المغرب حالة طوارئ غير معلنة و استنفار عام بمدن الجنوب و الصحراء الغربية

المهدي النفاري

الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 09:05
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

هذا هو احد اوجه تكتيكات البرنامج الاستراتيجي الذي حاكه نظام الحكم الفردي المطلق بالمغرب لمعاداة حقوق الشعب ومقاتلة تطلعاته التاريخية في الحرية و الكرامة .
ليس هناك لا عدو خارجي و لا تآمر ولا أي شيء من الاسطوانة القديمة التي جرى اشهارها مرة أخرى ، كل ما هناك مخطط وضعه النظام الكومبرادوري لفرض حالة طوارئ غير معلنة ببلدنا لدرء اي تداعيات لأزمته الخانقة و التي ستتعمق تأثيراتها الاقتصادية بشكل كبير مع دخول العام المقبل مع ما هو متوقع تأجيجها لانتفاضات جوع غير مسبوقة خصوصا مع تصاعد موجات غلاء الأسعار و ترسيم زيادات جديدة تخص الضريبة على القيمة المضافة و ازدياد في معدل البطالة و تفاقم المشكلات البنيوية داخل قطاعات التعليم و الصحة و السكن و الشغل التي تهم اساسا الجماهير الشعبية العريضة .
في الواقع هذا ما يفزع صبية المخزن الجدد و الذين يريدون تمرير مخطط التحجير على معركة الصراع الطبقي و تجميده تحت شعار وطنية مزيفة (وطنية ابناء ايكس ليبان)، معتمدين في ذلك شتى الوسائل من حرب نفسية الى تضخيم حوادث فردية (ابعاد امينتو حيدر) او جماعية(اعتقال علي سالم التامك و مجموعته) تتعلق بملف النزاع حول الصحراء الغربية و خلق حالة ضبابية حول حقائق احداث تغجيجت و اخفاء ما وقع هناك من انتهاكات عن الرأي العام مع ما سبقها من تكثيف بولسة الاقاليم الجنوبية و اغراقها ديمغرافيا بشكل مستمر منذ 4 سنوات الى حد ايصال كيانها الاجتماعي الى حالة الاختناق و الانذار بالتفجر بسبب الاستفزازت التي تواجه بها العناصر المحلية من المستقدمين و المتدفقين افرادا و عائلات و التي توجه دون وعي لتركيز الاصطفافات الشوفينية و التخندقات الجهوية و لممارسة الارهاب الهوياتي و تجريد الساكنة الجنوبية من حقوقها و خصوصياتها، كل هذا لخلق حالة اضطراب نفسي و معنوي لدى الجماهير الشعبية بالجنوب و لمزيد خنق و قمع كفاحاتها و وأد اي تبلور لجدلية الصراع التاريخي الذي يمكن ان تقدمه انطلاقا من موقعها الى جانب باقي جماهير الشعب المغربي.
لا شك ان الهدف الاساسي هو اعدام اي امكانية لامتلاك الجماهير لناصية وعيها السياسي عبر تفتيت قوتها و تمزيق وحدتها و تعميق الانقسامات السياسية وسطها و لجمها بالقمع و تصحير حركاتها بسجن قيادييها و عزلهم من جهة ، و محاولة توجيه الكل للالتفاف حول القصر "الوطني جدا" - الذي احس ازدياد عزلته عن الشعب و نفوره من نظامه و ادرك تنامي الرفض الشعبي لحكمه المتصهين العميل و المتعفن . و من جهة أخرى مواصلة الهجوم تحت مسمى الدفاع الوطني اي تحت ذريعة كذبة حماية أمن الشعب و الجماعات و الهيئات و ضمان وحدة التراب الوطني ، و فرية مواجهة تهديدات خارجية تحت سقف الاجماع الوطني لدرجة العودة الى تبني ارث الخطاب السياسي الصبياني الذي عودنا عليه السفاح المقبور الحسن 2 بقواميسه العصاباتية حيث تقفز لغة التهديد الى السطح ما يؤشر على اعطاء الضوء الاخضر لانطلاق حملة شرسة ستنفذها اجهزة فاشية مدربة على كل فنون القتل و التعذيب الوحشي خاصية بصماتها القمع و القهر اينما تحركت ، بدأ انطلاق المخطط في غياب اي استشعار لمخاطر الانزلاقات التي قد تنجم عن الحقن الشوفينية الزائدة على تلاحم كل المكونات و وئام الهويات الجهوية المختلفة و غير المستقرة بعد و المشكلة لمجموع جسم الشعب المغربي التاريخي، مع ما قد يقود إليه تفجر الوضع باقاليم الصحراء الغربية من اضطرابات سيذهب ضحيتها الابرياء من الجانبين .

طبعا لن يعجب كلامي كتبة الاستخبارات الذين اصبح بعضهم يداوم هنا بشكل مموه ، و الذين قد يسترسلون في تعليقاتهم للتعتيم على الحقائق و تزييف الوقائع دون خجل او وجل ، ضمن عملهم المعهود لتجريد الشعب من اخلاقياته حتى في التعبير عن رفضه لهكذا استنفار - لا يتلائم في حجمه و تأثيره مع فرضية اية تهديد لجبروت و مصالح التحالف الطبقي المسيطر - هذا الاستنفار الذي جعلت احدى وسائلة مواصلة حقن الشعب المغربي بمورفين الشوفينية الضيقة لتخديره أكثر مما هو مخدر بسياسة المهرجانات و افشاء ادمان مختلف المخدرات(: حشيش ، مهلوسات ، كوكايين ، هروين، بشكل ممنهج عبر سياسة ابادة جماعية صامتة يعيش تحت وطأتها الشعب المغربي منذ عقود لضرب معنوياته و تكريس عقد النقص و الدونية لديه و سحق كفاحه المرير و اخفاء وجه ملاحم انتفاضاته و ثوراته(1958-1959/1963/1956/1971/1980/1984/1990/1991/2005/2006/2007/2008/2009): سياسات التتهجير و التعهير التجهيل و التشريد ....) ، مساندين في ذلك بخطاب صحفي ممجوج متحيز غير بريئ و غير مسؤول ، يساهم في تأخير وعي قسم من طلائع الجماهير التقدمية لفرش الارضية الدعائية لتحييد القسم الاكثر ثورية عن تأطير الحشود الناقمة و المنتفضة الذي ستملؤ به السجون رغم اكتضاضها . و جلي ان هذا الاستنفار يهدف من جملة ما يهدف الى التغطية عن جريمة -فضيحة الانحياز للصهيونية و طعن الشعب الفلسطيني المقاوم من خلف على اثر زيارة مجرمة الحرب الرجعية تسيفي ليفني للمغرب رغما عن انف الشعب المغربي الرافض لاي تقارب او تطبيع مع الكيان الغاصب و بما يشكله ذلك من مساس بموقف الشعب المغربي التاريخي من القضية الفلسطينية و اهانة لكل التحرريين و الشرفاء المغاربة ، زيادة على تمييع اي موقف ينفذ الى القضايا الحقيقية و الجوهرية و في صلبها انفاذ سلطة الشعب الشاملة سياسيا و سيادته الكاملة اقتصاديا على ثرواته المعرضة للنهب الامبريالي و الاستنزاف الاوليغارشي و البيروقراطي و المونارشي .


قد أسجن ايضا بتهمة اني انفصالي حتى النخاع و أني متآمر يشارك في تحريك خيوط لعبة قذرة أعدتها بلدان اطلانطا و جزر الواق واق، لكني على استعداد للموت بسبب خطيئة حبي النبيل لهذا الوطن و تأدية ضريبة ري ترابه بدمائي ان اقتضى الحال دفاعا عن حق الشعب في معرفة السيناريو الذي يعتقد النظام انه سينقذه من مأزقه التاريخي دون ان يتمكن اي كان من كشف مظاهره و تفكيك خفاياه.


و لكل هذا اعلن ما يلي :

.
- تضامني المطلق مع معتقلي تغجيجت المهددون بموجة احكام فاشية جديدة بتهم ملفقة تفبركها اجهزة الاستخبارات و تؤيدها المحاكمات الصورية و التي ستزيد من احتقان الوضع اكثر ، بعد ما تعرضوا له من عقاب جماعي و حصار بوليسي فيما يشبه ما حدث العام الماضي بمنطقة ايت باعمران سيدي افني(اهانات ، اغتصابات ، سرقة ، تخريب) على ايدي قوى القمع بمختلف تلاوينها .

- تضامني المبدئي مع كل المعتقلين السياسيين القابعين بغياهب سجون الرجعية : طلبة ، تلاميذ ، معطلين ، عمال ، فلاحين... صحراويين كانوا او مغاربة .

-رفضي المبدئي لأية قيود على الحريات النقابية والسياسية و اي هجوم على مكتسبات و حقوق الجماهير او مساس بمكتسبات المستغلين و المضطهدين عبر وسائل الهيمنة و الاعتداء و الرعب سواء كانوا مغاربة او صحراويين في مسيرتهم الحتمية من اجل تقرير مصيرهم .

-الخزي و العار لكل المرتدين و المنبطحين و المتآمرين من الطابور الخامس المندس وسطنا الذي يزيف ارادة الشعب المغربي و يلعب دور شاهد زور على ديمقراطية صورية و يتكالب على الشعب المغربي لنيل فتات خدمة نظام الحكم المطلق و تزكية الحريات الوهمية التي يتشدق بها في عهده القديم - الجديد .

عاش شهداء و شهيدات الشعب المغربي عموما و الشيوعيون خصوصا و كافة مختفيه الذين لايزالون أطول عمرا من جلاديهم ، و الذين بقي صمتهم في قبورهم المعلومة او المجهولة أقوى أثرا من كل جعجعة اي مستبد جبان صهيوني عميل للامبريالية .

عاش نضال الشعب المغربي على نهج الثورة و التحرر و الشيوعية

#المهدي_النفاري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات