أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جهاد الرنتيسي - اقتراع عراقي على اعادة انتاج الازمات















المزيد.....

اقتراع عراقي على اعادة انتاج الازمات


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 22:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ثمة مصطلحات تفقد دلالاتها ، واخرى تستعيد اعتبارها ، وفق آلية تستحق المعاينة ، في المشهد العراقي المترنح ، بين محاولات ترقيع عملية سياسية تفتقر للتوازن ، ووضع امني متدهور .

فهو القادر بامتياز على اعادة انتاج التناقضات ،وجمع المتناقضات ، تحت قبة عملية سياسية تتسع لبرامج الفرقاء الاقليميين والدوليين ، وتضيق بالمكونات المحلية .

وهو الذي يثبت يوميا قدرته على البقاء ساحة لتصفية الحسابات بين الاطراف الاقليمية والدولية الباحثة عن فرص لاستعراض العضلات دون كلف حقيقية .

ففي التطورات العراقية المتلاحقة ما يوحي بتنميط حالة الصخب والضجيج وتحويلها الى قوانين ناظمة لدوران لا يتوقف في حلقة مفرغة .

ولا تخلو محاولة كسر هذه الدائرة من ملامح مغامرة باهظة التكاليف ومحفوفة بالمخاطر .

فهناك اكثر من عراق يرسم على الورق ، وارادات تتصارع على الارض ، وعوامل الحسم خارج الجغرافيا العراقية .

والظاهر في التطورات العراقية ان التوافق على قانون انتخابي جديد ، يتيح التوجه الى الصناديق في السابع من اذار المقبل ، لا يتعدى الخدعة البصرية ، التي تمتلك بعض مقومات القدرة على تغيير الوعي ، دون ان تغير شيئا ، في حقيقة المنظور اليه .

فلم يتجاوز الاتفاق الذي تراجع بموجبه نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في اللحظة الاخيرة ، وتحت ضغوط دولية عن النقض الثاني للقانون جوهر المحاصصة الطائفية ، الذي يوفر الارضية الملائمة لاعادة انتاج الازمات .

ولذلك كان اقرب الى اجراء لا بد منه ، للحفاظ على الحد الادنى من التعايش بين مكونات الشعب العراقي ، وليس حلا لازمة قائمة ، او حتى ارضية لتجاوز المنعطف الذي يقف العراق امامه منذ الاحتلال الاميركي .

فقد افرزت العملية السياسية الراهنة في بداياتها مكونات مختلفة , وكرست مكاسب جديدة ، يصعب على المستفيدين التخلي عنها ، والمحرومين القبول بحرمانهم منها .

وبالتالي وفر الانجاز الذي تحقق باتفاق الكتل البرلمانية على قانون الانتخاب ، والتجاذبات التي سبقته ، شواهد اضافية على عمق الازمة المستفحلة ، وان اوجد بعض مظاهر الوفاق الشكلي ، اللازم لاطلاق مرحلة جديدة من عملية سياسية تعاني اختلالات هيكلية .

لكن ضآلة الانجاز الذي تحقق بالتوافق على قانون الانتخاب لا تقلل من اهمية الانتخابات البرلمانية المقبلة .

فهي الانتخابات الاولى التي تجري في العراق بعد انسحاب القوات الاميركية من المدن وانتقال مهمة الحماية الى الجانب العراقي .

كما تترافق الانتخابات مع تطورات اقليمية متسارعة بدءا من الاوضاع في الاراضي الفلسطينية وانتهاء بافغانستان مرورا بايران ولبنان .

ومن المرجح ان تؤدي هذه العوامل ، وهي تجمع بين الاقليمي والمحلي الى التأثير على تطورات الاوضاع العراقية خلال السنوات المقبلة .

على الجانب الآخر تثير هذه العوامل ، وعوامل اخرى ، بعضها داخلي ، شكوكا في امكانية اجراء انتخابات نزيهة .

فهناك اعتقاد لدى العديد من الاوساط السياسية العراقية بغياب امكانية اجراء اية انتخابات نزيهة في الظروف الراهنة .

ولا يخلو الاعتقاد من ركائز بدءا من الملاحظات المتعلقة بالاحصاء السكاني وانتهاء بقانون الانتخاب الملتبس ومرورا بالخلاف المحتدم بين الاكراد والاقليات في كركوك .

كما يضيف البعض الى هذه العوامل عاملا مهما يتمثل في حرمان شرائح عراقية واسعة من المشاركة الفعالة في الانتخابات .

فقد تحولت تهمة " البعث " الى وسيلة لابعاد الشرائح التي تهدد مشاركتها هرمية المحاصصة الطائفية عن الخارطة الانتخابية واضعاف حضورها السياسي .

والواضح من خلال تسارع الاحداث ان تحالف الحركة الوطنية العراقية الذي يقوده اياد علاوي وصالح المطلك لن يكون اخر المستهدفين بهذه الاتهامات .

فهناك تداخلات لافتة للنظر بين الاتهامات و ما تضخه ماكنة الشائعات والتجريح التي تحولت الى وسيلة للحوار بين اطراف المعادلة العراقية .

ولدى البحث في دوافع حالتي التنشيط والتداخل تطفو على السطح الاخفاقات المتراكمة لحكومة المالكي .

ففي السنوات القليلة الماضية جرى حديث واسع حول قطع خطوات واسعة نحو المصالحة الوطنية وتعزيز الامن والاوضاع الاقتصادية والمعيشية في العراق .

لكن هوة شاسعة كانت تفصل على الدوام بين ما يتضمنه الخطاب السياسي الرسمي والاوضاع على الارض .

فالحوارات التي جرت تحت يافطة المصالحة الوطنية منذ تولي المالكي رئاسة الحكومة كانت تستثني مكونات سياسية واجتماعية فاعلة لا تستقيم العملية السياسية دون مشاركتها .

وبقيت الانفجارات الدموية التي تشهدها البلاد بين الحين والاخر دليلا على ان الامن العراقي ما زال سرابا تلهث خلفه الحكومة دون ان تتمكن من ادراكه .

واعتادت حكومة المالكي على توجيه الانتقادات للسياسات العربية ـ فهي تبتعد عن العراق تارة ، وتساهم بالاعتداءات الدموية التي تشهدها البلاد تارة اخرى ـ حسب ما يتم ترويجه في وسائل الاعلام الرسمية العراقية .

مثل هذا الطرح لا يخلو من بعض الحقائق النسبية ، فقد ساهم الغياب العربي عن العراق في اتساع التمدد الايراني ، وتركت بعض السياسات العربية ما يثير الشبهات حولها.

في المقابل لم تستطع السياسات الخارجية التي اتبعتها الحكومة العراقية بفعل طبيعة العلاقة مع الجانب الايراني التقدم خطوة واحدة باتجاه العمق العربي رغم كل مؤشرات خطورة الدور الايراني في العراق .

وبذلك استمرت حكومة المالكي في المراوحة بين التجاوب مع طموحات ايرانية واضحة لابقاء العراق ساحة خلفية يمكن استخدامها في تصفية الحسابات وعمق عربي تحتاجه ـ رغم الاوضاع الصعبة التي تمر بها العواصم العربية ـ لتوفير التوازن السياسي الداخلي .

ففي العجز عن ايجاد علاقات متوازنة بين الجار الايراني والعمق العربي تعزيز تلقائي لنفوذ ايران المتمدد بشكل مبرمج على الاستخدام السياسي ، لا سيما وان طهران تحولت الى منازع على الشرعيات العربية من خلال طبيعة علاقاتها مع الاحزاب الاصولية .

ولا توجد مؤشرات حقيقية لقيام رئيس الحكومة العراقية الطامح للعودة الى تشكيل الحكومة المقبلة بمراجعات كافية للخروج من المازق مما يدفع اصحاب المشروع العروبي في العراق لمحاولة كسر الحلقة المغلقة .

الدعوة التي توجهها بعض القوى السياسية العراقية لايجاد رقابة دولية للاشراف على الانتخابات البرلمانية المقبلة احدى هذه المحاولات .

فالظروف الاستثنائية التي جرت فيها الانتخابات البرلمانية الماضية وراء الواقع السياسي العراقي الراهن ، الذي تبقي افرازاته على احتمالات اعادة انتاج الازمات ، بين الحين والاخر .

واجراء الانتخابات المقبلة ، على ارضية المحاصصة ، وفي ظل غياب قانون انتخابي متوازن ، وشبهات التزوير لا يساعد على خروج العملية السياسية العراقية الى فضاءات مختلفة .

غير ان دعوات الرقابة الدولية لا تلقى حماسة اطراف دولية واقليمية تكتفي بالجانب الشكلي من العملية السياسية واخرى لا ترغب بخروج العراق من حالة الفوضى السياسية والامنية التي يعيشها .

وتلتقي هذه الحسابات بطبيعة الحال مع مع حسابات الاطراف العراقية التي حصلت على مكاسب لا تستحقها ويهمها بقاء الاوضاع على ما هي عليه .

لكن الاستمرار بذات الذهنية لم يعد ممكنا ، مما يفرض على جميع الاطراف ادخال تغييرات على ادائها ، ليتناسب مع تطورات المراحل .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعد الاميركي والقشة الاوروبية
- عودة فلسطينية الى زمن الاشتباك
- الخيارات الصعبة
- ظاهرة الافلاس السياسي
- حاضنة عربية للمزاج العراقي
- عقدة وادي عربة !!
- ملكيرت يطرق جدران الضمير العالمي
- ازمة التمثيل تقلص هامش المناورة الفلسطينية
- المصالحة المستحيلة
- ما تبقى من خطاب حكومة المالكي
- مقامرة - حمساوية - بالذخيرة الحية
- الانكشاف الكوني يضع المنطقة على حافة المواجهة
- غطاء اميركي للاستيطان الاسرائيلي
- انكفاء عربي عن المشهد الاقليمي
- عبث اميركي في حقل الالغام الشرق اوسطي
- الاخوان يتسلقون العملية السلمية
- مشارف الحسم الفلسطيني
- مفاتيح جديدة لقراءة المرحلة المقبلة
- فتح تستعيد زمام المبادرة
- سلام الخريف !!


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 4 - 11 العراق الملكي 2 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جهاد الرنتيسي - اقتراع عراقي على اعادة انتاج الازمات