أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كوهر يوحنان عوديش - برلمان للعرض فقط














المزيد.....

برلمان للعرض فقط


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 11:27
المحور: كتابات ساخرة
    


لا احد منا يجهل جملة ( للعرض فقط )، التي نراها معلقة او ملصقة على الكثير من المواد في المعارض والمحال، والتي تعني ان المادة ليست للبيع بل هي للعرض فقط وبذلك يحق للفرد اشباع نظره منها دون التمكن من شرائها والتمتع بها، اما ان نسمع او نقرأ مقالاً او خبراً عنوانه ( برلمان للعرض فقط ) فهذا امر غير طبيعي يدعو للدهشة والتوقف لان البرلمان ليس بسلعة تباع او تشترى لنعرضه امام الناس لترضية غريزة البصر لديهم، بل هو اعلى هيئة تشريعية منتخبة ديمقراطياً تمثل الشعب وتسهر على مصالحه دون فرق او تمييز، لذلك على اعضاء البرلمان والحكومة احترام رأي الشعب وتفعيل البرلمان حسب المباديء التي شكل على اساسها وعدم تهميشه وتجميده ليصبح بناية تذكارية لالتقاط الصور او الاتكال عليه لتمرير آرائهم ومشاريعهم الطائفية والقومية والحزبية الضيقة التي تزرع الدكتاتورية وتقسم الشعب وتدمر الوطن لكن بقناع ديمقراطي!.
منذ انتخاب اول برلمان ديمقراطي قبل سنوات ولحد اليوم كان عمله وتشريعه صورياً وشكلياً بحيث لم يستطع ان يؤثر على أي قرار سياسي او مدني او اقتصادي يصدر او يتخذ من قبل اصحاب السلطة والمتنفذين في الحكومة او غيرهم من رؤساء الاحزاب الدينية الكبيرة المهيمنة على الساحة العراقية، وبذلك لم يكن اعضاء البرلمان سوى اجساداً شطرنجية تملأ القاعة وتشغل الكراسي لتمرر مصالح فئتها او كتلتها بعيدا عن مصلحة الشعب ومنفعة الوطن، بحيث يمكن اختصار اكبر واعظم انجازاتهم بعدة امور وقرارات لا تتعدى اعضاء الحكومة والبرلمان مثل الاجازات الفصلية ومراسيم الحج والايفادات ( كل المصاريف كانت تقتطع من ايتام العراق وارامله وفقرائه الباحثين في المزابل عن لقمة خبز سلمت من لعاب الكلاب واقدام القطط! ) وتثبيت الامتيازات والرواتب التقاعدية الخيالية واخرها منح الجوازات الدبلوماسية لاعضاء البرلمان وعوائلهم! ( وفائكم مشكور ونزاهتكم مثمنة واجوركم مقبولة! ), وفي الجانب الاخر ترك الشعب وحيداً في معركته مع قوى الارهاب والامن المفقود والمعاناة اليومية ليستيقظ كل يوم مع الرائحة المتعفنة لقضية فساد جديدة التي تعود عليها الشعب العراقي بل والعالم كله في عراقنا الجديد.
هكذا مرت الدورة الاولى لاول برلمان منتخب في عراقنا الديمقراطي الجديد ( بالرغم من الصلاحيات الصورية الممنوحة للبرلمان لم يستطع اعضائه من استدعاء او محاسبة أي من المسؤولين الحكومين على فسادهم وسوء ادراتهم للسلطات الممنوحة لهم واستهزائهم بالشعب وكرامته في كثير من الاحيان مع كل البراهين والدلائل المتوفرة لديهم، باستثناء بعض الحالات التي دعي فيها المسؤول المتهم للمسائلة في اروقة البرلمان باتفاق حزبي وسياسي واضح دون المساس به ماديا او معنوياً او معاقبته على جريمته المثبتة ) دون أي تجديد او تغيير او تحسن ملحوظ لا من النواحي الاجتماعية ولا من النواحي الامنية ولا من النواحي الاقتصادية ولا من النواحي السياسية، بل كان البرلمان ساحة حرة للتعارك وتصفية الحسابات السياسية والشخصية في كثير من الاحيان بدلا من جعله هيئة تشريعية ورقابية مهمته الاولى والاساسية الرقي بالمجتمع وخدمة الوطن وايجاد السبل الكفيلة لاخراج البلد من دوامة التخريب والتدمير الذاتي التي يدور فيها.
بناء الوطن وتعمير ما دمر خلال السنوات السابقة وتثبيت الامن ومحاسبة المقصر والمرتشي ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب لن يتم بزيادة مقاعد البرلمان ولن يتم بتقسيم المقاعد او حجزها مسبقاً ولن يتم بفضح الاخر او كتم صوته او ابعاده عن الساحة السياسية او ملاحقته قضائياً ولن يتم ببلع وهضم مليارات الدولارات من المال العام دون وجه حق ولن يتم بحرق الوطن كله لاشعال سيجارة المدام!، بل يتم بقليل من الاخلاص وجزء صغير النزاهة ونسبة ضيئلة من القانون ( اذا كنتم تعترفون بهذه اصلاً! ).



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدم العراقي في احقر المزادات!
- مقترح لبديل عن الانتخابات العراقية
- حقوق كلابهم محفوظة ودماء ابنائنا – علناً – مهدورة!
- مسيحيو العراق بين قبضة الطائفية وسندان الدستور
- مصادرة اموال البعثيين ام نقل لملكيتها؟
- محنة مسيحيي العراق متى تنتهي؟
- المصالحة ضرورة وطنية، لكن مع من ؟
- سيادة الرئيس أليس السجن اولى بهم؟!
- دعاية انتخابية ام دعوة لانهاء الفساد؟
- الطفولة في العراق عمر مستقطع
- وداعا يا شيخنا العظيم
- اما لهذه النغمة ان تتغير؟
- من المسؤول عن تفشي العنف ضد المرأة في العراق؟
- بلاك ووتر لا تعترف بالسيادة ولا تشملها القرارات!
- لفتة الى المبدعين المغتربين
- هنود حمر العراق بالف خير ومستقبلهم مضمون!
- نعمة الرئيس ومآسي الشعب العراقي
- بيادق شطرنج أم أميون لا يعرفون القراءة؟
- في ذكرى ميلاده الثامنة والثمانين ماذا بقى من الجيش العراقي؟
- ماذا لو كان رئيس البرلمان من الاقليات؟


المزيد.....




- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كوهر يوحنان عوديش - برلمان للعرض فقط