أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الطيب آيت حمودة - الأمير عبد القادر الجزائري بين العلم والدين .














المزيد.....

الأمير عبد القادر الجزائري بين العلم والدين .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 20:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المتصفح لكتاب ذكرى العاقل وتنبيه الغافل للأمير عبد القادر الجزائري يتضح بأن الرجل لم يكن فارسا للحرب والشعرفحسب، بقدر ما كان متبحرا في التصوف والفكر واللغة كذلك ، وقد أبرز في كتابه تنبيه الغافل جملة من الأفكار العقلية سبق بها غيره من عباد اليوم رغم الفوارق الزمنية بين عصره وعصرنا .
**التجربة سبيل لصدق القول، وجودة الفكر، وسداد الأحكام :
المتتبع لحياة الأمير عبد القادر الجزائري واحتكاكه بأمم الشرق والغرب ، ونضاله الطويل ضد الإستعمار وسعيه المركز لتكوين الدولة الجزائرية ، كفيل بوضع فكره موضع اليقين ، لأن التجربة والمعاناة سبيلان لصقل الموهبة وصدور أفكار أكثر قبولا من الغير ، وقراءة متأنية لكتابه تكشف شبها لفكر ابن رشد في محاولة التقريب بين العلوم الدينية والعقلية ، وهي أفكار حداثية استقاها من صراعاته ، وتفاعله كجسر للتقارب الغربي المسيحي مع الشرق الإسلامي ،وهو صاحب حضوة في الباب العالي وعند نابليون الثالث ، والذي ارتفعت شخصيته الإنسانية المعبرة عن التسامح الإسلامي أيام محنة المسيحيين عام 1860 . ولا شك أن هذه المواقف لا تقبل بسهولة من ذوي الفكر النكوصي المستلهم من التراث الذي يجعل الإنسان منفعلا لا فاعلا ، منقادا لا قائدا ، مجبرا لا مختارا ، وكثيرا ما وصفوا مواقف الرجل بالماسونية خاصة عندما أشهر رأيه حولها بقوله (أن كل رجل لا يجاهر بالعقيدة الماسونية يُعَدُّ رجلاً ناقصاً)[*] .
**بين علوم الشرع وعلوم العقل :
وذاك موضوع سبق لابن رشد خوضه ، وكلفه التهجير والتكفير، والحرق لكتبه ، لما لإفكاره من خطورة على المهيمنين على الفكرالديني آنذاك،والذي لا يرى إلا الثبات والإستقرار، ثبات واستقرار الكرة الأرضية في إفتاءات ابن باز ؟ دون الخوض الجدلي في أمور العقيدة ، حتى أن بعضهم كفر الفلاسفة والعلماء، فأصبح البتاني وابن سيناء يلقبان بفراخ الهند واليونان؟ وغدا التفكير في عمل السابقين ووزن مجهودهم شيئا محرما يؤدي إلى التضليل والتكفير .
ومن جملة الأفكار التي طرحها أميرنا الجزائري في كتابه تنبيه الغافل، والتي استوقفتني وهزتني لما لها من وقع على عالم اليوم ، الذي يجرنا البعض وراء لا أماما ، في محاولة لتطبيق ما صُلح به الأولون عن طريق الفتوى والتاريخ المستلهم من القرون الأولى، بوسائل وإمكانات مخالفة أنتجها العلم العلماني التحرري، وهو ما يخالف قول الخليفة الراشدي الرابع القائل ( ربوا أبناءكم على غير تربيتكم لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم ؟) فالأمير مقتنع بالتكاملية بين العلوم الشرعية والعلوم العقلية، قائلا ( فالذي يدعو الناس إلى التقليد المحض، مع عزل العقل، جاهل. والمكتفي بمجرد العقل عن العلوم الشرعية مغرور. فإياكم أن تكونوا من أحد الفريقين، وكونوا جامعين بينهما) [*]، فهو يرى أن لا تناقض بين العلمين الشرعي والعقلي ، مستندا إلى الدليل الذي ينطلق من النظام إلى المنظم ، إذ لا يعقل أن يجري الكون بهذا النظام العجيب بدون عقل مدبر لها هو الله سبحانه وتعالى ، كما أنه يرى( أن الدين فواحد، باتفاق الأنبياء، وإنما اختلفوا في بعض القوانين الجزئية. فتكذيب جميعهم أو تكذيب البعض وتصديق البعض قصور،)[*]، فهو في هذا الجانب لايرى تباينا بين المسلمين والنصارى ، فلو تم الإصغاء إليه لرفع الخلاف بينهما [*]كما يرى أن لا تناقض في خطابات الأنبياء مع الفلسفة والعلم ، ورسالتهم لم تكن هادفة لمجادلة الفلاسفة ولا لإبطال علوم الطب والنجم ولا علوم الهندسة ، ومن يعتقد أن العلم يناقض الدين فد جني عليه [*] .
وأهم فكرة أبرزها الأمير في تقديري هي فكرة العلاقة بين النقل والعقل ، أي العلاقة بين الحكم الشرعي والتاريخ ، فالحكم يتغير بتغير العصور ، ومن يزدري القائلين بالنسخ جاهل بتدبر الأحوال . ولعل في هذا القول ما يربك القائلين بتقمص حياة الصاحب من الصحابة ، أو استبعاد العلم عن الدين ، وهو أمر يجعل منا نعيش لآخرتنا لا لدنيانا ؟ وبتقدم الزمن يزداد العالم تقدما ، ونزداد نحن معشر المسلمين نكوصية وتخلفا ، وتختفي الآية واعدوا لهم ما استطعتم من الوجدان، ونبقى دائما في انتظار ما يجود به الغرب العلماني علينا ونحن ممدودو الأيادي للسماء وأمريكا .
الخاتمة .
أن ما يستهلكه عالمنا الاسلامي في مختلف المجالات يأتينا من الغرب العلماني ، نستهلكه دون أي تفكير في محاكاته وتقليده ،وفشلنا حيث نجحت المسيحية واليهودية ،الكونفوشية ،والبراهماتية ، والمسلم الحصيف يتساءل بحرقة عن السر الكامن وراء هذه البلادة التي تجعل التلميذ دائم الإخفاق في اللحاق بغيره ، قد يكون السبب في النظام القيمي أو التعليمي أو السياسي أو الفكري ، أو الديني ، أوقد تكون جميعها .
المرجع
[*]عبد القادر الجزائري، ذكرى العاقل وتنبيه الغافل، تحقيق وتقديم د. ممدوح حقي، بيروت 1966.




#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكفيرات ابن تيمية .
- الأفناك والبافانا بافانا والتحدي .
- العلمانية بين الإختيار والإضطرار .
- بين العلم والدين ( بين غاليليو وابن باز)
- سقوط تاج العروبة ..أو نتائج مقابلة مصر والجزائر .
- كرة القدم ...وبعث الفتنة .
- مقابلة الجزائر مصر ..أين المفر..؟؟
- ...لأننا عرب وإخوة ...!!!
- مقابلة مصر الجزائر في الميزان .
- العروبية نزعة معادية للأعاجم والمسلمين .
- الصراع الهوياتي في المغرب الاٍسلامي .
- الولي والمولى ( العرب والموالي )
- الإختلاف الرحيم ، لا الإختلاف الرجيم .
- وجوه متعددة ... بغاية واحدة
- ثورة المظلوم على الظالم .
- هل الصحابة معصومون من الزلل؟
- لبنى والبنطال
- الاباضيون في الجزائر.. أمازيغ أقحاح يا سادة!
- الحضارة ...عربية ؟ أم اٍسلامية ؟
- المسلم / بين نشيد شالكة ، ودموع السبايا .


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الطيب آيت حمودة - الأمير عبد القادر الجزائري بين العلم والدين .