أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بهيجة حسين - عصاية الأيس كريم














المزيد.....

عصاية الأيس كريم


بهيجة حسين

الحوار المتمدن-العدد: 868 - 2004 / 6 / 18 - 06:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يشرق وجهه دائما بابتسامة هادئة، رصينة ، تفيض بنورها علي صوته الذي ينساب رقراقا خفيضا واضحا ومحددا0

يشرق وجهه دائما بطمأنينة الجالس في روضة من رياض الجنة، المالك بين يديه كل أسباب الثقة في أن ما بين أيديه وأيدينا نعم لا تحصي ولا تعد، وأن التفاؤل بالمستقبل المفروش بالورود والرياحين والتصدير والصناعة من الإبرة للصاروخ هو قدرنا ولا مجال ولا معني للتفكير في غيره أو حتي احتمالات أخري0

يشرق وجهه وتملأ الدنيا كلها ابتسامته الهادئة المتفائلة الواثقة ، ولم لا وهو وزير صناعتنا الدكتور علي الصعيدي الذي يرفعنا في أحاديثه التليفزيونية شأنه في ذلك شأن رئيسه أستاذ الجامعة د0 عاطف عبيد إلي سماوات المكن الداير في المصانع، وإلي سيور السحب التي تنطلق عليها مصنوعات بلادنا بلا توقف، ولا منافسة من المصنع إلي أسواق العالم، تضرب وتدمر كل من يتجاوز حدوده أو يمتلك جرأة الوقوف أمامها0 ومن قلب المصانع إلي أيادينا نحن المواطنين نشتري إنتاج بلدنا ونستهلك وننعم ونسعد بلا حدود0

يحملنا معه علي أجنحة ابتسامته التي تملأ صورته المنشورة مع تصريحاته علي صفحات الصحف، وننعم ونهنأ ونطمئن علي مستقبل أولادنا وبلادنا مصر المحروسة، مصر أم الدنيا0

ولكننا بشر نموت في النكد ولا نفرق كثيرا بين الأوهام والأحلام، والتصريحات الرسمية ، والابتسامات الإعلامية، فالواقع من الألف إلي الياء نحن الذين نعيشه، وندفع ثمن انهياره، ولكن أن يصل انهيار الصناعة في مصر إلي درجة أن تنشر الصحف إعلانا عن استيراد «عصيان» بلاستيك أو خشب من الصين لزوم وضعها في قطعة الجيلاتي أو ما يعرفه أولادنا بـ «الاستيك» ماذا نقول مع مثل هذا الخبر أو الإعلان سوي «يا نهار أسود هي حصلت»؟

نعم سوف نقول «يا نهار أسود» للمرة المليون ، بعد أن أغرقت صناعات بلاد الدنيا بلادنا، أغرقت بلادنا وانقلبنا عليها، ليس لأن تلك البلاد تتأمر علي صناعتنا العريقة، وتسعي لضربها، ولكن لأنها صناعات جيدة بما لا يقارن بما تنتجه مصانعنا، وأقل سعر أيضا بما لا يقارن بأسعار ماتنتجه مصانعنا مع رداءته، ونشتري المستورد أو المهرب رغم الحسرة التي تملأ قلوبنا علي صناعتنا وما وصلت إليه0

نعرف ويعرف السادة المسئولون المبتسمون بابتسامات تسد عين الشمس، ولا نعرف من أي منطقة ترتسم علي وجوههم، نعرف ويعرفون أن البلد لم تعد بها صناعة و لا زراعة ولا تجارة، ولم تعد بلدا أصلا، هم يعرفون وهذه هي سياساتهم، ولكن البلد ليست بلدهم، إنها بلدنا، وبها من العقول والكفاءات والخبرات والرجال القادرين علي حكم وإدارة الدنيا كلها، ونعرف أنهم يقدمون للسادة المسئولين عن إدارة هذا البلد كل جهدهم الذي يصبح مجرد أوراق تلقي علي الأرفف ليأكلها التراب ومعه الفئران0

كيف تتحول هذه الجهود العلمية إلي فعل وحركة؟ كيف يحملون رؤاهم إلي الشعب المصري ليكون هو الحكم بين الحكام وبينهم؟ كيف ينقذون هذا البلد من الدمار، وهم قادرون؟ كيف يتكاتفون مع منظمات المجتمع المدني والأحزاب والشرفاء عموما دفاعا عن مستقبل وكرامة هذا الوطن، الذي ضاعت كرامته في ظل سياسات الصفر، والتي لن تحملها ابتسامات السادة الإعلانية، ولا أرقامهم ومشاريعهم الوهمية، ولا كذبهم الفاضح ؟



#بهيجة_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق «بانسيه» في العلاج
- إنهم يقتلون الحياة
- رسالة أخيرة
- طريق الآلام إلى بغداد
- مصر الطاردة لاهلها


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بهيجة حسين - عصاية الأيس كريم