أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - اين النخوة والشهامة العربية يا اهل الموصل ؟














المزيد.....

اين النخوة والشهامة العربية يا اهل الموصل ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 17:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن الدارس لتاريخ العراق الحديث سيكون من المتعذر عليه التركيز على بغداد باعتبارها مركز الثقل لتاريخ العراق كما كانت في العصر العباسي ، ففي العهد العثماني تغيرت المعادلة حيث كان تأثير شخصيات وأسر عراقية ، بل ومدن برمتها ان يكون لها دور ، وان تفرض نفوذها في ظل ضعف السلطة المركزية للدولة العثمانية المترامية الأطراف .
مع تلك الظروف كان ولاية الموصل واحدة من الولايات التي تمتعت بحكم محلي ترتبط مباشرة مع الباب العالي في اسطنبول ، وفي هذا السياق يكتب المؤرخ عماد عبد السلام رؤوف ان الأسرة الجليلية تولت مقاليد الحكم في ولاية الموصل ما بين سني 1726 و 1834 ويضيف الكاتب ص 4 من كتابه : الموصل في العهد العثماني :
إن الموصل في هذا العهد تميزت بحكم شبه ذاتي وبشخصية محلية واضحة المعالم تجلت في مختلف الجوانب السياسية والأقتصادية وألأجتماعية وحتى الثقافية والعمرانية ..
من هذه المقدمة نحكم ان الموصل لم تكن بمعزل عن محيطها فهي ولاية الموصل وليست مدينة الموصل فحسب ، وهذه الصيغة تقودنا الى ان مدينة الموصل كانت مركزاً للتعايش بين مختلف المكونات الأثنية والدينية والعرقية في هذا الأقليم . فالتكوين السياسي بعد الدولة العباسية وبشكل خاص في ظل الدولة العثمانية كان العراق مقسماً الى ثلاث ولايات وهي ولاية البصرة وبغداد والموصل . فالتقسيم السياسي يحتم تفاعل بين المكونات التي تشكل ولاية واحدة .
المكونات الدينية الى جانب المسلمين في هذه المنطقة كان هنالك اليهود والمسيحيين والأيزيدية ، وفي مدينة الموصل بالذات كانت الكثاقة الديموغرافية المسيحية تلي المسلمين ومنهم العرب والأكراد والتركمان . ولعب المسيحيون دور كبير في الحياة السياسية والأجتماعية والأقتصادية والثقافية في الموصل .
إضافة الى ذلك كان للمسيحيين الدور البارز حينما حاصر نادر خان ـ الذي اعلن نفسه شاهنشاهاً وتسمى بنادر شاه ـ سنة 1743 م ، وكان ذلك في عهد والي الموصل الحاج حسين باشا الجليلي الذي استبسل مع شعبه للدفاع عن المدينة بوجه تلك القوة الجبارة التي دكت المدينة بالاف

القذائف ، وكان موقف المسيحيين شجاعاً ومشرفاً بالدفاع عن المدينة ومكافأة لتلك المواقف الرجولية كان اهتمام الولاة الجليليين بكنائس الموصل ، كما صدر عام 1744 م فرمان سلطاني بتعمير كنائس الموصل كلها ، وأجاز حسين باشا الجليلي تجديد الكنائس القديمة وألأخرى التي دمرت اثناء الحصار ( عماد عبد السلام : الموصل .. ص451 ) .
اليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين تفجر كنائس المسيحيين في الموصل ، ويطالهم القتل والتهجير وتفجر بيوتهم ووو . . هكذا وصل الحال بالموصل بحيث يجري اغتيال الشابين الشقيقين رانكو وريمون نجيب بدم بارد في وضح النهار ، والسبب انهم توجهو للموصل لتصليح سيارتهم ، نعم الى هكذا وصلت حدود النخوة والشهامة العربية في هذه المدينة التي كانت رمزاً للتعايش والتسامح .
موصل مدينة العشائر العربية العريقة بيت توحلة وكشمولة وبصّو وحملقدّو والدملوجي والجومرد والحديد والشنشل والجلبي والعقيلي والعمري والجليلي ... الخ هذه العشائر العربية وغيرها يجري في عقر دارها اغتيال شابين بريئين وهم يتفرجون على المشهد المخزي بحق المدينة العريقة .
إن قوات الشرطة والجيش والأمن والأستخبارات والمحافظ والحكومة العراقية برمتها يقفون عاجزين عن حماية اناس ابرياء يعيشون بشرف ومن عرق جبينهم ، والسبب هو ان هويتهم مسيحية . هذه هي المأساة الحقيقية ونحن في القرن الواحد والعشرين .
إن هذا الشعب الأصيل المسالم بات ورقة للمساومة ، ويحصل توظيف دماؤه للتنافسات السياسية بشكل لا اخلاقي ولا انساني ، وكنا نتوسم في اهل الموصل ان تحتل موقعها التاريخي في عملية صنع القرار السياسي الخيّر والمفيد لعموم العراقيين بكل مكوناتهم الدينية والأثنية والعرقية بينهم العرب والأكراد والتركمان والكلدان وألأرمن والسريان والآشوريين والمندائيين والشبك .. الخ وأن تكون مدينة الموصل مدينة التعايش وليس مدينة اشباح يقتل من يدخلها من اجل تصليح سيارته .
هذا واقع مرير لا يناسب والتاريخ المجيد لهذه المدينة العراقية الأصيلة ، إن العنف الذي طال شعبنا الكلداني في هذه المدينة والمسيحيين بشكل عام لا يمكن تبريره ، ولا يتلائم مع ما نعرف عن هذه المدينة ، لقد كانت الموصل واحة التنوع ، فهي ام الربيعين وكان مهرجان الربيع في الموصل ينشر المحبة والتسامح بين تلك المكونات وكانت من كل محافظة تأتي فرقة فنية واحدة لكن من محافظة نينوى كانت تشترك 16 فرقة فنية بأطيافها المتنوعة الجميلة .
اليوم هذه الأطياف محروم عليها ان تدخل هذه المدينة ومن يجروء لان يصلح سيارته فيها فإنه معرض للقتل بدم بارد وفي وضح النهار . هذه هي الحقيقة المرّة التي تحيط بمدينة الموصل التي تتزين ابنيتها بالجوامع وألأديرة التاريخية والكنائس التي يعود بناؤها الى القرون الأولى الميلادية .
إن الحكومة العراقية مقصرة بواجبها لانها لا تقبض على الجناة ولا تقدمهم للمحاكمة ، ولا يوجد من يفك طلاسم واسرار سكوت الحكومة على هذه المظالم وعلى سفك هذه الدماء البريئة .
إن اهالي الموصل الكرام مطلوب منهم ان يعيدوا الوجه التاريخي المشرق لمدينهم وأن ينبذوا بعيداً واقعها المأسوي ووجهها المظلم ، بانغلاقها على كل المكونات التاريخية التي عاشت معهم على مر العصور .
لكي يعود الوجه المشرق لمدينة الموصل الحدباء ينبغي ان تكون واحة عراقية تزدهر فيها كل الأطياف العراقية الجميلة الأصيلة وبعيداً عن منطق القتل والتهجير القسري لها .
حبيب تومي / اوسلو في 14 / 12/ 2009



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين يقف رابي سركيس والمجلس الشعبي من حقوق شعبنا الكلداني ؟
- لتبقى مدينة عنكاوا القلعة الحصينة للامة الكلدانية في اقليم ك ...
- نحن كلدان وسريان وآشوريون أوقفوا المتاجرة بأسمائنا رجاءً
- بين توما توماس وهرمز ملك جكو شراكة شريفة بدلاً من الوحدة الم ...
- رسالة الى الدكتور الشيخ همام حمودي رئيس لجنة صياغة التعديلات ...
- لماذا لا يجري تفعيل حقوق الشعب الكلداني في اقليم كوردستان ؟
- الراحل ناجي عقراوي صديق شعبنا الكلداني ومدافعاً عن حقوقه
- لنجمع ربع مليون توقيع لايقاف التطهير العرقي ضد المسيحيين في ...
- حوار الأديان ؟ عن اي حوار تتحدثون ايها السادة ؟
- مبروك للمجلس الشعبي مؤتمره الثاني وعسى ان يعدل ولا يفرق
- مذكرة غريبة عجيبة من 41 كاتب وأديب الى وزارة الثقافة في اقلي ...
- لماذا يسكت المسلمون والحكومة العراقية عن قتل المندائيين والم ...
- مشروع القرش الكلداني كفيل بحل الكثير من مشاكل شعبنا الكلداني
- الحوار الديمقراطي بين نينوى المتآخية وقائمة الحدباء ضرورة وط ...
- شهداء صوريا علامة مضيئة في النضال المشترك للشعبين الكوردي وا ...
- بعض مواقع شعبنا الألكترونية وسياسة تكميم الأفواه المعارضة
- اين الحكمة في وضع الأكراد في دائرة الأعداء وهم اصدقاء لشعبنا ...
- نحن الكلدانيون علينا مراجعة النفس قبل رشق الآخرين بحجارة
- الاربعاء الدامي رسالة سياسية للحكومة العراقية عبر المفخخات
- اخي العزيز .. لماذا تتهجم على حبيب تومي وانت لا تقرأ ما يكتب ...


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - اين النخوة والشهامة العربية يا اهل الموصل ؟