أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هوشنك بروكا - العلم السوري قاتلاً ومقتولاً














المزيد.....

العلم السوري قاتلاً ومقتولاً


هوشنك بروكا

الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 22:55
المحور: حقوق الانسان
    


منذ انتفاضة الكرد السوريين التي اندلعت في الثاني عشر من مارس 2004 في قامشلو، والتي راح ضحيتها العشرات بين قتيل ومعوّقٍ وجريح، وبعد أن جعل الرئيس السوري بشار الأسد، ببعض خطابٍ سُميَ ب"التاريخي"، "أكراده المفترضين" "جزءاً مفترضاً لا يتجزأ من النسيج الوطني في سوريا"(حسب تصريحٍ له لقناة الجزيرة القطرية بُعيد الإنتفاضة)، بعدئذٍ بدأت ظاهرة خطيرة تخيّم بظلالها الكثيفة على المجتمع الكردي السوري، وهي ظاهرةٌ كنت سميتها من قبل ب"ظاهرة قتل العلَم بالعلَم".

بدأت ظاهرة "قتل"(أو انتحار، بحسب الرواية الرسمية) المجندين الكرد في خدمة العلم، في القطعات العسكرية السورية، بالتفشي بعد انتفاضة آذار، بشكل مخيف جداً.
الظاهرة، التي نسمع بين كل فترة وأخرى، بسقوط ضحايا جدد عبر مسلسل "القتل الغامض"، باتت تشغل بال الشارع الكردي السوري، بعامته وخاصته، فضلاً عن إشغالها لبال عوائل المجندين الأكراد، الذين باتوا يعيشون ليل نهار تحت وطأة كابوسها، طيلة فترة خدمة أولادهم أكبادهم الإلزامية في "الجيش العربي السوري".

ظاهرة القتل تحت العلم السوري، أو "القتل المصطفى" في حرم خدمتها الإلزامية، لجنود أكراد حصراً، وفي حوداث متكررة، و"مبررَة" رسمياً سلفاً، بروايات رسمية متشابهة(كالإنتحار مثلاً)، تحولت في الآونة الأخيرة، إلى ظاهرة خطيرة، تحتاج إلى أكثر من وقفة وأكثر من موقف.

آخر ضحايا هذا "القتل الخدوم" في خدمة العلَم، على الطريقة السورية، كان المجند الشاب خليل بوظان شيخ مسلم، الذي توفى، بحسب الرواية الرسمية، في الثامن من ديسمبر الجاري، نتيجة إقدامه على الإنتحار، وذلك بإطلاقه للنار على رأسه.

الضحية الأخيرة(والتي لن تكون الآخرة، كما يبدو من تاريخ مسلسل "القتل الخطأ" المستمر في خدمة العلم، سورياً) هو الضحية الثالثة والثلاثين منذ انتفاضة آذار 2004، والسادسة عشرة في هذا العام، أي خلال أحد عشر شهراً فقط.

الجدير بالذكر أن جلّ هؤلاء، الذين قضوا نحبهم في خدمة علمهم السوري، بحسب مصادر بعض منظمات حقوق الإنسان السورية(مثل المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا داد، ومنظمة ماف لحقوق الإنسان السورية، ومنظمات أخرى )، إما "قُتلوا" بأكثر من طلقة في الرأس، أو ظهرت على جثثهم آثار تعذيب واضحة، مما ينفي رواية القتل "إنتحاراً".

بحسب آخر بيانٍ نشرته منظمة داد أمس(11.12.09)، "أنه وبعد الكشف على جثة الضحية تبين وجود رصاصتين قاتلتين في الرأس، مما يثير الكثير من الشكوك في صدقية الرواية الرسمية التي ساقتها السلطات الرسمية لعائلة الضحية".
وبحسب المصدر ذاته "أن الضحية المجند خليل بوظان شيخ مسلم، كان قد أخبر عائلته قبل يوم واحد من مقتله، بأنه يتعرض لعقوبات شديدة يصعب تحملها من قبل مدربيه ورؤساءه وطلب منهم أن يعملوا على تغيير مكانه الذي كان يخدم فيه".

فأيّ عقل يمكن أن يقرأ هذا "القتل المتكرر" تحت العلم، لجنود أكراد متكررين، على أنه مجرد "قتل عادي"، أو "قتل مارق"، أو "قتل خطأ"، حدث بالخطأ، أو نتيجة ل"انتحارٍ خطأ"؟

ما يجري من "قتلٍ خدوم" ل"أكراد الخدمة" تحيةً لخدمة علمهم السوري، على مرآى ومسمع السوريين رسميين ومعارضين، ليس "قتلاً عابراً" كما قد يتصوره البعض، وإنما هو قتل سياسي مستغرق، غير بريء بالمرة، طالما الكردي يعيش في "المؤخرة السورية"، مواطناً طارئاً، من الدرجة الأخيرة، ممنوعاً، محجوباً، مغضوباً عليه، خارجاً عن كل حقوقه السياسية والقومية، فضلاً عن حقوقه الثقافية والمدنية، حيث هناك حوالي 300 ألف كردي "أجنبي"، "مكتوم"، طارئ، ممنوع من المواطنة السورية، بموجب المرسوم التشريعي رقم 93 المؤرخ في 23 أغسطس 1962، والمعروف بالإحصاء الإستثنائي، السيء الصيت، الخاص بأكراد محافظة الحسكة.

مقتل 33 شاباً مجنداً في خدمة العلم(16 منهم خلال أقل من سنة)، قضوا نحبهم في ظروف غامضة، تخفيها روايات رسمية لا عقل فيها، سابقة خطيرة، لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، وبات الناس يضعون عليها أكثر من إشارة إستفهام.

من هذه الإستفهامات الكبيرة مثلاً:
ترى لماذا قتل الكردي بعلَمه السوري؟
لماذا هذا الإصرار على ضرورة "إفزاع" الكردي من خدمة علَمه؟
كيف يمكن ل"خدمة العلَم"، التي من المفترض بها أن تكون خدمةً للوطن، إلى "كراهية" للوطن ولعلَمه؟
ما هو الخطر الذي يمكن أن يشكله "مجند كردي" في خدمة العلَم الإلزامية، على العلَم ذاته، حتى يُقتل به؟
لماذا ولمصلحة مَن، يصبح العلَم، هكذا ب"أمرٍ قاتل"، قاتلاً ومقتولاً في آن؟
لماذا تكون سوريا الوطن، ههنا، هي الضحية مرتين، مرةً قاتلة وأخرى مقتولة؟

أسئلةٌ أتركها برسم السوريين، كل السوريين الذين يجمعهم همٌ واحد، في وطنٌ واحد، وجغرافيا واحدة، بعلمٍ واحد، عرباً وأكراداً، وأرمن، وشركس، وتركمان، وآشوريين.



#هوشنك_بروكا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القذافي فاتحاً للجنّة
- ما وراء منع المآذن
- نوبل أوباما -الشاعر-
- -فوضى- نوال السعدواي الخلاقة
- أكراد الشمال: بين فرضية الدولة والدولة المفترضة
- سوريا: تقتل العراق وتمشي في جنازته
- جلببة العلم على -سنّة- حماس
- عاشت سوريا -الضرورة-..يسقط لبنان!
- خروج أبطحي على -المخمل-
- ما لن يتغيّر في كردستان!
- كُتاب -التربية الوطنية-
- عندما يصبح الفكر -زبالة-: دفاعاً عن عقل القمني
- سلوك سوريا -الثابت-
- أمريكا المتحوّلة والمسلمون الثابتون
- صدام مات..فيما العراق بسلوكه حيٌّ يرزق
- كردستان الإنتخابات: خرافة تمثيل الأقليات
- مشكلة الموصل: بين مطرقة بغداد وسندان هولير
- موسم الهجرة إلى البرلمان
- هل رأس كردستان هو رأس الفساد؟ (2/2)
- هل رأس كردستان هو رأس الفساد(1/2)


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هوشنك بروكا - العلم السوري قاتلاً ومقتولاً