أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود عكو - تركيا والمواجهة الكردية المفتوحة














المزيد.....

تركيا والمواجهة الكردية المفتوحة


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 18:07
المحور: القضية الكردية
    


لم يدم طويلاً شهر العسل التركي الكردي، فما لبث أن بدأ مجلس الأمة بمناقشة مشروع العدالة والتمنية لحل القضية الكردية في البلاد، حتى أصدرت المحكمة الدستورية العليا قرارها بحظر حزب المجتمع الديمقراطي أكبر الأحزاب الكردية المرخصة، وحظر النشاط السياسي لرئيسه أحمد تورك والعشرات من قيادي الحزب.

تركيا التي اتجهت في السنوات الأخيرة لإيجاد حل للقضية الكردية في البلاد، والتي تقف كأحد أهم الأسباب الحائلة دون انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. نزع حظر حزب المجتمع الديمقراطي أخر ورقة توت، لتكشف عورات الساسة الأتراك، وحقيقة توجهاتهم في شأن حل هذه القضية التي دفع الطرفان فيها الكثير من الدم والمال.

إن قرار حظر حزب المجتمع الديمقراطي من قبل المحكمة الدستورية العليا، ضرب عرض الحائط كل المبادرات التي قامت بها الحكومة التركية برئاسة حزب العدالة والتمنية. بل أظهرت زيف التوجه التركي لإيجاد حل لقومية يتجاوز عدد مواطنيها العشرين مليون إنسان، ذاقوا في السنوات العشرين الماضية أقسى ما يمكن أن تذوقه أمة في العصر الحديث. حيث فتح النظام التركي الحرب عليهم، لجأ عشرات الآلاف منهم إلى الجبال كمسلحين في مواجهة النظام، وشرد القمع التركي الآلاف من ديارهم وأحرقت مئات القرى الكردية واتبعت سياسة التطهير العرقي بغية تغيير ديموغرافية كردستان تركيا. إلا أن صمود هذا الشعب في مواجهة الآلة العسكرية أثبتت بأنه شعب يحب الحياة ويقاوم من أجل أن يعيشها.

كان حري بالمحكمة الدستورية العليا رفض طلب الحظر، أقله أن تمنح الفرصة للمضي في المشروع الإصلاحي المقدم من الحكومة، وإن لم يجد ذلك نفعاً، حينهاً تستطيع المحكمة إصدار هذا الحظر. إن القرار شل كل الحراك الذي قام به أردوغان وحكومته وكل من أيقن بضرورة حل القضية الكردية في البلاد.

إن ما قامت به تركيا في السنوات الأخيرة من الانفتاح باتجاه كردها، عزز فرصة إيجاد حل للقضية الكردية في البلاد التي تشترك تركيا معهم في وجود قضية كردية، تؤرق ساستها، وتزعج مخابراتها. وخاصة بعد أن وجد كرد العراق ملجأً أمناً لهم. الأمر المختلف كلياً في كل من إيران وسورية، لا زال هناك الكثير من الظلم والاضطهاد يمارس بحق القومية الكردية في هذين البلدين.

لقد فتح قرار المحكمة الدستورية العليا في تركيا، المواجهة مع الكرد في كل مكان من البلاد، أقلها المواجهات التي يقوم بها المواطنون الكرد في الشوارع في مواجهة الشرطة والأمن التركي، احتجاجاً على قرار المحكمة. وقد يلجأ الكرد إلى سلك طرق أخرى للاحتجاج، الخيار العسكري ما زال في المواجهة مع النظام التركي من قبل مقاتلي حزب العمال الكردستاني، ومن يقاتل لأكثر من عشرين سنة خلت، لا يضره إن استمر في قتاله وهو أساساً لم يوقف هذه الحرب المفتوحة، بالرغم من آلاف الشهداء والضحايا.

تركيا في مواجهة حقيقية مع الداخل التركي. لن يقف حزب المجتمع الديمقراطي وأنصاره صامتين أمام هذا القرار، وربما لن يكون فقط انسحاب كتلته من مجلس الأمة القرار الوحيد الذي سيتخذه الحزب في المرحلة المقبلة، بل فتح قرار الحظر المواجهة على مصراعيها بين شعب تعود على الشقاء، ونظام له باع طويل في القمع والفتك. إن تركيا تحاول إعادة كتابة تاريخ الظلم والاضطهاد وقمع القوميات.

المواجهة التركية الأخرى ستكون مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا، اللذان انتقدا قرار الحظر، داعيان تركيا إلى العدول عنه. فالقرار سيؤثر بشكل مباشر على محادثات تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي، وقد تلجأ أوروبا إلى فرض المزيد من الضغوط على تركيا في شأن القضية الكردية. وربما تعيد أمريكا بعض حساباتها مع تركيا، بل من الممكن أن تلجأ إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى ممارسة دورها في هذه القضية، خاصة أن أوباما سبق وأن اجتمع مع رئيس حزب المجتمع الديمقراطي أحمد تورك، في معرض زيارته لتركيا، حيث استمع إلى شرح مفصل عن القضية الكردية في البلاد، وسعي الشعب الكردي ليعيش حياته بعيداً عن الظلم والاضطهاد.

على تركيا إعادة النظر في قرار حظر حزب المجتمع الديمقراطي، وفتح النقاش مرة أخرى لحل القضية الكردية في البلاد، لعل وعسى ينهي هذا النقاش أزمة قومية من أكبر قوميات تركيا والشرق الأوسط، القومية التي ذاقت وتذوق الظلم والاضطهاد منذ عقود، سعت وتسعى بكل ما لديها للعيش بكرامة وحرية وأمان.




#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتجه تركيا لحل القضية الكردية؟
- في شأن الحب والموسيقى وأحلام كثيرة
- عندما تبث سانا أخبارها بالتركية
- كم الأفواه.. تراجيديا يومية في سورية
- هل يطلق سراح رياض سيف لأسباب إنسانية؟
- عندما تودع أغنية.. إلى آرام تيكران
- الحب في زمن الأنفلونزا
- الرحيل إلى ضفة الألم ... إلى فارس مراد
- عندما تَعشق سلمى.. تُقتل
- النوفرة
- الثورة على الثورة
- الكرد في سوريا أزمة حاضر وغياب مستقبل
- مشروع قانون الأحوال الشخصية السورية..استمرار الانتهاكات في ظ ...
- عندما تعشق البيريفانة
- آذار بهار
- في عيدها العالمي ما تزال المرأة أسيرة الاضطهاد بكافة أشكاله
- إنما الخيانة في آبائك الكرد
- الفتوى التي قتلت ميكي ماوس
- جمهورية الحجب... تقرير عن حجب المواقع الإلكترونية في سوريا
- ما تزال النار متقدة في كل المشاعل


المزيد.....




- اعتقال 3 أشخاص بعد اكتشاف مخبأ أسلحة في مرآب سيارات في شمال ...
- إصابات.. الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة والقدس
- شهداء وجرحى باستهدف خيام النازحين برفح ولجان توزيع المساعدات ...
- غزة: كابوس المجاعة لن يطرد إلا بالمساعدات
- الأمم المتحدة: مكافحة الإرهاب تتطلب القضاء على الفقر أولا
- غزة تحولت اليوم إلى معرض لجرائم الحرب الحديثة في العالم
- لماذا ترفض إسرائيل عودة النازحين إلى شمال القطاع؟
- تعذيب وترهيب وتمييز..الأمم المتحدة تكيل سلسلة من الاتهامات ل ...
- كابوس المجاعة في غزة -يناشد- وصول المساعدات جوا وبرا وبحرا
- فيديو خاص حول الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود عكو - تركيا والمواجهة الكردية المفتوحة