أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة الأبعاد في الحياة الكردية الجزء : (٣)















المزيد.....

تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة الأبعاد في الحياة الكردية الجزء : (٣)


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 02:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كركوك والفيتو التركي ... زئير الأسد


يطالب أكراد العراق بإلحاق مدينة كركوك ـ الغنية بالنفط ـ بإقليم كردستان، إلا أن التركمان والعرب في المدينة يعارضون هذه الخطوة، ويبلغ عدد سكان كركوك نحو مليون نسمة، وهم خليط من التركمان والأكراد والعرب مع أقلية كلدوأشورية، وتنص المادة 140 من الدستور العراقي ـ الذي وضعته أميركا بعد احتلالها العراق ـ على تطبيع الأوضاع في كركوك ثم إجراء استفتاء لتحديد مصيرها قبل نهاية العام الجاري 2007، وهو ما تعارضه تركيا بشدة لخشيتها من أن يؤدي إلحاق كركوك بالإقليم الكردي إلى تقوية النزعة الاستقلالية لدى الأكراد، بعد حصولهم على الموارد النفطية الكبيرة في كركوك.


وحثت تركيا مرارا حكومة بغداد وقوات الاحتلال الامريكى فى العراق على القيام بحملة صارمة ضد عدد يقدر بنحو 4000 مسلح ينتمون لحزب العمال الكردستانى يستخدمون شمال العراق نقطة انطلاق لشن هجمات على اهداف داخل تركيا. وقالت انقرة انها "تحتفظ وفقا للقانون الدولى بحق ارسال قوات الى شمال العراق للتعامل مع المتمردين".


شد وجذب


غضبت تركيا بوجه خاص فى الأيام الأخيرة بسبب تصريحات رئيس اقليم كردستان مسعود البارزانى التي هدد بارزاني تركيا بالتدخل في قضية ديار بكر (أكبر مدينة بالمنطقة تقطنها أغلبية كردية جنوب شرقي تركيا) وعدد من المدن التركية الأخرى في شئونها الداخلية، وذلك في حال تدخل أنقرة في قضية مدينة كركوك العراقية. ونقلت الصحف التركية عن برزاني قوله: "إذا تدخلت تركيا في كركوك لدعم بضعة آلاف من التركمان، فإننا سنتحرك لمساندة 30 مليون كردي في تركيا".


وجدد بارزاني ـ يوم الثلاثاء 10 ابريل الجاري ـ تهديده : " أقولها بكل صراحة، إنه لا يمكننا القبول لأية جهة بالتدخل فى مسألة كركوك، لأن أى تدخل فيها سيؤدى إلى تعقيد الأمور وليس حل المشكلة". أضاف "نحن سندافع عن قضيتنا العادلة ولن نركع". وانتقد بارزانى الموقف التركى فى الحديث عن مسألة كركوك قائلا إن "مسألة كركوك مسألة عراقية لا يحق لأى دولة أجنبية التدخل فيها" وإن "هذا الموضوع يجب معالجته وفق المادة 140 من "الدستور"ء الذى وضعه مجلس الحكم المنحل برئاسة بول بريمر أنذاك. وجدد بارزانى تمسكه بتصريحاته بالقول "نحن لا نقبل التهديدات من أحد، وكما لا نتدخل فى شئون الآخرين، فعلى الآخرين أيضا أن لا يتدخلوا فى شئوننا".


ولم تقف تركيا ساكنة أمام تصريحات بارزاني فقد وجه رئيس الوزراء أردوغان بدوره تحذيرا شديد اللهجة إلى برزاني وإلى أكراد العراق من الثمن الباهظ، الذي قد يدفعونه عقب هذه التصريحات . وقال أردوغان: «هناك شمال عراقي محاذ لتركيا يرتكب خطأ جسيما في طريقة تصرفه، وهذا قد يرتب عليهم ثمناً باهظاً، بارزاني تخطى الحدود، وأنصحهم بألا يتفوهوا بكلام لا يستطيعون تحمل عواقبه، وأن يدركوا حجمهم لأنهم قد يسحقون جراء هذا الكلام». أضاف " أردوغان": "لقد اجتاز برزاني بهذا الكلام كلّ حدوده مرة أخرى، وعليه ألا يثير غضب تركيا بتهديداته". وحذر كورشياد توزمن وزير الدولة لشئون التجارة الخارجية التركى الادارة الكردية بشمال العراق من مغبة اختبار قوة إرادة أنقرة، مؤكدا أن تركيا مدت يد العون لكثير من الدول التى كانت بحاجة لذلك، وخصوصا الأكراد فى شمال العراق. وقال " توزمن" : "قد تحول تركيا يد الصداقة التى تبسطها نحو الجميع إلى قوة ضاربة موجعة لمن يستحقونها".


محاولات للتهدئة


لإخماد الأزمة السياسية المشتعلة بين تركيا والعراق المحتل ولاحتواء التصعيد السياسي المتبادل، رفض الرئيس العراقي الموالي للاحتلال جلال طالباني تصريحات برزاني وأبدى طالباني ـ في اتصال هاتفي بأردوغان ـ "أسفه العميق إزاء هذه التصريحات مؤكدا أنها لن تؤثر على العلاقات التركية – العراقية، كما اقترح طالباني على رئيس الوزراء التركي إرسال لجنة تركية محايدة للتحقيق فيما إذا كان هناك زحف كردي نحو كركوك.


حقيقة كركوك


يشاهد زائر المناطق الشمالية في العراق عبارة بارزة، كتبت بعناية كبيرة على سفوح الجبال، تقول «كركوك قلب كردستان»، وتثير هذه العبارة أسئلة عديدة، لمن يشاهدها في تلك الأماكن، فيراجع الجانب الجغرافي، ليكتشف بسهولة إن مدينة كركوك لا تقع داخل الرقعة الجغرافية للمحافظات الشمالية الثلاث (السليمانية، اربيل ودهوك)، ومن يبحث في الجانب الديمجرافي، فإنه لا يصل إلى إجابة واضحة لذلك الشعار، ويدرك بعد قليل من العناء، أن ما هو موجود في هذا القلب لا يتعدى الميدان السياسي وتحديدا الشعارات، التي يتم استخدامها للحشد والتعبئة أكثر من الاستخدام الواقعي، الذي يمهد إلى رسم خارطة واقعية، تفضي الى نتائج ايجابية على صعيدي السلم المدني والتنمية البشرية، التي تنبع من التآخي والاتحاد، بعيدا عن الأطروحات السياسية الشعارية، التي تثير هذا الطرف أو ذاك.


من الناحية الجغرافية، تربط مدينة كركوك، بين نواحي وأقضية محافظتي ديالى وصلاح الدين، مع القرى والقصبات الشمالية، ومن الناحية السكانية، يسكن هذه المدينة التركمان والعرب والأكراد، وتمثل نموذجا للتمازج والاختلاط بين هذه القوميات، ودينيا يعيش فيها المسلمون والمسيحيون وسكنها اليهود منذ أن وصلوا إليها في زمن الآشوريين (خلال القرنين السادس والخامس قبل الميلاد) حتى ستينات القرن الماضي، بعد أن حصلت موجات الهجرة لليهود العراقيين، التي بدأت منذ عام1947، واستمرت خلال الخمسينات والستينات من القرن العشرين. ومن آثار هذا الاختلاط السكاني هو معرفة غالبية السكان لغة الآخر، وتجد العربي والكردي والتركماني يتفاهمون بهذه اللغات الثلاث، ويتبادلون المفاهيم المعرفية والثقافية والحضارية، وبعيدا عن الأزمات، التي يصنعها السياسيون من جميع الأطراف، فإن حياة الجميع، تتسم بالمودة والتكامل والتفاعل الإيجابي على جميع الصعد.


النفط ... محل التنافس


ظهور عنصر رئيسي في هذه المدينة ساهم في خلق الأزمات، وأثار الحساسيات، وهذا العنصر هو وجود النفط بكميات كبيرة في حقول كركوك النفطية. وصراع السياسيين على هذه المدينة آخذ أشكالا متعددة، ويمكن تقسيمه إلى ثلاثة إشكال هي:


الأول: تخوف الحكومات المركزية بعد تأسيس الدولة العراقية وتحديدا عندما تم اكتشاف النفط وازدادت أهميته في السوق العالمية من خروج هذه الثروة من سيطرتها، وبذلك تفقد موردا مهما من مصادر تمويل الدولة العراقية، ولأن المناطق الشمالية في العراق، بقيت في حالة من القلق وعدم الاستقرار، فإن هذا التخوف رافق حكومات بغداد، خاصة بعد انتهاء الملكية عام1958، وصعود الزعيم عبد الكريم قاسم إلى السلطة، والحكومات التي جاءت من بعده الحكم العارفي1963 وحكم حزب البعث1968. وسيطر على هذه الحكومات هاجس ضرورة عدم التفريط في الثروة النفطية المتوفرة في مدينة كركوك.


الثاني: بقيت تركيا تلوح من بعيد، ولم تترك مناسبة إلا وأعلنت عن وجودها على نقطة التماس، تحت ذريعة الدفاع عن التركمان الموجودين في مدينة كركوك، وخشية تعرضهم لأي نوع من الاضطهاد من قبل القوى والأطراف الأخرى، ولم تتردد أنقرة عن التلويح بالسيطرة على ما تطلق عليه (ولاية الموصل) والتي تمتد ـ استنادا إلى الاتفاقيات الدولية التي تم فيها تقسيم المنطقة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ـ إلى مدينة كركوك. وتحاول تركيا استغلال مسألة الدفاع عن التركمان لتحقيق هدفين رئيسيين: الأول يتعلق باستمرار الضغط على أكراد العراق، لكي لا يكون هناك أي متنفس يستثمره أكراد تركيا، التي تطلق الحكومات التركية عليهم تسمية (أتراك الجبال) ولا تسمح لهم باستخدام اللغة الكردية. والثاني الضغط باتجاه استمرار ضخ نفط كركوك من خلال الأراضي التركية، وصولا إلى ميناء جيهان، والذي يحقق موارد مالية للخزينة التركية، ويبقى السيف التركي مسلطا على القرار الاقتصادي العراقي، وان أية ضغوطات وتحركات لا تتسق والرغبات التركية ستسارع أنقرة إلى استخدام ورقة تسويق النفط عبر اراضيها.


الثالث: القوى السياسية الكردية ـ التي تحرص على ضم كركوك الى المنطقة الكردية ـ صعدت من حملاتها ودعواتها لضم كركوك مع ازدياد أهمية الثروة النفطية، ومن يتابع الخطاب السياسي للزعماء الاكراد، خلال العقود الماضية، يجدها تزخر بالوعود للأكراد العراقيين من خلال رسم صورة الرفاهية والتنمية، وهذا لن يحصل من دون موارد اقتصادية، ولأن هذه المناطق لا تمتلك مصادر لمثل هذه الموارد، فإن نفط مدينة كركوك كفيل بتحقيق ذلك، ويتجسد هذا الطرح الكثيف والضخ الإعلامي والسياسي في إصرار القوى الكردية على تطبيق الفيدرالية، التي تحقق مطالبهم الأساسية الخاصة بالثروات، واستخدامها وفق ما جاء بالدستور الذي تم إعداده وصياغته في ظل الاحتلال الأمريكي للعراق، وجرى الاستفتاء عليه في الخامس عشر من اكتوبر2005.


ومن يدقق ويحلل خطاب القادة الأكراد سواء من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني أو الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني، يجد أن مرتكزات هذا الخطاب، لا تفك من المطالبة بمدينة كركوك، التي تقول الشعارات المنقوشة على الجبال، إنها قلب كردستان رغم بعدها الجغرافي بعض الشيء، ولا يتحدث هذا الخطاب عن عناصر ثقافية وحضارية ومرتكزات من هذا القبيل، بل انه يميل إلى رسم الخارطة المستقبلية، استنادا إلى الثروة النفطية في مدينة كركوك، ما يؤكد البعض أن الفيدرالية المطروحة في العراق، هي فيدرالية نفطية ليس إلا.



أبو خلود



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة ...
- الدردشة هي حوار بين اثنين لا بد منه في تفسير الوقائع الحاصلة ...
- الدين يدعون السياسة وهم ليسوا بالسياسين
- الحماية الدستورية لكل المهاجرين العراقيين بالخارج
- مفهوم الأقلية والأكثرية في عيون السياسة العراقية وكيفية الخل ...
- الأهداف السياسية التي يطمح إليها السياسيون لكسب رهانِ الانتخ ...
- تقسيم العراق من يعمل له ومن يعمل ضده؟؟
- لعبة كرة تنقلب للعبة سياسية كبرى
- احتلال أمريكا للعراق ليس فقط جريمة في حقه بل هي أكبر إهانة ل ...
- الواجب الوطني يشترط أن نقف جميعاً صفاً واحداً دعماً للحركة ا ...
- لا خلاص إلى بالخلاص من الطائفية - No way to stop discriminat ...
- المرأة العراقية والإسلام السياسي
- طريق العلمانية صعب وطويل ولكنه غير مستحيل -
- ثورة الجياع - Flame of revolution of hungers
- دردشة اليوم الاثنين 5 أكتوبر
- المالكي يمسك العصا من الوسط إذا نجح حتى بالدعم الخارجي إنه ل ...
- نيران على ظفاف دجلة
- هل وضع العراق الأمني ... والإجتماعي، يتحمل المزيد من اللعب ب ...
- محلة الخضراء المسيحية
- استقلال القضاء في العراق الدستوري


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة الأبعاد في الحياة الكردية الجزء : (٣)