أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نضال الصالح - يساريون لا يزالون يعيشون في الماضي














المزيد.....

يساريون لا يزالون يعيشون في الماضي


نضال الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 19:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


قبل ايام نشر لي على هذا الموقع مقال بعنوان " كيف رفع الشيوعيون القدماء في الدول الإشتراكية شعار العداء للإشتراكية"، أشرت في المقال إلى ظاهرة تحول كثير من رفاق الماضي من قادة الحزب الشيوعي السلوفاكي ومن مسؤولي الدولة الإشتراكية إلى المعسكر المضاد، حيث إنخرطوا في صفوف النظام "الديموقراطي" الجديد المتأمرك ورفعوا شعار العداء لكل ما هو إشتراكي وشيوعي. بينت في المقال أمثلة من هذه الشريحة، أمثلة واقعية من بلد عشت فيه أكثر من أربعين عاما ومن أناس لا يزالون يعيشون ويعملون في الحقل السياسي أعرفهم حق المعرفة ويعرفهم كل مختص.
كتبت المقال لإعتباري أن هذه الظاهرة التي لا تخص سلوفاكيا أو تشيكيا وحدهما وإنما هي ظاهرة شبه عامة في الدول الإشتراكية السابقة، تستحق الإشارة إليها، بل تستحق الدراسة المعمقة لمعرفة أسبابها وأخذ العبرة من دروسها، خاصة من قبل جميع اليساريين العقلانيين ذوي العقول المتفتحة، في عملهم التنظيمي والسياسي وحتى تكون لهم درسا في تجربتهم الجديدة.
لم أكن أتوقع أبدا أن المقال سيثير حفيظة بعض اليساريين فيصبوا جام غضبهم على رأسي ويملأوا بريدي الألكتروني بالشتائم والتهم التي تعدت كل عرف وذوق ولياقة. كلماتهم الغاضبة وتهمهم الخارجة عن المعقول أكدت لي أن كثيرا من مدعي اليسار والعلمانية والديموقراطية ينطلقون مثلهم مثل ممثلي الخطاب الديني الأصولي من قاعدة رفض الغير وإلغائه ورفض الحوار والتمترس خلف دوغمات مر عليها الزمن. إنهم يعيشون في الماضي ولم يتعلموا من دروسه المريرة أي درس.
السؤال الذي يحيرني هو أن مقالي يتحدث أو ينتقد ظاهرة في بلد أوروبية هي سلوفاكيا فما علاقة الشيوعي العربي أو الكردي، العراقي أو الأردني أو السوري حتى يشعر أنه المقصود بهذا النقد ويعتبره مذمة له فيرد علي بقوله" إذا جاءت مذمتي من ناقص" أو أن الكاتب "لا يستحي" أو " أنني عميل للقوى الراسمالية" أو " أنني مخرب ومندس" إلى آخره من التهم؟؟ ما علاقة زورندا وفلديك وليشكو وغيرهم من الشيوعيين السابقين السلوفاك بك أنت أيها الشيوعي العربي أو الكردي أو غيره، ولماذا تريد أن تحمل وزر غيرك؟ أم أن حبل الصرة الذي كان يربط الأحزاب الشيوعية في العالم العربي بالحزب الأم في موسكو وفي عواصم الدول الإشتراكية لا يزال موصولا حتى وبعد موت الأم ودفنها وتعفن عظامها، وأن الرفاق القدماء لم يستطيعوا لحد الآن التحرر من هذا الإرتباط؟ وأن أي نقد يوجه حتى للأبناء والأحفاد العاقين للأم الميتة يعتبر نقدا موجها لهم؟ الأممية يا سادة والتضامن الأممي لا يعني ابدا التبعية، لا للأحياء ولا للأموات.
لا يختلف إثنان عاقلان بأن اليسار العربي بمختلف أطيافه، يعيش أزمة حادة كادت أن تخرجه من الساحة السياسية في الوطن العربي وأضعفت تأثيره، من ما فتح الباب على مصراعيه لسيطرة القوى الدينية الأصولية وقوى الإسلام السياسي. اليسار في عالمنا العربي ممزق، تائه فقد بوصلته. كثير من أحزاب ومنظمات اليسار بما فيهم الشيوعيون فقدت صلتها بالجماهير الكادحة التي من المفروض أن تجد فيها ممثلها والناطق بإسمها وتحولت إلى أحزاب صالونات بل في بعض البلدان العربية إلى أحزاب عائلية همها دخول المعترك السياسي والكسب الوظيفي.
إذا أرادت قوى اليسار العربي أن تعود إلى موقعها القيادي وأن تكون ممثلا حقيقيا للجماهير الكادحة فإن عليها قبل كل شيئ أن تفتح الحوار المفتوح والبناء مع نفسها وأن تعيد بعقلانية تقييم تجربتها الذاتية وأن تأخذ العبرة من تجربة الصعود والهبوط الكلي للأحزاب الإشتراكية والشيوعية في الإتحاد السوفيتي السابق والدول الإشتراكية السابقة.
الأنظمة الإشتراكية سواء في الإتحاد السوفيتي السابق أو في المعسكر الإشتراكي ككل تداعت وسقطت كعلب الكبريت ولقد كان لكثير من أعضاء الأحزاب الشيوعية في هذه البلدان اليد الطولى، مباشرة أو غير مباشرة، في سقوط وإنهيار هذه الأنظمة. التعامي عن هذه الحقائق لن يفيد في عملية إعادة بناء الذات.



#نضال_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى الثامنة لتأسيس الحوار المتمدن
- كيف رفع الشيوعيون القدماء في الدول الإشتراكية شعار العداء لل ...
- لمن نكتب وهل من يقرأ؟
- الحقائق التاريخية والعلمية مقابل النص المقدس
- التدين واليسار
- صراع مع الموت
- الحذاء
- الشيوعي وسقوط الحلم
- العلاج بواسطة الصلاة عن بعد
- كيف جرى تزوير تاريخ فلسطين والشرق الأدنى القديم
- الصديقة
- الحائرة
- عقال الباشا
- الملاك
- هل هناك حياة أخرى موازية لحياتنا على الأرض؟
- تعالوا نحطم مرايانا
- كيفية ظهور - الله- في الوعي العربي
- بعض من الحكم التاوية
- أمنية
- المعتقدات الدينية الصينية وفلسفة الوجود


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نضال الصالح - يساريون لا يزالون يعيشون في الماضي