أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سلمان بارودو - شمولية علم الاقتصاد














المزيد.....

شمولية علم الاقتصاد


سلمان بارودو

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 08:28
المحور: الصحافة والاعلام
    


إن علم الاقتصاد من العلوم الاجتماعية يبحث في ناحية معينة من النشاط الذي يقوم به الإنسان باعتباره عضوا في الجماعة وخلال هذا النشاط تنشأ بين الأفراد علاقات اقتصادية. ولكن هناك علاقات أخرى قانونية واجتماعية وسياسية تكون لها أهمية على نشاطهم الاقتصادي.
وان الاقتصاد السياسي علم حديث نسبيا مقارنة بباقي العلوم وهو في تطور مستمر فان حدوده ما تزال غير مستقرة ويسعى دائما إلى توسيع دائرة موضوعاته ولا بد من محاولة تحديد علاقاته مع العلوم الأخرى مثل : علم النفس، والاجتماع، والسياسة، والفلسفة والرياضيات وعلوم أخرى..
فقد كان آدم سميث وجون ستيورات ميل وغيرهما يعتبر أن علم الاقتصاد هو علم الذي يدرس قوانين زيادة الثروة في حين يعرفه الاقتصادي الانكليزي الفرد مارشال بأنه " من ناحية دراسة للثروة، ومن ناحية أخرى أكثر أهمية هو جزء من دراسة الإنسان"، فالاقتصاد عند ميل إذن هو دراسة للسلوك الإنساني في محيط الجماعة ولكن من أجل الحصول على الثروة.
بينما يرى آخرون بان الاقتصاد السياسي هو علم دراسة السلوك الإنساني كعلاقة بين أهداف وبين وسائل نادرة ذات استعمالات مختلفة، وبمعنى آخر فان الاقتصاد السياسي عند هؤلاء هو علم الاختيار في ضوء الموارد المتاحة، بحسب هؤلاء فان: " الاقتصاد هو دراسة تأثير الندرة على السلوك الإنساني في ظل الظروف التي يكون للأفراد والجماعات فيها حرية الاختيار في تخصيص الموارد النادرة ذات الاستعمالات البديلة وبين الأهداف المتعددة والمتنافسة".
غير أن التحليل العلمي الدقيق والمعمق الذي اتبعه كارل ماركس في التحليل الاقتصادي وتبيان مرحلية الأنظمة ما قبل النظام الاشتراكي يؤكد ان ما كان يقصده ماركس في التناقض بين علاقات الإنتاج ومستوى تطور القوى المنتجة ما هو إلا العقبة التي تقف في طريق تعظيم الدخل الحقيقي وانه عالج مسألة التوزيع كعلاقة تبعية لتلافي حدوث الأزمات الاقتصادية التي تؤدي إلى عرقلة نمو القوى المنتجة.
وان هذا التعريف يتفق تماما مع مفهوم الماركسي للاقتصاد السياسي على انه علم اكتشاف قوانين تطور المجتمع لان تعظيم الدخل الحقيقي يستوجب بالضرورة تحقيق التوافق بين علاقات الإنتاج ومستوى تطور القوى المنتجة الذي يشكل فقدانه السبب الرئيسي في تهديم النظام الاقتصادي الاجتماعي، والاقتصاد السياسي كعلم بشكل عام يعتمد منهجا علميا في التحليل، ينبع من طبيعته كعلم اجتماعي يتناول قوانين الحركة الاقتصادية في النظم الاجتماعية.
لقد طور ماركس مفهوم الاقتصاد السياسي في كتابه "نقد الاقتصاد السياسي" ليحوله إلى علم دراسة قوانين تطور المجتمع ذلك انه بتطبيق قوانين المادية الجدلية على حركة التاريخ صاغ قانونية تطور المجتمعات من نظام اقتصادي إلى آخر فيكون علم الاقتصاد السياسي قد انتقل على يدي ماركس إلى علم القوانين الاجتماعية التي تحكم إنتاج السلع والخدمات وتوزيعها على المستهلكين أي أولئك الذين يستخدمون السلع لإشباع حاجاتهم الفردية أو الجماعية، وبكلام آخر فان الاقتصاد السياسي كما يقول عنه أوسكار لانج " هو علم قوانين النشاط الاقتصادي الاجتماعي ".
وفي ضوء ما سبق يمكننا القول أن هناك اتجاهين في تعريف الاقتصاد السياسي:
الاتجاه الأول : ينظر إلى الاقتصاد السياسي كعلم يبحث في سلوك الإنسان الاقتصادي بصرف النظر عن الشروط التاريخية والاجتماعية التي تحيط بهذا السلوك ويرى أنصار هذا الاتجاه بأن السلوك الاقتصادي يخضع لقوانين عامة وواحدة في جميع المجتمعات. انهم ينظرون إلى الاقتصاد السياسي كعلم مجرد عن الشروط المحيطية وكتقنية اجتماعية مهمتها زيادة الرفاه الاقتصادي.
الاتجاه الثاني : يعتبر الاقتصاد السياسي علم دراسة الظواهر والعلاقات الاقتصادية باعتبارها ظواهر وعلاقات ذات طبيعة تاريخية واجتماعية، وبمعنى آخر فان علم الاقتصاد السياسي كتقنية اجتماعية يتغير من نظام اقتصادي اجتماعي إلى آخر.
وان الواقع والتاريخ يوضحان لنا مدى ارتباط السياسة بالاقتصاد، لأن كل قرار سياسي يحمل في طياته نتائج اقتصادية معينة بل ان القرار السياسي ليس إلا تركيزا لمصالح اقتصادية معينة، ان إدارة شؤون الدولة والجماعة تقتضي فهما عميقا لفعل القوانين الاقتصادية، وفي نهاية المطاف جميع القرارات السياسية تعبر عن مصالح اقتصادية معينة، فقرار الحرب والسلم لهما حساباتهما الاقتصادية، وإقامة العلاقات الخارجية مع الدول الأجنبية لها حساباتها الاقتصادية هي الأخرى.
ولهذا كان من الضروري بمكان على السياسي أن يستشير علماء ورجال الاقتصاد في الآثار الاقتصادية المترتبة على أي قرار سياسي ينوي اتخاذه.
وهناك علماء آخرون يرون أن شمولية علم الاقتصاد تعطي مردودا أكبر لأن:
*- النظرة الشمولية العامة التي تحيط بالظاهرة من كل جوانبها هي النظرة المثمرة. ذلك ان النظرة الضيقة ومن جانب واحد فقط تخفي عن الباحث حقائق كثيرة. وحيث أن علم الاقتصاد من العلوم الاجتماعية المتعلقة بالإنسان الاجتماعي بكامل أحاسيسه ومشاعره وسلوكه فمن غير الممكن التوصل إلى استنتاجات شاملة وسليمة إليه من جانب واحد. ولهذا يرى البعض ضرورة توسيع أفق علم الاقتصاد وعدم التشدد في التخصص فيه، فمثلا تخصص الاقتصادي بمجال التنمية الاقتصادية بشكل ضيق قد يخفي عنه الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على زيادة الاستثمارات.
*- تقدم علم الاقتصاد مرتبط بالتقدم الذي تحققه العلوم الأخرى الطبيعية منها والاجتماعية، فتطور التقنيات وعلم النفس والكيمياء ينعكس بدوره على تطور علم الاقتصاد والعلوم الاجتماعية التي يعتبر علم الاقتصاد بمكانة المركز منها ليست لها حدود سوى الانسان نفسه.




#سلمان_بارودو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة التخلف الاقتصادي
- مؤتمر كردي سوري -وجهة نظر الأستاذ فيصل يوسف-
- دعوة للمراجعة
- سلامة قلبك...د.أحمد أبو مطر
- منبر الحوار المتمدن في عامه السابع
- ماذا تخفي السلطة وراء حملة الاعتقالات وجلسات المحاكم؟؟.
- متطلّبات الشراكة ومستقبل العمل المشترك
- هل باستطاعة أحد اجتثاث السياسة من الحياة؟!.
- العمل من أجل ممارسة الديمقراطية قولاً وعملاً
- عبارات دامعة في ذكرى رحيل المبكر لابن عامودا البار-حسن أبو د ...
- ثقافة التسامح وقبول الآخر المختلف
- لماذا الخوف من قول الحقيقة...!!
- تهانينا الحارة للحوار المتمدن
- الوصولية والانتهازية الحزبية
- ندوة حوارية للسيد زردشت محمد حول إشكالية المصطلح السياسي
- حوار مع الكاتب والمثقف سلمان بارودو
- جدلية العلاقة بين الوطن والمواطن
- ثقافة الاعتراف والحوار مع الآخر
- لماذا هذا الجدار بين المثقف والسياسي!!!؟
- الحوار هدف مطلوب كغاية وكوسيلة...


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سلمان بارودو - شمولية علم الاقتصاد