أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - كيف يدعم المصريون البرادعي















المزيد.....

كيف يدعم المصريون البرادعي


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 12:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كتابع يشير إليه سيده فينفذ ثم بإشارة أخرى يقبع عند قدميه.. هكذا كانت الحملة التي شنها (كـُـتاب النظام الحاكم) ضد الدكتور محمد البرادعي! حملة بدأت بإشارة من سيد النظام وتوقفت بإشارة ثانية! وكان المدهش فعلا أن هؤلاء الكتاب لم يكونوا بالمهارة الكافية عند الإشارة الأولى.. فأوقفتهم إشارة ثانية من العائلة.. ليس اعترافا بالخطأ بل فقط إلى حين تدبر وسيلة أخرى أقل انفضاحا.. للنيل من البرادعي!
عدم مهارة هؤلاء الكتاب التي فضحت في كتاباتهم لم أجد تعبيرا أكثر دقة لوصفها من المثل الشعبي المصري "تتكلم معاه يتهيك واللي فيه يجيبه فيك"! قد يراه البعض مثلا شعبويا!.. لكنه شديد التعبير عن حملتهم ضد البرادعي! فكل ما ينطبق على جمال مبارك وعائلته من مآخذ يرصدها المعارضون لمخطط توريث الحكم في مصر.. ألصقها هؤلاء الكـُتاب بالبرادعي! ولم ينتبهوا لأبجديات التخاصم.. والتي تعبر عنها حكمة (إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف الحجر على بيوت الآخرين)!
فمطلب البرادعي تعديل الدستور.. أدانه هؤلاء الكـُتاب بالقول إنه (يطلب تفصيل دستور على مقاسه)!.. هذا والله ما عناه المثل الشعبي الحكيم! إذ أن تلك تهمة ثابتة بالفعل على من سبق وفصل الدستور بحيث لا يسمح أبدا بوجود حاكم لمصر إلا من أبناء وأحفاد مبارك! وليس على البرادعي الذي صرح بمطلب مشروع لعموم المصريين! أما تهمة ازدواج الجنسية.. فأصل وفصل الفتى معروف لعموم المصريين! تناسى هؤلاء الكـًتاب أن جدته بريطانية! لذلك حذف من الدستور الذي فصل له تفصيلا شرط أن يكون المرشح من (جدين) مصريين! بينما البرادعي قال إنه لم بحمل طوال حياته سوى الجنسية المصرية! فإذا اتهمه هؤلاء البؤساء بغير ذلك فالبينة على من ادعى! بينما كانت تهمة مساعدة أمريكا في غزو العراق.. أم الفضائح! فدور مبارك في غزو العراق لم يكن خفيا كي بعلم به النبهاء فقط بل كان علنيا ورسميا وموثقا! هذا الدور قام به النظام المصري وأمثاله من حكام العرب! أما الحجر الأكبر فقد قذفه د. فتحي سرور أحد أركان نظام مبارك حين قال إن حياة البرادعي المرفهة عائق عن حكم مصر! وإن البرادعي لم يذق طعم (المرمطة).. وكأن جمال مبارك ذاق مثلا طعم مرارة التعاطي مع المواصلات العامة أو جوع المواطن المصري أو امتهانه في الطرقات وأقسام شرطة نظام أبيه!
تلك بعض أمثلة فقط لمسوغات تاه في شرحها كـُتاب النظام ليتوهوا الناس!.. أي أنهم ومن حيث أرادوا الدفاع عن اغتصاب عائلة مبارك وحاشيتها للسلطة والثروة فضحوا أسيادهم على طريقة.. تكلمه يتهيك واللي فيه يجيبه فيك!
الصورة الآن
لكن.. الأهم من التوقف أمام هؤلاء الحاملين للواء (اللي فيه يجيبه فيك) هو حقا كيف نستغل نحن المصريين تلك اللحظة لإنقاذ بلدنا – ليس من الانهيار فهو بلد منهار فعلا- إنما إنقاذه من مواصلة الانهيار.. ويبدو أن لدينا هنا الصورة التالية..
* خنقت العائلة مصر طوال ثلاث عقود.. حتى استطاعوا بالفعل إقناع البسطاء أن ما من بديل لمبارك من بين الثمانين مليون مصري! حتى عندما تطلع الناس يأسا إلى عمرو موسى نسوا مع يأسهم أن عمرو موسى هو جزء من هذا النظام الذي قزم مصر.. وأضاع قيمتها ودمر فيها عمدا فرصة عدة أجيال.. ومع ذلك خنقت العائلة هذا الأمل.. وصارت مصر المختطفة رهينة في يد عائلة احتكرت بلا أي شرعية السلطة والثروة لعدة عقود..
* جشع العائلة ورغبتها المحمومة في استمرار مشروع احتكارها للسلطة والثروة جعلها تقرض فرضا هذا الفتى على الناس.. نفسيا وإعلاميا وسياسيا ومن أي مدخل ممكن كي تجبر المصريين على بلعه.. وبدا أن لديهم معضلة حقيقية في إجبار المصريين على تقبل هذا الفتى ثقيل الدم! فتم تفصيل الدستور بحيث لا يكون ممكنا لأي مصري سوى جمال مبارك الفوز بمنصب الرئاسة!
* المعارضة ضعيفة بشقيها.. الشق الرسمي أي الأحزاب والتي أكرهها ويكرهها كل مصري على ما أظن! فرؤساء تلك الأحزاب هم كلهم من عينة وعمر رئيس الدولة! وهم أيضا خنقوا أحزابهم كما خنق الرئيس مصر كلها ولم يسمحوا لصف ثان بالظهور في الأحزاب تماما كما فعل الرئيس مع الدولة! وزادوا بأن شاركوا الرئيس وعائلته في الحقد على أي محاولة وطنية شابة لإصلاح هذا البلد! أما الشق الثاني من المعارضة فهو حركات الاحتجاج المتعددة والتي تقصفت كلها في منتصف الطريق ولم تستطع مواصلة المعارضة بفعالية.. إما بسبب انقسامات تافهة أو بسبب غياب مشروع واضح للمطالب أو بسبب الضربات الأمنية لدولة يعرف القاصي والداني أنها دولة بوليسية أو بسبب غياب شخصية كاريزمية تقود! وهناك صنف آخر من المعارضة هو (الإخوان المسلمون)! وهؤلاء لهم موقف مائع من التوريث ولا يهمهم سوى جماعتهم.. وتاريخهم يتسم بصفقات يعقدونها مع النظام حتى لو كانت ضد المطالب الوطنية للشعب المصري!
* لم تظهر في مصر طوال تلك العقود شخصية كاريزمية تعبر بصدق عن مطالب المصريين وقوية بما يكفي لأن تصمد أمام العائلة ويتبعها المصريون.. وتنمو على يديها قوة شعبية ضاغطة.. يمكنها أن تسقط النظام سلميا أو تدفعه للرحيل عن هذا البلد
* دوليا لا يهم العالم مطالب المصريين داخليا ولا يهمه أن تكون مصر ديمقراطية أو حرة أو مستقلة.. بل ربما العكس.. لهذا استمر الغرب في دعم نظام مبارك طالما أمعن هذا النظام في الاستجابة لمطالب غربية هي في أغلبها إن لم تكن كلها ضد مصالح المصريين الوطنية والقومية.. استمر في دعمه رغم علمه ربما بأكثر منا كم هو نظام فاسد ومستبد! إذن فليس من المأمول أبدا أن يجد المصريون دعما دوليا لمطالبهم العادلة حول دولة ديمقراطية حقيقية وتنمية ونهضة وما إلى ذلك!
تلك هي الصورة إلى أن ظهر البرادعي!
فرصة للمصريين
حسب متابعني أول من أشار إلى البرادعي كان الدكتور حسن نافعة منذ عام تقريبا.. ثم استضافه برنامج العاشرة مساء وأعرب الرجل عن رغبته في (عمل شيء) لإصلاح هذا الوطن! وكتبت عنه مقالا وقتها- منذ عام تقريبا- بعنوان (هل يكون البرادعي الرئيس القادم لمصر؟) نشر في جريدة صوت الأمة المصرية.. ثم بدأ آخرون في التنبه لذلك.. ثم خفت الأمر قليلا إلى أن أعلن الرجل رغبته صراحة.. هنا تجدد الأمل.. والسؤالان الهامان هنا هما: (لماذا) يجب دعم البرادعي و(كيف) ندعم البرادعي.. أما لماذا فلأنه شخصية محترمة دوليا وصادقة في تعبيرها عن وطنيتها والأهم أن مطالبه تعبر عن مطالب المصريين وقامته أعلى من أن تسحقها العائلة كعادتها مع كل من يحاول التصدي لجشعها واستبدادها! والمصريون في حاجة إلى شخصية واضحة محددة تقودهم! فمصر لم تصل بعد إلى دولة مؤسسات راسخة والشعوب عموما تحب أن يكون لها قائد (يحمل عنها) عبء التقدم نحو الهدف.. حينها تكون الشعوب مستعدة للمضي (وراءه).. وأحد أهم أسباب فشل المعارضة الاحتجاجية في مصر أنها لم تنجح في خلق شخصية كاريزمية شجاعة ومخلصة وقادرة على القيادة.. لكن هناك دور هام للنخبة الواعية في مصر فعليها انتهاز تلك الفرصة للخروج بمصر من نفق العائلة المظلم.. فرصة البرادعي!
حملة جمع التوكيلات
أما كيف ندعم البرادعي فهناك إيحاء من تاريخ هذا الوطن يلح هنا.. فعندما أراد سعد زغلول التفاوض مع الإنجليز جمع توكيلات من المصريين ليتحدث باسمهم.. إذن دور النخبة الواعية في مصر أن تعلن (حملة جمع التوكيلات للبرادعي)! نجمع له ملايين التوكيلات ليتحرك باسمنا نحن المصريين:
* إما بالطريق القانوني والقضائي داخل مصر للدعوة إلى تغيير الدستور ليصبح دستورا عادلا يخدم مصالح كل المصريين.. أو حتى باللجوء إلى القضاء الدولي إذا عجزنا داخل مصر.. والبرادعي قامة عالية في القانون الدولي
* أو للتفاوض باسمنا مع تلك العائلة بأن نحقق لها ما أسمته هي على لسان أحد المقربين إليها (الخروج الآمن) من السلطة وحتى من البلاد! فمنذ وقت قريب كتب عماد الدين أديب المقرب من العائلة الحاكمة مقالا اقترح فيه (خروجا آمنا للعائلة) من السلطة مقابل توفير حماية قضائية للرئيس وعائلته مدى الحياة! (إلى هذا الحد تدرك العائلة أنها ارتكبت جرائم تساوم المصريين بشأنها.. أرحل عن رقابكم مقابل عدم فتح ملفات جرائمي.. هل تفهم شيئا غير ذلك من هذا الاقتراح؟!) ومع ذلك إذا كان هذا هو الحل الأخير فنحن المصريين نريد من يفاوض باسمنا..
* دور آخر للنخبة الواعية جاء وقته.. تنظيم مسيرات دعم البرادعي.. مسيرات منظمة ومستمرة بانتظام ربما تبدأ قليلة لكنها مع الوقت ستزداد حتى تصبح ضغطا شعبيا هائلا.. بقيادة البرادعي
* بدء حملة دعائية واسعة في الصحف والفضائيات التي تقبل ذلك.. المشكلة هي أن معظم الصحف والفضائيات مملوكة لخدام هذا النظام الفاسد.. والوقت أقصر من العمل على جمع أموال في اكتتاب شعبي لإطلاق فضائية شعبية لا يسيطر عليها النظام.. لكن يمكن التفكير في هذا الأمر والمتخصصون يمكنهم ابتكار وسائل دعائية تستطيع الوصول إلى كل بيت مصري.. لن تعجز عن الخلق إذا اتخذت قرارا وامتلكت الإرادة.. أليس كذلك؟! وهناك (لجنة شعبية لدعم البرادعي) نشأت في القاهرة يمكنها أن تنشط في هذا المجال وتفتح الباب لكل أنشطة الشباب المتحمس وتطرق كل الأبواب التي تفتح لنشر الدعوة..
إلى د. البرادعي
هناك مناشدتان.. الأولى للنخبة المصرية الواعية.. أن تنفض عنها ضعفها وخوفها.. واستسلامها المشين.. ولا تترك الرجل يناضل وحده.. لا يجوز وطنيا أن نتخلى عن البرادعي.. ونتركه وحيدا.
والمناشدة الثانية هي للدكتور البرادعي.. أن يصمد! سنجمع لك توكيلات المصريين وتقدم أنت الصفوف.. مهمتك صعبة لكنها ليست مستحيلة.. أنت تدرك مثلنا أن مصر نالت من تلك العائلة ما يزيد على الاحتمال من الآلام.. ابدأ المسيرة السلمية للتغيير ونحن معك... نحن المصريين!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعداء مصر ثلاثة.. الجزائر ليست منهم
- خواطر حول الطبقة الوسطى المصرية (1)
- هل يكون البرادعي رئيس مصر القادم؟
- نقاش حول المسألة المصرية العربية
- ما هكذا تورد الإبل.. ياعرب
- على هامش الاضراب: مصر هرمة ترحل.. مصر شابة تولد
- توريث السلطة في مصر: الملف الكامل
- طبعا كله إلا السمعة
- قاض نزيه وقضاء مشلول
- نحلم بسينما متمردة
- مستقبلنا؟! هل لنا مستقبل؟!
- سينما بلا هواجس
- مصر في قبضة رئيسها
- غريزة القتل في فلسطين والعراق
- ابتزاز العمائم للمبدعين
- الهموم اليومية تكسب
- متى يعلنون وفاة الرئيس
- الجسور تبقى والحكام يرحلون
- أعزائي في الداخلية وأمن الدولة:شكرا للتعاون وإلى اللقاء في ع ...
- الناس على دين فنانيهم.. لكن أي فنانين؟


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - كيف يدعم المصريون البرادعي