أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - باسم فرات - العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 3














المزيد.....

العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 3


باسم فرات

الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 11:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لم يكن قد مضى على التقسيم الإداري للعراق ما بين البصرة وبغداد والموصل سوى 30 سنةً عند وقوع الاحتلال البريطاني عام 1914. قبل ذلك كان البلد خلال فترات طويلة موحداً إدارياً ومركزه بغداد. وتمتد هذه الفترات أحياناً قرابة القرن، كما حدث خلال الفترة بين منتصفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وقبلهما في منتصف القرن السابع عشر. وبقيت بغداد حتى في فترات التقسيم الإداري الشكلي مركز قيادة القوات العسكرية المتواجدة في الأقاليم المختلفة، وظلت غالباً ممسكة بمقاليد السلطة القضائية العليا في البلد(11).إذ كان واليها، يحمل رتبة وزير(12).
وسوف نتطرق بتفصيل أكبر، في معرض حديثنا عن وحدة التراب العراقي، في السطور التالية.
في مقارنة بين الخطابين، خطاب الحكومة العراقية على مدى أربعين عاماً وخطاب "المعارضة" التي تسنمت الحكم بعد التاسع من نيسان 2003 ، سوف نلاحظ، أنه خطاب واحد وهو ما يتضح لنا خصوصاً في جغرافية العراق وتاريخيتها، فالحكومات كانت تعلن صراحةً، رفضها لحدود العراق، من خلال التأكيد على أن هذه الحدود وضعها الاستعمار، وتلفيق تاريخ مزور، عن وحدة موهومة للشعوب والبلدان الناطقة بالعربية وبغيرها ( الصومال وجيبوتي وأرتيريا )، وفي المقابل وجد الآخر الذي نزح حديثاً لمدننا،ضالته، لتأكيد دعاوى الحكومات، خصوصاً، مَن لايملك بنية ثقافية تؤهله لتدعيم مطالبه، ولكن تأكيداته، بقدر ما كانت تتفق أو تختلف مع الطروحات الرسمية، بقدر ما هي، أشدّ خطورة، لأنها تدعو لتقسيم العراق، فراح يشيع " إن العراق وطن اصطنعه الانكليز " معتمداً على خطاب السلطة، وعلى بعض الآراء غير الدقيقة، قياساً بأدلة ووثائق لايمكن حصرها مهما تتبعنا كتب المؤرخين والبلدانيين، ونرى أن كلا الخطابين، ينتمي الى منظومة الإلغاء والتزوير والاستحواذ، وعدم الإيمان بالعيش المشترك، والتي يكون الجلاد والضحية، وجهيها، أو بصورة أخرى السلطة ومَن ينازعهم عليها، إن التشكيك بوحدة العراق الجغرافية التاريخية الثقافية هو نتاج قوى طارئة عليه أو لم تندمج فيه أو ترغب باقتطاع أجزاء منه (شأن كل نازح أو عابر طريق). ولابد أن نمّيز بين مفاهيم الوطن (= التراب ) وبين الدولة (= المؤسسات ) وبين الشعب (= المجتمع )، فالدولة ( أي : المؤسسات العراقية ) اذا كانت قد تأسست في العام 1921 باسم المملكة العراقية، فإن خارطة التراب العراقي معروفة منذ آلاف السنين.. ولا يمكن لأي مخلوق كائناً من كان أن ينفيها جغرافياً من التاريخ مهما بلغت درجة اساءته لها ولتنوعاتها المتباينة(13).

ان للإقليم ثوابته الجغرافية المتفق عليها، وعلى هذا الإقليم، تم تشكيل دولة حديثة، وليس كما يزعم البعض أنه تجميع غير متجانس لولايات الموصل والبصرة وبغداد، نتيجة اتفاقية سايكس-بيكو، أو هو ليس أكثر من تجمع أعراق، وأنه صناعة بريطانية، فالآنسة غروترود بيل قد سهرت الليالي ـ كما كتبت في مذكراتها ـ للتثبت من حدود العراق وسوريا نظراً لخبرتها الطويلة في بادية الشام وتأليفها كتاب عن تلك البادية قبل وصولها للعراق .. فهي لم تخلق حدوداً من الوهم ، وإن السير برسي كوكس، لم يوقّع على حدود العراق السياسية، إلا بعد التأكد من الخرائط العثمانية التي تثبت حدود العراق الحالية مع كل من إيران وبقية الولايات العثمانية، في الأناضول شمالاً، وفي سوريا شرقاً .. وبقيت رسومات وتثبيت الحدود معلقاً بين العراق وبين كل من السعودية والكويت حتى نهاية القرن العشرين(14)، لأنها حدود خالية من الموانع، التي تُسهّل عملية فرزها، فهي امتداد طبيعي لما يسمى "شبه الجزيرة العربية".
ماذكره هنري فوستر وعباس الكليدار وغسان العطية وسواهم(15)، وما يردده كثيراً ضحايا الهويات المختلقة، لا يصمد أمام حقائق التاريخ وثوابت الجغرافيا، خصوصاً وإن التنوع العراقي، يعد بسيطاً، قياساً بدول الجوار، وبغيرها. وأن ما للعراق من وثائق وأدلة، على قدمه وتماسكه، واتفاق تسميته لغوياً وبلدانياً، ما لا يمكن أن تحصره مقالة أو بحث، بل يحتاج الى مؤسسة تنبش كل شاردة وواردة في وثائق التاريخ وحفرياته.






#باسم_فرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 2
- العراق .. الجغرافيا المغيبة1
- باسم فرات: العنف خلق تراجيديا الإنسان العراقي الضعيف لوقوعه ...
- المستقبلُ وهوَ يقفلُ راجعاً
- البِراق يصلُ الى هيروشيما
- أدونيس والسيد الرئيس، إشكالية المثقف والسلطة
- إلى لغة الضوء..ديوان جديد للشاعر العراقي باسم فرات
- الاسلام بين الاسطورة والواقع، العهدة العمرية انموذجاً
- منابع مأساة العراق وإشكالاته....مراجعة نقدية
- علي الجميل والإكتواء بالجحود العراقي
- جبل تَرَناكي
- شئٌ ما عنكِ .. شئٌ ما عني
- تاريخُنا
- طينُ المَحبةِ
- رحلة البحث عن الكتاب
- آية النقاء
- رحيل
- منتخبات شعرية باللغة الإسبانية
- ثلاث قصائد
- الجنوبي


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - باسم فرات - العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 3