أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - من يعوض العراقيين عن قتلاهم؟














المزيد.....

من يعوض العراقيين عن قتلاهم؟


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 869 - 2004 / 6 / 19 - 05:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كل الموت والدم المسفوك في الشوارع وعلى الأرصفة العراقية، ياتي من أصابع عمياء لا يسري في شرايينها غير الحقد والكراهية للعراق والعراقيين. ألا يكفي يا اصحاب اللحى، ومدعي الأسلام ما ذاقه العراقيين من فجائع في عهود بطلكم الخائب، حتى تتخمونا بهذا الكم من الحزن على أناس لم يتوكلوا على غيرالله وهم يبحثون عن لقمة، يملئون بها بطون عوائلهم التي تنتظر، دون أن يعي هؤلاء المغدورون المقتولون، أن ناثري أشلائهم وسافكي دمهم قادمون لهم من خارج الحدود وهم يحملون مع ادوات تفخيخهم القرآن.
يزداد حزني ويشتعل فيَ الغيض حينما تتناقل الأخبار أن اهالي هؤلاء القتلة في السعودية والكويت وأيران ومدن عربية أخرى قد أقاموا لأرواح قاتلي أبنائنا، عزاءات الحداد والفاتحة المعلنة على مرأى ومسمع من الكل، حكومات ومجتمع، ومن المؤكد ان اياديهم كانت تمتد الى السماء بكل مداها وهم يدعون لهم بنعيم الجنة وفردوسها!! أليس في ذلك ما يشعل الغيض؟
حين أقتحم المجرم صدام دولة الكويت، وأشعلت ما سميت بحرب الخليج الثانية، كانت النتائج كارثية بكل المقاييس حسب جداول الأرقام وقوائم المتضريين التي ثبتتها مكاتب الأمم المتحدة، والمتضررون هنا تشمل ليس فقط العراقيين وغير العراقيين، بل شملت حتى من فكر فقط، بالسفر سياحة الى بلاد الهند والسند أو جزر الكناري، ولم تسعفه حافظته، بل حتى ذاك التي حطت طائرته أضطرارا في مطار ما، فتاخرت رحلته ليلة قضاها في فندق راق على حساب الشركة الناقلة، فما بالك بالكويت مثلا، التي نهبها صدام وحرس جمهوريته وجحافله من مرابع تكريت والعوجة والمدن التي تستظل بفيء كراماته التي لا تنتهي. أن للكويت ديون على شعب العراق تبلغ عشرات المليارات من الدولارات، وقد تجمعت هذه المليارات العديدة بسبب حماقة صدام، التي ليس للعراقيين فيها ناقة ولا جمل. ورغم ان العديد من الدول قد اخذت بعد سقوط نظام صدام وزواله، تسقط أو تجدول ديونها التي بذمة النظام البائد، لقناعتها بعدم مسؤولية الشعب العراقي عن حماقات الدكتاتور الطائش، وبالتالي فالأمر مختلف مع العراق الجديد، وحتى لا يفرخ هذا العراق الجديد أشباه صدام المتسم بالعجرفة وسوء النية، يتوجب مساعدة هذا البلد وانتشاله من أزمته التي هي بالتأكيد أزمة مؤقتة، سيما وأنه عازم على الخروج منها، الا أختنا وجارتنا الكويت، التي تتحمل الوزر الأكبر في صنع صدام ونظامه، فأنها لم تفكر حتى بجدولة أثمان القوائم التي اعدتها هي، عن الخراب الذي سببه الغزو الصدامي للكويت، والتي تضمنت اثمان كل شيء، من البرغي، الى ثمن آخرعقد طائرات حربية لم تستلمها من أمريكا. أما الأسرى الكويتيون الذي أحتجزهم صدام في في سجونه الرهيبة، والذي حرر عدد منهم، وأختفت آثار البقية الباقية، فالحكومة الكويتية لا تالوا جهدا للمطالبة بالتعويضات المناسبة لذوي اولئك المفقودين او الشهداء وحتى الأحياء الذين مسهم أذى صدام. أذا مطلوب من الشعب العراقي وفق المنطق الكويتي أن يدفع ثمن أخطاء صدام، رغم الطلاق الكاثولوكي بين الأثنين. انني لا أجد في ذلك ضيرا، حين يكون الطلب متصفا بالحكمة والعدل، ألا انني أستغربه حين يكون خاليا من التمييزبين الفاعل الحقيقي وبين فاعل متوهم تنتجه ذاكرة كويتية مشوشة بمعادلة يتساوى فيها الطرفان، الشعب العراقي وصدام. فهل يعقل أن يتحمل الشعب العراقي بشاعة أفعال صدام، لناخذ نحن العراقيين ولأجيال عديدة بجريرة ما فعله ذلك القاتل!!
أنني أضع أمام أنظار الحكومة العراقية المؤقتة الحالية، أو المنتخبة القادمة الدائمة أن تجهد في مطالبة كل الدول التي تسبب رعاياها في الموت والأذى للعراق والعراقيين بتعويضات عادلة لذوي ضحايا الأرهاب من العراقيين الذين قضوا أو الذين تضرروا من أفعال غير قانونية أرتكبها مواطنوا دول الجوار أو ما بعد الجوار، بسبب مسؤولية تلك الدول عن رعاياها، حتى لوكانوا عاقين عليهم وعلى ذويهم. فكل ما يطلب من العراقيين من تعويضات انما هي من أفعال حاكم جائر لا تسأل الرعية عن جرائره، ومع ذلك فليس غير أخوتنا وجيراننا الذين يطالبون الشعب العراقي بالتعويضات، رغم اننا العراقيين أكثر الناس أذى من نظام الجور في زمنه، ولا نزال غائصون في وحول تركته المفجعة التي صدرت ألينا أولئك القتلة بضمير مخدر بأفيون الخرافات.



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجلبي وتحت موس الحلاق
- الباججي و يا مغرب ، خرب
- الحكومة الجديدة، مشروع للضمير العراقي القادم
- المؤتمر الوطني للسلم والديمقراطية في العراق،تأسيس لعراق المس ...
- قاسم عبد الأمير عجام مثقف عراقي قتله حلمه الذي رواه بحب
- الفشل المصري الذريع في أحتضان كأس العالم 2010 فشل سياسي مخزي
- قذارة أن تمتهن كرامة الأنسان
- الطبقة العاملة العراقية - سرد تأريخي غير موثق
- العراق.. سيزيف بثوب جديد - هذيان الفرح والحزن
- الشاعرالفريد سمعان يا لجين يطرز الجبين - من وحي المناسبة
- مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية ـ أربيل خطوة الألف ميل الصحي ...
- بكره يذوب الثلج ويبان المرج
- شهادات وادي الخيول (كه لي هس به) لمناسبة العيد السبعين لتأسي ...
- لماذا لايصدر أي بيان مشترك عن زيارات رؤساء مجلس الحكم الى أي ...
- ضحك يشبه البكاء
- الثامن من آذار.. يوم تستحق فيه المرأة التهنئه
- قرنفلة حمراء للنصيرات بمناسبة 8 آذار
- يجب أن ننظر الى الماضي بغضب..
- كيف كان يحتفي أنصار الحزب بميلاده في جبال كردستان
- الأنتخابات العراقيه غاية كل العراقيين..ولكن!!


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - من يعوض العراقيين عن قتلاهم؟