أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ضربة إستباقية














المزيد.....

ضربة إستباقية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء قرار رئيس الوزراء بتغيير قائد عمليات بغداد عبود كنبر في وقت متأخر من مساء الاربعاء وقبل إستضافته في مجلس النواب الخميس، بمثابة ضربة سياسية إستباقية لنزع بعض عناصر القوة من معارضيه السياسيين في البرلمان وتفريغ بعض الاحتجاجات من مضمونها مسبقا ولكي لا يقال إن رئيس الوزراء لم يفعل شيئا بعد تفجيرات الثلاثاء.
لقد أعلن قرار تغيير قائد عمليات بغداد بعد ساعات من خطاب للمالكي طالب فيه المالكي بـ" ان لا تكون هذه الفواجع فرصة لاثارة الخلافات تحت عناوين سياسية او دعايات انتخابية"، لكن رئيس الوزراء نفسه يعرف إن هذه الخروقات الامنية تأكل من جرفه الانتخابي سواء استعملها منافسوه في الدعاية ضده أم لا، والمالكي في كل الاحوال حريص على استخدام التحسن الامني في حملته الانتخابية بدرجة لا تقل عن حرص منافسيه على إستعمال الخروقات في حملاتهم، لكن أغرب ما جاء في خطاب المالكي يوم الاربعاء هو قوله "يجب ان تبقى الدعاية الانتخابية محترمة لا تمس المحرمات والخطوط الحمراء"، ولا أحد يمكنه أن يقرر ما هي المحرمات والخطوط الحمراء وإذا تركنا الامر للتخمين فلن نجد ما هو أحمر حتى في تصور المالكي إلا صورة "النصر" الذي يريد إستخدامه في حملته الانتخابية.
تغيير قائد عمليات بغداد لن يكون ضربة إستباقية فعالة أو مفيدة فما حدث هو مجرد تنقلات إدارية بسيطة وتغيير للوجوه ليس ذا قيمة تذكر في تغيير الواقع المتمثل في إن الارهابيين قادرون على تكرار جرائمهم بكل صلافة مرة بعد أخرى رغم تشديد الاجراءات والحديث عن إعتقالات في صفوف ضباط الاجهزة الامنية المسؤولة عن العاصمة، والحصول على إعترافات والقيام بإعتقالات لاحقة والكشف عن الثغرات والاختراقات، وتدويل قضية التفجيرات التي إستهدفت الوزارات في الاربعاء ثم الاحد الداميين، ويبدو إن كل هذه الخطوات لم تنجح في كبح جماح الارهابيين ومنعهم من تكرار جرائمهم، وبالتالي فلا بد من مراجعة كل هذه الخطوات والتدقيق فيها، فربما كان المعتقلون أبرياء وربما كانت المعلومات مضللة، فلا يعقل أن ينجح الارهابيون في ترميم صفوفهم وتعويض شبكاتهم المنهارة بهذه السرعة للقيام بعملية كبيرة ومنسقة كالتي شهدتها بغداد يوم الثلاثاء.
يبدو إن الاجهزة الامنية كانت تحفر في المكان الخطأ خلال تحقيقاتها السابقة، لأن المعلومات المتمخضة عنها والتي أدلى بها المسؤولون لم تنفع في ردع الارهابيين، أو إن أحدا لم يكلف نفسه عناء تتبع الخيوط حتى نهايتها بل إعتمد الجميع على قوة النسيان للإستمرار في استخدام "النصر الامني" في الحملة الانتخابية، ولم تخرج التحقيقات بنتائج عن مقتل ضابط التحقيقات في تفجيرات يوم الاحد الذي قتل في غرفته ولم يتم هدم الشبكات التي تحدث عنها المعتقلون عبر وسائل الاعلام، هذا بفرضية صدق تلك المعلومات.
النجاح له آباء كثر حتى وان جاء بتضحيات واموال الشعب أما الفشل فلا أب له حتى لو كان ضمن نطاق مسؤوليات شخص أو أشخاص محددين وواضحين للعيان، وحتى لو كانت أسبابه مكشوفة مثل سوء العلاقات بين القيادات المسؤولة عن الملف الامني، فذهاب قائد ومجيء آخر لا يعني إن المنظومة الامنية قد تغيرت بعد الحديث المطول عن الخروقات الموجودة ومن عجب أن يتحدث القادة الامنيون عن وجود خروقات من أعداء العملية السياسية لأجهزتهم وفي نفس الوقت يرفضون الانتقادات الشعبية والاعلامية والبرلمانية لتلك الاجهزة وكذلك يرفض القادة الامنيون تحمل المسؤولية عن عدم تطهير الاجهزة من المخترقين.
العمليات الارهابية إنخفضت عما كانت عليه في السنوات السابقة وقوة الارهاب تقلصت، لكن هذا نصف الحقيقة، أما النصف الآخر فهو إن الارهاب أصبح أكثر دقة في اختيار اهدافه لإيصال رسائل سياسية، كما إن الارهاب أصبح أكثر قدرة على التنسيق وتنفيذ العمليات المتزامنة، فبعد سنوات من العمليات العشوائية التي تستهدف المدنيين في أماكن تجمعاتهم، في الاسواق والمساجد وغيرها، ها هو الارهاب اليوم يختار المواقع الحكومية المحروسة والمحصنة بشكل جيد، مطيحا بجدوى عمليات التفتيش واجهزة كشف المتفجرات لتتفجر السيارات بوقت متزامن في قلب العاصمة الاداري والتجاري، ومثلما هي جريمة بشعة بكل المقاييس فأنها فشل أمني وسياسي علاجه لا يكمن في تغيير الوجوه والمسميات بل في إتخاذ خطوات أساسية في المؤسسات الامنية أما على الصعيد السياسي فيمكن للذين يستخدمون "التحسن الامني" في حملاتهم الانتخابية أن يكفوا عن ذلك حتى لا يستهدف أحد أرواح وأموال ومؤسسات العراقيين لمجرد تخريب حملة إنتخابية، والاهم إصلاح العلاقات فيما بين القيادات الامنية، أم إن الامر يحتاج لمؤتمر مصالحة؟.







#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضامن الامريكي وسياسة التوتر
- الحوار المتمدن في توهجه الثامن
- هل تقتل الديمقراطية نفسها؟
- محرقة الانتخابات
- أخطاء فوق أخطاء
- وهم الدولة ووهم الدولة الكبيرة
- مخاطر الانتخابات القادمة
- هل العراق جديد؟
- دائرة كركوك المغلقة
- فوضى أمنية
- لغز العبوات اللاصقة
- هدية خاطئة
- الاجندات الخارجية
- ماذا بعد الاستجوابات؟
- السلطة من أجل السلطة
- ويسألون عن المهجرين!!
- موازنة 2010
- الدولة وخطابها المفكك
- أحكام بالفشل
- مرحلة المكاشفة


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ضربة إستباقية