أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اسماعيل رمضان - الجبهة الشعبية اصالة تحتاج الى تجديد لفراغ يبحث عن امتلاء















المزيد.....

الجبهة الشعبية اصالة تحتاج الى تجديد لفراغ يبحث عن امتلاء


اسماعيل رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2861 - 2009 / 12 / 17 - 22:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


احتفلت الجبهة الشعبية بانطلاقتها الثانية والأربعين في وضع الساحة الفلسطينية ابعد ما تكون فيه عن الاحتفال، فالتمزق والشرذمة والانقسام واستمرار قضم الاراضي وتعثر المفاوضات كلها امور من السوء الذي يستوجب وقفة جادة لرؤية اين اصبحت القوى اليسارية من دوافع انطلاقها بالاساس، وهل ما زالت اسباب النشوء قائمة وهل ما زالت قوى اليسار تمثل حقا وفعلا استجابة حقيقية لمتطلبات التحرر الوطني والاجتماعي.

ان الجبهة الشعبية منذ انطلاقتها في عام 67 مثلت دورا طليعيا في الكفاح والتأثير، سواء على المستوى الفكري او السياسي او الميداني، وكانت جزءا مهما في ابراز القضية الفلسطينية كقضية وطنية وتحملت مسؤولياتها، اضافة لكونها جاءت كاستجابة لحاجات القوى الشعبية في التغيير، وليس خافيا على احد دور الجبهة في النضال الوطني الفلسطيني، ولسنا بصدد ذكر اهميه دورها وحجم مشاركتها بقدر ما نريد ان نؤكد على ان الجبهة والاسباب التي جاءت استجابه لها من احتلال وظلم اجتماعي ما زالت قائمه وحاجة النضال الوطني والتحرري الفلسطيني يحتاج الجبهة الشعبية وقوى اليسار الآن اكثر من اي وقت مضى

ان القوى الحية كالمجتمعات والمنظمات والاحزاب السياسة تتغير على الدوام وجسم الجبهة الشعبية كأداة نضالية ضد المحتلين تحتاج رغم اصالتها الى تجديد بعد مرور اكثر من اربعين عام على نشأتها، هذه الحاجة لا تستدعيها رغبه ذاتية انما هي استجابة لظروف ومتغيرات الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ودخوله محطات ومراحل تجاوزت تفصيليات بعض المفاهيم البرنامجية والفكرية والتنظيمية، ولكي نفهم بنيه الواقع علينا النظر اليه من خلال كونه مجموعة من المحطات المترابطة في وحدة كلية تحتفظ فيها كل مرحلة بسماتها الخاصة والمنفردة التي تميزها عن غيرها من المحطات، ووضوح الرؤية السياسية والفكرية لدى ادوات العمل الوطني ومنها الجبهة الشعبية بالضرورة عليه ان يكون تفسيرا حيا لهذه المحطات، وعلاقتها بالمحيط العربي والدولي.

ان الواقع الفلسطيني يتغير بناء على نمو طبيعته الخاصة، وتغير العوامل المحيطة به ايضا بالاضافة لكونه جزء منه فمرحلة اوسلو والانتفاضة الثانية قد فصلت مسرح العمل السياسي وقسمت الادوار وفق المصالح السياسية والطبقية لكل طبقة من طبقات المجتمع الفلسطيني، وابرزت على اشد ما يمكن الاجهزة الامنية والمنتفعين من السلطة في جهة وابرزت الفقراء والوطنيين واللاجئين في جهة اخرى، حتى ان التقسيم الواقعي هذا بات واضحا للعيان.
ولقد استفادت منه القوى الاسلامية خاصة ان الدور الريادي لحركه فتح قد تراجع بسبب عدم فصل نفسها عن السلطة، ولان اليسار يطرح نظرة صحيحة من الناحية النظرية ويكون ليس متخلفا عن الوقائع فحسب بل يكون متخلفا ايضا عن رؤيته ونظرته الخاصة للاحداث، وصعوبة الظروف الاقتصادية وتراجع القوى الوطنية دفع المواطن ان يكون ذو توجهات اسلامية بطابع سياسي وليس بطابع ديني.

وكون الجبهة الشعبية من اوائل فصائل العمل الوطني وفصيلا اصيلا في الرؤية والفعل الوطني والتكوين الفكري الانساني، كونه فصيلا يدافع بصلابة عن الحقوق الوطنية وينحاز لمصلحة المعدمين ويطالب بالتغير الاجتماعي وبناء دولة قائمة على العدل والمساواة تحترم فيها المرأة وحقوق الانسان، فان الجبهة الشعبية ليست اختيارا نخبويا بمقدار ما هي استجابة لحاجه وطنية واجتماعية.

منذ بدء مفاوضات اوسلو اعلنت بعض قوى اليسار الفلسطيني ومن ضمنها الجبهة الشعبية عن تخوفها من نتائج هذه المرحلة، التي اعتبرتها نتيجة لاختلال ميزان القوى، وناتج هذا الاختلال لن يأتي في مصلحة الفلسطينيين، مع الأخذ بعين الاعتبار ان الجبهة الشعبية واليسار اعطي اهمية للعنوان السياسي وهو مواجهة التفريط الا ان تعقيدات وتفصيلات الواقع اكبر من مجرد شعار سياسي، فالحياة اليومية لها متطلباتها ايضا، ولم تكن الجبهة الشعبية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وبداية مرحلو اوسلو قادرة على البناء الأيديولوجي والممارسة السياسية من خلال النضال اليومي على المستوى السياسي، وتحول عملها الوطني الى مجموعة ممارسات فردية متباعدة لا يربطها سياق له القدرة على الجمع والتوحيد والتنظيم، ليس على صعيد الافراد وحسب بل على صعيد الجماعات والطبقات والجماهير،
ولم يتمكن اليسار وفي مقدمته الجبهة الشعبية من ممارسة العمل السياسي بثبات وعزم وتصميم ، وان يخلق منه حالة صراع مع القوى الرجعية وقوى الاحتلال بل تراجع في ممارسته اليومية الى مستوى المعالجات المطلبية المباشرة التي يستطيع القيام بها اي مؤسسة اجتماعية او منظمة اهلية، وبهذا كانت الجبهة الشعبية غير قادرة على الاجابات على الاسئلة التي تطرحها تفاعلات الواقع الوطني والديمقراطي من مهام، وان كانت القوى اليسارية قد طرحت شعارات صحيحة من وجهه نظر السياسة على العموم، فلم تستطع هذه الشعارات ان تصبح في التفاصيل ممارسة حية تتكتل حولها الجماهير وتصبح ناظم لها في حركتها، مما يدفعنا للتفكير بضرورة ايجاد تيار وطني ديمقراطي وخلق بدايات نجاح هذا التيار الذي يعمل ويفكر من اجل انجاز المهام الديمقراطية ومهام التحرر الوطني.

وكما جاء في بيان الجبهة الشعبية في ذكرى انطلاقتها 42 عن ضرورة العمل على انجاز تيار وطني ديمقراطي تقدمي في الساحة الفلسطينية، يأتي تعبيرا عن حاجة وطنية واجتماعية تستدعيها ضرورات العمل الوطني اليومي والسياسي الاستراتيجي ، نؤكد في هذه العجالة على صوابية ما ورد في البيان، ونؤكد على حاجة الواقع الموضوعي لقوى اليسار الفاعلة في الساحة ما بين فتح الوطنية بشقيها المنخرط في السلطة وبشقيها الرديف للسلطة بجذوره الوطنية الاصيلة ايضا، وما بين الاسلاميين السياسيين الذين قد نجد موقفهم السياسي لاعتبارات محلية او إقليميه صحيحا، ولكن اليسار يختلف معهم في قراءة الوطن ومفهوم الوطنية ومفهوم القومية والمجتمع والحياة اليومية والديمقراطية، وعلى اليسار المتجدد ان يفصل نفسه ويظهر نفسه بأكبر قدر من الوضوح والتمايز عن التيار الاسلامي السياسي في ذات الوقت الذي يعبر فيه عن احترامه للدين كمكون اساسي من ثقافة كل مجتمع عربي ذو جذور اسلامية.
ان المطالبة بوجود تيار يساري او تجمع ديمقراطي تقدمي، لا يعبر عن رغبه ذاتيه نسوقها، بل حاجة موضوعية يتطلبها من جهة عدم انهاء الصراع العربي الاسرائيلي ومن جهة اخرى ميل المجتمع الفلسطيني نحو الاستقرار واخذ درجة من الخصوصية بحكم وجود السلطة كأمر واقع، الامر الذي يستوجب اخد مصالح الفئات والطبقات والمجموعات وطبيعة اصطفافها بعين الاعتبار، والتعبير عنه من خلال ادوات واحزاب تشكل حماية لهذا المجتمع من عسف الافراد وعسف السلطة، التي ترتكز رغم قشورها الديمقراطية على ارادة الفرد والاجهزة الامنية، اضافة لكونها مقيدة باشتراطات اوسلو ودعم الدول المانحة حليفة اسرائيل، فالمجتمع الفلسطيني بحاجه لان يعبر عنه بغلاف من الانشطة والفعاليات والمؤسسات والاحزاب كي تشكل ضمانة وحماية له من الفساد والديكتاتورية والتفرد والظلامية، على مستوى طريقة الحكم وضمانة لمنع التفريط في قضايا الحل النهائي مثل الحدود والقدس واللاجئين.

ان ولادة تيار يساري جديد يكون امتدادا للجبهة الشعبية وقوى اليسار الفلسطيني، ليس فقط قرارا في الهيئات المركزية لهذه القوى، بل استحقاق ميداني وتاريخي وسياسي، لكنه يواجه بمعوقات موضوعية وذاتية، ومنها اشكالية احلال قيادة جديدة وبنية تنظيمية لتحل محل مكونات اليسار الحالي، خاصة وانه في مرحلة الترهل نشأ منذ اوسلو جيل كامل يحتاج لاعادة تربيه وصقل وتنظيم، وعملية الاحلال لا تكون فقط بالافراد والهيئات بل ايضا باسماء القوى السياسية التي يجب ان تكون تسميتها وشعارها مناسبا لمرحلة ولادة التيار الجديد، فالحفاظ على الاسماء والاشكال التنظيمية التي كانت سببا في تراجع اليسار لن تكون لا القابلة ولا الحامل لأجنة المولود الجديد، ان كل عملية تجديد لاصالة واستيعاب مراحل جديدة والاتساع لهضمها بأقل قدر من اليسر يحتاج الى ولادة خلاقة وجرأة ووضوح رؤية وإرادة صلبة، ففي ظل الحديث عن ازمة تنظيمية لماذا لا يتم التخلص ممن هم اسباب هذه الازمة، وبدلا من وصف الازمة المالية باكثر من شكل وسوقها كعذر اقبح من ذنب لماذا لايتم التخلص ممن يقفون وراء عدم حلها، وبدلا من المطالبه بالديمقراطية في الساحة الفلسطينية لماذا لا يكون انتخابات في داخل الاطر التنظيمية وهدم الاشكال التنظيمية البائدة واستبدالها بأدوات عمل جديدة، وبدلا من المراوحة في الهوية السياسية والفكرية والاصرار على ان تكون العقيدة القديمة التي اصلا لم يتم اكتمال فهمها سابقا واجترارها بنواقص فهمها السابقة، والتشبث بالرؤية الايديولوجية رغم ان العالم واليسار يعيد صياغة نفسه نظريا وسياسيا وتنظيميا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

لا اريد في هذا المقال ان اقترح برنامجا تفصيليا لرؤية سياسية او فكرية او تنظيمية ، بقدر ما اريد التأكيد على ما ورد في بيان الانطلاقه 42 للجبهة الشعبية والتاكيد على نضالية هذا الفصيل واصالته، وان الانطلاقة يجب ان لا تكون مهرجانا وتذكير بل يجب ان تكون انطلاقة حقيقية في الفعل اليومي والوطني والقومي والإنساني، وترسيم ووضع حجر الاساس لولادة التيار اليساري فعلا لا قولا فحسب، والا تحجب الشجرة الغابة وان تكثر الاحاديث في الميكروفونات والخطابات لاناس يتحدثوا كثيرا كي لا يقولوا شيئا ولا نريد ان نسمع جعجعة ولا نرى طحين .
ان الاشكال التي استهلكتها المراحل والتاريخ يجب ان تكسر لتتيح للمحتوى الجديد ان يولد فما عادت حاجتنا للتيار اليساري حاجه تراكمية في حدود الموجود، ولو كانت كذلك لتمت منذ زمن الا انها ولادة على الاغلب بديل عن الموجود لهذا يتم اعاقة ولادة هذا التيار اليساري رغم الحاجة الموضوعية والفراغ في الساحة الفلسطينية الذي يبحث عن امتلاء، فلتكن انطلاقة الجبهة الشعبية وغيرها من قوى اليسار اصالة تحتاج الى تجديد لفراغ يبحث عن امتلاء.



#اسماعيل_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اسماعيل رمضان - الجبهة الشعبية اصالة تحتاج الى تجديد لفراغ يبحث عن امتلاء