أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد علم الدين - عندما يفتخر بعض ساسة لبنان بخجلهم(1)














المزيد.....

عندما يفتخر بعض ساسة لبنان بخجلهم(1)


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2860 - 2009 / 12 / 16 - 09:06
المحور: كتابات ساخرة
    


سنحاكي أجواء المصالحات اللبنانية الحالية مظللةً بعهد فخامة الرئيس الحكيم إلى أبعد الحدود، وزيادة عن اللزوم في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والوفاق الوطني ميشال سليمان، وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ الصبور والحكيم الى ابعد الحدود درءاً للفتنة المطبوخة للبنانيين بأيدي الطباخين المكشوفين من جميع اللبنانيين سعد الحريري.
ولهذا فلن نشنج أصحاب التشنج الساكنين في الروابي والعلالي،
ولن نستفز مشايخ الصوت العالي الذين يشوشون على زيارة سليمان الى واشنطن لأنه لم يأخذ الضوء الأخضر منهم مع إرشادات المرشد ونصائح القائد الوالي، وسنتفادى بالتالي ذكر اسماء زعماء اللاخجل التي تعج بضجيجهم الغوغائي أرض لبنان الغالي، المثكولةُ بهم أمام الرأي العام، تحت ضوء الشمس وفي ظلام الليالي، التواقة الى الراحة والهدوء وخلع ثياب البؤس الرثة والشقاء، والحرمان المقيم بلا أمان، وتقنين أو قطع الكهرباء، والفقر المقدع والبرد القارس بلا مازوت في الشتاء، ولبس حلة الأمل والبسمة والرخاء، والازدهار والتطور والسلام بعد حوالي اربعين سنة عجافا من الحروب العبثية والدمار والفتن المتنقلة بالآلام، وفوضى السلاح والمربعات الخارجة عن القانون وميليشيات الإفك والإجرام، واحزاب انتصارات الاوهام، وجبهات تحرير فلسطين في المنام، وضياع السيادة والاستقلال والدستور والنظام، وفقدان هيبة الدولة بالمناكفات الخبيثة الشريرة والخصام، وفرض قوى الامر الواقع معادلات جديدة بمنطق السلاح المدان، والمبني في الحقيقة على أضغاث الاحلام.
ولو دامت ايها السيدات والسادة القوة والمنعة والسلاح والجبروت يوما لأحد لدامت لإمبراطورية كسرى انو شروان!
الا أننا سنردد فقط ما قالوه هم فخرا بخجلهم في الصحافة والفضائيات والاعلام.
ولكن هل ممكن أن يفتخر الإنسان بخجله؟
بالطبع لا! فهذا شيء معيب لصاحبه.
ولا نقصد هنا خجل البنات والشباب في مقتبل العمر:
الظريفُ بحركاتِهِ، العفيفُ بعفتهِ، اللطيف بوداعته، الخفيف بخفةِ ظلِّهِ، البريء بتلبكهِ او تردده، الورديُّ باحمرارِ خدوده وارتعاشِ أطرافِ جسده وتسارعِ خفقات قلبه، خاصة اذا كانت فراشاتُ الحب الربيعِيَّة المزركشة ترفرفُ بألوانها الزاهية فوق أزهاره.
هذا الخجل هو خجل إيجابي طبيعي، ومحبب ومقبول، ويعكس لصاحبته او لصاحبه مواصفات الأدب والتهذيب واللطافة، والتربية السليمة، والذوق الحسن، والتواضع الزائد، ورقة الشعور، والاحساس المرهف، والخلق الكريم.
بالتأكيد جميع هذه الأوصاف تعتبر إيجابية، إلا إذا زادت عن الحد متحولةً الى نوع من الانعزال والوحدانية والتردد والجبن وضعف الشخصية، والشعور بالنقص، والخوف الشديد، والهلع والتلعثم والتأتأةِ وغيرها من الأعراض المزعجة جدا لصاحبها قبل الآخرين. والتي تتحول مع مرور السنين الى امراض اجتماعية ونفسية وجسدية يجب معالجتها طبيا بصورة جدية للتخلص منها نهائيا وإزالة آثارها.
نحن نقصد هنا خجل الكبار وبالأخص الزعماء السياسيين او أشباههم الذين يطبقون المثل الشعبي اللبناني المرفوض من جانبنا جملة وتفصيلا والقائل:
"البلد يلي ما بتعرف حدا فيها شَمِّر واخراه فيها".
هذا المثل الشعبي الذي يردد في اكثر من بلد عربي ننتقده انتقادا حادا، لأن الإنسان يجب ان يكون سفيرا لبلاده في الغربة ليقدم صورة مشرقة عن وطنه وليس ما يردده هذا المثل المنحط اخلاقيا وانسانيا.
اما هؤلاء أي بعض سياسيو لبنان ويا لهول المصيبة!
ويا للوصمة التاريخية الكبرى على جبينهم او الأصح على أقفية هؤلاء النبلاء !
فانهم يشَمِّرون أي يخلعون ملابسهم بلا حياء، ولا يخجلون من الخراء، في العراء امام اهلهم وبنات وابناء شعبهم اللبناني العظيم كما يدعون بعد ان كسَّروا عظامه أكثر من مرة في حروب أهلية مريرة سوداء، وعبثية نكراء كحربي التحرير والإلغاء، وزجوه في مغامرات فاشلة شمطاء كمغامرة تموز البلهاء، ولم يريحوه من المعارك الدنكشوتية والخضات، وتركوه يغرق في المآسي المتكررة والانقسامات، عدا الاصطفافات المذهبية الحادة البغضاء متسببين له النكبات والاغتيالات وسفك الدماء والويلات والبلاء تلو البلاء.
والأنكى من كل ذلك يا لطيف الطف بنا من هؤلاء الحمقاء!
هو الزحف المقدس إلى عتبات الباب العالي وبقية الأبواب على الكروش والبطون والأشلاء تذللا واستجداءً للغرباء للتدخل في الشأن اللبناني وحل مشاكل الزعماء الحمقاء عفوا العظماء.
الذين لم يفهموا الدروس ولم يستوعبوا بعد هذا العناء ان امهم فقط هو شعبهم وأبوهم فقط هو لبنان وليست امهم سوريا وامريكا ولا ابوهم فرنسا وايران.
وان الملف اللبناني يجب ان يكون فقط بين ايديهم وليس بايدي الأشقاء والأولياء والأوصياء والأصدقاء والحلفاء والغرباء وباقي الغربان.
وأن حل القضية الفلسطينية وعودة الإخوة الفلسطينيين الى وطنهم فلسطين هي في الأساس ومنذ عام النكبة مهمة الدول العربية الكبرى كمصر وسوريا والسعودية، وليس بإبقاء لبنان المنكوب مصلوبا مع شعبه الى ما نهاية على خشبة الفوضى ونزيف الهجرة والمشاكل والخطوب والآلام العظيمة والمآسي ولوعات الحروب.
ولكن ما العمل مع هؤلاء اشباه الزعماء الحمقاء عفوا العظماء سوى " شد السيفون" عليهم كما يقول الاخوة المصريين.
فسلاحهم المكدس بآلاف الأطنان ليس قوة للبنان بقدر ما هو قوة لهم لفرض معادلات أسيادهم كأمر واقع على اللبنانيين. وهم لا ولن يفكروا بتحرير مزارع شبعا بعد شبعت من شعاراتهم، ولن يطلقوا طلقة واحدة على اسرائيل بعد حرب تموز، اسوة بحليفهم النظام السوري المستلقي على امجاد حرب تشرين، التي حررت الجولان من المستوطنين واستعادت القدس وفلسطين. يتبع!



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أقول عقبال مئة عام
- الإسلامُ السِّياسِيُّ والسُّقوطُ المدَّوي(6) الاخير
- الإسلامُ السِّياسِيُّ والسُّقوطُ المدَّوي(5)
- الإسلام السياسي والسقوط المدوي(4)
- الإسلام السياسي والسقوط المدوي(3)
- الإسلام السياسي والسقوط المدوي(2)
- الإسلام السياسي والسقوط المدوي(1)
- أين الدكتور زغلول النجار؟
- شكرا يا بطل الممانعة اللبنانية
- متى سنحترم حزب الله؟
- محاولات يائسة لإلباس لبنان قميص عثمان
- دولة الخلافة وأحلام اليقظة
- أبي نصر البرتقالي والحنين لكرباج الباب العالي
- مؤتمر الناشرين أم المنشورين العرب؟
- الكلمة الحرة كالوردة الجورية
- لماذا جريمة عين الرمانة سياسة وبامتياز؟
- تحية الى الشيخ طنطاوي لمنعه لبس النقاب
- وستنتصر ثقافة الحياة على ثقافة الموت!
- وحِلْ عن لبنان بقه يا شيخ حسن!
- وقاحة الأقلية في لبنان


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد علم الدين - عندما يفتخر بعض ساسة لبنان بخجلهم(1)