أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالعزيز السالم - الحمو الموت













المزيد.....

الحمو الموت


عبدالعزيز السالم

الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 00:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت اقف عند إشارة المرور فكان هناك شابا ربما عمره 16 عاما "مطوّع" يُوزع بكل حماس مطويات دينية على السيارات التي تقف عند "الإشارة" وعادة لا اقوم باخذها واعتذر من صاحبها ولا اهتم بها لانها مكررة ومملة لكن قلت في نفسي ربما ان هذه المطويات عن عيد الميلاد بمناسبة قربه والتحذير منه كعادة "الصحونجية" كلما اقترب عيد الحب او عيد الميلاد او حتى الاحنفال بالمولد النبويّ يحذرون منه لأنه لم يرد عن السلف انهم احتفلوا بمولد صلعم و لأنه بدعه وكل بدعه ضلالة وكل ضلاله بالنار" وما توقعته كان صحيحا بشان التحذير من اعياد الكفار ولكن ليس هذا موضوعنا.

المطويات مؤلفه من أربعة مواضيع كل موضوع بمطوية خاصه.

الاولى " التحذير من اعياد النصارى " بدأها بوجوب بغض الكفار بالله والمحبة للمسلمين وختمها بدعاء بان يذل الله الشرك والمشركين ويدمّر الكفرة والملحدين.

الثانية "عقوبة تارك الصلاة؟ " وكلها افلام رُعب

الثالثة "مختصر احكام اهل الذمة لإبن القيّم الجوزية" يعني "احنا ناقصين التذكير بتلك الاحكام الغبيّة التي لا تصلح الا ان تُلق في القمامة بعد حرقها ؟ ولمن احكام اهل الذمة ؟؟ هل لدينا مواطنون يعتنقون المسيحية واليهودية بشكل رسميّ حتى نتذكر كيفية تعاملنا معهم لنفرضها عليهم ؟


الرابعة "الحمو الموت" وهذه المطوية التي لفتت نظري مكونة من اربع صفحات وعلى الرغم انني قرات الحديث منذ المرحلة المتوسطة في مادة"الحديث" الا انني لم افهم معناه و ما يخفيه وكان يمر مرور الكرام !

قراتها ومن ثم رميت الورقة جانبا لأتأمل الموضوع مع كل جوانبه و ما يخفيه هذا الحديث من خطورة على الاسرة الواحدة وعلاقات الاخوة مع بعضهم البعض لهو أمرٌ خطير للغاية.

ربما الكثير خصوصا غير المسلمين الذين لم يطّلعوا على الاسلام لا يعرفون ما معنى" الحمو الموت." الذي هو عنوان موضوعنا

الحديث يقول فيما معناه بأن أقارب الرجل هم الخطر الأول على زوجته ويجب عليك ايها الرجل أن تحذر من اخوانك وتراقبهم ولا تسمح لهم بالخلوة مع زوجتك بالبيت ان كانو يسكنون معك او بالسيارة لربما تمكّن احدهم من زوجتك و اقنعها ان تمارس الجنس معه وانت لا تدري!

هذا الحديث من أكثر الأحاديث التي يردّدها المشائخ عبدة " البخاري ومسلم والسلف" فهم دائماً يحذّرون من الوثوق بإخوانهم كما يقول الحديث عنهم الحمو " الموت والهلاك ".

يقول النووي

وأما قوله صلى الله عليه وسلم " الحمو الموت " فمعناه : أن الخوف منه(يعني الأخ او الأب) أكثر من غيره , والشر يتوقع منه , والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه .

هذا الحديث قد نشر قلة الثقه بين الناس في المجتمع السعودي خاصة على الأقل بمن آمن بهِ وطبّقهُ بحذافيره وصار يُردّده بينه وبين نفسه حتى وصل لمرحلة الشك وابتدأ مفعول هذا الحديث النبويّ وتأثيره على تفكيره وحياته وطبيعة علاقته مع اخوانه .انه يعيش انسان شكاكاً يحاول ان يخفي زوجته عن اخوانه ويكفنها بالسواد ويمنعها من الجلوس معهم وهذا يحصل في الحقيقة وانا شاهد على ذلك.

لا أستطيع أن أتخيّل كيف تنشأ علاقات اجتماعيّة وروابط اسريّة واخويّة سليمة بين أفراد مجتمع يتم تعبئته بأن أقارب الإنسان هلاك وموت عليه.

كيف تكون علاقة الأخ بأخيه وهو يشّك أنه سيراود زوجته عن نفسها لو اختلى بها بأي مكان ؟ كما يقول الحديث ؟

حتى لمجرد التخيّل يصيبني الغثيان والإشمزاز حين اعتقد بناء على الحديث الصلعمي بأن اخي لربما تضرب براسه فكرة انني سأرواد زوجته عندما اختلي بها بمنزلنا او بسيارة ا اوصلها لمكان معين ! انّه موضوع مزعج بالنسبة لي.

حدّدوا العلاقة بين الرجل والمرأة انها جنس في جنس ولا يمكن يلتقون بغير ذلك ولم يبقى من شدّة وسوستهم بالفتنه الا ان يحذروا من اختلاء الاخ بأخته !!!

إفهام الناس بأن المرأة جُبلت على الإنحراف والفساد اسلوب ديني تبناه كل ابناء المعتقدات الدينية خصوصا المسماه "سماوية " واخص هنا اليهودية والاسلام بناءً على نصوصهما.
قالو لنا بأن المرأة مُنحرفة وفاسدة وفتنة تغري الناس ويمنعها من ذلك حبسها في البيت ويدعمون ارائهم بأحاديث النبيّ : المرأة كلها عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من ربها وهي في قعر بيتها! هذا الحديث تتضح ذكوريته ولا يمكن يصدر من شخص يزعم انه نبيا يتلقى وحياً من خالق السماء.فربطوا قربها لربها بسجنها بالبيت وتحقيرها بحسب الحديث انها تعبر ضعيفة ومهزوزة وناقصة عقل ودين سيتلقّفها الشيطان عندما تخرج من بيتها ويأمرها أن تغري الرجال وتحاول فتنتهم !(وكان المرأة لا تنفتن بالرجل)جرّدوها حتى من احساسها!

لا أدري كيف استطاع التيار الصحويّ تشويه المُجتمع بهذه الطريقة دون أي مقاومة من الناس تصل لدرجة البلاهه والحماقه احيانا.

هنا عقول مخدّرة فتك بها فايروس الاسلام ..عقول لا تفكر ابداً ولا تثور تنساق خلف التفاهات والدجل الأكاذيب انهم يعبدون المشائخ من حيث لا يدرون وهذا من سخرية القدر.

ان القران يتهم اليهود والنصارى انهم يعبدون رهبانهم واحبارهم من دون الله " في حين نجد نفس الشيء لدينا ونظرتنا للمشائخ لا تختلف عما يتصوره القران عن النصارى واليهود.

لا ننكر حدوث قصص من هذا النوع ولكن اعتراضي على تلقين هذا الحديث بمناسة او غير مناسبة بحيث يصبح الاخ لا يثق بأخيه ما يُسبب ببناء حواجز بينهما لا يصح ان تُبنى بين الاخوة !

الحمدلله ان هذا الحديث ليس واسع الانتشار كأحاديث أخرى وقليل من يعرفه ويطبقه ! ولكن ماذا نفعل بمن يحاول نشر هذه السموم وتلقينها لأبناءنا عبر شاشات التلفزة او الاذاعات والمنتديات؟

هذه الأحاديث التي خرجت من نبيّ يُقال انه لا ينطق عن الهوى ان هوى الا وحي يوحى"قام بتخريب المجتمعات بوحيهِ المزعوم.الإسلام عقيدة خطيرة وقولهم الاسلام دين دولة هو الخطر في حدّ ذاته, انه ليس على المسلمين وبلادهم التي تعاني الآن من خطر الإسلام الذي يسميه البعض "اسلام سياسي" اولها السعودية! بل ان الخطر يصل حتى البلاد غير الاسلامية فالمسلم السلفيّ الصالح يعتبر دينه مرتبط بالسياسة دائماً ويجب ان يشكل احزاب سياسية دينية اينما ذهب ورحل هي ليست للدفاع عنه والذي ينعتبره حق من حقوقه بل لفرضها على شعوب يسميها دول الكفر ليشع نور الاسلام المزعوم فيها فهو يحمنل رساله الهية لا يستطيع التخلي عنها ه يجاهد بشتّى الوسائل حتى لو تتطلب الامر القتال "جهاد الطلب" يريد فرض سياسته الدينية وشريعته وعاداته على هذه المجتمعات ومن ثم تخريبها واثارة المشاكل بها .والصور والمشاهد المُسجله كثيرة من دعاة غربيين مسلمين خصوصا في بريطانيا يطالبون بتطبيق شريعتهم وفرض الإسلام عليهم.



#عبدالعزيز_السالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسول الإنسانيّة ... حقيقة أم خرافه!


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالعزيز السالم - الحمو الموت