أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - الأنبا شنودة يتعدى ويتحدى القوانين الكنيسة 2- «القرعة الهيكلية»















المزيد.....

الأنبا شنودة يتعدى ويتحدى القوانين الكنيسة 2- «القرعة الهيكلية»


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 08:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكنيسة القبطية هيئة مؤسسية عريقة قامت منذ ألفي عاما، واستمرت صامدة بكل صلابة طوال هذا الزمان. ووقفت أمام طغاة التاريخ ذائعي الصيت، من المستعمرين الرومان أمثال نيرون ودقلديانوس، وثبتت أمام مظالم ومفاسد الغزاة العرب منذ عمرو ابن العاص مرورا بالحاكم بأمر الله وغيرهم من العتاة، فصمدت بفضل نظام مجتمعي مؤسسي محكم وثابت، نحتته صروف الزمان بالدم والنار والمعاناة في صخور التاريخ. القانون الكنسي القبطي العريق اثبت فاعليته ومقدرته أمام الزمان، فمن خلاله ظل المجتمع القبطي متماسكا بشكل إعجازي، مما أثار عجب الباحث الغربي المعاصر فصدرت مئات الكتب والأبحاث التي تمجد حكمة وأصالة وتحضر ذلك المجتمع. القانون الكنسي الذي اتبعه الأقباط عبر ألفين عام يمثل صورة من التحضر والرقي ما يضاهي أحدث القوانين الديمقراطية في العالم اليوم، فيعتبر عائقا مانعا أمام أي مستبد تسول له نفسه الإنفراد بالسلطة باسم الدين ولله. وبذلك فقط استطاع المجتمع القبطي أن يحتفظ بثباته ووقاره عبر التاريخ.

نظام وطقس القرعة الهيكلية في انتخاب البابا أو الأسقف نظام مرفوض منذ قيام الكنيسة المسيحية الأولى. نظام القرعة كان شائعا في العبادة اليهودية حيث كان يستخدم كثيرا في طقوس االهيكل، فكانت القرعة تلقى لاختيار الكاهن الذي يدخل إلى القدس ليبخر أمام مذبح البخور عند تقديم الذبائح اليومية. ورِأينا ذلك عندما وقعت القرعة على زكريا أبو القديس يوحنا المعمدان.

بعد صعود السيد المسيح وقبل حلول الروح القدس قام القديس بطرس الرسول في وسط التلاميذ واقترح اختيار واحد من بينهم ليحل مكان يهوذا الذي كان محسوبا من الاثني عشر رسولا حتى يكون شاهدا معهم على قيامة الرب. في ذلك الوقت قبل حلول الروح القدس كان من الواضح أن بطرس مازال يفكر بنفس الأسلوب القديم الذي اعتاد عليه. فالمسيح اختار تلاميذه الإثنى عشر كرمز يعلن به لليهود والعالم عن قيام دولة إسرائيل المسيانية بأسباطها الإثنى عشر حسب نبوات العهد القديم. ليس معنى ذلك أن تقتصر الشهادة للمسيح على إثنى عشر شاهدا، فلقد انفتحت الرسولية والشهادة للمسيح بعد ذلك بلا حدود رقمية. فبعد حلول الروح القدس كثيرون جدا شهدوا للمسيح منهم بولس وبرنابا وسيلا وتيموثاوس وأبولس ولوقا ومرقس وكثيرون دعوا رسلا من كل الأرض. لكن بطرس الذي كان مازال ممسكا بالفكر اليهودي اقترح إقامة الرسول الثاني عشر مستخدما نظام القرعة، كما ورد بالإصحاح الأول من سفر الأعمال "ثم ألقوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الأحد عشر رسول" (أع 26:1) . نلاحظ أن كتب تفسير الكتاب المقدس تتوقف عند هذه الآية لتعلن أن هذه هي المرة الوحيدة التي استخدمت فيها القرعة في الكنيسة المسيحية وكان ذلك قبل حلول الروح القدس. أما بعد حلول الروح القدس فلم تستخدم القرعة نهائيا كما يتضح من الكتاب المقدس وتاريخ وقوانين الرسل والمجامع المسكنوية والمحلية التي تخلو تماما من أي إشارة لاستخدام القرعة في أي نظام أو خدمة كنيسة.

كثيرون لا يعرفون أن أول من أرسى النظام الديمقراطي في التاريخ هي الكنيسة المسيحية الأولى، فجماعة التلاميذ هم أول من استخدموا نظام الانتخابات العامة. فعند ما طلب الشعب اختيار مندوبين للخدمة، "فدعا الاثنا عشر جمهور التلاميذ وقالوا .. فانتخبوا أيها الإخوة سبعة رجال منكم مشهودا لهم ومملوءين من الروح القدس وحكمة فنقيمهم على هذه الحاجة" (أع 6: 2-3). ومنذ ذلك الوقت فنظام الانتخاب هو النظام الرسمي لاختيار كل الخدام على كافة المستويات في الكنيسة المسيحية وذلك ما تقره كل القوانين الكنسية منذ القرن الميلادي الأول والموجودة بين أيدينا اليوم. في الوقت الذي لا يوجد أي أثر أو ذكر لنظام القرعة في أي من قوانين الرسل أو المجامع المسكونية. ويمكن الرجوع إلى كتب القوانين الكنسية أو إلى ما أورده الأنبا شنودة عندما كان أسقفا للتعليم في كتاباته التي كان يهاجم فيها القرعة الهيكلية والتي أوردتها في مقالي السابق.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=192432

أهم تلك القوانين جميعا هو ما ورد بالدسقولية (تعاليم الرسل) حيث ينص القانون رقم 36 على. "فليقم الأسقف بتخيير الشعب كله إياه كمشيئة الروح القدس". وبعد أن يذكر الشروط الواجبة في المرشح للأسقفية يعيد النص تأكيدا على ضرورة معرفة رأي الشعب كله في المرشح فيقول "ويقام في يوم الأحد وكل الناس متفقون على إقامته. وكل الشعب والكهنة يشهدون له". وهذا النص يقوم على أساس الكتاب المقدس نفسه. فالكتاب المقدس هو أول من أرسى الفكر الديمقراطي ونظام الانتخابات في التاريخ. ويلاحظ أنه لا الكتاب المقدس ولا الدسقولية وضعت أي استثناءات فلم تفرق بين امرأة ورجل في حق الانتخاب. ومن الغرائب أن الأستاذ نظير جيد (الأنبا شنودة حاليا) كان في خمسينات القرن العشرين يهاجم لائحة انتخاب البطريرك لأنها تحد من الناخبين إذ تشترط أن يكون الناخب من خريجي الجامعة . فكان بطالب بإلغاء ذلك الشرط لإتاحة الفرصة للجميع لانتخاب البطريرك بحسب نص الدسقولية!!! كتب نظير جيد المقال الافتتاحي لمجلة مدراس الأحد عدد إبريل عام 1954 يهاجم اللجنة التي كانت تدرس لائحة جديدة لانتخاب البطريرك.
يمكنك الاطلاع على مقال نظير جيد على الموقع التالي:
http://www.coptictruth.com/articles/pope-e/TR-PE-S454.pdf
ملاحظة: هذه اللائحة لم ترى النور بسبب عزل الأنبا يوساب. وصدرت لائحة جديدة بعد نياحة الأنبا يوساب هي لائحة 1957 التي تم وضعها تحت إشراف جمال عبد الناصر لاستبعاد مرشحي مدارس الأحد والتي استبعدت الشعب كله من الانتخاب، فظهر نظام القرعة الهيكلية لأول مرة في التاريخ في لائحة رسمية للكنيسة القبطية.

الكنيسة القبطية كنيسة رسولية. معنى ذلك أنها تخضع للقوانين والتعاليم التي أرساها رسل المسيح. الشعب القبطي يردد ذلك مرات في صلوات الكنيسة، فنزعم أننا نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية!!! المفروض أننا عندما نصلي لله نعني ما نقول، اللهم إلا إذا كانت حتى صلواتنا تحولت إلى مجرد عبث فما نقوله لا نعنيه ولا نؤمن به!!! وكما يقول الأنبا شنودة أسقف التعليم نحن نأخذ من الرسل الحل لحضور القداس فكيف يمكن أن نأخذ الحل ونحن نكسر قوانينهم!!!

أما الأنبا شنودة البطريرك فيصرح دون خجل متحديا للقوانين الكنسية فيقول، [إن الرتب الكنسية الكبيرة، خاصة منصب البطريرك، لا تُترك لعامة الشعب، لأنهم لا يعرفون ما هي اختصاصات القائد الدينى، وما هي تعاليم الكتاب المقدس، ويمكن التأثير عليهم ببساطة بخطبة قوية، وأشياء أخرى وصفها بقوله: «حاجات تانية أتكسف أقولها... » ] ثم يضيف [أن اختيار البطريرك دائماً ما يتم بواسطة القادة الناضجين، موضحاً أن الكنيسة الكاثوليكية على سبيل المثال، وهي أكبر كنيسة لها أتباع في العالم لا يختار بطاركتها إلا الكرادلة فقط] ثم يخرج الحمام ليطير في الكنيسة ليعلن تأييد الروح القدس لما يصرح به البابا من مخالفات خطيرة غير مسبوقة لتعاليم الكتاب المقدس والقوانين التي وضعها الرسل!!!!!

يا للعار!!! ويا لظلمة ذلك ليوم الذي بلغ فيه مستوى الكنيسة القبطية العريقة لهذا الدرك المتدني من الخداع، لقد بلغ إلى هذا الحد من الاستخفاف بالشعب، والعبث بكل قيمه ومقدساته، مستغلا لبعض السذج والمغيبين والمنتفعين بأموال الكنيسة لإسكات صوت العقلاء والمثقفين!!! وقمع وتهميش الشخصيات الجادة بهذا العبث الصبياني!!!

يا أنبا شنودة هل الشعب القبطي لا يعرف اختصاصات البطريرك ولا يعرف ما هي تعاليم الكتاب المقدس!!! لو كان ذلك حقيقي فهذا لا يعني إلا فشل الأنبا شنودة وال120 أسقف الذين رسمهم، في مهمتهم التعلِّيمية الشعب. هل الأنبا شنودة الذي أفسد التعليم في الكنيسة صورت له خيلاءه أنه لم يعد في الكنسية من يفهم أو يعرف القانون الكنسي غيره، فيعامل الشعب بهذه الغطرسة والاحتقار؟!! وهل الشعب القبطي بلغ من الغيبة والجهل حتى أنه يقبل تلك الإهانات الموجهة له وذلك الاحتقار المهين في بلاهة وهو يقول آمين!!!!

هل الشعب القبطي من البلاهة بحيث أنه يسهل التأثير عليه كما يزعم الأنبا شنودة ؟!!! وهل ذلك مبرر لأن أحرم الشعب من حقه في انتخاب راعيه بحسب ما تخوله القوانين الكنسية الأمر الذي مارسه الشعب عبر عشرين قرنا؟!!! ومن هم أهل الثقة، القادة الناضجين الذين يريد الأنبا شنودة أن ينيبهم عن الشعب ليختاروا له الراعي؟!!! فهل هم أساقفة الأنبا شنودة الذين يُثبِتون في كل يوم أنهم غير جديرين بمنصبهم الرفيع الذي لم يحترموه بصراعاتهم وفسادهم وفضائحهم المعروضة كل يوم على صفحات الجرائد دون خجل؟!!! أم هي الحكومة الوهابية التي تذيق الأقباط ويلات الاضطهاد في هجمات متواترة ضد الآمنين مما يعرضهم كل يوم للقتل وسلب أموالهم وحرق الكنائس والمتاجر والحقول حتى مساكنهم لم تعد آمنة، هل أجهزة الأمن المتعاونة مع القتلة والتي تساعد على خطف الفتيات القصر وابتزاز الأقباط، هل هؤلاء هم الذين يستأمنوا على اختيار الراعي لشعب يقف متفرجا عندما يسلط الذئب عليه راعيا فوق الكنيسة!!!!

وهل هناك أشياء أخري مخجلة تمنع الشعب من اختيار راعيه بحسب قول الأنبا شنودة «حاجات تانية أتكسف أقولها... » ؟!!! إن ما هو مخجل حقا هو ما سجله الأنبا شنودة على نفسه من عار لا يمحى أمام التاريخ، بتلك التصريحات المستفزة التي لا تسيء لأحد بقدر ما تسيء للأنبا شنودة، فتعتبر بقعة سوداء وظلمة في وسط نور وهاج هو تاريخ الكنيسة القبطية. وهل تلك التصريحات المخيفة الهابطة جدا يؤيدها الله بالحمامة!!!! هذا هو العار الذي يندى له الجبين!!!!

إحنا لو كنا في نادي مش في كنيسة لها تقاليد وقوانين عريقة، لو كنا بنلعب لعبة وليس نمارس عبادة كنسية وقورة في مجتمع عريق، فمن أول المبادئ الأساسية هو احترام قوانين النادي وقوانين اللعبة!!! إن كانت قوانين اللعبة لا تروق لك فعليك أن تغادر النادي لآخر، أو تختار ما يناسبك وتنضم لأي فريق يتناسب مع مبادئك ومستوى أخلاقياتك، ولا يستطيع أحد أن يمنعك أو يفرض عليك عضوية نادي أو نظام أو لعبة لا تروق لك. لكنه من غير الممكن ومن العبث أن تكون ضمن تيم لكرة القدم فتفرض عليهم قوانين كرة اليد. إنه من العبث أن تكون ضمن الكنيسة القبطية وتتكلم عن قوانين الكنيسة الكاثوليكية!!!

نسيت يا أنبا شنودة أنك أنت أكثر من هاجم البروتستانت والكاثوليك بتعصب مقيت!!!! أنت أكثر من يلقي بتهمة البروتستانتية جزافا لكل من يعارضك وكأن البروتستانتية عارا وليست عقيدة مسيحية!! لو مش عاجيك قوانين الكنيسة القبطية فلماذا لا تفارق؟!!! وكيف تفرض نفسك بطريركا عليها وأنت لا تؤمن بقوانينها وتدمر كل مسلماتها!!! وكيف تؤتمن على مقدساتها وأنت تعارض وتخالف قوانينها بهذا التحدي؟!!! ولو أنت مقتنع بقوانين الكنيسة الكاثوليكية فلماذا لا تنضم إليهم بس لو قبلوك؟!!! فيمكنك أن تذهب غير مأسوفا عليك من الكنيسة التي تعلن من فوق منبرها استهتارك واستهجانك لقوانينها!!! كيف يمكن أن تظل بطريركا فوق الكنيسة التي لا تخجل من أن تعلن على الملأ احتقارك ومخالفتك لمبادئها؟!!!

رغم أن القرعة الهيكلية هي أسهل وسيلة تفرض بها الحكومة بطريركا عميلا على الشعب فمن العجيب أن يخرج علينا المنافقون والمغيبون ليعرضوا علينا من سخافات فتاويهم العقيمة ليسكتوا كل صوت عاقل في الشعب تأييدا لتصريحات الأنبا شنودة. إن كل قبطي حر أصيل هو من يتمسك بقوانين كنيسته القبطية العريقة دون أي تغير أو تحريف. وذلك ليس عن تعصب شوفيني بل عن وعي وفهم متحضر لأهمية القانون الكنسي في الحفاظ على أرثوذكسية الكنيسة القبطية. وأهمية ذلك في الآتي:

1. إن أهمية القانون الكنسي العريق في أنه حافظ على المجتمع القبطي بكل قيمه الحضارية العظيمة، ورسخ مفهوم الهويه القبطية عبر عشرين قرنا، فرغم كل معاناة المجتمع من الغزو والاضطهاد فقد اجتاز الأقباط كل ذلك بقوة وثبات بفضل تماسك نظامهم العتيد. لذلك فكل قبطي حر هو من يتمسك بقوانين الكنيسة الأصيلة بغير تحريف.

2. إن القانون الكنسي الأصيل الذي ينص على أن الشعب وحده له الحق في انتخاب الراعي علي كافة المستويات، هو درع يحمى الكنيسة من التدخل الحكومي في فرض من تراهم يخدمون مصالح سلطوية استبدادية لقهر وإذلال المجتمع القبطي، في ظل النفوذ الوهابي المتغلغل في قلب حكومة عنصرية تنكل بكل ما هو قبطي.

3. القانون الكنسي يحرم المغامرين من أصحاب النزعات التسلقية من الوصول للكرسي البطريركي. أن هؤلاء المتصارعين على الكرسي البطريركي دافعهم الوحيد هو شهواتهم التسلطية، فلا تهمهم مصالح الشعب والمجتمع القبطي، ولا يمكن أن يرتجى منهم أي نفع. البطريرك الذي يصل للسلطة بمعاونة الحكومة لا يهمه سوى إرضاء أسياده الذين فرضوه بطريركا فوق الشعب، ولا يقيمون أي قدر للقيم الرفيعة والنبيلة التي حملتها الكنيسة عبر العصور وتسلمها من جيل إلى جيل. إن القوانين الكنسية تمنع وتقطع وتحرم كل من تسول له نفسه أن يتسلق للمناصب الكنسية بمساعدة السلطة المدنية.

أيها الشعب القبطي لماذا نتنكر اليوم لقوانين الكنسية العريقة؟ وما الداعي لتلك القلاقل المدمرة لمجتمعنا؟ هل ممكن للأنبا شنودة أن يهدم كل تلك العظمة التي أقامها الآباء في غيبة من الزمان؟!! لقد خدر الشعب بأنماط من التدين الفاسد، ولباس القداسة المزيف، ليقيم من نفسه إلها يتسيد على شعب مطحون! الأنبا شنودة يدمر القوانين الكنسية المتجذرة في أعماق التاريخ دون مبرر سوى أن يحقق سيطرته الاستبدادية على شعب مطحون من الإرهاب الإسلامي. القانون المتحضر يقف عائقا أمام كل من تسول له نفسه أن يذل الشعب، لذلك تعدي الأنبا شنودة على كل قوانين الكنيسة، فأحدث خرابا في كل مجال خلال ثمانية وثلاثين عاما. المحاكمات الكنيسة تحولت إلى مهزلة بعد أن كسر كل قوانين الكنيسة لينكل بكل من ينطق بالحق حتى لا تظهر الفضائح. أين أموال الكنيسة؟!!! بعد أن أبطل القانون الكنسي. من ذا الذي يستطيع أن يراجع البذخ والفساد الذي تصرف فيه البلايين بكل العملات المحلية والأجنبية من دم الشعب؟!!! ماذا فعل الأنبا شنودة بقوانين الأحوال الشخصية؟!!! لقد جعلها وسيلة لابتزاز الأموال وإذلال الشعب مما ترتب عليه تشريد مئات الألوف من الأقباط، فصار حق الطلاق هبة في يد البابا يمنحها لمريديه وأصفياؤه ولعائلته حيث شاع بينهم الطلاق بشكل مذري!!!

الأنبا شنودة صار هو القانون من يوم أن كسر القانون الكنسي ليعتلي كرسي البطريرك واغتصبه بدون وجه حق بمساندة حكومية. فصارت قوانين انتخاب البابا هي عدوه الأول، فهي شبحا يؤرق ليله وخزيا يذل نهاره. إن ما فعله نظير جيد بالأنبا يوساب لا يمكن أن تخمد سعيره في نفس الأنبا شنودة للحظة واحدة مهما حاول أن يلغي ضميره. لقد أقام نظير جيد كل شعبيته يعزف على وتر واحد هو التباكي علي قوانين انتخاب البطريرك المكسورة، فأطاحت كتاباته بالأنبا يوساب من كرسيه ونفي إلى الدير. فكيف له أن يهنأ بالكرسي الذي طرد منه الأنبا يوساب بعد أن تمادى في كسر نفس القوانين أضعاف مضاعفة أكثر مما فعله الأنبا يوساب. واليوم يصرح بتلك التصريحات المدمرة لنفس القانون الذي كان يدافع عنه. وما كان ذلك الدفاع إلا وسيلة تسلقية أقام كل شعبيته عليها!!! فهل ينجح في كل ذلك؟!!! حاشا لله أن يكون ظالما!!! وحاشا لله أن يسلم كنيسته لتدبيرات الأنبا شنودة!!!

إن صرخات الذين دمرهم الأنبا شنودة، والذين تسلق على أكتافهم تشهد الآن أمام الله بكل ما فعله. أنا أؤمن بالعدالة الإلهية، فسنرى للأنبا شنودة خاتمه تردع كل من تسول له نفسه أن يضرب كنيسة الله؛

وللحديث بقية
الحديث القادم عن تاريخ القرعة الهيكلية وكيف دخلت الكنيسة



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهل القمة ... و«القمامة» و «الرفاهية»
- الأنبا شنودة يتعدى ويتحدى القوانين الكنيسة -1
- حوار غبي في برنامج مزعج عن مشاكل الأقباط
- شعار المؤتمر السادس للحزب الوطني في مصر... «من أجلك أنت»
- التعصب الديني والخراب القومي والفساد الكنسي في مصر
- صراع أساقفة الأقباط حول الكرسي البابوي
- البطريرك الصحفي وأزمة دير أبو مقار
- مصر للمصريين .... وأزمة القمامة
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية: (4) هدفها تشويه التاريخ الحضاري ...
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (3) وتشوه أدبي يفتقر للحد الأد ...
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (2) تُسقِط الطبيعة الدموية الع ...
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (1) أهم أهدافها بث روح الكراهي ...
- أوباما والأقباط بين حق السيادة والمواثيق الدولية لحقوق الإنس ...
- الدكتوراه الخامسة في النفاق... وبطريرك
- حرب إبادة الخنازير جريمة قومية
- غيبة العقل القبطي وعودة الأقباط إلى الساحة
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة
- أربعون عاما على استشهاد البطل عبد المنعم رياض
- «أقباط المهجر»... 2- والوطنية المصرية
- «أقباط المهجر» 1- ووائل الأبراشي!!!


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - الأنبا شنودة يتعدى ويتحدى القوانين الكنيسة 2- «القرعة الهيكلية»