أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد الحمداني - مَنْ يتحمل مسؤولية إرهاب القوى الفاشية والإسلامية المتطرفة















المزيد.....

مَنْ يتحمل مسؤولية إرهاب القوى الفاشية والإسلامية المتطرفة


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 869 - 2004 / 6 / 19 - 05:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يشهد عالمنا اليوم تصاعداً خطيراً لموجات الإرهاب التي تتبناها القوى الفاشية والإسلامية المتطرفة في مختلف بلدان العالم بوجه عام ،وفي منطقة الشرق الأوسط بوجه خاص ، وتشهد الساحة العراقية ،والمملكة العربية السعودية ذروة هذا الإرهاب الذي نشهده كل يوم ، والذي يثير القلق المشروع لدى الشعوب المبتلية بهذه الآفة الخطيرة من حيث فقدان الأمن ،وتعرض الممتلكات العامة والخاصة للدمار والخراب وإزهاق الأرواح البريئة نتيجة لعمليات السيارات المفخخة ، وزرع المتفجرات في الطرقات ، وعمليات الاغتيالات التي تستهدف رجالات الدولة والعاملين الأجانب في المشاريع الاقتصادية المختلفة ، مما يؤثر بالغ التأثير على العملية التنموية في هذه البلدان ، والعراق خير مثال على ذلك حيث توافقت المساعي الإجرامية لأنصار النظام الصدامي الفاشي المدحور والساعين لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء واستعادة فردوسهم المفقود ،مع عصابات القاعدة وجند الإسلام ومجاهدي الإسلام ،وغيرها من المسميات الإرهابية الأخرى التي تتخذ من الإسلام ستاراً لعملياتها الإجرامية مع شديد الأسف ، حيث يجري التشويه البشع للدين الإسلامي الحنيف الذي هو برئ من هذه الأعمال الإجرامية .

لماذا كل هذه الموجات الإرهابية التي جرت وما تزال تجري اليوم ؟
من هي الجهة المسؤولة عن خلق القاعدة وانتشار جرائمها في مختف بلدان العالم ، وفي عالمنا العربي على وجه الخصوص ؟
من الذي ساهم في خلق حزب البعث بفكره الفاشي في العالم العربي ومن جاء به للحكم ؟ ومن أمده بكل مقومات الحياة لكي يستمر في الحكم طيلة ما يقارب الأربعة عقود ؟

إن الإجابة على هذه الأسئلة ليس من الصعوبة بمكان ، فالولايات المتحدة كان لها الدور الحاسم في خلق القوى الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها القاعدة ، والتي استغلتها كأدوات في صراعها مع الشيوعية أبان الحرب الباردة في أفغانستان ، ومن ثم في البوسنة وكوسوفو والشيشان ، كما كان لها الدور الحاسم في قيام نظام حكم ديني متطرف في إيران ،لكي تمنع حسب اعتقادها آنذاك التمدد السوفيتي نحو الخليج ، لكنها خلقت لها فيما بعد متاعب كبيرة مع هذا النظام كما هو معروف للجميع .
لقد مارست الولايات المتحدة على حكومة السعودية ودول الخليج الضغوط من أجل تجنيد ما يسمى بالمجاهدين العرب في أفغانستان والبوسنة والشيشان وكوسوفو ، بعد أن يجري غسل أدمغتهم في المدارس الدينية المعدة لهذا الهدف وإشباعهم بمعاداة الشيوعية ، كما ضغطت على تلك الدول لكي تقدم الدعم المالي لهذه النشاطات الإرهابية في تلك الدول ، بل لقد تعدتها حتى إلى نيكاراغوا لدعم العناصر المسلحة لثوار [الكونترا]والمناهضة للحكم فيها آنذاك بغية إسقاطه بعد اتهامه بالمولاة للإتحاد السوفيتي آنذاك .
لقد زرعت الولايات المتحدة الريح الصفراء لهذه القوى الظلامية لتنتشر في مختلف بلدان العالم ناشرة العاصفة الهوجاء بكل ما تعنيه من خراب ودمار وقتل لم تسلم منه الولايات المتحدة نفسها كما جرى في الحادي عشر من أيلول بمركز التجارة العالمي في نيويورك ، والبنتاكون في واشنطن .، ثم امتدت لتشمل أندونيسيا والفليبين واسبانيا وكينيا والجزائر ومصر والأردن واليمن ، وهي اليوم تركز نشاطها الإجرامي في العراق والسعودية ناشرة الإرهاب والخراب والدمار والموت فيهما .

كما أن الولايات المتحدة كان لها الدور الحاسم في نشوء حزب البعث بفكره القومي الشوفيني الفاشي لكي يكون نداً للأحزاب الشيوعية العربية ، وبالتالي استخدامه في صراعها ضد الشيوعية في المنطقة العربية ، ولقد قدمت الولايات المتحدة كل ما أمكنها لإيصال حزب البعث إلى السلطة في العراق عام 1963 ، في سعيها لإسقاط حكم الزعيم عبد الكريم قاسم قائد ثورة 14 تموز الخالدة والانتقام من قائد الثورة وصحبه الأبرار الذين اسقطوا النظام الملكي المرتبط بعجلة الإمبريالية الأنكلوأمريكية ، وأقاموا لأول مرة في العراق منذ خروجه من هيمنة الاستعمار العثماني عام 1915 ووقوعه تحت الاستعمار فالانتداب البريطاني الذي ظل مهيمناً على العراق حتى قيام الثورة .
كما قدمت الولايات المتحدة ما أمكنها مرة أخرى لوثوب حزب البعث على السلطة عام 1968 من خلال تدبير الانقلاب العسكري ضد نظام عبد الرحمن عارف الضعيف آنذاك خوفاً من استلام اليسار للسلطة .
لقد قدم حزب البعثيين العراقيين خدمات جُلى للولايات المتحدة طيلة سنوات حكمهم التي امتدت 35 عاماً ، وتجلت خدمات الحزب بأجلى صورة في حربهم لدولة إيران بالنيابة عن الولايات المتحدة ، تلك الحرب التي دامت 8 سنوات وزهقت أرواح أكثر من نصف مليون عراقي ، ناهيك عن المعوقين والأرامل والأيتام ، وأتت على كل مدخرات العراق ، بل وأغرقته بالديون ، هذا بالإضافة إلى تدمير البنية التحية للعراق اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وصحياً .
فهل أن الولايات المتحدة لم تدرك أن لكل شيئ جانبان ، جانب سلبي وجانب إيجابي ، أو ما يُدعى بالنقيض ونقيضه ، فقد انقلب السحر على الساحر ، وباتت الولايات المتحدة في مجابهة حادة وواسعة مع قوى متخفية غير نظامية كانت هي المساهم الأكبر في خلقها ، لتظهر في الظلام لكي تضرب ضربتها وتهرب ، أو لكي تنتحر لتنال الجنة التي وُعدت بها في تلك المدارس الدينية بالنسبة لقوى الإرهاب الإسلامية التي تحالفت مع أيتام النظام الصدامي في العراق لتعيث فيه خراباً ودماراً وتقتيلاً باسم الإسلام الذي هو براء منها !!! .
أن الولايات المتحدة بسياساتها غير المتوازنة وغير العادلة فيما يخص القضية الفلسطينية ودعمها ألا محدود لسياسات حكام إسرائيل العدوانية تجاه الفلسطينيين بوجه خاص والعرب بوجه عام ، وتغاضيها عن احتلال إسرائيل للضفة الغربية وغزا والجولان ومزارع شبعا ، وعدم تنفيذ كافة قرارات الأمم المتحدة فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي ، وسكوتها عن الجرائم التي يرتكبها حكام إسرائيل بحق الفلسطينيين كل يوم تقدم المبررات للإرهابيين لكي يتخذونها ذريعة لتنفيذ جرائمهم ، وما لم يتم حل القضية الفلسطينية بالشكل الذي يرضي الفلسطينيينن ويؤمن لهم وطن حر مستقل وحياة آمنة وكريمة فلن يسود الأمن والسلام في المنطقة والعالم أجمع ، وأن أي اعتقاد بإمكانية القضاء على الإرهاب بالقوة فقط مكتوب له الفشل ، وعلى الولايات المتحدة بكونها القوة الأعظم في عالم اليوم ، وحامية إسرائيل ومصدر قوتها وتجبرها على العرب أن تعي هذه الحقيقية ، وتتخذ لها طريقاً آخر في تعاملها مع القضية الفلسطينية ومع جيرانها العرب بما يحقق الأماني الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ،ويعيد الأراضي المحتلة إلى بلدانها ، وهذا هو السبيل لمعالجة مسألة الإرهاب وسحب البساط من تحت أقدام الإرهابيين ، وحرمانهم من أي مبرر لأعمالهم الإجرامية .
وعلى الولايات المتحدة أن تنبذ دعم الحكومات الدكتاتورية التي تضطهد شعوبها ،وتثبت بالدليل العملي القاطع سعيها الحثيث نحو إقامة نظام عالمي جديد قائم على العدل والحرية والديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان ، والكف عن الكيل بمكيالين في تعاملها مع قضايا الشعوب ، وهذا هو السبيل لقيام عالم جديد يسوده السلام بين الشعوب .
وعلى البلدان الإسلامية ، وأخص منها بالذكر السعودية أن تعيد النظر في مناهج مدارسها الدينية والقائمين على إدارة شؤونها من خلال نتقية تلك المناهج من أي دعوات للإرهاب والعنف والقتل وسلب المواطنين لحرياتهم الفكرية وعقائدهم وحرياتهم ، وإبراز كل ما يمثل الجانب الإنساني الداعي للمحبة والأخوة الإنسانية التي يزخر بها القرآن الكريم ، وتربية المجتمع بهذه القيم الإنسانية النبيلة التي تعكس الوجه المشرق للدين الإسلامي والحيلولة دون تشويهه وربطه بالإرهاب .
وعلى حكامنا العرب أن لا يتركوا المدارس الدينية أسيرة إما لجهلة لا يدركون جوهر الإسلام الحقيقي ، أو أنهم يستخدمون الإسلام عن علم ودراية وسبق إصرار وسيلة لتربية جيل من الإرهابيين لأهداف وغايات سياسية معروفة .
وعلى دول العالم الغنية أن تدرك أن الفقر هو المرتع الخصب للإرهاب والإرهابيين ، وأن معالجة هذه الآفة الخطيرة [ الفقر] هو السبيل القويم والفعّال لكبح جماح الإرهابيين ، فليس من العدل أن تتضور الملايين جوعاً في حين تنعم فئات محدودة بحياة الترف والنعيم وتكتنز الثروات الجسام على حساب بؤس وعذابات الملايين ، فلا بد أن يسود العدل في عالمنا ، ولا بد من التوزيع العادل للثروات بما يحقق العيش الكريم للشعوب .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن أن يتوب البعثيون القتلة يا سيادة رئيس الوزراء ؟؟؟
- في ذكرى كارثة حرب 5 حزيران 1967 مسؤولية الأنظمة العربية في ا ...
- القيادة العراقية الجديدة والمهمات الآنية الملحة
- ماذا تخطط الولايات المتحدة للعراق ؟
- هذه هي حقيقية مقاومة المخربين!!
- أعيدوا راية 14 تموز،ومدينة الثورة لبانيها الشهيد عبد الكريم ...
- أرفعو ايديكم عن العراق وشعبه!!
- الشعب العراقي والخيارات المرة!!
- أي كابوس دهانا - في ذكرى حملة الأنفال الفاشية
- ماذا يريد السيد مقتدى الصدر ؟
- التآخي العربي الكردي حجر الأساس الصلب لعراق ديمقراطي متحرر
- في العيد السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي مسيرة نضالية ش ...
- تحية لأشقائنا الكورد في عيد النورز المبارك
- بعد عام من الاحتلال ،العراق إلى أين ؟
- تحية للمرأة العراقية في عيدها الميمون
- المجرمون يصبغون شوارع كربلاء والكاظمين بالدماء ينبغي قطع رؤو ...
- مزوروا التاريخ ،حازم جواد نموذجاً
- لماذا تتجاهل الولايات المتحدة تخريب قناة الجزيرة ؟
- الوطنية العراقية أو الطوفان!!
- في الذكرى الحادية والأربعين لأغتيال ثورة 14 تموز وقائدها الش ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد الحمداني - مَنْ يتحمل مسؤولية إرهاب القوى الفاشية والإسلامية المتطرفة