أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سمير محمود - ملاحظات حول البرامج العلمية فى الراديو والتليفزيون















المزيد.....



ملاحظات حول البرامج العلمية فى الراديو والتليفزيون


سمير محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 00:01
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



بأمر من أنفلونزا الخنازير تأجلت الدراسة فى عدة بلدان عربية ، ورغم أن موطن المرض يعود إلى المكسيك ، كما أن أعلى معدلات اصابة مؤكدة تتركز فى الولايات المتحدة الامريكية الا ان احدا لم يسمع عن ارجاء الدراسة بهذه الدول!
أنفلونزا الخنازير ومن قبله انفلونزا الطيور ، ومرورا بـ سارس والجمرة الخبيثة ، موضوعات وان كانت معجونة بالسياسة ، الا ان مظهرها وجوهرها علمى طبى يستهدف الصحة والمرض والتشخيص والأعراض وطرق الاصابة والعدوى وفترات حضانة الأمراض وسبل الوقاية وأدوية العلاج، حتى وان كانت السياسة لاعب اساسى فيها.
وسائل الاعلام العامة وبرامج الراديو والتليفزيون تحديدا اشتبكت مع هذه الأمراض، لكن يبقى للبرامج العلمية بالراديو والتليفزيون خصوصيتها ودورها وتقنياتها، ليس فقط فى التعامل مع فيروس AH1N1 ولكن فى تناول القضايا العلمية المتخصصة ، والظواهر العلمية والكونية المختلفة التى تمتد آثارها على أنحاء المعمورة ، والتى نحاول القاء الضوء عليها فى السطور التالية.

العلم‏ ‏والإعلام‏ ‏والمجتمع‏:‏
حين نتحدث عن البرامج العلمية فى الراديو والتليفزيون فإننا نقصد اعلاما متخصصا فى محتواه وربما فى مصدره ومستقبله على حد سواء ، محتوى هذا الاعلام هو‏ ‏الأخبار‏ ‏والاكتشافات‏ ‏والظواهر‏ ‏العلمية‏ ‏والتطورات‏ ‏الجارية‏ ‏فى ‏الحياة‏ ‏العلمية‏ ‏و‏الدراسات‏ ‏والبحوث‏ ‏العلمية‏ ‏الجادة‏، ‏فى مختلف مجالات المعرفة.
ونتيجة‏ ‏اتساع‏ ‏الفجوة‏ ‏الزمنية‏ ‏بين‏ ‏توصل‏ ‏العلماء‏ ‏للاكتشافات‏ ‏والمعرفة‏ ‏العلمية‏ ‏والتكنولوجية‏ ‏وتوصيلها‏ ‏للجمهور‏ ‏وإعلامه‏ ‏بها‏، ‏مع‏ ‏تزايد‏ ‏احتمالات‏ ‏تشويه‏ ‏الرسالة‏ ‏أثناء‏ ‏النقل‏ ‏وتلونها‏ ‏بألوان‏ ‏الطيف‏ ‏السياسى ‏والتجارى ‏وضغوط‏ ‏المنتفعين‏ ‏وأصحاب‏ ‏المصالح‏،- كما نسمع مؤخرا بشأن وباء انفلونزا الخنازير واولويات توزيع اللقاح المضاد على الدول المتقدمة التى تدفع اولا قبل بلدان العالم النامى والفقير- ‏تحدث‏ ‏عدة‏ ‏آثار‏ ‏سلبية‏ ‏تعوق‏ ‏تقبل‏ ‏الجمهور‏ ‏للمستحدثات‏ ‏من‏ ‏الأفكار‏ ‏والتطبيقات‏، ‏كما‏ ‏حدث‏ ‏مع‏ ‏المواد‏ ‏الغذائية‏ ‏المعدلة‏ ‏وراثيا‏ ‏حيث‏ ‏تأثرت‏ ‏عمليات‏ ‏تسويق‏ ‏المواد‏ ‏الغذائية‏ ‏المنتجة‏ ‏بالهندسة‏ ‏الجينية‏ ‏فى ‏الدول‏ ‏الأوروبية‏ ‏وأمريكا‏ ‏نتيجة‏ ‏لضعف‏ ‏الاتصال‏ ‏العلمى ‏بين‏ ‏العلماء‏ ‏والجمهور‏، ‏وعدم‏ ‏كفاية‏ ‏المعلومات‏ ‏والوقت‏ ‏بين‏ ‏عمليات‏ ‏نشر‏ ‏المعرفة‏ ‏وإيجاد‏ ‏وعى ‏علمى ‏مناسب‏ ‏يدعم‏ ‏عمليات‏ ‏اتخاذ‏ ‏القرار‏ ‏فى ‏طرح‏ ‏هذه‏ ‏المنتجات‏ ‏فى ‏الأسواق‏.‏
ويفضل‏ ‏البعض‏ ‏أن‏ ‏يطلق‏ ‏على ‏عملية‏ ‏تقديم‏ ‏المعلومات‏ ‏العلمية‏ ‏للجمهور‏ ‏لفظ‏ ‏التسويق‏ ‏العلمى، ‏أو‏ ‏تسويق‏ ‏العلم‏ ‏عبر‏ ‏تبسيط‏ ‏العلوم‏ ‏وتقديمها‏ ‏من‏ ‏خلال‏ وسائل ‏الإعلام‏ ‏. ‏أما‏ ‏الثقافة‏ ‏العلمية‏ ‏فهى ‏عملية‏ ‏أوسع‏ ‏وأشمل‏ ‏إذ‏ ‏تعنى ‏تشكيل‏ ‏الوعى ‏وفقا‏ ‏لمنهج‏ ‏علمى ‏وتكامل‏ ‏معرفى ‏يسهم‏ ‏فى ‏ممارسة‏ ‏هذا‏ ‏الوعى ‏لحضوره‏ ‏بصورة‏ ‏إيجابية‏ ‏ووفقا‏ ‏لهذا‏ ‏الرأى ‏فإنه‏ ‏ينبغى ‏البحث‏ ‏عن‏ ‏جميع‏ ‏مصادر‏ ‏المعرفة‏ ‏لتتكامل‏ ‏مع‏ ‏المعرفة‏ ‏العلمية‏ ‏وتنتج‏ ‏عنها‏ ‏فى ‏النهاية‏ ‏ثقافة‏ ‏العلم‏.‏
وقد أيدت‏ ‏دراسات‏ ‏عربية‏ ‏وغربية‏ ‏حول‏ ‏العلاقة‏ ‏بين‏ ‏العلم‏ ‏والمجتمع‏, ‏وجود‏ ‏حالة‏ ‏من‏ ‏عدم‏ ‏الثقة‏ ‏المتبادلة‏ ‏أو‏ ‏الارتياح‏ ‏نتيجة‏ ‏فقدان‏ ‏الثقة‏ ‏والمصداقية‏ ‏والفهم‏ ‏بين‏ ‏أطراف‏ ‏هذه‏ ‏العلاقة‏ ‏التي‏ ‏ظل‏ ‏العلماء‏ ‏فيها‏ ‏منعزلين‏ ‏عن‏ ‏الجمهور‏ ‏يرون‏ ‏في‏ ‏العلوم‏ ‏أمرا‏ ‏خاصا‏ ‏لا‏ ‏دخل‏ ‏للمواطنين‏ ‏به‏, ‏في‏ ‏وقت‏ ‏ظلت‏ ‏الجماهير‏ ‏تنظر‏ ‏فيه‏ ‏للعلماء‏ ‏نظرة‏ ‏سلبية‏ ‏فيها‏ ‏ارتياب‏ ‏كما‏ ‏تكشف‏ ‏عن‏ ‏إحساس‏ ‏عميق‏ ‏بانفصام‏ ‏الصلات‏ ‏والروابط‏ ‏بين‏ ‏العلماء‏ ‏وبين‏ ‏عموم‏ ‏الناس‏.‏
إذا‏ ‏كان‏ ‏الإعلام‏ ‏هو‏ ‏الوسيط‏ ‏بين‏ ‏العلماء‏ (‏منتجو‏ ‏العلم‏) ‏والمجتمع‏, ‏فقد‏ ‏شهد‏ ‏حقل‏ ‏الإعلام‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏المتغيرات‏ ‏في‏ ‏الفترة‏ ‏الأخيرة‏ ‏بفعل‏ ‏التضافر‏ ‏بين‏ ‏ثورة‏ ‏الاتصالات‏ ‏والمعلومات‏ ‏والالكترونيات‏ ‏فرضت‏ ‏عليه‏ ‏أدوارا‏ ‏جديدة‏ ‏إزاء‏ ‏تصحيح‏ ‏العلاقة‏ ‏بين‏ ‏العلماء‏ ‏والجمهور‏.‏
ويمكننا‏ ‏أن‏ ‏نلخص‏ ‏أهداف‏ ‏البرامج العلمية المسموعة والمرئيةٍ ‏فيما‏ ‏يلى :
‏ ‏ـ‏ ‏نشر‏ ‏الثقافة‏ ‏العلمية‏ ‏بين‏ ‏جمهور‏ ‏المتلقين‏ ‏‏وتغطية‏ ‏الأنشطة‏ ‏العلمية‏ ‏فى ‏مختلف‏ ‏مجالات‏ ‏العلوم‏ ‏، ‏و‏المتابعة‏ ‏المستمرة‏ ‏للاكتشافات‏ ‏العلمية‏ ‏الحديثة‏ ‏ونتائجها‏ ‏وإيجابياتها‏ ‏وسلبياتها‏ ‏و‏ ‏تعريف‏ ‏المجتمع‏ ‏بالعلماء والمبدعين‏ ‏والمكتشفين‏ ‏وإظهارهم‏ ‏بالمستوى ‏اللائق‏ الذى يستحقونه.
‏ ‏ـ‏ ‏ ‏ ‏فتح‏ ‏باب‏ ‏الحوار‏ ‏بين‏ ‏المراكز‏ ‏البحثية‏ ‏وتقديم‏ ‏خبراتها ‏للجمهور‏ ‏وإجراء‏ ‏تنسيق‏ ‏وعمل‏ ‏مشترك‏ ‏بينها‏.‏
‏ ‏ـ‏ ‏نشر‏ ‏الوعى ‏العلمى ‏لدى ‏المواطنين‏ ‏وتشجيع‏ ‏المبدعين‏ ‏من‏ ‏أفراد‏ ‏المجتمع‏ ‏على ‏تقديم‏ ‏إبداعاتهم‏ ‏وتوجيهها‏ ‏إلى ‏المتخصصين‏ ‏فى ‏تلك‏ ‏المجالات‏ ‏لتفعيلها‏ ‏لخدمة‏ ‏المجتمع‏.‏
‏ ‏ـ‏ ‏اثارة حالة من الحوار ‏ ‏بين‏ ‏أفراد‏ ‏الشعب‏ ‏وعلماؤه ومبدعيه ‏‏و‏تشجيع‏ ‏الجمهورعلى ‏ ‏‏نقل‏ ‏المعارف‏ ‏التى ‏اكتسبوها‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏وسائل‏ ‏الإعلام‏ ‏لذويهم‏ ‏.
ويرى ‏البعض‏ ‏أن‏ ‏هدف‏ ‏البرامج‏ ‏العلمية‏ ‏هو‏ ‏ايجاد‏ ‏مناخ‏ ‏علمى ‏عام‏ ‏يتيح‏ ‏للجماهير‏ ‏العريضة‏ ‏بمستوياتها‏ ‏الثقافية‏ ‏المختلفة‏ ‏قدرا‏ ‏من‏ ‏فهم‏ ‏الأسس‏ ‏العلمية‏ ‏العامة‏ ‏لظواهر‏ ‏الطبيعة‏ ‏وللعلوم‏ ‏الطبية‏ ‏لمختلف‏ ‏فروع‏ ‏العلوم‏ ‏وأيضا‏ ‏تقديم‏ ‏قدر‏ ‏من‏ ‏المعرفة‏ ‏بالإسهامات‏ ‏العربية‏ ‏فى ‏تقدم‏ ‏العلوم‏ ‏المختلفة‏ ‏فى ‏مختلف‏ ‏العصور‏ ‏حتى ‏وقتنا‏ ‏الحاضر‏.ومواجهة الخرافة التى تسيطر على عقول عدد لابأس به من أبناء الشعوب العربية .
ومثل‏ ‏هذا‏ ‏المناخ‏ ‏يحقق‏ ‏ثمرات‏ ‏عديدة‏ ‏منها:
أولاً: ‏تتقبل‏ ‏الجماهير‏ ‏أخبار‏ ‏التقدم‏ ‏العلمى ‏السريع‏ ‏والمذهل‏ ‏فى ‏مختلف‏ ‏المجالات‏ ‏بتفهم‏ ‏وتقدير‏ ‏لأهمية‏ ‏هذا‏ ‏التقدم‏ ‏فى ‏تطوير‏ ‏الحياة‏ ‏البشرية‏ ‏عامة‏، ‏وبالتالى ‏الترحيب‏ ‏بهذا‏ ‏التقدم‏. ‏وتتولد‏ ‏الرغبة‏ ‏فى ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏لنا‏ ‏كمصريين‏ ‏وعرب‏ ‏مساهمات‏ ‏فى ‏صنع‏ ‏هذا‏ ‏التقدم‏ ‏العلمى.
ثانيا‏: ‏التخفيف‏ ‏من‏ ‏الإحساس‏ ‏بالتخلف‏، ‏والشعور‏ ‏بالثقة‏ ‏بالنفس‏ ‏سواء‏ ‏بالتعرف‏ ‏على ‏الجهود‏ ‏العربية‏ ‏فى ‏التقدم‏ ‏العلمى ‏تاريخيا‏ ‏أو‏ ‏فى ‏التعرف‏ ‏على ‏جهود‏ ‏علمائنا‏ ‏المعاصرين‏ ‏والدور‏ ‏الذى ‏تضطلع‏ ‏به‏ ‏مراكز‏ ‏البحث‏ ‏العلمى ‏فى ‏مختلف‏ ‏المجالات‏.‏
ثالثا‏: ‏ايجاد‏ ‏أرضية‏ ‏خصبة‏ ‏لتقبل‏ ‏الحملات‏ التوعوية ‏التى ‏تستهدف‏ ‏محاربة‏ ‏عادات‏ ‏ضارة‏ ‏كالتدخين‏ ‏والإدمان‏ أو أوبئة مثل أنفلونزا الخنازير ‏عل سبيل المثال ‏ ‏.
رابعا‏: ‏الاستجابة‏ ‏للأصوات‏ ‏التى ‏تدعو‏ ‏لنبذ‏ ‏الخرافات‏ ‏خاصة‏ ‏أن‏ ‏الجهل‏ ‏بالحقائق‏ ‏العلمية‏ ‏يسهم‏ ‏بقدر‏ ‏كبير‏ ‏فى ‏انتشار‏ ‏هذه‏ ‏الخرافات‏.‏
خامسا‏: ‏التعامل‏ ‏مع‏ ‏الأجهزة‏ ‏الحديثة‏ ‏بأسلوب‏ ‏يساعد‏ ‏على ‏حسن‏ ‏تشغيلها‏ ‏وإطالة‏ ‏عمرها‏ ‏نتيجة‏ ‏لفهم‏ ‏الأساسيات‏ ‏العلمية‏ ‏ومثل‏ ‏هذا‏ ‏السلوك‏ ‏يسهم‏ ‏فى ‏توفير‏ ‏مبالغ‏ ‏مالية‏ ‏كبيرة‏ ‏نتيجة‏ ‏ترشيد‏ ‏استهلاك‏ ‏هذه‏ ‏الأجهزة‏ ، وتوفير استهلاك الطاقة ، وفى مصر حملة اعلامية توعية بعنوان " احسبها صح تعيشها صح" تتسق مع هذا السياق‏.

ويذهب‏ ‏البعض‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏الهدف‏ ‏هنا‏ ‏أن‏ ‏يلم‏ ‏أفراد‏ ‏الجمهور‏ ‏إلماما‏ ‏كافيا‏ ‏بالنظريات‏ ‏العلمية‏ ‏الحديثة‏ ‏والمنهج‏ ‏العلمي‏, ‏ليس‏ ‏من‏ ‏باب‏ ‏العلم‏ ‏بالشيء‏ ‏فقط‏, ‏وإنما‏ ‏أيضا‏ ‏لمعرفة‏ ‏تأثير‏ ‏تطبيق‏ ‏هذه‏ ‏النظريات‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏الجمهور‏ ‏وهو‏ ‏تأثيرقد‏ ‏يكون‏ ‏ضارا‏ ‏أو‏ ‏نافعا‏. ‏فالنظريات‏ ‏والكشوف‏ ‏العلمية‏ ‏الحديثة‏ ‏مثل‏ ‏أبحاث‏ ‏الكون‏ ‏والفضاء‏, ‏أو‏ ‏الهندسة‏ ‏الوراثية‏ ‏التي‏ ‏تحدث‏ ‏تغييرا‏ ‏متعمدا‏ ‏في‏ ‏الصفات‏ ‏الوراثية‏ ‏للكائنات‏ ‏الحية‏, ‏, ‏ومثل‏ ‏علم‏ ‏المعلومات‏ ‏والاتصالات‏ ‏ ‏, ‏ومثل‏ ‏الطاقة‏ ‏النووية‏, ‏هذه‏ ‏العلوم‏ ‏والكشوف‏ ‏كلها‏ ‏في‏ ‏حد‏ ‏ذاتها‏ ‏محايدة‏ ‏أخلاقيا‏. ‏أما‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏نافع‏ ‏أو‏ ‏ضار‏, ‏وما‏ ‏هو‏ ‏خير‏ ‏أو‏ ‏شر‏ ‏فهو‏ ‏تطبيقات‏ ‏الكشوف‏ ‏العلمية‏ ‏التي‏ ‏قد‏ ‏تؤدي‏ ‏إلي‏ ‏فوائد‏ ‏عظيمة‏, ‏أو‏ ‏إلي‏ ‏مخاطر‏ ‏هائلة‏. ‏ولا‏ ‏شك‏ ‏أن‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏ما‏ ‏يثير‏ ‏قلق‏ ‏العلماء‏ ‏وما‏ ‏يثير‏ ‏قلق‏ ‏الجمهور‏ ‏أيضا‏ ‏ولابد‏ ‏من‏ ‏وضع‏ ‏حدود‏ ‏تبين‏ ‏مايجب‏ ‏وما‏ ‏لايجب‏ , ‏علي‏ ‏أن‏ ‏يشارك‏ ‏الجمهور‏ ‏في‏ ‏وضع‏ ‏هذه‏ ‏الحدود‏. ‏وكما‏ ‏قال‏ ‏أحد‏ ‏العلماء‏: ‏فإن‏ ‏العلم‏ ‏الحديث‏ ‏أخطر‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يترك‏ ‏أمره‏ ‏للعلماء‏ ‏وحدهم.
من‏ ‏هنا‏ ‏فإن‏ ‏علي‏ ‏وسائل‏ ‏الإعلام‏ ‏المختلفة‏ ‏أن‏ ‏تدعم‏ ‏صلاتها‏ ‏مع‏ ‏العلماء‏ ‏لجذب‏ ‏عموم‏ ‏الناس‏ ‏إلي‏ ‏اكتساب‏ ‏ثقافة‏ ‏علمية‏ ‏بغرض‏ ‏تنمية‏ ‏التفكير‏ ‏العلمي‏ ‏لديهم‏ ‏واستيعاب‏ ‏الإنجازات‏ ‏المستحدثة‏ ‏للعلوم‏, ‏ولعل‏ ‏مسئولية‏ ‏ ‏ ‏التليفزيون‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الصدد‏ ‏تبدو‏ ‏مضاعفة‏ ‏نظرا‏ ‏لقدرته‏ ‏ ‏ ‏علي‏ ‏جذب‏ ‏الجماهير‏ ‏العريضة‏ ‏ولتوظيفه‏ ‏في‏ ‏ ‏ ‏العملية‏ ‏التعليمية‏, ‏بالإضافة‏ ‏الي‏ ‏ميزته‏ ‏في‏ ‏تخطي‏ ‏حاجز‏ ‏الأمية‏ ‏الذي‏ ‏يواجه‏ ‏الكلمة‏ ‏المكتوبة‏‏.
‏دراسات‏ ‏غربية‏ عدة ‏ ‏أكدت ‏مدي‏ ‏وعي‏ ‏المجمعات‏ ‏المتقدمة‏ ‏بخطورة‏ ‏العلاقة‏ ‏بين‏ ‏العلم‏ ‏والإعلام‏ ‏والمجتمع‏ ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏أكدته‏ ‏دراسة‏ ‏اجريت‏ ‏في‏ ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏الأمريكية‏ ‏في‏ ‏عام‏ 1998 ‏تحت‏ ‏عنوان‏: ‏كيف‏ ‏تهدد‏ ‏الفجوة‏ ‏بين‏ ‏العلم‏ ‏والإعلام‏ ‏مستقبل‏ ‏أمريكا؟
‏HOW THE DISTANCE BETAEEN SCIENCE AND JOURNALISM THREATENS AMERICAS FUTURE ‏
كما‏ ‏نشرت‏ ‏مجلة‏ NATURE MEDICINE‏
أغسطس‏ 1998 ‏تحت‏ ‏عنوان‏ (‏جهود‏ ‏متزايدة‏ ‏لتعليم‏ ‏العلوم‏ ‏البيولوجية‏ ‏للعامة‏ ‏في‏ ‏بريطانيا‏ INCREASED EFFORTS TO EDUCATE THE BRITICH PUBLIC BIOSIENCE‏
ومقالة‏ ‏أخري‏ ‏في‏ ‏المجلة‏ ‏نفسها‏ ‏نشرت‏ ‏في‏ ‏مارس‏ 1998 ‏تحت‏ ‏عنوان‏ ‏تحسين‏ ‏وسائل‏ ‏الاتصال‏ ‏بين‏ ‏العلماء‏ ‏ورجال‏ ‏الصحافة‏ IMPROVING COMMUNICATION BETWEEN SCIENTISTS AND THE PRESS‏
‏ ‏وتقرير‏ ‏للباحث‏ JEFFEYMERVIS ‏نشر‏ ‏في‏ ‏مارس‏ 1998 ‏أشار‏ ‏التقرير‏ ‏عنها‏ ‏بالأسف‏ ‏الشديد‏ ‏الي‏ ‏وجود‏ ‏فجوة‏ ‏بين‏ ‏العلم‏ ‏ووسائل‏ ‏الإعلام‏ REPORT DEPLORES SCIENCE MEDIA GAP‏
وفي‏ ‏ابريل‏ 1999 ‏اعلن‏ ‏في‏ ‏بريطانيا‏ ‏عن‏ ‏التعاون‏ ‏بين‏ ‏متحف‏ ‏العلوم‏ ‏والرابطة‏ ‏البريطانية‏ ‏لتقدم‏ ‏العلوم‏ BRITISH ASSOCIATION FOR ADVANCED OF SCIENCE ‏
من‏ ‏أجل‏ ‏إنشاء‏ ‏مركز‏ ‏عالمي‏ ‏للاعلام‏ ‏العلمي‏ LHNTERNAT HENAL CENTER FOR THE COMMUNICATION OF SCIENCE‏ لتدريب‏ ‏المشتغلين‏ ‏بالصحافة‏ ‏العلمية‏ ‏والإذاعة‏ ‏العلمية‏ ‏وكذا‏ ‏تدريب‏ ‏منظمي‏ ‏المعارض‏ ‏العلمية‏ ‏من‏ ‏الدول‏ ‏النامية‏.‏
وتعكس‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الإشارات‏ ‏مدي‏ ‏خطورة‏ ‏وحساسية‏ ‏قضية‏ ‏العلم‏ ‏في‏ ‏علاقته‏ ‏بالمجتمع‏ ‏عبر‏ ‏وسائل‏ ‏الإعلام‏ ‏المختلفة‏.‏
كما تطرح السؤال: لماذا هذه الفجوة بين البرامج العلمية والجماهير ؟ وهل ترجع إلى أسباب تتعلق بشكل ومحتوى هذه البرامج أو إلى القائمين عليها أو الى الوسائط التى تبث من خلالها – ( الراديو والتليفزيون) – أم إلى الجمهور المتلقى ذاته؟!
‏ورغم‏ ‏هذا‏ ‏الكم‏ ‏من‏ ‏البرامج‏ ‏فإن‏ ‏عوامل‏ ‏عدة‏ ‏تجمعت‏ ‏لتؤسس‏ ‏عدم‏ ‏إحساس‏ ‏أو‏ ‏وصول‏ ‏هذه‏ ‏البرامج‏ ‏للجماهير‏، ‏بعضها‏ ‏بتعلق‏ ‏بالمحتوى ‏وجفافه‏ ‏وبعضها‏ ‏يرتبط‏ ‏بقدرات‏ ‏القائم‏ ‏بالاتصال‏ ‏ومهارات‏ ‏العرض‏ ‏والتقديم‏، ‏وبعضها‏ ‏يتعلق‏ ‏بتوقيتات‏ ‏البث‏ ‏والإذاعة‏ ‏ومراته‏، ‏حيث‏ ‏إن‏ ‏معظم‏ ‏البرامج‏ ‏العلمية‏ تذاع فى غير أوقات الذورة أو أوقات المشاهدة المعتادة وأغلب هذه البرامج ‏عرضة‏ ‏للتأجيل‏ ‏وقد‏ ‏لا يذاع‏ ‏البرنامج‏ ‏الأسبوعى ‏إلا‏ ‏مرة‏ ‏واحدة‏ ‏طوال‏ ‏الشهر‏ ‏فى ‏أحسن‏ ‏الأحوال‏.‏
ملامح‏ ‏الصورة‏ ‏التى ‏عايشها‏ ‏الجمهور‏ ‏لسنوات‏ ‏طويلة‏ ‏مضت‏ ‏كشفت‏ ‏عن‏ ‏المساحة‏ ‏المحدودة‏ ‏للبرامج‏ ‏العلمية‏ ‏فى ‏الإذاعة‏ ‏والتليفزيون‏. ‏كما‏ ‏كشفت‏ ‏ـ‏ ‏وهذا‏ ‏ما أكدته‏ ‏الدراسات‏ ‏العلمية‏ ‏ـ‏ ‏عن‏ ‏اعتماد‏ ‏أسلوب‏ ‏يتراوح‏ ‏بين‏ ‏السطحية‏ ‏الشديدة‏ ‏والتعقيد‏ ‏الأشد‏ ‏مع‏ ‏بعض‏ ‏الاستثناءات‏.‏
تجليات‏ ‏هذه‏ ‏الصورة‏ ‏برزت‏ ‏فى ‏أعمالنا‏ ‏الدرامية‏ ‏التى ‏قدمت‏ ‏العلماء‏ ‏بوصفهم‏ ‏نماذج‏ ‏بشرية‏ ‏غريبة‏ ‏الأطوار‏، ‏فصورة‏ ‏العالم‏ ‏الشائعة‏ ‏لدى ‏الجمهور‏ ‏أنه‏ ‏شخص‏ ‏متجهم‏ ‏عبوس‏ ‏أشعس‏ ‏سيئ‏ ‏الهندام‏ ‏تعلو‏ ‏وجهه‏ ‏نظارة‏ ‏سميكة‏، ‏لا يعرف‏ ‏الابتسام‏ ‏فاشل‏ ‏أسريا‏ ‏واجتماعيا‏، ‏مخرب‏ ‏ومدمر‏ ‏أحيانا‏ ‏لمن‏ ‏يدفع‏ ‏له‏ (‏والنماذج‏ ‏عديدة‏ ‏نلاحظها‏ ‏فى ‏شخص‏ ‏الدكتور‏ ‏أيوب‏ ‏مخترع‏ ‏الفانكوش‏ ‏فى ‏فيلم‏ ‏واحدة‏ ‏بواحدة‏، ‏ونموذج‏ ‏الدكتور‏ ‏العلامة‏ ‏ناصف‏ ‏أو‏ ‏يونس‏ ‏شلبى ‏العقلية‏ ‏العلمية‏ ‏المعملية‏ ‏الفذة‏ ‏فى ‏مسلسل‏ ‏أريد‏ ‏زوجة‏، ‏ونموذج‏ ‏عالمة‏ ‏الذرة‏ ‏سهير‏ ‏البابلى ‏فى ‏مسرحية‏ ‏العالمة‏ ‏باشا‏.. ‏وغيرها‏ من الأعمال الدرامية )‏
أما‏ ‏المضمون‏ ‏العلمى ‏فلم‏ ‏يسلم‏ ‏من‏ ‏التشويه‏ ‏الدرامى ‏فى ‏سنوات‏ ‏مضت‏ ‏للوقائع‏ ‏والحقائق‏ ‏والأحداث‏ ‏فى ‏الأدب‏ ‏والتاريخ‏ ‏والفكر‏ ‏والفن‏ ‏والسياسة‏ ‏والعلم‏، ‏فهذا‏ ‏مسلسل‏ ‏شاء‏ ‏أن‏ ‏يصنع‏ ‏من‏ ‏شخصية‏ ‏هامشية‏ ‏بطلا‏ ‏تاريخياً ‏ومن‏ ‏أحداث‏ ‏هامشية‏ ‏أحداثا‏ ‏مفصلية‏ ‏على ‏حساب‏ ‏شخصيات‏ ‏وأحداث‏ ‏أكثر‏ ‏أهمية‏ ‏بالمخالفة‏ ‏لوقائع‏ ‏وأحداث‏ ‏التاريخ‏.‏
نتج‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏الصور‏ ‏المشوهة‏ ‏بقصد‏ ‏ودون‏ ‏قصد‏.. ‏بدراية‏ ‏ودون‏ ‏دراية‏ ‏حالة‏ ‏من‏ ‏عدم‏ ‏اليقين‏ ‏والثقة‏ ‏المفقودة‏ ‏بين‏ ‏العلماء‏ ‏والإعلاميين‏ ‏تبعتها‏ ‏حالة‏ ‏من‏ ‏العزوف‏ ‏شبه‏ ‏التام‏ ‏من‏ ‏جانب‏ ‏العلماء‏ ‏عن‏ ‏التحدث‏ ‏إلى ‏أجهزة‏ ‏الإعلام‏ ‏المختلفة‏، ما يعنى حجب مصدر مهم من مصادر المعلومات ،فكانت‏ ‏النتيجة‏ ‏المباشرة‏ ‏أن‏ ‏دفع‏ ‏الجمهور‏ ‏والمجتمع‏ ‏كله‏ ‏ثمن‏ ‏هذه‏ ‏القطيعة‏.‏
‏ ‏و ‏ ‏وقد رصدت دراسات سابقة كثيرة للبرامج العلمية فى الاذاعات والفضائيات العربية عدة ملاحظات حولالاداء الاعلامى ابرزها ما ‏يلى:‏
ـ‏ ‏العرض‏ ‏السطحى ‏غير‏ ‏المتعمق‏ ‏لأبعاد‏ ‏الموضوع‏ ‏الواحد‏.‏
ـ‏ ‏التناقض‏ ‏على ‏مستوى ‏الوسيلة الاعلامية‏ ‏الواحدة‏ ‏فى ‏طرح‏ ‏الموضوع‏، ‏هذا‏ ‏التناقض‏ ‏يحدث‏ ‏على ‏مستوى ‏التصريحات‏ ‏العلمية‏ ‏والرسمية‏ ‏بشأن‏ ‏ظاهرة‏ ‏ما‏، ‏فتتناقض‏ ‏مسببات‏ ‏الظاهرة‏ ‏وحجمها‏ ‏وأرقامها‏ ‏الفعلية‏ ‏وتأثيراتها‏. ‏وذلك‏ ‏نابع‏ ‏من‏ ‏الخلط‏ ‏بين‏ ‏العلم‏ ‏والسياسة‏ ‏أو‏ ‏قضية‏ ‏تسييس‏ ‏العلم‏ ‏السابق‏ ‏الإشارة‏ ‏إليه فى موضوع انفلونزا الخنازير ومافيا اللقاحات وغيرها‏.‏
ـ‏ ‏الأخطاء‏ ‏العلمية‏ ‏والخلط‏ ‏العلمى ‏بين‏ ‏المفاهيم‏ (‏مثل‏ ‏ظاهرة‏ ‏الكسوف‏.. ‏التى ‏رددت‏ ‏إحدى ‏قنوات‏ ‏التليفزيون‏ ‏الرئيسية‏ ‏على ‏لسان‏ ‏مقدم‏ ‏البرنامج‏ ‏وأكثر‏ ‏من‏ ‏مرة‏ ‏كسوف‏ ‏القمر‏.. ‏رغم‏ ‏أن‏ ‏الصواب‏ ‏هو‏ ‏كسوف‏ ‏الشمس‏، ‏أما‏ ‏القمر‏ ‏فعنه‏ ‏نقول‏ ‏خسوف‏ ‏القمر‏).‏
ـ‏ ‏العرض‏ ‏الجاف‏ ‏على ‏لسان‏ ‏خبراء‏ ‏متخصصين‏ ‏والبعض‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏المتخصصين‏.‏
ـ‏ ‏التعميم‏ ‏الخاطئ ‏والتسرع‏ ‏فى ‏إطلاق‏ ‏الأحكام‏ ‏وهى ‏آفات‏ ‏إعلامية‏ ‏شائعة‏ ‏تصيب‏ ‏العلماء‏ ‏بالإحباط‏ ‏وتؤدى ‏إلى ‏إحجامهم‏ ‏عن‏ ‏التعاون‏ ‏مع‏ ‏وسائل‏ ‏الإعلام‏. ‏ومن‏ ‏أمثلة‏ ‏ذلك‏ ‏العناوين‏ ‏التى ‏تبثها وسائل الاعلام ‏ ‏باستمرار‏ ‏وبعضها‏ ‏يقول‏:‏
* علاج الفيروس سى بالحمامة والحجامة وبول الابل ونحل العسل والاوزون ..
‏* ‏القاهرة‏ ‏الكبرى ‏تهزم‏ ‏التلوث‏ ‏بالضربة‏ ‏القاضية‏!‏
‏* ‏تجارب‏ ‏الاستنساخ‏ ‏عبث‏ ‏علمى ‏ينتهى ‏بالفشل‏!‏
‏* ‏عشب‏ ‏طبى ‏يقضى ‏على ‏الإيدز‏ ‏إلى ‏الأبد‏!‏
‏* ‏الفياجرا‏.. ‏حبة‏ ‏السعادة‏ ‏الأبدية‏.. ‏والموت‏ ‏المفاجئ‏!‏
‏* ‏الإبر‏ ‏الصينية‏ ‏تقضى ‏على ‏السمنة‏ ‏فى ‏شهر‏ ‏واحد‏!‏
‏* ‏الطب‏ ‏البديل‏ ‏يعطى ‏كارت‏ ‏أحمر‏ ‏للطب‏ ‏التقليدى‏!!‏
‏* ‏قالوا‏ ‏للصلع‏ ‏وداعا‏!‏
كلها‏ ‏عناوين‏ ‏مثيرة‏ ‏تهدف‏ ‏إلى ‏الترويج‏ ‏ ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏تحمل‏ ‏مضمونا‏ ‏علميا‏ ‏حقيقيا‏ ‏وجادا‏ ‏يستفيد‏ ‏منه‏ ‏ومن‏ ‏تطبيقاته‏ ‏جميع‏ ‏القراء‏.‏
للأسف‏ ‏تحمل‏ ‏الموضوعات‏ ‏التى ‏تتضمنها‏ ‏هذه‏ ‏العناوين‏ ‏البراقة‏ ‏آمالا‏ ‏ووعودا‏ ‏كاذبة‏ ‏تصدقها‏ ‏جموع‏ ‏غفيرة‏ ‏من‏ ‏جماهير‏ ‏الراديو‏ ‏والتليفزيون‏ ‏لا‏ ‏لشىء ‏سوى ‏الانخفاض‏ ‏الحاد‏ ‏فى ‏درجة‏ ‏الوعى ‏العلمى ‏وانتشار‏ ‏الأمية‏ ‏بنسبة‏ ‏كبيرة‏ ‏وافتقاد‏ ‏الحد‏ ‏الأدنى ‏من‏ ‏المصداقية‏ ‏فى ‏المضمون‏ ‏العلمى ‏المحلى ‏الذى ‏تبثه‏ ‏وسائل‏ ‏الإعلام‏.‏
كذلك‏ ‏فإن‏ ‏من‏ ‏أبرز‏ ‏الملاحظات‏ ‏على ‏المضمون‏ ‏العلمى ‏الذى ‏تبثه‏ ‏وسائل‏ ‏الإعلام‏ ‏أنه‏ ‏مضمون‏ ‏غربى ‏أو‏ ‏منقول‏ ‏ومترجم‏ ‏عن‏ ‏الغرب‏ ‏فى ‏أغلب‏ ‏الأحيان‏، والترجمة والنقل عن الآخرين ليس كلها شر خاصة اذا سلمنا بأن‏ ‏العلم‏ ‏لا‏ ‏وطن‏ ‏له‏، ‏ومع ذلك‏ ‏ينبغى ‏التأكيد‏ ‏على ‏أن‏ ‏هناك‏ ‏حدا‏ ‏أدنى ‏من‏ ‏القضايا‏ ‏العلمية‏ ‏والبيئية‏ ‏المحلية‏ ‏التى ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏نوليها‏ ‏عناية‏ ‏إعلامية‏ ‏أكبر‏ ‏بدلا‏ ‏من‏ ‏التبعية‏ ‏الإعلامية‏ ‏للغرب‏ ‏والإفراط‏ ‏فى ‏الترويج‏ ‏غير‏ ‏المباشر‏ ‏لمصطلحاتهم‏ ‏وأفكارهم‏ ‏ونظرياتهم‏ ‏العلمية‏ ‏التى ‏تناسب‏ ‏بيئتهم‏ ‏ومجتمعاتهم‏ ‏التى ‏طبقت‏ ‏فيها‏ ‏هذه‏ ‏النظريات‏ ‏على ‏نطاق‏ ‏واسع‏ ‏وما‏ ‏يرد‏ ‏إلينا‏ ‏منها‏ ‏لا‏ ‏يتجاوز‏ ‏مسمياتها‏ ‏فقط‏. ‏ناهيك‏ ‏عن‏ ‏مشكلات‏ ‏الترجمة‏ ‏العلمية‏ ‏التى ‏لا‏ ‏حصر‏ ‏لها‏، ‏ولهذا‏ ‏نحن‏ ‏نحاكم‏ ‏الاستنساخ‏ ‏ ‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏نعرف‏ ‏معناه‏ ‏وجدواه‏ ‏وضوابطه‏ ‏العلمية‏ ‏والأخلاقية‏ ‏والدينية‏ ‏والقانونية‏ ‏ونحاكم‏ ‏العلاج‏ ‏بالجينات‏ ‏ونتحدث‏ ‏عن‏ ‏التشوهات‏ ‏المحتملة‏ ‏لأجنة‏ ‏الأجيال‏ ‏القادمة‏ ‏دون‏ ‏وعى، ‏كما‏ ‏ندين‏ ‏مشروع‏ ‏الجينوم‏ ‏البشرى ‏دون‏ ‏أن‏ ‏نعرف‏ ‏تفاصيله‏. ‏وذلك‏ ‏كله‏ ‏ناجم‏ ‏عن‏ ‏عدة‏ ‏مشكلات‏ ‏من‏ ‏أبرزها‏، ‏الترجمة‏ ‏والتعريب‏ ‏التى ‏أفرزت‏ ‏فوضى ‏فى ‏المصطلحات‏ ‏العلمية‏ ‏وغربة‏ ‏فى ‏اللغة‏ ‏ونظم‏ ‏وطرق‏ ‏تعليم‏ ‏العلوم‏.‏
وبالنسبة‏ ‏للبرامج العلمية التليفزيونية ، ‏هناك‏ ‏مشكلة‏ ‏في‏ ‏اقتصاديات‏ ‏إنتاج‏ ‏برامج‏ ‏علمية‏ ‏للإذاعة‏ ‏والتليفزيون‏ ‏فالتكلفة‏ ‏مرتفعة‏ ‏من‏ ‏ناحية‏ ‏والإمكانات‏ ‏غير‏ ‏متاحة‏ ‏أو‏ ‏غير‏ ‏متوافرة‏, ‏كما‏ ‏أن‏ ‏بيئة‏ ‏الإنتاج‏ ‏غالبا‏ ‏صناعية‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏ديكورات‏ ‏من‏ ‏صنع‏ ‏وخيال‏ ‏المخرجين‏, ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏يغاير‏ ‏طبيعة‏ ‏المادة‏ ‏العلمية‏ ‏التي‏ ‏تقدمها‏ ‏المحطات‏ ‏العالمية‏ ‏ المحترفة مثل‏ ‏قناة‏ DISCOVERY ، أو NATIONAL GEOGRAPHIC ، ANIMAL PLANET ، History فلا‏ ‏يعقل‏ ‏أن‏ ‏تقدم‏ ‏حلقة‏ ‏انقراض‏ ‏أنواع‏ ‏معينة‏ ‏من‏ ‏الطيور‏ ‏والدببة‏ ‏أو‏ ‏الأفيال‏ ‏أو‏ ‏الغزلان‏ ‏من‏ ‏مصر‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏تتحرك‏ ‏ ‏معدات‏ ‏التصوير‏ ‏والكاميرات‏ ‏والإضاءة‏ ‏وفريق‏ ‏العمل‏ ‏الإعلامي‏ ‏إلي‏ ‏الميدان‏ ‏أو‏ ‏موطن‏ ‏ ‏ ‏انقراض‏ ‏هذه‏ ‏الأحياء‏, ‏لهذا‏ ‏يأتي‏ ‏العرض‏ ‏والتقديم‏ ‏هزيلا‏ ‏حيث‏ ‏يعتمد‏ ‏علي‏ ‏صورة‏ ‏ثابتة‏ ‏لهذه‏ ‏الحيوانات‏ ‏المنقرضة‏, ‏وفي‏ ‏أحسن‏ ‏الأحوال‏ ‏يعتمد‏ ‏علي‏ ‏مادة‏ ‏فيلمية‏ ‏مستوردة‏ ‏من‏ ‏الخارج‏ ‏دون‏ ‏مراعاة‏ ‏لاختلاف‏ ‏البيئات‏ ‏ومواطن‏ ‏حياة‏ ‏هذه‏ ‏الأحياء‏ ‏والجاذبية‏ ‏التي‏ ‏تركز‏ ‏عليها‏ ‏وعلي‏ ‏أهميتها‏ ‏في‏ ‏طريقة‏ ‏العرض‏ - ( راجع صور الخنازير عند التناول الاعلامى لمرض H1N1ِA (‏وهي‏ ‏مسألة‏ ‏مهمة‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏ينصرف‏ ‏الجمهور‏ ‏عن‏ ‏متابعة‏ ‏مضمون‏ ‏معقد‏ ‏لا‏ ‏يفهم‏ ‏عنه‏ ‏أي‏ ‏شيء‏.‏
وللأسف‏ ‏الشديد‏ ‏مازال‏ ‏بعض‏ ما ‏تبثه‏ ‏أجهزة‏ ‏الإعلام‏ ‏فيما‏ ‏يتعلق‏ ‏بتطبيقات‏ ‏العلم‏ ‏والتكنولوجيا‏, ‏يعتمد‏ ‏علي‏ ‏لغة‏ ‏الابهار‏ ‏والإثارة‏ ‏دون‏ ‏توخي‏ ‏الدقة‏ ‏والحذر‏ ‏والتمحيص‏, ‏وبعضه‏ ‏يعلق‏ ‏الجمهور‏ ‏بأوهام‏ ‏وآمال‏ ‏ووعود‏ ‏كاذبة‏ ‏خاصة‏ ‏المرضي‏ ‏منهم‏ ‏حين‏ ‏نغازلهم‏ ‏بأخبار‏ ‏عن‏ ‏قرب‏ ‏التوصل‏ ‏إلي‏ ‏علاج‏ ‏شاف‏ ‏أو‏ ‏ربما‏ ‏يعول‏ ‏عليه‏ ‏في‏ ‏التخلص‏ ‏من‏ ‏ألم‏ ‏أو‏ ‏مرض‏ ‏كلسرطان أو السكر أو الالزهايمر على سبيل المثال.
وفى ‏عصر‏ ‏الصورة‏ ‏فإن‏ ‏على ‏المحطات التليفزيونية ‏ ‏أن‏ ‏تدعم‏ ‏موضوعاتها‏ ‏بصور‏ ولقطات ‏تفصيلية‏ ‏متتابعة‏ ‏واضحة‏ ‏وملونة‏ ‏للمضمون‏ ‏العلمى ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏دأبت‏ ‏عليه‏ ‏قناة National Geographic ‏الغربية‏ وغيرها، ‏فى ‏وصفها‏ ‏لمراحل‏ ‏عمليات‏ ‏استنساخ‏ ‏القردة‏ ‏والنعاج‏، ‏وعلى ‏التليفزيون‏ ‏أن‏ ‏يحول‏ ‏كل‏ ‏فكرة‏ ‏أو‏ ‏نظرية‏ ‏إلى ‏صورة‏، ‏ليس‏ ‏شرطا‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏مبهرة‏ ‏ولكن‏ ‏يكفى ‏أن‏ ‏تنقل‏ ‏المعنى ‏وببساطة‏ ‏للجمهور‏ ‏غير‏ ‏المتخصص‏ ‏فى ‏المقام‏ ‏الأول‏.‏
وتتضافر‏ ‏جاذبيات‏ ‏عرض‏ ‏الرسالة‏ ‏الإعلامية‏ ‏بالإخراج‏ ‏الجيد‏ ‏والقطع‏ ‏المرن‏ ‏للمشاهد‏ ‏واللقطات‏، ‏والجمل‏ ‏الحوارية‏ ‏الناضجة‏ ‏والاستعانة‏ ‏بمادة‏ ‏فيلمية‏ ‏عالية‏ ‏الجودة‏ ‏وخلفيات‏ ‏موسيقية‏ ‏ملائمة‏، ‏ومذيع‏ ‏أو‏ ‏مذيعة‏ ‏متخصصة‏ ‏على ‏دراية‏ ‏بالموضوع‏ ‏الذى ‏تناقشه‏، ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏من‏ ‏شأنه‏ ‏أن‏ ‏يحقق‏ ‏للمضمون‏ ‏العلمى ‏جماهيرية‏ ‏أوسع‏ ‏وصدى ‏أكبر‏ ‏لدى ‏الجمهور‏.‏
هذه‏ ‏المؤشرات‏ ‏تستجوب‏ ‏تطوير‏ ‏منظومة‏ ‏الإعلام‏ ‏المصرى ‏والعربى ‏لتقديم‏ ‏مواد‏ ‏وبرامج‏ ‏علمية‏ ‏أكثر‏ ‏توازنا‏، ‏وهكذا‏ ‏برزت‏ ‏مؤخرا‏ ‏فى ‏الدراما‏ ‏مهمة‏ ‏المراجعة‏ ‏للمادة‏ ‏العلمية‏ ‏والتاريخية‏ ‏والوثائقية‏ ‏والدينية‏ ‏لما‏ ‏يعرض‏ ‏على ‏الجمهور‏,‏وذلك‏ ‏حين‏ ‏أصبح‏ ‏هناك‏ ‏اقتناع‏ ‏لدى ‏القيادات‏ ‏الإعلامية‏ ‏بأن‏ ‏الإعلام‏ ‏العلمى ‏المتخصص‏ ‏سواء‏ ‏كان‏ ‏فى ‏صورة‏ ‏صحف‏ ‏مقروءة‏ ‏أو‏ ‏برامج‏ ‏إذاعية‏ ‏وتليفزيونية‏ ‏أو‏ ‏مواد‏ ‏إعلامية‏ ‏متاحة‏ ‏على ‏الانترنت‏، ‏هو‏ ‏فى ‏النهاية‏ ‏أداة‏ ‏من‏ ‏أدوات‏ ‏المشتغلين‏ ‏بالبحث‏ ‏العلمى.‏
مع‏ ‏إقبال‏ ‏الجمهور‏ ‏على ‏أخبار‏ ‏وقضايا‏ ‏العلوم‏ ‏يصبح‏ ‏من‏ ‏الضرورى ‏أن‏ ‏يقدم‏ ‏لهم‏ ‏المحتوى ‏العلمى ‏بلغة‏ ‏وبشكل‏ ‏مبسط‏ ‏يفهمونه‏ ‏ويستطيعون‏ ‏التفاعل‏ ‏معه‏ ‏بايجابية‏.‏

من‏ ‏الضرورى ‏أن‏ ‏يخصص‏ ‏جهاز‏ ‏التليفزيون‏ ‏يوما‏ ‏واحدا‏ ‏فقط‏ ‏خلال‏ ‏العام‏ ‏كله‏ ‏ليكون‏ ‏يوما‏ ‏للعلم‏ ‏والعلماء‏ ‏على ‏غرار‏ ‏اليوم‏ ‏المفتوح‏.. ‏ويوم‏ ‏الأم‏.. ‏ويوم‏ ‏الأسرة‏.. ‏والأيام‏ ‏الفنية‏ ‏والرياضية‏.. ‏وأسبوع‏ ‏أفلام‏ ‏النجم‏ ‏والنجمة‏ ‏س‏ ‏أو ص‏، ‏وأتصور‏ ‏أن‏ ‏تخصيص‏ 4 ‏ساعات‏ ‏فقط‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏اليوم‏ ‏للعلم‏ ‏والعلماء‏ ‏توزع‏ ‏موادها‏ ‏برشاقة‏ ‏داخل‏ ‏الخريطة‏ ‏البرامجية‏ ‏العادية‏ ‏على ‏مدار‏ ‏اليوم‏ ‏كله‏، ‏على ‏أن‏ ‏تنوه‏ ‏القناة‏ ‏الأرضية‏ ‏الرئيسية‏ ‏عن‏ ‏هذا‏ ‏اليوم‏ ‏خلال‏ ‏فقراتها‏ ‏المتنوعة‏.‏

المنارة
مع‏ ‏إطلاق‏ ‏القمر‏ ‏الصناعى ‏المصرى ‏نايل‏ ‏سات‏ 101 ‏ومن‏ ‏بعده‏ ‏نايل‏ ‏سات‏ 102 ‏توسعت‏ ‏القنوات‏ ‏التليفزيونية‏ ‏والإذاعية‏ ‏المتخصصة‏ ‏فى ‏مصر‏.‏
وقد‏ ‏شهد‏ ‏عام‏ 1997 ‏تأسيس‏ ‏قطاع‏ ‏النيل‏ ‏للقنوات‏ ‏المتخصصة‏،ومن بينها‏ ‏قناة‏ ‏البحث‏ ‏العلمى ‏المنارة‏ ‏كأول‏ ‏قناة‏ ‏علمية‏ ‏متخصصة‏ ‏فى ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏.‏
وفى ‏أول‏ ‏مايو‏ ‏عام‏ 1998 ‏تم‏ ‏توقيع‏ ‏عقد‏ ‏لتأجير‏ ‏هذه‏ ‏القناة‏ ‏التى ‏تهتم‏ ‏بشئون‏ ‏البحث‏ ‏العلمى ‏على ‏القمر‏ ‏الصناعى ‏نايل‏ ‏سات‏ ‏بقيمة‏ ‏إيجارية‏ ‏قدرها‏ ‏نصف‏ ‏مليون‏ ‏دولار‏ ‏سنويا‏ ‏ولمدة‏ ‏خمس‏ ‏سنوات‏ ‏من‏ ‏بدء‏ ‏التشغيل‏ ‏فى ‏أول‏ ‏نوفمبر‏ ‏عام‏ 1998.‏
وكان‏ ‏أطراف‏ ‏التعاقد‏ ‏وزارة‏ ‏البحث‏ ‏العلمى ‏ممثلة‏ ‏فى ‏الأستاذ‏ ‏الدكتور‏ ‏مفيد‏ ‏شهاب‏ ‏وزير‏ ‏التعليم‏ ‏العالى ‏والدولة‏ ‏للبحث‏ ‏العلمى ‏آنذاك‏، ‏ووزارة‏ ‏الإعلام‏ ‏ـ‏ ‏اتحاد‏ ‏الإذاعة‏ ‏والتليفزيون‏ ‏ـ‏ ‏والشركة‏ ‏المصرية‏ ‏للأقمار‏ ‏الصناعية‏ ‏نايل‏ ‏سات‏.‏
‏ ‏ومع‏ ‏أول‏ ‏نوفمبر‏ ‏من‏ ‏عام‏ 1998 ‏بدأ‏ ‏البث‏ ‏التجريبى ‏للقناة‏ ‏بواقع‏ ‏ساعتين‏ ‏يوميا‏ ‏تعاد‏ ‏مرة‏ ‏أخرى ‏فى ‏اليوم‏ ‏نفسه
بدأت‏ ‏القناة‏ ‏إرسالها‏ ‏منذ‏ ‏انطلاقها‏ ‏فى 31 ‏مارس‏ ‏ثم‏ ‏افتتاحها‏ ‏رسميا‏ ‏فى ‏يوم‏ ‏الاحتفال‏ ‏بعيد‏ ‏الإعلاميين‏ 6 ‏يونيو‏ 1999 ‏بواقع‏ ‏أربع‏ ‏ساعات‏ ‏يوميا‏ ‏على ‏ثلاث‏ ‏فترات‏ ‏الفترة‏ ‏الأولى ‏الصباحية‏ ‏من‏ 11 ‏صباحا‏ ‏حتى 3 ‏مساء‏.‏والثانية‏ ‏من‏ 4 ‏مساء‏ ‏حتى 8 ‏مساء‏ ‏والثالثة‏ ‏من‏ 8 ‏مساء‏ ‏حتى 12 ‏مساء
واليوم وبعد عشر سنوات على اطلاقها يمكن القول بأن قناة المنارة العلمية المصرية نجحت فى تغطية مجالات ‏تكنولوجيا‏ ‏المعلومات‏ ‏والاتصالات‏ ‏والبرمجيات‏ ‏والذكاء‏ ‏الاصطناعى ‏والانترنت‏ ‏وكل‏ ‏ما‏ ‏يتعلق‏ ‏بالمعلوماتية‏.‏
-‏ ‏تكنولوجيا‏ ‏البيئة‏ ‏والطاقة‏ ‏النظيفة‏ ‏الجديدة‏ ‏والمتجددة‏.‏
-‏ ‏علوم‏ ‏الصدارة‏ ‏مثل‏ ‏علوم‏ ‏الفضاء‏ ‏والاستشعار‏ ‏من‏ ‏بعد‏ ‏وتكنولوجيا‏ ‏الليزر‏ ‏والهندسة‏ ‏الوراثية‏ ‏والتكنولوجيا‏ ‏الحيوية‏ ‏وتكنولوجيا‏ ‏المخ‏ ‏وغيرها‏ ‏من‏ ‏المجالات‏.‏
من أبرز البرامج التى تميزت بها القناة ‏ ‏برنامج‏ ‏عالم‏ ‏وجائزة و‏برنامج‏ ‏علماء‏ ‏مصر
كما قدمت برامج‏ ‏تهتم‏ ‏بالبيئة‏ ‏المصرية‏ ‏وتخرج‏ ‏إلى ‏الطبيعة‏ ‏المحلية‏ ‏مثل‏:‏
-‏ ‏العودة‏ ‏للطبيعة
-‏ ‏برنامج‏ ‏شركاء‏ ‏فى ‏الكون
-‏ ‏لغة‏ ‏البيئة وفى تفاعلها مع الاكتشافت والاختراعات قدمت القناة سلسة من البرامج المهمة أبرزها ‏براءة‏ ‏اختراع-‏ ‏حصاد‏ ‏العلم-
تصورات ومقترحات لاعداد وتنفيذ برنامج علمى تليفزيونى ناجح:
بداية نؤكد مجموعة من الحقائق التى نبدأ منها كمنطلق وأساس لما نقوله فى هذا السياق :
- لا توجد وصفة جاهزة ولا وحيدة للنجاح أو لانجاح اى برامج نتصدى لاعدادها وانتاجها .
- يختلف الاعداد والتخطيط البرامجى لانتاج برنامج علمى يعرض فى اطار قناة علمية متخصصة عنه ضمن قناة عامة .
- يختلف الأمر كذلك تبعا لاختلاف أهداف البرنامج وجمهوره المستهدف وفكرته ومحاوره والشكل البرامجى الذى يستند اليه وطريقة العرض والتصوير وضيوف البرنامج وتوقيت العرض ومستوى اللغة والصورة والمادة الفيلمية والديكور المستخدم والميزانية الكلية للانتاج ومدة العرض وتوقيته ورجع الصدى عليه.
المتصور انه اما ان يكون هناك اعدادا جيدا أو لا يكون من الأساس ، فاطلاق مشروع أو قناة أو برنامج دون الاعداد الكافى والدراسة المستفيضة والتخطيط الجيد لا يضمن الاستمرارية ، وان تحققت فلا يضمن النجاح المنشود أو الحد القبول منه فى كل الأحوال .
لذا نعيد السؤال : هل هناك معايير لاعداد برنامج تليفزيونى ناجح؟
تشير الخبرة العملية الى الأتى :
- الحاجة مطلوبة للاجابة على عدة تسؤلات :
- لماذا هذه القناة وهذا البرنامج بالذات ؟
- ما الاحتياج الذى يلبيه انتاج هذا البرنامج ( معلوماتى ، معرفى تنويرى ، تثقيفى ترفيهى، تعليمى، توعوى ارشادى، ).
- ما الهدف أو جملة الأهداف الراهنة المرحلية والمستقبلية لاطلاق هذا البرنامج ؟ وما الجمهور المستهدف منه وبه ؟
- ما الفكرة الرئيسية أو الخط العام ( السياسة العامة ) للبرنامج شكلا ومضمونا؟
- ما المحاور التى يغطيها ؟ ما الشكل البرامجى الذى يخاطب به الجمهور وهل هو الشكل الوحيد أو الأمثل ؟
- ما الخطط المستقبلية لتطوير البرنامج وتسويقه وعرضه؟
- هل يمكن النظر إلى البرنامج بفكر تسويقى على انه مشروع انتاجى هدفه البقاء والوجود والتأثير والانتشار والشعبية والجماهيرية؟
حالات تطبيقية : ( العلم والايمان )
من أبرز البرامج التى عرفتها الشاشة المصرية وحظيت بمعدلات مشاهدة عالية واهتمام بالغ وأستمرت لسنوات ، برانامج ( العلم والايمان ) للدكتور مصطفى محمود والذى أعتمد شكلا ومضمونا على الاستعانة بمادة فيلمية عالية الجودة ، مصحوبة بتعليق صوتى بسيط وبديع وبلغة يفهما عامة الناس قبل المتخصصين ، وهو ما حقق للبرنامج قاعدة مشاهدة جماهيرية عريضة ، بل وضمن له مرات عرض واعادة بناء على طلب الجماهير.
( عالم البحار )
برنامج علمى متخصص ومبسط جدا حدد هدفه ودائرة اهتمامه ، بدقة شديدة حيث التركيز على عجائب مخلوقات الله وقصص مملكة الأسماك والأحياء المائية ، الشرس والوديع منها وعلاقة الطير بالكائنات البحرية كالتماسيح ، وعالم أسماك القرش والدلافين والشعاب المرجانية وغيرها.
لكن نظرة على ما يمكن ان تقدمه الناشيونال جيوجرافيك فى دقائق ثلاث عن الطيور والتماسيح ودورة الحياة تكشف لنا الكثير من الاختلاف عن برامجنا العلمية :

- ( عالم الحيوان ) مثل سابقه تماما .
والبرامج الثلاثة تعتمد على مادة فيلمية جاهزة متبوعة بالتعليق الصوتى ، والفارق الوحيد ان العلم والايمان اعتمد على تعليق صوتى ارتجالى غير مكتوب من عالم وفيلسوف مفكر ، بينما اعتمدت البرامج الاخرى على تعليق صوتى مكتوب يقرأه المذيع.

لذا فإن أساسيات ومحاور اعداد برنامج علمى تليفزيونى لابد وان تنبع الواقع ، ومن الاجابة عن جملة الأسئلة التى طرحناها سلفا، ونحاول الاجابة عنها من خلال استعراض لحالات تطبيقية من واقع تجربتنا الشخصية :
- برنامج (عالم وجائزة):
كانت الفكرة الرئيسية فى هذا البرنامج ، هى محاولة تحويل العلم والعالم أيا كان تخصصه الى نجم يوضع فى دائرة الاهتمام الجماهيرى، كنوع من الاحتفاء به من جهة ، ونوع من تقديمه وتبسيط علمه للناس العامة قبل المتخصصين من جهة أخرى. وبهذا التصور نكون قد هدفنا الى فك طلاسم العلوم واخراج العلماء من صوامعهم وابراجهم العاجية وتقيمهم للناس كبشر عادين يفيدون ويهمون فى تقدم البشرية ، وما الجائزة أو جملة الجوائز وأشكال التكريم التى حصلوا عليها الا خلفية لكل الحلقات ، فى حين يطل العالم وسيرته ومسيرته وعطاءاته ونجاحاته واخفاقاته ، ومساهماته فى البناء والتقدم العلمى كأساس وجوهر للبرنامج.
وحتى يتحقق هذا الهدف كان لابد من الاجابة عن السؤال:
- من هو العالم؟ وهل كلمة عالم هى درجة علمية أو صفة وظيفة؟ وهل كل حاصل على درجة علمية هو عالم؟
- وما الجائزة ؟ وهل كل ورقة أو شهادة تقدير – ( بعضها مدفوع الثمن) كتلك التى تغطى حوائط عيادات الاطباء محاطة بقصاصات من الصحف هى الجائزة التى نقصدها؟ وهل هناك جوائز علمية حقيقية وأخرى وهمية مباعة؟ وما وزن هذه الجوائز محليا وإقليميا ودوليا؟
- ثم كان السؤال التالى :
ما الشكل البرامجى الذى نقدم من خلاله نجوم العلوم ؟ هل التعليق الصوتى على صور العلماء وكتبهم وابحاثهم وجوائزهم ؟أم الحوار المباشر معهم ؟ اما الطريقتين؟
- وأين نصور العلماء هل فى الاستديو أو العيادة والمعمل أما فى المدرج وسط الطلاب والاساتذة ام فى غرفة العمليات أم فى بيوت العلماء أم مزيج بين هذا وذاك؟
- ما المدة المقترحة للبرنامج؟ وهل تكفى ساعة لعرص كل الجوانب فى حياة العالم وجوائزه أم أن الامر لا يستأهل أكثر من ثلث الساعة ولماذا؟
- من جمهورنا المستهدف؟ هل العلماء وأسرهم وكفى أم اننا نتطلع الى الزملاء والأساتذة والتلامذة معا ، ونتطلع لايجاد نماذج وقدوات جديدة تؤثر وتحرك الدوافع العلمية الكامنة لدى الكثيرين من شباب الامة.؟ أم اننا نستهدف المسئولين الذين هم عن العلماء ساهون ؟ وهل يمكن ان نغرس محبة العلم فى نفوس الاطفال عبر هذا البرنامج وكذلك فى محيط الاسر التى تشاهد أجيال ومدارس علمية ينتمى اليها هذا العالم وذاك؟
- ما ميزانية الانتاج وكم ساعة تصوير نحتاج اليها وكم ساعة مونتاج وهل نحتاج مواصفات خاصة فى الصوت أو التعليق الصوتى ، وهل نحن بحاجة الى مادة فيلمية ؟
- ما دور الرقابة فى مشاهدة الحلقات الأولى ( البايلوت) من البرنامج لاقرار اذاعة باقى الحلقات.
- ما توقيت إذاعة البرنامج وهل تعاد اذاعته فى أوقات أخرى ؟
- كيف نقيس رجع الصدى أو رد الفعل على برنامجنا وكيف نوظف التقنيات المختلفة فى تطوير البرنامج وتسويقه، كيف نستفيد من الصحف-( التنويهات) مثلا، والانترنت ، ومواقع عمل العلماء فى التعريف بالبنامج ونشره؟

البرنامج العلمى شكله بناؤه محتواه:
كلنا تابعنا البرنامج العالمى الأشهر من سيربح المليون ، وربما تابعنا الفيلم الأكثر شهرة الذى يتخذ من هذا البرنامج خلفية وهو( المليونير المتشرد) ، لنطرح السؤال : ما سر هذا النجاح والتفوق والانتشار والجماهيرية الطاغية .
هل عوامل النجاح تقوم على الفكرة والاعداد ، ام الهدف ام الشكل البرامجى ام طابع الابهار ام مقدمى البرنامج الذين تم اختيارهم بعناية خاصة ؟
هذه الاسئلة تهمنا ونحن بصدد الحديث عن شكل البرنامج العلمى وبناؤه ومحتواه ليس تقيلدا لمن سيربح المليون- وان كان برنامج نجوم العلوم يحاول ذلك- وانما بحثا عن صيغ أفضل فى الشكل والبناء والمحتوى والتأثير .
تفتقد كثير من البرامج العلمية وكذلك الفقرات العلمية المتخصصة لطابع الجذب الجماهيرى ، بينما تقع برامج أخرى – سعيا منها لتحقيق الابهار البصرى – فى محظور السطحية والاثارة الى حد الخرافة والاستخفاف بعقول المشاهدين ، بما يخرجها عن جدارة من عباءة البرامج العلمية .

والحقيقة أن برنامج نجوم العلوم الذى دشنته منذ شهور مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على غرار برامج تلفزيون الواقع، لكنه هذه المرة لاكتشاف المخترعين، قد يمثل بادرة طيبة فى هذا المنحى فى زاوية برامج المسابقات الجماهيرية العلمية ، وقد يفتح الباب أمام البرامج العلمية عامة وليست برامج المسابقات العلمية فقط .

شأن أى برنامج يتألف البرنامج العلمى التليفزيونى من نص وصورة :.
- نص يشرح ويصف ويعلق ويفسر و يجيب على تساؤلات و يثير الخيال باعتماده على الكتابة التصويرية المؤثرة والمقنعة المكثفة البليغة البسيطة والمفهومة فى ذات الوقت.
- وصورة :هى ترجمة غير حرفية للمحتوى ، تقوم بدور الابهار فى الشكل وتجسد للمحتوى او تكشف غموض بتقديمها جديدا لم يعهده او يراه المشاهد من قبل ، وقد تستخد كدليل اثبات علمى أو كعنصر للمحاكاة او التأمل ، أو كأيقونة فى الذاكرة تساعد على الادراك والفهم والتذكر واستدعاء المعانى اضافة لامكانية استخدامها كمرشد توعوى لطريقة الاستخدام او تجنب الاخطار او كعنصر شرح لآلية الحدوث او فلسفته .
وتقوم فكرة بناء البرنامج التليفزيونى على المزج المتوازن بين جميع عناصره ( النص أو المحتوى – الصورة الحية أو الفيلمية المسجلة – الموسيقى والمؤثرات – الفقرات الداخلية والخارجية مع الضيوف من الخبراء والمتخصصين وأحيانا عامة الناس – الفواصل – المداخلات التفاعلية عبر الهاتف والـ SMSوالايميلات او البريد العادى وغيره ) .
ويقوم البناء الجيد للبرنامج على التقطيع بين النص والصورة والحوار وبمساحات زمنية تخدم المضمون وتوصل الرسالة ، خاصة اذا اتفقنا ان المدد الطويلة لبعض البرامج وفقراتها ، ليست ضمانة لتحقيق النجاح والتأثير المطلوب.
الصورة فى الانتاج البرامجى التليفزيونى تظل هى الاساس دأئما ، يأتى بعضها النص ، خاصة اذا علمنا ان الصورة نص مواز فى حد ذاتها ورسالة أو جملة رسائل بصرية قد تكفى بمفردها فى ايصال الرسالة.
من هنا فإن التعليق الصوتى فى الاسكريبت المكتوب لبرنامج ما لابد ان يتسم بسمات منها:
- الجمل القصيرة المكثفة المشحونة بالمعانى .
- الجمل البسيطة المفهومة لغة ونصا.
- الجمل التصويرية بما يشبه التصوير بالكلمات لاثراء خيال المتلقى.
- الجمل غير الاستطرادية غير المطولة ولا المكررة سواء فى اللفظ أو المعنى.
- الجمل التى تضيف أو تشرح ما تعجز الصور عن شرحه .
- الجمل التى تحترم لغة العلم ولغة الناس فى وقت معا وبما يحقق التوازن .
تنفيذ البرنامج وعرضه:
وحتى تتضح الصورة فى الأذهان أكثر فإن معد البرنامج وكاتب الاسكريبت أو سيناريو الفيلم العلمى ، مطالب بأن يوازن فى خطته للحلقة وللبرنامج بين الموضوع والمحاور والأسئلة والضيوف والمواد الفيلمية الخارجية والمواد المصورة الحية التى يستهدف دمجها فى الحلقة، كما وانه مطالب بالجلوس المسبق مع المخرج مرات ومرات للاتفاق على تفاصيل كل شىء ، فى محاولة لفهم الشكل النهائى الذى يخرج عليه البرنامج ومدى اقترابه من تحقيق الاهداف التى يطمح لها فريق العمل بالكامل.
المخرج من جانبه مطالب بقراءة الاسكريبت الخاص بالبرنامج أو إحدى حلقاته ، ومطالب بتحديد مواقع التصوير ومعاينة هذه المواقع على الطبيعة فى النهار والليل وتحديد أفضل وأنسب التوقيتات للتصوير ، ومتطلبات ذلك فنيا وتقنيا وماديا ( معدات وأجهزة مثل الكاميرات الخاصة ، وحدات اضاءة خاصة ، وحدات خاصة للصوت ) تحديدا فى التصوير الخارجى فى البيئة المفتوحة كالغابات والمحيطات ، وفى حالة رصد الظواهر الطبيعية من زلازل وبراكين وكسوف وخسوف واعاصير وفياضانات وغيرها.
وبتناغم الفريق يقوم المخرج أو مساعد الاخراج بترجمة النص ( الاسكريبت) الى صورة ، وتخطيط لهذه الصورة لتبدأ عملية الانتاج فى دورتها الطبيعية بعد انهاء العديد من الاجرات الادارية الخاصة بتصاريح التصوير – ( مثل موافقات الجهات المختصة بالتصوير فى المحميات الطبيعية والأحياء المائية وتالغابات ومؤسسات الطاقة وغيرها) – اضافة الى انهاء ميزانيات الانتاج التقديرية للبرنامج وبيان منتوسط الميزانية التقديرية للحلقة الواحدة منه .
وتبدأ عجلة الانتاج فى الدوران ويتم اصدار تصاريح خروج الكاميرات ومعدات الإضاءة والأشرطة الخاصة بذلك ، مع مراعاة اجراء اختبار لكل أجهزة الصوت والصورة والاضاءة وغيرها.
ويلاحظ ان تصوير البرنامج سواء فى الاستديو أو خارجه يتم وفق خطة محددة بدقة ، بدلا من أطلاق الكاميرا تمسح كل شىء المرغوب وغير المرغوب ، بدعوى ان الوفر فى المادة أفضل من الاحتياج لمادة قد لا تتوافر الظروف لتصويرها لاحقا.
والحقيقة ان هذه الملاحظة لها أهميتها حيث أن كثرة المادة المصورة تتسبب فى الاتى :
- ارباك المخرج واهدار وقت التصوير وانهاك المصور .
- تشتيت عملية المونتاج أثناء تفريغ الشرائط .
- استهلاك خامات وميزانيات فى مضاعفة الأوقات المخصصة للمونتاج ( ساعات المونتاج) المهدرة.
والأفضل أن تحدد هدفك بدقة ، أن تستهدف صيدك الثمين وتحاول الحصول عليه ( بالنص والصورة) دون ان تغرق المشاهد فى ملل تكرار القطات والصور( الشوطات) والجمل الحوارية ( تجربة فيلم النوم وحورانا مع د زويل ود اسماعيل سراج الدين وتجربة السى ان ان معه).
وتبدأ بعد عملية التصوير،حجز ساعات مشاهدة لتفريغ الشرئط وتحديد المرغوب وغير المرغوب بالدقيقة والثانية Time Code) ) من واقع المادة المصورة بالشرائط ( الماتريالات) .
ويبدأ المخرج ارسال النص ( الاسكريبت أو التعليق الصوتى) لتسجيله، ليتم مزجه مع المواد المصورة وفقا للشكل الذى اتفق عليه المخرج والمعد والمصور وفريق العمل .
كما تتم الاستعانة ببعض اللقطات والمواد الفيلمية ، التى تستخدم لهدف هو تعزيز الفكرة وخدمة المحتوى وايصال الرسالة ، وليس لمجرد سد الخانات واطالة زمن الحلقات أو تغطية فقر المادة المصورة ، أو الاستسهال فى الانتاج ما دامت هناك مواد جاهزة.
وبعد ان تتكامل عمليات المونتاج والمكسياج ومزج الصوت والصورة وكتابة الفونتات( سواء ترجمة لنص ) أو تترات الحلقة ، ووضع الموسيقى النهائية ، تمر الحلقة على لجنة المشاهدة ، لاجازتها فنيا ورقابيا ، واعطائها شهادة صلاحية فنية وهندسية ، اضافة الى صلاحية المحتوى وعدم الاعتراض علىه فكريا وسياسيا وعقائديا واخلاقيا ومجتمعيا وتسويقيا ايضا ، وفقا للضوابط التى تحددها رقابة كل جهاز اعلامى فى عالمنا العربى.
ويدخل البرنامج خريطة البث ، التى تحدد توقيتات عرضه، كما يدخل الدورة البرامجىة التى تستمر غالبا ثلاثة أشهر، يجدد البرنامج بعدها ليستمر أو يستبعد من الخريطة تماما وفقا لرد الفعل ورجع الصدى عليه وبعض العوامل الأخرى.
وللأسف عملية رجع الصدى فى قياس فاعلية البرامج لا تتم على أسس علمية مثل الاستعانة بـ:
- بحوث وتقارير لجان الاستماع والمشاهدة. والتقارير الرقابية . ورسائل المشاهدين وتعليقاتهم ومداخلاتهم.الموقع الالكترونى للمحطة وما يرد عيه من تعليقات . تعليقات الصحف ووسائل الاعلام حول البرنامج. الاستبيانات والبحوث والدراسات واستطلاعات الراى ، الى جانب رؤية القائمين عليه وعلى القناة.
هذه الضوابط لابد من وضعها فى الحسبان عند التخطيط لاطلاق برامج جديدة أو تحديث برامج قائمة الا ان واقع الممارسة العملية لا يعكس الالتزام بهذه الأمور فى أغلب الأحوال.



#سمير_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء الشوارع
- منقووول!
- طلبة الجامعات يصنعون نهضة مصر!
- الشكوى لغير الله مزلة
- مصطفى محمود محطات فكرية وايمانية
- مدرسة مين فى مصر
- عن بدرية وصابرين وضحى اتحدث اليكم !
- من حرامى الدش لوصلة النت للأسطوانات المنسوخة :-أمتى نبطل سرق ...
- داء الفقراء يلتهم افريقيا
- الفقراء يقتلهم الدرن
- الأرض‏ ‏تحترق‏ ‏والجليد يذوب والدلتا قد تغرق ‏:‏
- أبطال وضحايا حقوق الانسان
- قرن على اكتشافه بلا علاج حتى الآن: الزهايمر..عدو الذاكرة !!


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سمير محمود - ملاحظات حول البرامج العلمية فى الراديو والتليفزيون