أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - البارزاني والحكيم جسدين بروح واحدة !















المزيد.....

البارزاني والحكيم جسدين بروح واحدة !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2858 - 2009 / 12 / 14 - 06:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يُختصر منطوق المقالة ، بالقول الشائع ـ الطيور على اشكالها تقع ـ ولكن ليس هدفنا هنا هو توصيف لحالة التماهي والتناغم والتكافل بينهما فقط ، وانما نريد البحث في خلفيات هذا الاتساق ومسبباته التي انتجت لنا ما نراه من تلاحم حد التطابق رغم الاختلافات المظهرية بينهما ـ احدهما بعمامة سوداء والاخر بيشماغ احمر ـ !
لنبحث في ماهية العلاقة وجذورها ودوافعها القريبة والبعيدة ضمن مسلسل لم تعد حلقاته سرية ، انه يعكس متانة ووحدة الجين السياسي المورث بينهما ، فمهما تعقدت وتشابكت وتقاطعت اجندات كل التحالفات والائتلافات السياسية القائمة فان حلفهما فقط المحصن حتى تحقيق الاحلام الكاملة ـ تقسيم العراق الى ثلاث دويلات ، واحدة شيعية لبيت الحكيم واخرى كردية لبيت البارزاني ، والاخيرة سنية تترك لمن يحكمها عدا البعث طبعا ـ !
ربما يقول قائل : نعم هناك احترام وتفاهم وتقدير وتحالف بين مكانة وتاريخية البيتين ـ بيت ال الحكيم وبيت الملا البارزاني ـ فكلاهما ينطلق من مواقع الوصاية على الرعية ـ عشيرة ، طائفة ـ لدرجة انها تختصر تمثيلها بنفسها ، واذا كان منطلق ال الحكيم روحي ، فان البارزانية كانت في عشيرتها ايضا روحية ـ نسبة الى الدور الملائي ـ شيخ طريقة ـ لاحمد البارزاني شقيق الملا مصطفى والذي وجد باندفاعة شقيقه الاصغر فيض للمشيخة عبر الدور السياسي لتوحيد العشائر الكردية الاخرى تحت زعامته وهذه المرة براية قومية عابرة للعشيرة ، فارضة سطوتها بقوة السلاح المستند على دعم واحدة من دول الجوار القوية التي تستخدمها كورقة ضغط لابتزاز الحكومات العراقية ـ ويضيف هذا القائل بان سيد محسن الحكيم كان قد وقف بالضد من ضرب الحركة البارزانية ايام قاسم وايام عارف ، بل ان الحكيم والبرزاني كان لهما نفس الموقف المرحب بانقلاب 63 ضد الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم ، وليس مصادفة ان يكون هذا الموقف مطابق لموقف ايران الشاهنشاهية وهو ذاته موقف شركات النفط الاحتكارية وهو ذاته موقف حكام الكويت وقتها !
اتفق ولحد كبير مع اقوال هذا القائل ، ولكن تعمق وتواصل هذا التطابق والتعاطف لابد ان يستند على منهجية يرتكز عليها ليصل الى ما وصل اليه الان من اصطفاف سياسي واستراتيجي فاعل بحكم تمكن البيتين وفي آن واحد من تكوين فكي كماشة ماسكة بتلابيب حاضر ومستقبل كل العراق ، حتى يخيل للبعض ان هذين البيتين قادران على قلب العراق رأسا على عقب بل وحتى على جعله ثلاثة دول غير قابلة للتعايش السلمي ولاجل غير مسمى !
نعم ليست مجرد مصادفة ان تكون بين البيتين كل المشتركات السابقة واللاحقة التالية :
ـ الشعور بالخطر ازاء اي مد يساري وطني بملامح طبقية تضعف البنى الطائفية والعشائرية المتلبسة لبوس الدين والقومية في العراق !
ـ العمل على اضعاف كيان الدولة العراقية ، وليس مجرد الحكومات تحت نفس الذريعة ـ المظلومية ـ !
ـ الاتخاذ من ايران كظهير وولي لهما ، ايام الشاه وايام خميني على حد سواء ، وكان لتطابق مواقفهما العملية اثناء الحرب العراقية الايرانية ـ فيلق بدر وبيشمركة البارزاني يقاتلان الى جانب جيش خميني وتحت إمرة الباسدارـ برهان عملي على ذلك !
ـ التحالف مع "الشيطان" لتحقيق مأربهما في التمكن من الدولة والسلطة والمجتمع ـ تحالفا مع ايران ومع امريكا واغمضا العيون عن التمدد الاسرائيلي داخل العراق المحكم باجندتهما المتواطئة مع المحتلين ـ واحيانا تكون العيون وقحة ، فهي تغمز لفتح طريق الحرير مع الموساد دون مواربة ـ ثم تحالفهما المستحدث مع الكويت التي اصبح لا هم لها الا الحاق الاذى بالعراق وشعبه وبدون اجل !
كلنا يذكر استخدام الشاه للبرزاني ، وكلنا يذكر تحالف باقر وعبد العزيز الحكيم مع ادريس ومسعود البارزاني تحت خيمة الولي الفقيه !
ـ تعاونهما مع المخابرات الايرانية وتنفيذ توجيهاتها وتسهيل مهامها داخل العراق !
ـ لكليهما مصالح تجارية ومالية داخل ايران في الماضي والحاضر!
ـ كليهما لا يرى لا يسمع لا يتكلم عن تجاوزات فيلق القدس في الوسط والجنوب وعن القصف شبه اليومي للاراضي العراقية المحاذية لايران شمال العراق !
ـ كليهما يستثمر لمصلحته تناقضات الاحتلالين الامريكي والايراني في العراق !
ـ لكليهما نفس المواقف ازاء ابرز القضايا المطروحة ، فعندما جيشت ايران الحوزات الدينية لتدعو وباصرار لحصر تمثيل السكان بحسب الهويات الطائفية والعنصرية وجاهدت لانتزاع بصمة من وقع تحت رحمتها التي لاترحم ـ الاكراد اسرى لسلطة عصابات البيشمركة ، والشيعة تحت سطوة فيلق بدر ومن ضاق به الامر بعد فتوى السيستاني التي ايدها البارزاني ليخرج عن دائرة الحصار تتلقاه قوات الاحتلال من الصوبين الامريكي والايراني ، فكانت انتخابات معممة ومقدسة طائفيا وعنصريا ـ !
ـ موقفهما المتطابق في موضوعة الفدرالية ، الحكيم يفدرل الجنوب والبارزاني يفدرل الشمال وسيكون الوسط مفدرلا كأمر واقع !
ـ فيلق بدر اصبح قوة نظامية في مفاصل الجيش التحاصصي الجديد وحزب ال الحكيم لم يكتفي بذلك فقط وانما راح يؤسس اجهزة مخابراتية وفرق للمهمات الخاصة رديفة وبثياب ووظائف مدنية وبدعم واسناد ايراني بات مفضوحا ،، البيشمركة ايضا اصبحت قوة نظامية تعمل بوجهين احدهما رسمي واخر حزبي عنصري ، وراح البارزاني يوسع من قواته لتكون قوى رديفة بل واقوى من القوات النظامية بدعم مخلص من قبل اسرائيل ، وتصريحه الاخير الذي اعلن فيه انه يحلم بجيش كردي نظامي يكون تحت قيادة كردية خالصة كما هو حال دوائر الامن والمخابرات ، الاسايش ، ليكون ضمانة لاستقرار الاقليم ، وكذلك تزامنه مع دعواته ليكون نفط الشمال وبكل مراحله تحت تصرف ادارته يعكس التوجه الحثيث والمتدرج نحو اعلان قيام الدولة البارزانية التي تريد ضم كركوك وسهل نينوى ونصف بعقوبة اليها ، والتي سيقابلها تدخل ايراني كبير في الجنوب يسلم فيه الحكم للحكيم ليكون وكيله عليه !

اعتقد ان المفردات اعلاه هي نماذج بارزة ومتجلية عن عمق الاصرة البارزانية الحكيمية ، وما يعزز خلاصاتها هوالسلوك اليومي الراهن والمواقف التفصيلية المتناغمة بينهما حول اغلب المستجدات !
لا غرابة بعد كل هذا التفاهم ان يكون الحكيم والبارزاني اقرب لبعضيهما من المالكي والطالباني مثلا ، وتوافق مواقفهما تماما من قضية التعديلات الاخيرة على قانون الانتخابات تأكيد فعلي على ما ذهبنا اليه وليس بعيدا ان يعملا على استبدال المالكي بعادل عبد المهدي في التشكيل الحكومي القادم والذي يلي الانتخابات الموعودة ، والتي مهما تأجلت لكنها ستتم بفعل الارادة الامريكية التي تريدها منجزة قبل البدء بسحب ثقيل لقواتها القتالية من العراق خلال النصف الثاني من العام القادم !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يتجرأ حشع على قول الحقيقة ؟
- هل سيجيب مؤتمر كوبنهاغن عن الاسئلة الصعبة ؟
- الا يكفي تطبيرا بهذا الشعب ايها الطائفيون القتلة !
- ليس من مصلحة الحكومة العراقية محاكمة بلير وبوش !
- الحوار المتمدن الى اين ؟
- مقاربات على هامش سيرة مجزرة بشتاشان !
- في العيد حفلات للانتقام والاعدام عند حكام العراق اللئام !
- الزميل العزيز علاء اللامي اليك حيثياتي !
- يا شيوعيو العراق ما العمل اذا دقت ساعة العمل ؟
- صلوات على محمد وال بيت محمد حكام العراق اكبر حرامية في العال ...
- صناعة الجوع صناعة الموت !
- طريق البصمة البنفسجية يوصل الى الشماعية في العراق !
- انتخابات مجيرة ليست من مصلحة الشعب تلويث اصابعه بجيرها!
- اكتوبر ليست اخر الثورات الكبرى !
- مواقفكم برغماتية وليست مبدئية يا جماعة حشع !
- بين سعدي يوسف ونصير شمة والعراق !
- طالبان وهجومها السياسي المنتظر لتعزيز انتصارها العسكري !
- مازال سياسيو الحكم في العراق يغوصون في بول بريمر !
- سعر حشع ل.م = سعر وزير في العملية السياسية العراقية الجديد ...
- ايام العراق نهارات محمرة وليال مسودة !


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - البارزاني والحكيم جسدين بروح واحدة !