أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابراهيم عباس نتو - حرية -الإيمان- من حقوق الإنسان!














المزيد.....

حرية -الإيمان- من حقوق الإنسان!


ابراهيم عباس نتو

الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 12:04
المحور: حقوق الانسان
    


في ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الانسان: 10 من ديسمبر


حرية "الإيمان" من حقوق الإنسان!

بقلم / د.ابراهيم عباس نـَــتــّو
عميد سابق بجامعة البترول -السعودية

لعل من الممكن القول بأن هدفاً من أهداف "الدين" هو تثبيتُ القيم، و بلورة الأخلاق الحميدة..بأمل أن يتبع ذك تثبيتها في النفوس. و يبدو أن من شأن النفوس التعطش الى حالة معينة من الإيقان واليقين، في حالة من الاقتناع و الاطمئنان الذاتي، مما يدفعها، في بحث روحاني، الى التعلق بدين ما. فللدين -فيما وراء الرمز و المجاز- تأثير بليغ؛ و فيه مضمار للسعي الى تحقيق منزلة "النفس المطمئنة."ا

و لكن، لقد شهد العالم، و يشهد، سجالات من الصراع و التضاد و التنابذ و الاستقطاب بين الأديان.. بل بين أجزاء و"مذاهب" الدين الواحد..بكل أسف. و لقد بلغ ذلك عند بعضهم الى تحريم و تجريم التفاهم و التلاقي و التخاطب مع أتباع المعتقدات الأخرى.ا

و مع ذلك، و من حسن الطالع، يحدث أيضا أن تطفو على السطح..بين الفينة والفينة..دعواتٌ إلى "الحوار".. و إلى تنظيم "الندوات" في عدة مواقع ..داخل الدولة الواحدة، و في عدة مواقع جغرافية، إقليمية وعالمية. و لكن، يصعب توقع أي مردود ايجابي لأي ندوة أو مؤتمر إذا كانت بعض "العقائد" والنظم الدينية تحرّم و تجرّم التفاهم و التعايش بين أتباع دينهم و أتباع الديانات الأخريات.

و هنا يتحول السؤال إلى حيرة: إذا كان في الناس من يخالفك العقيدة أو يختلف عنك(رغم تمتع هذا الشخص بفضيلة أساسية مشهودة)، فلـِمَ إذن عدم التسامح معه؟ و لماذا ترى أنت أن عقيدتك هي الأفضل.. و أن فلسفتك أنت في الحياة هي الأسمى؟!

نعم، لقد تم بالفعل عقد عدة "حوارات" وندوات و مؤتمرات.. بل و حتى لقاءات قممية. فكان أن عقد ما لا يقل عن ستة حوارات وطنية في أنحاء المملكة، و دُعي إليها عدد من المشاركين(و في أحيان أيضا عدد من المشارِكات) خلال السنوات القليلة الماضية. و شملت تلك التجمعات عينات من مختلف الخلفيات الفكرية و الاقتصادية و الجغرافية؛ و اعتبر عقد تلك الحوارات انجازاً على المستوى الداخلي و فتحاً في تاريخ البلاد.ا

كما و التأم الشمل في أكثر من حوار إقليمي بشعارات مثل "التقريب" بين المذاهب، و "التحاور" بين الأديان. و رُكز -في مرحلة معينة- على "السماوية" منها.. و شاركت المملكة في هكذا حوارات ومؤتمرات.ا

ثم عقدت أيضاً في2005م جلسة خاصة لمؤتمر عالمي للفقه الإسلامي على مستوى رابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة، لغرض التقارب بين المذاهب، بل و للاعتراف بما بلغ مجموعها يومئذ تسعة مذاهب. و كان ذلك إيذانا بالقبول بأكثر من "المذاهب الأربعة" التي كانت متداولة.ا

ثم كان أكثر من "ندوة" للحوار بين الأديان ..بما فيها الإسلام، و المسيحية، و اليهودية(ممثلة في عدد من كبار الحاخامات و أيضا رئيس دولة إسرائيل) شمل ما وراء "الأديان الثلاثة أو ألأديان السماوية الثلاثة"؛ و تم عقد هذا المؤتمر هذه المرة في نيويورك، تحت مظلة الأمم المتحدة ليكسب الصفة الأممية و الكونية.ا

و كان عقدُ ذلك المؤتمرُ الكونيُ عَقبَ اللقاء التاريخي بين الملك عبدالله بن عبدالعزيز و البابا بِنيدكْتالسادس عشر ..في مقر البابوية، في الفاتيكان، في روما.ا

كل هذا وذاك عمل حسن و ايجابي و حميد؛ و فيه إظهار واضح للسعي إلى التقارب بين المعتقدات..أو على الأقل الاعتراف المتبادل بين مختلف الأديان المتواجدة في تلك المؤتمرات في أنحاء الكرة الأرضية.ا

و لكن.. يبقى التفعيل الأوضح لتوصيات تلك الحوارات والندوات و المؤتمرات و اللقاءات القممية؛ خاصة و أن المملكة هي الآن في خضم المضي في إنشاء ما لا يقل عن خمس مدن نموذجية في أنحاء البلاد، منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ.. قرب مدينة جدة على الساحل الغربي من المملكة؛ و بجوارها مدينة جامعية نموذجية، جامعة الملك عبدالله للعلوم و التقنية -كاوست- في منطقة ثـُوَل. و مما يتوقع معه ويُخطط له استقدامُ أعداد غفيرة من الاختصاصيين، بما فيهم أساتذة الجامعة من أنحاء العالم المتقدم.. كان بينهم رئيس الجامعة، من دولة سنقافورة، و هو آسيوي صيني مسيحي.ا

و لما كان من المفروغ منه القول بـ"ان المعلم والطبيب، كليهما # لا ينصحان إذا هُما لم يُكرَما"؛ و لمّا كان من أساس أساسيات حسن التعامل و الإكرام تلبية الحاجات الأساسية، كتأدية العاملين مناسك معتقداتهم مثلاً، فلعله آن الأوان للاعتراف بحق كل أولئك في ممارسة ما يعتقدون، في أماكن معينة و لو كانت نائية، لاستمتاع عموم المستقدمين و المقيمين، فيكون ذلك من احترام خصوصياتهم و حسن إيوائنا لهم..ا

فإن منح فسحة من حرية المعتقد و القبول بالتعددية في الاعتقاد سيعزز التسامح و سيرسخ الاحترام و الوئام ليس فقط بين مختلف المجتمعات.. بل و بين أفراد المجتمع الواحد. و من المهم جداً تلبية متطلبات الجماعات المختلفة، داخلياً و خارجياً، و حماية حق كل فرد في "الإيمان"..على النحو الذي يَعتقدُ هو/هي به؛ فوجود مثل هذا الفسح و التعايش سيتيح لكل دولة تحترم الحرية المعتقدية أن تصبح أكثر استقراراً و أمناً.. و تقدماً و ازدهارا.ا

و بهذا نكون قد أكدنا التزامنا بما جاء في الاعلان الأممي لحقوق الإنسان الذي تم التصريح به من على منبر الأمم المتحدة قبل أكثر من ستين عاماً، في العاشر من ديسمبر 1948م، ثم وقـّعَ عليه -وقتها و منذها- (جميعُ الأعضاء)، و هو أن:-

"لكل شخص الحق في حرية التفكير، و الضمير/الوجدان، و الدين. و يشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده، و حريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد و إقامة الشعائر و الممارسة و التعليم، بمفرده أو مع جماعة، و أمام الملأ أو على حدة." المادة18من الوثيقة.





#ابراهيم_عباس_نتو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاجعة ُالعيدِ عَلى شَطِّ الخُبَر!ا
- لا بُدَّ أن نشدو، وأن نَتَبسما!
- لا بُدَّ أن نشدو، وأن نَتَبسما!
- طرد حاكم ولاية إلينوي..في امريكا
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- خُمسُ الشيعة..و رُبْعُشْرُ الُسّنة
- تمكين الفتاة السعودية من المشاركة في الأولمپياد (التالي !)ا
- يوسف شاهين، كبير الفنانين
- ليت بالامكان توجيه المطاوعة للعمل التطوعي
- السعوديات قادمات! لا أويد أنْ تمنع الأولمپيادُ مشاركة السعود ...
- اليوم، عيد العمال - تحية الى عمالنا الأكارم..السعوديين منهم ...
- ويلٌ للإرهاب؛ نعم للجهاد -الأكبر-!ا
- فتيانُ غزة المغاوير!
- استقلالية المرأة..
- في عيد الحب!
- لا أويدعقوبة جلد الإنسان!ا
- لا أويد القصاص..
- نسائمُ الصبح
- أعجوبة الزمان هيلين كيلر:المعاقة التي هزمت العوائق!ا
- في المناسبة الأربعين لمصيبة 67


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابراهيم عباس نتو - حرية -الإيمان- من حقوق الإنسان!