش خدمة لليهود بعد السبي البابلي لهم على يد الملك البابلي ، نبوخذ نصر.
والمعروف عن اللغة الفارسية قديما وحديثا أنها عبارة عن لهجات متعددة ، فأهل مدينة رشت في الشمال يتحدثون بطريقة قد لا تكون مفهومة لدى أهل طهران ، يضاف الى ذلك أن اللغة الفارسية شحيحة المفردات ، حتى أن بعضهم قدر أن المفردات الدخيلة عليها خاصة من اللغة العربية تزيد على نسبة ثمانين بالمئة . وفوق هذا متى كانت تسمية مدينة في دولة ما برهانا على ملكية دولة أخرى لها ؟ فلو أن أحدا ما أراد تطبيق نظرية الوزير المثقف والإصلاحي الإيراني التي أشرت لها قبل قليل لوجب علينا أن نرسم خريطة جديدة للعالم اليوم ، فاسطنبول مثلا يجب أن تعود الى اليونان لأن اسمها جاء من اللغة اليونانية ومعناه "إلى المدينة" (is tin polin).
والآن صار لي أن أقول بثقة : إن إيران طامعة الى حد العظم بالعراق وثرواته ، وهي في كل ما قامت به من أعمال قتل وتخريب داخل العراق عن طريق عملائها في الحكومة أو بين الأحزاب العراقية الدينية منها والعلمانية على حد سواء هدفه ليس حماية الدين أو المذهب الشيعي ، وإنما هدفه واحد لا غير هو أن تقدم أمريكا ومن بعدها لندن لإيران حصة من ثروات العراق النفطية تماما مثلما قدم لهم الإنجليز الأحواز بنفطها ، هذا النفط الموشك على النفاذ كما تقول بعض التقارير ، فالإيرانيون أصحاب فضل قديم وحديث على الإنجليز فمن أجل إسقاط الإمبراطورية العثمانية قلب الشاه إسماعيل إيران من المذهب السني الى المذهب الشيعي الصفوي ثم أوجب أن يكون الحج الى مشهد بدلا من مكة ، وهو أول إيراني حج إليها مشيا على الأقدام ثم صار المشي سِنّة عندهم قبل أن ينتقل الى العراق .
لقد تحججت إيران بحجج واهية وهي مطالبتها العراق بتعويضات الحرب التي وافقت إيران صاغرة على إيقافها دون قيد وشرط ، وهذه النهاية الغير مقيدة لا ترتب تعويضا لإيران على العراق.
وإلحاح إيران على دفع هذه التعويضات ( نظرية كأس الماء لدى موسى النداف ) هو الذي جعل أحد عملائها في العراق ، وزير بريمر السابق ، محمد الربيعي أو كريم شهبوري أن يصرح مؤخرا : إن إيران تريد منا أن نعطيها الميناء العميق ! والمعروف أن الميناء العميق هو واحد من الموانيء العراقية في البصرة ، ولهذا السبب بالذات قامت هي باحتلال جزيرة أم الرصاص في شط العرب أكثر من مرة تحقيقا لهذا الهدف .
ورب سائل يسأل لماذا احتلت القوات الإيرانية حقل فكة النفطي الذي يقدر مخزونه بما يزيد عن مليون ونصف مليون برميل من النفط الآن ، وبهذا التوقيت ؟
والجواب يعود لتلك النقمة المتنامية في أوساط العرب الشيعة في وسط وجنوب العراق ضد التدخل الإيراني الفض بالشأن العراقي الداخلي ، ثم حرمان أهل الجنوب من حقهم الطبيعي في المياه التي منعتها هي عليهم بعد أن قامت بتحويل مجاري الأنهار التي تنبع من أراضيها وتنحدر فيما بعد الى الأراضي العراقية في الوسط والجنوب ، هذا المنع الذي أضر بسكان الوسط والجنوب كثيرا خاصة عرب الأهوار الذين رحلوا عن قراهم بعد الجفاف الذي أنزلته إيران بأهوارهم بعد أن حبست الماء عنها ، وهو الحبس الذي حدا بأحد مهندسي بلدية الناصرية أن يحتج عليه احتجاجا علنيا رماه بوجه وفد إيراني زائر برئاسة مستشار رئيس الجمهورية الإيرانية ، المدعو الدكتور حسن دانائي لمدينة الناصرية مؤخرا . والنقمة المتفاقمة هذه عند العرب الشيعة في العراق هي التي دفعت برئيس المجلس الإسلامي ، عمار الحكيم ، الى القيام بزيارات متعددة الى بلدان عربية في الآونة الأخيرة ، وهي التي دفعته الى أن يبدل في لغته كذلك حيث صار العراق على لسانه بلدا عربيا ، وأنه أي عمار يعتز بعروبته ، وبينما كان المجلس وأتباعه للأمس القريب يرفضون أن يطلق على الشيعة في العراق لفظ العرب ويستعيضون عن ذلك بلفظ شيعة آل البيت ! ويبدو أن التبدل الذي طرأ على لسان عمار الحكيم كان سببه الهزيمة المرة للمجلس في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة ، وكذلك سعيه للضحك على ذقون العراقيين من أجل الفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة بعد أن صممت لهم إيران ائتلافا جديدا قديما ألبسته صفة الوطنية بعد أن كان يلبس صفة الطائفية التي صار العراقيون ينفرون منها بعد ما جرت عليهم الموت والدماء والخراب .
ذاك جانب والجانب الآخر هو عدم رغبة إيران في أن يطور العراق علاقاته بالدول العربية ، خاصة علاقاته مع مصر التي ينوي نوري المالكي زيارتها في وقت قريب جدا ، فمن المعلوم إن إيران حاربت أي وجود عربي في العاصمة العراقية بعد سقوط نظام صدام ، وهناك الكثير من الدلائل التي تشير الى أن العصابات المرتبطة بجهاز المخابرات الإيراني ، إطلاعات ، هي التي قامت بخطف وقتل السفير المصري السابق ، إيهاب الشريف في العراق ، وهذه شهادة من صحيفة لوفيجارو الفرنسية التي كتبت :( إن أجهزة الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني هما من يقفان وراء خطف واغتيال إيهاب الشريف السفير المصري السابق ببغداد، وذلك للقضاء على دور مصر في العراق.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر دبلوماسية قولها، إن الاستخبارات الإيرانية أرادت باغتيال الشريف- الذي لم تعثر على جثته منذ الإعلان عن اختطافه ومن ثم قتله في يونيو من العام الماضي- "قطع الرجل المصرية عن العراق".
وعزت ذلك إلى رغبة إيران في إبعاد مصر عن الشأن العراقي بعد سقوط صدام حسين وفي ضوء وعودها لشخصيات سياسية تربطهم بها علاقات قوية بالعمل على منع تدخل الدول العربية في العراق.)
ولهذا يبدو أن الحكومة في العراق برئاسة نوري المالكي ردت علنا هذه المرة ، وفي مذكرة الى السفير الإيراني في بغداد على ما جاء في الأخبار التي نقلت : ( استدعت وزارة الخارجية العراقية الليلة الماضية السفير الايراني حسن كاظمي قمي وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة ودعته لابلاغ حكومته بضرورة اخلاء الحقل وانسحاب القوة العسكرية منه وانزال العلم الايراني من عليه فورا. كما طلبت الحكومة العراقية من سفيرها في طهران محمد مجيد الشيخ تسليم مذكرة دبلوماسية الى الحكومة الايرانية بضرورة اخلاء الحقل والدخول في مفاوضات معها لانهاء مشكلة الحقل سلميا.)
ومع ذلك فإن الحكومة في العراق لا تملك أكثر من هذا الرد المتضمن الدعوة الى حل سلمي وليس عسكريا لردع العدوان الإيراني واسترداد ما نهب من العراق في وضح النهار ، حتى أن الناطق باسمها ، علي الدباغ ، وهو من بطانة إيران في العراق ، قد قلل من حجم العدوان وسمى القوات المهاجمة بمجموعة مسلحة على الضد مما صرحت به القوات العراقية المرابطة قريبا من حقل فكة حيث قالت : إن القوات الإيرانية هي قوات مدرعة انتشرت حول البئر وقامت بحفر خندق حوله مثلما أقامت تحصينات لها هناك . وعليه يكون رد الحكومة في العراق في ردها ذاك ليس أكثر حظا من حظ المتنبي في بيته القائل :
لا خيل عندك تهديها ولا مالُ........فليسعدِ النطقُ إن لم تسعدِ الحالُ

وخلاصة القول هي متى تدرك الحكومة في العراق مثلما أدرك موسى النداف منذ سنوات طويلة خلت أن إيران ، وليس اليوم فقط ، طامعة بثروات العراق ؟ متى تدرك الحكومة ذلك ؟



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة سمراء
- شارع المتنبي : المظاهرة والقمع !
- إيران : الثورة والبطيخ ( 2 )
- إيران : الثورة والبطيخ
- دونما حب*
- الوحدة اليمنية : الوقت والظرف الخطأ(3)
- الوحدة اليمنية : الوقت والظرف الخطأ ( 2 )
- الوحدة اليمنية : الوقت والظرف الخطأ (1)
- الدينار
- رحلة في السياسة والأدب ( 4 )
- رحلة في السياسة والأدب (3)
- قصيدتان من زمن الصبا
- على أطراف المتوسط *
- الحريق الأمريكي – الإيراني للعراق
- المنهج الدراسي في العراق : تاريخنا وتاريخهم !
- مات آشي !*
- السود سيسودون في العالم !
- ورطة يا صولاغ !
- جنون شاعرة*
- الدولة في خدمة الطبقة الرأسمالية


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - حديث الفكة ونبوءة موسى النداف!