أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل المياح - المجاز الابن اللغوي المدلل : لعنة ام نعمة














المزيد.....

المجاز الابن اللغوي المدلل : لعنة ام نعمة


خليل المياح

الحوار المتمدن-العدد: 2860 - 2009 / 12 / 16 - 00:19
المحور: الادب والفن
    


المجاز الابن اللغوي المدلل : لعنة ام نعمة
عبر الاحقاب احتربنا وسنحترب حول اللغة منذ ان قيل لنا ان للغة قداسة لانها هبطت من عليائها كاملة غير منقوصة لكننا اثرنا ان نقول انها تبقى تواطؤية وليست توقيفية بدليل ان للغة أخطاءها لذا جرت عليها تبدلات هائلة ومع ذلك تقاتلنا جراء اللغة فجملة ( لاحكم الا لله ) ادعاء خوارجي لتبرير اعتزالهم عليا وكان التبرير متهافتا لكن الدماء سفكت بغزارة 0 وبغض النظر عن التأويل الحداثوي الذي جاء معبرا عن ديمقراطية بدوية جربت بداياتها التاريخية بالوقوف ضد السلطة المضرية 0 وتبع ذلك اختلاف واصل بن عطاء وقول استاذه البصري :- لقد اعتزلنا واصل 0000
لكننا نلاحظ ان اشكالية السلفيين راحت تتنطع بجر النصوص القديمة من قرونها كي تتجاوب مع العصر الحديث :- يريدون ان يكرروا العنف بأطلاق ( وامعتصماه ) في زمن عولمي عابر للقارات ! لكن مايدهش الباحثين هو السر في قدرة السلفيين على تجييش الاعداد الغفيرة من الفلاحين والبسطاء على مقولة الجهاد ، او الاسلام هو الحل وانتعشت مقولة من (تحزب فقد تزندق ) ومنذ ان ساد الموقف الاشعري بالضد من راية الاعتزال قيض لكلمة ( استوى ) بمعنى قعد وجلس ان تتردد على افواه الفقهاء حتى وان فهمت لدى العامة ان الله تنازل عن التعالي وجاء ليجلس كما تفعل الملوك على عروشها 0 لكن مايثير الدهشة حقا ان رجلا مثل التوحيدي كان يكتب بعقل مغاير لمقالات الفقهاء ويقول في كتابه " الاشارات الالاهية " ، ( ان مفردة الله عنده لاتعني " لايُسأل عما يفعل وهم يُسألون " سورة الانبياء
ولدى الغربيين جأر نتشة بمفردة اختفاء الله وموته حسب منهجه النشوئي الارتقائي واعقبه فوكو في دعواه عن موت الانسان انهم يريدون اختزال الموقف الانساني والنظام الرأسمالي برمته بمفردات حول المعنى كما فعل هوسرل الذي اعلن ان الذات هي "ترنسندتالية" بمعنى تجاوزية وراح يرى ان المادة تخلو من كل معنى فتصدى له الماركسيون قائلين ان الايدلوجيا لديه تقف وراء كل رفض للنزعات المادية 000
وتأتي اصوات مفارقة اخرى من قبل المثالية الحديثة فنراها تقرر ان الكون في صميمه روحي "Spiritual "
أي انه يختلف عما يبدو لنا في الواقع وبمعنى اخر ان الفيلسوف الميتافيزيقي يجد نفسه مضطرا الى استخدام ألفاظ لاضابط لها ولا طائل تحتها ، ان لم نقل انها الفاظ خاوية تخلو تماما من كل معنى ! لذا رأينا الفيلسوف كارناب يقرر:- ان المهمة الوحيدة للفلسفة هي التحليل المنطقي منظورا اليه بأعتباره بحثا في التركيب المنطقي للغة 0
وهذا الامر ينسحب على الجمل والعبارات التي تدور حول الدلالة والمعنى فهي عبارات شبه موضوعية او جمل موضوعية زائفة 0
واننا كباحثين هدفنا ان نلمس اسفل القعر او عمق المشكلة اللغوية والتأكيد على كينونتها المرتبطة بالتأريخ اوبلحظة معينة من لحظات التاريخ مثلها مثل الفكر ولا علاقة لها بالتعالي او القداسة فمفردة الكفر" مثلا" في الزمن الواقعي استعملت لتعني التغطية فالمزارع كافر لانه يغطي البذور وليس شيئا اخر يسبح في عالم الماوراء ! والمثقفون اليوم "بشكل عام " يلتفون حول جاك دريدا كونه قد قام بتفكيك العقل المتمركز على ذاته والذي انتج الميتافيزيقا الفلسفية والدينية لكنهم لايسلطون الضوء على نكوصه في تقديم تفسير للتاريخ يعتمد على معطى الصراع الطبقي مثلا ، وهناك من يتهم دريدا بما يعرف بالقبلانية اليهودية وبلا نهائية المعنى وعزل الادب عن الاهتمامات الجدية للانسان 0
والملاحظ ان مدرسة ( ييل الامريكية ) تؤكد ان النقد العالمي يتجه الى تكوين جبهة مضادة او جبهة جدلية حوارية لتجنب الطروحات التفكيكية وفضح ممارساتها التي توصف احيانا بالارهابية ؟
ان اللغة ليست هيولى محايدة ولذا عندما يتحدثون عن عدم ادراك " الاشياء في ذاتها " او عن " العدم " تبقى عباراتهم فارغة تماما من كل معنى لانه يتعذر على اصحابها تحويل فعل الكينونة ( انا افكر فأنا اذن موجود) اذ الفكر ليس وجودا !
ان مسكن الوجود الذي هو اللغة كما تدعي النظرية التفكيكية بات يمزق النسيج الاجتماعي والثقافي 0
ان تعابير لغوية مثل النسق والتقدم وهم، والتحديدات التاريخية سراب هي ابستيمولوجيا معرفية كالبنيوية التي غذتها من قبل، مآلها التهافت والاضمحلال ، ويبقى الانسان ليس ثنية خفيفة في الرمال كما يزعمون 0

خليل المياح






#خليل_المياح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكواخ الواقع وقصور الدولة ضياعا
- هاملت هل كان رواقيا
- المرأة 0 هل تنسج عدمها بيدها؟
- السلفية ومزالق التأريخ
- قصص قصيرة جدا
- لا تصبوا النبيذ الجديد في القرب القديمة
- الدين.. رؤية برانية عند مفكري الغرب
- لكي لا نحرث البحر ثانية
- أشكالية هاملت
- السياب عبقرية بصرية
- التميمي برومثيوس آخر
- خواطر حكائية على حافات الفلسفة
- ضد إلغاء وزارة حقوق الأنسان
- الذاتوية تجاهل للشرط الانساني وبحث عن فردوس ضائع
- لوغوس الحداثة أم اختفاء الثنائيات
- الغيبية عصمة ممشوحة بالزيت الإلهي
- خليل الغالبي يمتطي الحقيقة
- الدستور ليس نهاية المطاف
- بدون مماحكة ..مدن الله الأموية والعباسية ذبحت الصالحين من ال ...
- الدكتاتورية لن تعبر النهر مرتين


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل المياح - المجاز الابن اللغوي المدلل : لعنة ام نعمة