أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهدي الداوودي - متى نتعلم نن التاريخ














المزيد.....

متى نتعلم نن التاريخ


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 19:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو إننا لا نريد أن نتعلم من التاريخ، كما ولا نريد أن نستفيد من أمثالنا الشعبية التي لم تطرح اعتباطا. ولاشك أنه تكمن وراء كل مثل تجربة مريرة أدت إلى ظهورها إلى حيز الوجود. ويبدو أن ظاهرة عدم الاستفادة هذه عامة وموجودة في كل مكان وزمان، الأمر الذي أدى إلى الفيلسوف الألماني هيجل أن يقول: "الدرس الوحيد الذي تعلمناه من التاريخ، هو أننا لم نتعلم أي شئ". وهناك مثل عراقي قديم، يبدو أنه قادم من الزمن العثماني، مفاده: "لا تدوس تخته جرك". وأما المثل الكردي فيقول" إذا جاء أجل الماعز، فإنه يأكل خبز الراعي". أجل، إن الماعز إذا تورط بأكل خبز الراعي أو إذا حاول ذلك، فإن هذا سيريه نجوم الظهيرة ويشبعه علقه لم يعهد بها من قبل.
والآن، من يتحرش بمن ومن يقلد من؟ ومن يريد أن يحول أرض بلاده إلى ساحة لحرب طاحنة، سوف تتم فيها تجربة وتقييم جيل جديد من الأسلحة الفتاكة؟ ناهيك عن وضع مصير وحدة البلد، المتكون من قوميات كبيرة مختلفة في مهب الريح، ولا سيما إذا كانت موضوعة "حق الأمم في تقرير مصيرها" مسألة غير موجودة في قاموسهم.
هذا البطل الذي يحكه جلده ويلوح بقنبلة ذرية موهومة مهددا اسرائيل والولايات المتحدة وبعض دول المنطقة، هو أحمدى نجاد الذي لا يريد أن يتعلم، ليس من التاريخ البعيد حسب، بل من التاريخ القريب أيضا. كان صدام حسين، تجتاحه أحلام نابليونية ويريد أن يؤسس، كمرحلة أولى، إمبراطورية عربية من الخليج إلى المحيط، وكمرحلة ثانية، بعد صحوته الإيمانية، امبراطورية عربية – إسلامية تحت قيادته. ولذلك لوح هو الآخر بالقنبلة الذرية الموهومة التي جلبت له ولحزبه ودولته والشعب العراقي كل هذه المصائب. ومن أجل تحقيق مشاريعه العدوانية، أعلن حرب إبادة ضد الشعب الكردي وحول العراق إلى سجن كبير. أسس التصنيع العسكري وجهز نصف مليون جندي واشترى آلاف الدبابات ومئات الطائرات المقاتلة ومئات الألوف من المعدات العسكرية المختلفة. وورط الجيش العراقي بالقتال ضد إيران فاحتلال الكويت الخ من العنتريات. ولكن، كيف كانت النتيجة؟ وأين ظلت قادسيته وحواسمه وقلعته المحصنة؟ الكل رأى كيف أخرجه الأميركيون مثل جرذي تائه من حفرته الضيقة.
والآن يأتي أحمدي نجاد ليقلد هذا المخلوق الأرعن الذي خلق من نفسه بطلا أسطوريا بين مجموعة من أنصاف الرجال، بيد أن الفرق بين هذين (البطلين) هو أن صدام كان مستبدا بنفسه ودكتاتورا لا يتسلم الأوامر إلا من خياله المريض وتاريخ حياته حافل بالولاءات المشبوهة والاغتيالات والإجرام، تعود نشأته الأولى إلى أيام كان سائقا معاونا (سكن) سائق تاكسي بين بغداد وتكريت. وأما أحمدي نجاد فله خبرة في الجاسوسية والاغتيال أيضا وهو من المساهمين في عملية اغتيال شرفقندي، سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني / إيران. وكان من العناصر الصدامية فيما يسمى بالحرس الثوري. وهو مخلص لوالي ولاية الفقيه كالنعجة، ولذلك عينه الرفسنجاني في حينه صانعا للشاي (جايجي) في مضيفه وذلك لتأكده من إخلاصه وبأنه لا يدس السم في استكانه.
سألت ذات مرة أحد الذين يعرفونه عن كثب عن الأسباب التي دفعته للوصول إلى مركزه الحالي، فأجاب أنه دمية جيدة بيد أصحاب القرار الإيراني ويجيد لعب الدور المطلوب منه. وأنه بمثابة ترمومتر يجسون به نبض الأمريكان أو اسرائيل، فإذا دقت ساعة الخطر الجدي، فإنهم سيضحون به ويرمونه كأي قشرة، ملقين مسؤولية تعكير العلاقات على عاتقه. وهذا هو جزء من أسلوب التقية التي يفرضها العمل السياسي.
ترى، ماذا يريد أحمدي نجاد؟ بل ماذا يريد إيران؟
قبل فترة صرح نجاد بكل وقاحة أنهم في حالة خروج الأمريكان من العراق، سيدخلونه لملء الفراغ وكأن العراق خان جغان. وهم من جهة يدعون أنهم يدعمون الحكومة والشعب العراقي ومن جهة أخرى يتعاونون مع القاعدة لتهريب الإرهابيين عبر الحدود. وفي الجنوب والوسط تورطوا بالتدخل الفض في شؤون الإدارات المحلية وقطع الماء وتشجيع اغتيال المحافظين وأتباع الحوزات وتصفية وكلاء السيستاني الذي لا يريد أن يسير على نهجهم. هذا بالإضافة إلى تشكيل شبكة من القتلة للانتقام من الضباط الذين اشتركوا في الحرب العراقية-الإيرانية وشراء الذمم باسم المذهبية والطائفية.
قبل فترة ألقت قوات التحالف في تكريت القبض على أثني عشر إرهابيا، كان بينهم ضابط مخابرات إيراني. يا للصدفة الغريبة. وبعد ذلك ألقت القوات الأمريكية القبض على خمسة إيرانيين في أربيل عاصمة إقليم كردستان، كانوا يعملون كدبلوماسيين. وأخيرا وليس آخرا يعلن الجيش الأميركي اعتقال أحد ضباط فيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني في مدينة السليمانية، متهما المعتقل بالتورط في نقل العبوات الناسفة والقنابل الخارقة إلى العراق، وتدريب المسلحين وإدخالهم إلى هذا البلد، خلافا للمبادرات الدبلوماسية التي أعلنت مؤخرا. وخلق هذا الإجراء إحراجا للحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان التي سبق أن دعت هذا الشخص ضمن وفد تجاري لزيارة كردستان. إذ أن القوات الأمريكية تجاوزت بذلك حرمة الجهات المسئولة واخترقت صلاحياتها القانونية.
وإذ يصرح السفير الأمريكي السابق في بغداد رايان كروكر في لندن: "لدينا أدلة قاطعة على تورط الإيرانيين في دعم التمرد"، تقول طهران إنها تنتج دبابات وناقلات جنود مدرعة وصواريخ وقذائف بحرية.. تماما كما كان يفعل المقبور صدام.
هل هذه لهجة دينية – شيعية متسامحة لدولة ولاية الفقيه؟ أم أنها عويل قومي-شوفيني استعلائي لسياسة توسعية جعلت من المذهب الشيعي غطاءا لتحقيق وإثارة النعرة القومانية؟
إنها مجرد لعبة بالنار. ولنر من يحترق في أتونها..



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكردية في تركيا
- لماذا يعلن القاتل عن جريمته؟
- تأملات
- حول مفهوم الديمقراطية
- على هامش حملة المثقفين العراقيين هل هي مشكلة عدنان الظاهر فق ...
- وداعا قحطان الهرمزي: أحد أعمدة جماعة كركوك
- سر غياب حمه جان
- كامل شياع ، ميدالية شرف الكلمة
- لمصلحة من هذه الحملة ضد الكورد؟
- دعوة مخلصة لسياسة واقعية
- كردي فيلي يبحث عن هويته
- إلى اليسار در
- إبراهيم الداقوقي في ذمة الخلود
- حذار من توريط البيشمه ركه في القتال
- أن نكون أو لا نكون


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهدي الداوودي - متى نتعلم نن التاريخ