أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني ( تنوير) نابلس فلسطين - حوار في المنتدى التنويري في نابلس حول:تحالف السياسة والدين لإخراج الحاكم من باب المساءلة















المزيد.....

حوار في المنتدى التنويري في نابلس حول:تحالف السياسة والدين لإخراج الحاكم من باب المساءلة


المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني ( تنوير) نابلس فلسطين

الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 19:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حوار في المنتدى التنويري في نابلس حول:
تحالف السياسة والدين لإخراج الحاكم من باب المساءلة

نظم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني (تنوير) بنابلس جلسة ثقافيه بعنوان ( سياسات الحكم في دولة الخلافة)،وتحدث فيها د.جمال جودة ،استاذ التاريخ في جامعه النجاح الوطنية، وأدارها د.عبد العزيز احمد،الذي بدأ الندوة بطرح عدة تساؤلات منها:
لماذا تستند ثقافة الحكم عندنا الى الخلافة المؤبدة للحاكم ولابنائة من بعده؟؟
ولماذا لا يجوز للشعب او للرعية مساءلة الحاكم عن سياساتة؟؟
ولماذا لم نسمع عن دستور بنص صريح يقوم بنقل السلطة بصورة سلمية او يعمل على سحب البيعة من ولي الامر او عزلة ان لم يعزل؟؟

واشار د.جودة في بداية مداخلته عن الموضوع الى الازمة السياسية المتأصلة في النظام العربي والمتمثلة في التحالف السياسي الديني( الفكر الجبري ) في تاريخ الدولة عندنا عبر العصور. وتتلخص هذه الأزمة في شرعنة الاستبداد حتى ايامنا هذه، فقد تبنت السلطة الفكر الجبري الذي يعمل على تدجين الانسان المسلم فاصبح لا ينتقص على الظلم والفساد الاداري لانة ارجع هذة لارادة الله ومشيئته، وبذلك فما على الانسان المسلم سوى الاستسلام للواقع والتحلي بالصبر وان يحمد الله على قدره خيره وشره.
ان عدم وجود دستور ينظم نقل السلطة ويحدد علاقة الحاكم بالمحكوم بشكل واضح ادى الى ظهور الصراع السياسي بين مراكز القوى على النفوذ والسلطة، ونتيجة لهذى الصراع فقد قدمت الامة خيرة شبابها في هذا الصراع فبلغ عددهم أضعاف من استشهد في حركات الفتوح، وقد عبر عن هذا اصدق تعبير الفقية والعالم والمؤرخ الشهر ستاني في كتابة( الملل والنحل)عندما قال:
" وأعظم خلاف وقع بين الامة خلاف الامامة، اذ ما سل سيف في الاسلام
على قاعدة دينية مثلما سل على الامامة في كل زمان ومكان"
وقد عبر البغدادي في كتابه" مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " عن جذور هذا الصراع حين قال:
" اختلف الناس بعد نبيهم، ضلل بعضهم بعضا، وبرئ بعضهم من بعض،
فأصبحوا فرقا متباينين واحزابا مشتتين، إلا أن الإسلام يجمعهم ويشتمل عليهم".
وقد أدمج هذه المفاهيم في احاديث قيلت عن الرسول صلى الله عليه وسلم تنبأت بها لتعطيها الصبغه الشرعية فذكر ان الرسول صلى الله عليه وسلم وقف على أكمة من آكام المدينة ومن حوله المهاجرين والانصار فقال لهم:
هل ترون ما أرى؟ فقالوا :لا، فقال:اني أرى الفتن تقع بين دوركم كوقع المطر.
وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه عد هذا الصراع كفرا حين قال :
" ستعودون بعدي كفار يضرب بعضكم رقاب بعض ".
ثم تطرق د.جودة الى شكل السلطة في دولة الاسلام ، التي استمرت ثلاتة عشر قرنا، فذكر نمطين من انماط السلطة او الحكم وهما:
النمط النبوي والنمط الخلافي.
استمر النمط النبوي عشر سنوات واستمد شريعته من الوحي(السماء)اولا ومن البيعة(التفويض)ثانيا. ومن خلال الوحي والبيعة غدا الرسول صلى الله عليه وسلم نبيا"مسؤولا عن الجانب الديني)وحاكما "مسؤولا عن الجانب السياسي"في ان واحد ،وبذالك كان بيده جميع السلطات . أما النمط الخلافي فقد استمر قرابة ثلاثة عشر قرنا، وقسمت هذه الفترة إلى مرحلتين:
الأولى الفترة الراشدة لمدة ثلاثون سنة، والثانية التي تلتها لم تكن راشدة؟
وقد قسمها المحاضر الى مرحلتين، الأولى استمرت قرابة ثمانية قرون كان حكامها بنو "عبد مناف" بنو أمية وبنو هاشم " ، والثانية استمرت أربعة قرون وكان حكامها من الاتراك العثمانيون.
وأشار المحاضر أن الحكم في فتره الخلافة استبداديا بامتياز لان شكل السلطة فيها كان ملكيا وراثيا حيث فشلت فيها التعددية والشورى.
وأوضح أن النمط الخلافي في الحكم استمد شرعيته من البيعه اولا ومن قضاء الله وقدره(الجبر) ثانيا. وبذالك لم تختلف شرعية النمط النبوي كثيرا عن شرعية النمط الخلافي، فاذا كان محمد رسول الله فان امير المؤمنيين خليفة الله، وقد عبر عن ذلك احد الشعراء عند تنصيب الخليفة المتوكل يقول:
كانت خلافة جعفر كنبوة جاءت بلا طلب وتنحل
وهب الاله له الخلافة مثلما وهب النبوة للنبي المرسل
واللافت للانتباة ان أمراء المؤمنين" الحكام "عملوا على سيادة مفهوم البيعة واستمر بمفهومه كما ايام رسول الله صلى الله عليه وسلم من كونه اداء السمع والطاعه لولي الامر في السراء والضراء وفي العسر واليسر وفي المنشط والمكره وفي الآخرة، وان لا ينازع اهل الأمر، وهكذا رأى أمراء المؤمنين بعد أخذهم البيعة أن طاعتهم واجبة كطاعة الله ورسوله وهكذا رددوا قول الله تعالى:
" يا ايها الذين امنو اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم".
هذا من جهة،ومن جهة اخرى فان الشريعه الثانية التي اكدها اولي الامر واعوانهم هي اختيار الله لهم كخلفاء من خلال قضاء الله وقدره فيهم، وهكذا كان دور المسلمين في البيعه دورا ثانويا ليس إلا. وهذا بحد ذاته ما عرف بالفكر الجبري.

ولتوضيح تحالف الدين مع السياسة لا بد من توضيح فكرة الجبر تاريخيا. حيث انقسم المفكرون منذ القدم في الموقف من المشيئة او الارادة او الفعل الانساني فمنهم من ربط هذا بإرادة الله ومشيئته وان لا دور لمشيئة الانسان وارادته في الافعال الصادرة عنه، اي ان الانسان مجبر على أفعاله، وهكذا طالب هؤلاء بالايمان بقضاء الله خيره وشره. وبالمقابل عارض هذا مفكرون اخرون عرفوا بالقدرية واكدوا ان المشيئة أو الارادة او الفعل الانساني يرتبط اولا وآخرا بارادة الانسان ومشيئة ولا علاقة لله في ذلك البتة. وهكذا اعتبروا أن الحكام هم المسؤولون عن سياساتهم وافعالهم في الحكم، وبالتالي وجب مساءلتهم عنها.
واللافت للانتباه ان السلطة في دولة الخلافة تبنت الفكر الجبري من اجل اخراجها من المساءلة عن سياساتها وارجاع ذلك الى قضاء الله خيرة وشره.
ان المتصفح لكتب التفسير والحديث والفقه السياسي لاهل السنة والجماعة يلحظ تاكيدها على الفكر الجبري، هذا ناهيك عن احاديث الفتن التي تحاول اضفاء الصبغة الشرعية على هذا الفكر، أضف على هذا ان مصادرنا التاريخية تمتليء صفحاتها باقوال امراء المؤمنين وقادتهم وعلمائهم بتبرئة انفسهم مما يحدث وارجاع ذلك الى قضاء الله وقدره، فعندما حوصر عثمان بن عفان من قبل المعارضين لسياساته، وطلبوا منه التنحي عن منصبه، قال لهم: " والله لو تقطعوني وتضربون عنقي ما نزعت قميصا قمصنيه الله" .ولما تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية جاء معاوية الى الكوفة وخطب فيهم قال: "والله ما قاتلتكم لتصوموا او تصلوا او تزكوا، فاني اعلم أنكم تفعلون ذلك ولكن قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد اعطاني الله ذلك ".
ولما اعترض احد المسلمين امام عائشة ام المؤمنين على مبايعة معاوية بن ابي سفيان لتولية الخلافة كونه ليس مؤهلا لها قالت له عائشة: " يا بني هو ملك الله يعطيه من يشاء، ألم تقرأ قولة تعالى: " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء... "
وهناك ألاف النصوص والروايات المشابهة والتي تؤكد ان الله هو المسير لحركة التاريخ ولا دور للانسان في ذلك، حتى ان من قتل من قبل السلطة اكد الخلفاء وقادتهم انهم قتلوا بقضاء الله وقدره على ايديهم. وهنا فإنني أرى أن الشعائر الدينية كلها ما هي الا تأكيد على الفكر الجبري هذا، وتهدف إلى طلب مساعدة الله لنا في كل سلوكياتنا. وهو ما أضعف حكمة التحدي والاستجابة في مجتمعاتنا المسلمة ودجن الانسان العربي عبر العصور بطلبه من الله ان يغير الحال باحسن حال.
وفي الختام اشار د.جودة الى ضرورة فتح حوار الثقة مع تاريخنا هذا من خلال التأكيد على مظلة للحوار تؤكد ملكيتنا لهذا التراث وهذا التاريخ لا ان نكون عبيدا له. ويجب أن نعتز ونفتخر بهذا التراث لأنه كوّن شخصيتنا وهويتنا الحالية بكل ما فيها من ازمات . لقد استفاد الغرب من دراستهم لتاريخهم وفهموه جيدا وانتقدوه وقدموا لانسانهم فلسفات وافكار جديدة تتلائم وحركة التطور.
وبعد ان انهى د.جودة مداخلته تقدم الحضور بكثير من المداخلات والاسئلة تناولت موضوع الندوة واشار البعض الى اعادة فهم العلاقة بين الوحي والتاريخ لفهم الدين فهما تاريخيا فلسفسا. واثيرت بعض القضايا من قبل الحضور عن العلاقة بين السلطة والمعارضة في دولة الخلافة، وما هي الحلول التي يمكن تقديمها لفك التحالف السياسي الديني في تاريخنا. وانتهى الجميع إلى الإتفاق على ضرورة اعادة النظر في تاريخنا لفهمه جيدا ولتجاوز كثير من الازمات التي اعطيت الشرعية من خلال تحالف الدين مع السياسة.
تقرير أبو زيد حموضة
فلسطين نابلس
أوائل 12/ 2009



#المنتدى_التنويري_الثقافي_الفلسطيني_(_تنوير)_نابلس_فلسطين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني ( تنوير) نابلس فلسطين - حوار في المنتدى التنويري في نابلس حول:تحالف السياسة والدين لإخراج الحاكم من باب المساءلة