أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - مصر مستعمرة وهابية















المزيد.....

مصر مستعمرة وهابية


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 19:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تم غزو مصر من الجزيرة العربية مرتين الأولى مع تأسيس إمبراطورية إبن الخطاب ليقوم قائده إبن العاص بتجريف ثروات مصر ونزحها إلى المركز الاستعمارى بالمدينة ومكة . . والثانية مع تأسيس إمبراطورية النفط الوهابية بواسطة داعيتهم الشيخ الشعراوى ليقوم بتجريف الشخصية والثقافة المصرية وتسليمها إلى المركز الرجعى بالرياض وجدة .
الشيخ الشعراوى قدم نفسه فى البداية كمحاضر فى علوم لغة القرآن .. وكان مجيدا فاستقبله مثقفى مصر بحماس .. عندما إنتقل إلى المرحلة التالية بتحوله إلى داعية لمذهب الوهابية وجد بعض المعارضة .. ثم يدفع به مرسليه مع سماح السادات ( السياسى ) ليصبح وزيرا يؤثر ويرسم سياسة الدولة وتوجهاتها .. ويشرف على نشر الحجاب والجلباب والذقن السنية وشركات توظيف الأموال الاسلامية .. ثم فى النهاية يحوله مريدوه إلى ولى من أولياء الله الذى يملك البركات ومفاتيح الأموال القادمة عبر البحر الأحمر .
الغازى الجديد مستخدما لأحدث إنجازات التكنولوجيا من كاسيت وتليفزيون وأقمار صناعية إستطاع أن يشكل مدرسة من الدعاة الممولين بالبترودولار فى مواجهة الدعاة الرسميين الذين يعيشون على مرتباتهم إنتهت بهزيمة الرسميين وتحول أغلبهم إلى مغارة الكنز وبتزايد عدد الصاخبين ترتفع الأصوات ويسيطرون على العامة والخاصة عائدين بمصر إلى زمن ما قبل نهضة محمد على ورفاعة الطهطاوى وجمال الدين الأفغانى ومحمد عبده وخالد محمد خالد ... والعود أحمد
الانفتاح الاقتصادى الذى قاده الرئيس الراحل أنور السادات وما أحدثه من تعديلات جذرية فى سلوك المصرى جعل جميع أنشطة حياته خاضعة للإسترزاق .. لم ينج منها الدين فسرعان ما تحول إلى تجارة ذات ربحية فائقة وعائد مجز ولا تحتاج إلا لإعلان التقوى بتربية الذقن أو لبس الحجاب وإدعاء العلم بأصول الدين ( الصحيح ) .. بدأت الموجات المتتالية من الباحثين عن الذهب تتواتر .. يرصدها المصرى بإندهاش .. فالممثلات اللآئى تحجبن بعد أن كسدت تجارتهن فى أدوار الإغراء وجدن أن إلقاء الدروس الدينية والزواج من مليونير إسلامى كان أكثر ربحية .. نجاح المجموعة الاولى منهن شجع الممولين الوهابيين على الاتفاق مع السماسرة فى القاهرة لزيادة أعداد التائبات الراجعات إلى حظيرة الإيمان والتقوى . ويبدو أن العائد السريع والكبير ( بعيدا عن خوتة النقاد والمخرجين ) جعل القائمة تتزايد بسرعة شديدة .
موجة أخرى من موجات البحث عن الذهب جاءت بين طلاب الجامعات وطالباتها الذين كلفوا لقاء أجر بالدعوة للعقيدة الوهابية سواء بالحسنى أو الإرهاب .. وبدأت محاكمات التفتيش تنتشر فى الجامعات خصوصا الإقليمية منها لتمنع جلوس الشباب بجوار الشابات أو تحرك أى زميل فى الحرم الجامعى مع زميلته إن لم يكن بينهما علاقة إحرام حتى لو كان أستاذا .. وتزايدت الموجة بواسطة ميليشيات الجماعات الدينية لتؤثر على نتائج الامتحانات ومنح التفوق والدراسات العليا , وأصبحت بعض الجامعات مثل جامعة أسيوط والمنيا تحكم تماما بواستطهم .. ويبدو أنه كان إسترزاقا مربحا لأنه إنتشر كالنار فى الهشيم خصوصا بين طلاب طب وهندسة ليصبح الزى الرسمى للطالبات الحجاب والجلباب الواسع الطويل وللشباب تربية الذقن وكث الشارب والملابس القصيرة التى لا تصل إلى الأرض أو الجلباب والطاقية الباكستانى .. وتوقفت أنشطة الموسيقى والمسرح والشعر لتنحصر فى مسابقات حفظ القرآن والأحاديث النبوية .
موجة اخرى من السادة المسترزقين إحتلت النقابات المهنية ( الهندسة والطب والمحاماة والصحافة ) وأصبحت جميع مجالسها تخضع للجماعات الدينية تحركها فى إتجاه مناصرة المناضلين فى أفغانستان ضد الشيوعية وفى الصومال ضد أمريكا وفى غزة ضد إسرائيل.. مع بناء الجوامع والمطالبة بعودة المرأة بالعودة إلى البيت للعناية بالنشء .. وإبعاد اليسار والحزب الوطنى الحكومى عن مراكز إتخاذ القرار .. ويبدو أن هذا كان مربحا لأنه سرعان ما أنشئت صناديق التكافل وتبرعات مساعدة المجاهدين وتوجيه ميزانيات النقابات نحو الأنصار المتشددين إسلاميا . وكم من مهازل إكتشفت بعد ذلك خاصه بالتربح وسرقة هذه الصناديق .
الموجة التالية كانت شركات توظيف الأموال وما صاحبها من كشوف البركة التى أتت على مدخرات عدد كبير من العاملين بدول البترول .. صدقوا وهم الاقتصاد الاسلامى .. ما صاحب مؤسسى هذه الشركات من تحالفات مع رجال السلطة ورجال الدين والممثلات التائبات يستغرق سرده زمنا أطول مما يحتمله هذا المقال .
محطات الفضائيات غير محدودة العدد التى تبث الدعاية الوهابية كان يلزمها من يشغل فراغها بأحاديث مسلية ووعظ مبسط مقابل عائد مجزى وهكذا ظهر دعاة متخصصون يتصفون إما بالسذاجة والهيافة يؤدون مسرحيات كوميدية .. منتفعين بخبرات الكنائس الأمريكية التى طورت أساليب الوعظ وجذب السامعين ..هؤلاء جنوا أرباحا طائلة من أصحاب الفضائيات وأصبحت لهم شهرة تنافس المطربين ولاعبى الكرة .. أما النوع الآخر فقد كانوا هؤلاء المتشددين الذين يقدمون الأفكار الوهابية خام دون تعديل أو تبديل وهؤلاء إضطروا لإفتعال معارك سخيفة حول إرضاع الكبير وآداب إستخدام المرحاض وما شابه بحيث إستطاعوا أن يكونوا ثروات طائلة من ممولى الوهابية وعمل تعويذات الرقية وفك السحر ومباركة الحائرات .
لاعبى الكرة أيضا كان لهم نصيبا ففريق السجَادين لم يحظ بالرعاية والدعاية إلا بسبب ما أشيع عن تقواهم ورضى الرب عنهم فإنهالت عليهم الأرباح والهدايا وإرتفعت أسعارهم فى بورصة المضاربات بحيث نسى بعضهم أنه لاعب كرة وتفرغ للوعظ أو لتجويد قراءة القرآن أو للعمل فى المحطات الفضائية الدينية ويبدو أن هذا أيضا أصبح ذو عائد أعلى من التعب فى الملعب .
لقد تحول الإيمان والدين إلى سلعة تباع وتشترى على أرض المحروسة ولكل حسب قدرته فى الحصول على جزء من الكعكة إبتداء من زمن الشيخ الوزير وحتى زمن الشيخ الأفندى او الشيخة المشخصاتية .
كتب الدين أيضا أصبحت الكثر مبيعا ولقد كان الموضوع أكثر سهولة من باقى الأنشطة فلم يكن مكتوبا من المؤلف إلا الحصول على مجموعة من الكتب الصفراء التى كانت منتشرة فى زمن الإنهيار الحضارى قبل محمد على ونهضته ثم إعادة تقديمها للقارئ مستفيضا فى شرح ويلات عذاب القبر وقدرات الثعبان الأقرع وعدد حور العين اللائى سيتمتع بهن المسلم الورع فى الجنة .. حتى تتجاوز مبيعاته بالآلاف .
بناء الجوامع وتأسيسها من التبرعات أو من الأموال القادمة عبر البحر الأحمر أصبحت تجارة رابحة أيضا وهكذا إنتشرت الجوامع والزوايا فى جميع قرى المعمورة مكان المدارس والأندية والمستشفيات لدرجة تدعو للدهشة .. جوامع خالية من الرواد .. يديرها دعاة قليلى العلم والخبرة .. ويؤذن بها رجال ذوى أصوات قبيحة منفرة تستخدم ميكروفونات عالية الصوت ذات ذبذبات غير منضبطة .
مواسم الحج والعمرة أنشئت لها شركات متخصصة يقوم أفرادها باستغلال الشبق الدينى لزيارة الأماكن المقدسة وسرقة عملائها إما بتقديم خدمة سيئة بأسعار مرتفعة أو النصب المباشر المتسبب فى غرقهم بعبارات متهالكة .
هوس التكسب الذى صاحب إستخدام الدين عندما إكتملت ملامحه أصبح ذو وزن إقتصادى لا يستهان به له بنوكه الاسلامية وشركات يعمل بها ذوى الذقون ونشاطات عديدة خصوصا تلك التى تتميز باستخدام التكنولوجيا الحديثة مثل التجارة فى أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الاتصال أو الإعلام .. والمدارس الخاصة ذات الاتجاه الدينى والمستشفيات والمستوصفات الملحقة بالجوامع .. ثم بدأ يتسلل خطوة خطوة نحو المؤسسات الحكومية والشركات العامة ليتحكم فيها رجال منهم كل همهم أن يطهروها من الأقباط و " الحريم " ويؤدون فرائض الدين بكثافة علنية بغض النظر عن درجة الكفاءة التى يؤدون بها مهام وظائفهم .
وهكذا إكتمل الغزو لتصبح مصر للمرة الثانية مستعمرة خاضعة لقادمين من الجزيرة العربية يسيرها رجال الوهابية كيفما يريدون وتورد لهم جنود الإنتحار بالمفرقعات فى أى مكان يختارون على الأرض وعلماء توفيقيين كل همهم إثبات ان الغرب لم يات بجديد لم يذكر فى القرآن والسنة ....وأصبحت مصر فى إنتظار محمد على جديد .







#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلعة الفولاذية السوداء تتحرك
- لوحات الجد حسن و غضب الله
- الكورال الحكومي و الدكتور البرادعي
- آسف..قضية التطور يمكن ان يلحقها ضرر
- صعود وسقوط القوميه العربيه
- اللي يعوزه البيت يحرم علي فريق الكره
- خسارة ... فريق السجَادين لن تفهموا أبدا
- مسلسل رمضانى
- بمرور الزمان هل يشعر قاضى ( الدولة الاسلامية ) بالأمان !
- حديث لصحفى مبتدئ مع خبير صرف صحى
- حفريات سلوكية من زمن البداية
- الى الصديق - سليمان ينى - الذى سألنى ببراءة - إنت لسة ما حجت ...
- الى حفيدتى التى لم توجد بعد- ماعت -
- الرسالة الثانية لحفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -
- حفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - مصر مستعمرة وهابية