أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - يا أيها الإنسان العربي !!















المزيد.....

يا أيها الإنسان العربي !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19 - 02:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإنسان والإنسانية والأنسنة والقانون الإنساني , مفردات لغوية في قاموس واقع اللغة العربية الغراء تمثل معاني لأوراق صفراء علي أغصان أشجار الطغيان والقتل والإستبداد في هذا القاموس اللغوي العربي , فليس من قيمة لهذه المفردات في تاريخ الإنسان العربي المقتول علي مشانق الفقر والمرض والجهل والإستبداد والطغيان .

هذا الكلام له صدي في تاريخ العرب والعروبة , وله أصوات تزأر به في تاريخ المفهوم عن الأديان في منطقتنا العربية أو حسبما يحب البعض أن يطلق عليه الأمة العربية , ولا أدري كيف يدعي ذات الإنسان العربي بأنه يوجد في أمة , وكيف يكون واقعه في ذات الأمة معلق علي قائمة الإنتظار بالقتل شنقاً أو فقراً أو مرضاً أو جهلاً , مما يستدعي حضور السؤال المر : وهل الأمة العربية فعلاً هي أمة الفقر والمرض والجهل والقتل وإحتقار وإذدراء إنسانية الإنسان بداية من دينه ومعتقده وصولاً لروحه وجسده في حالة حقيرة ومتدنية من الحرمان لحد الفقر والمرض اللذان يصلان به لمرحلة الإنتحار فقراً أو مرضاً , وهذا بخلاف صور القتل الحقيرة التي يتم قتل الإنسان العربي بها في صورة من صورها , وعلي وجه خاص إذا كان صاحب رأي أو رؤية سياسية تخالف النظام الحاكم في وطنه , كإذابة الجسد الفقير المريض المنهك بالأحماض الكيماوية في أحواض تعد لذلك حتي يكون المصير النهائي مع مياه المجاري , أو الزج بهذا الإنسان العربي خلف أسوار السجون والمعتقلات اللاآدمية التي لاترقي أن تكون حظائر مواشي , أو جعل الإنسان العربي في حالة إستمرارية تتشابه مع الحيوانات الداجنة في مسيرة حياته الإجتماعية والسياسية , ليكون دجاجة أو مايشابهها من الحيوانات الداجنة , وإن صادف حظه العاثر أن يكون ديكاً من الديوك التي لاتجيد إلا الصياح الذي حولناه بصياحه إلي ماسميناه آذاناً , فإن مصيره الذبح ليتم فصله عن باقي الحيوانات ويكون مصيره النهائي مائدة من موائد من يستحقون لحمه !!

أو يكون مصيره التغييب القسري المجهول .
يا أيها الإنسان العربي ماغرر بك إلا من ادعوا أنهم أوصياء الله وحماة دينه وحراس شرائعه , فهم من جعلوا لأنفسهم جنة الدنيا ليحرموك منها , ويحرموا علي أنفسهم نار الآخرة ليدخلوك فيها , فلا تأمن لمن عينه الحاكم داعية أو إمام لك أو عليك , فهم والسلطان قرناء الإستبداد والطغيان , يحللوا ويحرموا ما يطيب للسلطان فعله أو الإنتهاء عن فعله .

يا أيها الإنسان العربي طريقك إلي الله تعرفه أنت وحدك حسب قدراتك العقلية ومؤهلاتك النفسية , فكل إنسان ميسر لما يقدر عليه , فلا تكليف فوق الطاقة , ولا مقدرة لك فيما لاتستطيع فعله , ومن ثم فلا حاجة بك لمن يقدرون لك مصالحك , فوحدك أنت تستطيع أن تقدرها , وإن تكلم معك رجل أو عالم دين فقل له : أريد حرياتي وحقوقي , أريد جنة الدنيا وجنة الآخرة , أريد سعادة الدارين , دار الدنيا ودار الآخرة , قل له : أريد حقوقي المسلوبة , وادعوه أنت ليكون لك رديف ضد الطغيان والإستبداد فإن قال لك لا أستطيع فلا تسمع له وكشر عن أنيابك في وجهه وأطرده من مجلسك شر طردة .

لاتستمع إلي من غاب عقله وتاه رشده وضل فؤاده ووظف دينه خادم للحكام من أجل رواتب يتقاضاها , ومزايا وهبات ونعم يرفل فيها ويسعد بها وحده , وأنت المحروم منها بفعل الطغيان والإستبداد , فهم من قالوا لك إن الديمقراطية كفر , والعلمانية إلحاد والحريات فسوق وعصيان , وحقوق الإنسان إلتجاء لأعداءنا بالخارج , وهم من كفروا وفسقوا من هم سواهم في الدين , بل في المذهب داخل الدين الواحد , بل كفروا كل الفرق والجماعات والملل والنحل ممن هم ليسوا علي دينهم أو مذهبهم أوفرقتهم أو جماعتهم , وهم من قالوا بدار الكفر ودار الإيمان , ولم يعملوا يوماً للإنسان الفقير المعدم والمعذب بفقره ومرضه وجهله , وكانت أعمالهم طاعة للحكام فقط , ويظنون كذباً أنها طاعة لله ولأنبيائه ورسله .

لاتسمع لرجال دين حرموا السياسة , ودنسوا المصالح الإنسانية بمفاهيمهم الموظفة للطغيان , وجعلوا الطاعة للحاكم فرض عين , وعصيان الدستور وتزويره أمراً مباحاً حلالاً ذلالاً مادام الحاكم يرتضي ذلك , فهم من جعلوا الحاكم ظل لله , ومنهم من جعله إله , وأفحشهم سوءاً جعله نصف إله .

أيها الإنسان العربي يامن جعلك الإستبداد عبداً للحكام , وجعلك الطغيان مهاناً ذليلاً , وجعلك الفقر والمرض والجهل لاتتساوي مع الحيوانات الداجنة .
يا أيها الإنسان العربي يامن خذلك مثقفي أمتك العربية المزعومة , أو أمتك الإسلامية المتوهمة , يامن هربوا بحريتك وحقوقك وإنسانيتك في التاريخ القديم , وإنتظروا عودة حريتك وحقوقك وإنسانيتك لحين إكتمال أركان الوحدة العربية المزعومة , أو الوحدة الإسلامية المتوهمة .

معذرة يا أيها الإنسان العربي يامن تاجر بعقلك وحريتك وحقوقك حفنة من المثقفين الذين آثروا إلا إعلاء أرصدتهم في البنوك وكانت لهم الشاليهات والفلل والشقق الفارهة علي شواطي الأبيض والأحمر من البحار وتركوك للفقر والجوع والمرض والطغيان , فمعذرة لك لأنهم تحالفوا مع الطغيان والإستبداد بسوء قصدهم .

يا أيها الإنسان العربي يامن غرر بك من ظننت بهم أنهم قادة في الفكر والسياسة والثقافة , وهم أجهل من الدواب , ولا يرتقوا أن يكونوا دواب , وترفض الأشجار أن ينتموا إليها , فهم لاترقي بهم إلا الطحالب وحيدة الخلية , فهم من تاجروا بحريتك وحقوقك من أجل أهداف مزعومة في خيالاتهم المريضة , ونفوسهم الدنيئة , وعقولهم المختلة إلا من تحديد مصالحهم وأهدافهم فقط , فلم يقفوا ضد الإستبداد والطغيان وجرائم القتل التي ترتكبها أنظمة الحكم العربية ضدك , ولم يصطفوا من أجل الديمقراطية والحريات الإنسانية , ولم يسلكوا طريق ضد الطغيان والفساد والإتجار بالأوطان , ولم يقدروا أن يرسموا خريطة لوطن أو بأبسط التصورات مشروع وطن , بل تركوا الطغيان ينعم بأفكارهم الهزيلة , وخيالاتهم المريضة , وتصوراتهم الذهنية المختلة , التي تناصر في نهاية المطاف أنظمة القتل والطغيان بعدائهم لروح الإنسان , وعنصريتهم الكريهة , وديماجوجيتهم اللعينة , وإيديولوجياتهم الساقطة علي مشارف طريق الإنسان .

يا أيها الإنسان العربي لاتثق بمثقفي السلطة , ولا تأمن لهم فهم من يتاجروا بأمنك وحريتك وهم من يتلاعبوا بعقلك , وهم من يبتعدوا بقضاياك إلي مسارب أمل بعيدة عنك , وهم من يختلقوا قضايا وهمية من أجل العروبة أو القومية أو من أجل الإسلام والأمة الإسلامية , بدعاوي من قبيل الصهيونية والإمبيريالية العالمية , أو بدعاوي تحرير القدس وإعادة الأقصي , وهم من هم ؟

هم العاجزين عن مقاومة أنظمة الحكم العربية وتحريرك من ربقة إستعبادهم لك , ومن طغيانهم الواقع عليك , فكيف بهم يقاوموا طغيان الصهيونية والإمبيريالية العالمية , ولا يقدروا أن يقاوموا الطغيان القريب منهم , والإستبداد الذي تحت نواظرهم , والفساد المحيط بذواتهم وأنفسهم , لايستطيعوا تحرير عاصمة عربية من الإحتلال السلطوي الطغياني العروبي أو الديني ؟!!

يا أيها الإنسان العربي لا تأمن لأقوال مثقفي أمتك , ولا تنشغل بها فهي والوهم سواء بسواء , وإنما آمن بذاتك وبقدرتك علي إنتزاع حقوقك بكافة الطرق والأساليب والأدوات , فأنت أحق بذلك ممن يريدوا لك أن تعيش في مجتمع ماقبل القبيلة , فطريقك معروف وخطواتك مرسومة , وخريطتك محددة بالديمقراطية والحريات الإنسانية وحقوق الإنسان .

يا أيها الإنسان العربي لاتنخدع بشرعية مكذوبة , ولا بأقوال المثقفين المنسوخة , ولاتهتم إلا بالمشترك الإنساني العام فأبحث عن حريتك وتوائم مع ديمقراطيتك التي تناسبك وتناسب بيئتك الإنسانية المنشودة , بلا تفرقة بين دين ودين , ومذهب وآخر , وفرقة وأخري , ولا بين جنس وجنس , ونوع أو لون .

يا أيها الإنسان العربي إحتقر أنظمة الطغيان , واذدري مثقفي السلطة , وقاوم الفساد , وقاطع مؤسسات الإستبداد وافضح أساليبها , حتي يطلع علي أبواب فجرك الأمل .

يا أيها الإنسان العربي لاترضي لنفسك أن تكون اضحية للطغيان والفساد والإستبداد !!

طريقك لمصالحك الدنيوية معروف , وطريقك إلي الهك بحريتك المطلقة معلوم .

إبدأ عصيانك علي من يقف ضد مصالحك , وضد من يدعي معرفته بالله وحده . فهذا بداية طريقك للخلاص , فلا تنتظر فتوي من رجال أو علماء دين , ولا تبتغي سبيلاً للخلاص من مثقفي السلطان ومروجي ومعاوني الإستبداد والطغيان .

فهنا تستطيع أن تقول أنا الإنسان !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يابلادي
- الجبهة المصرية ضد التوريث : من يعمل لصالح من ؟!!
- إضراب قبطي لماذا؟!
- قانون لدور العبادة : قانون لعمارة الآخرة
- توظيف الإستبداد للفاشية الدينية : دراسة
- ثنائيةالإرهاب والإستبداد
- عن عقلي المحتجز : رد عقلي
- النذير والبشير : أزمة الشرعية بين الوطني والدولي
- شيخ الأزهر وشيمون بيريز : أصداء المصافحة مازالت مستمرة .
- تسفيه واذدراء الأديان : من المستفيد ؟!
- الكنيسة المصرية وزيارة أيمن نور: هل تكيل بمكيالين ؟
- زغلول النجار وصمويل العشاي : الإنتصار للمقدس علي حساب الإنسا ...
- عذراً يا إنسان !!
- أوباما : هل يعتنق الإسلام ويتحدث العربية ؟!!
- إبراهيم أبو العيش : جنة سيكم المصرية
- يوسف البدري !!
- القرآنيون
- الدين وصحيحه : من يمتلك صحيح الدين ؟!!
- خوف
- القتل المعنوي للآخر في المعتقد : بسمة موسي نموذجاً


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - يا أيها الإنسان العربي !!