أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا علي - ثقافة الكراهية















المزيد.....

ثقافة الكراهية


داليا علي

الحوار المتمدن-العدد: 2852 - 2009 / 12 / 8 - 23:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما نتابع ونرصد أقوال وأفعال واستجابات المتحولين سنجدها كلها تتبع ثقافة الكراهية...
اعلم التساؤل ومن هم المتحولين...
اقصد بهم كل من ترك دينه سواء لإتباع علمانية او الحاد, كل من كان له دين في يوم من الأيام وفي الغالب بالميلاد وتركه طواعية وتحول تاركا الإيمان للكفر او الإلحاد... لو رصدنا تعبيرات وتفكير ومقالات وردود وتجليات هؤلاء لما اختلفنا في سيادة ثقافة الكراهية... لو تابعنا أقوالهم وحاولنا أن نفهم دوافعهم لوجدنا ان التحول لم يكن وليد حب او رغبة في شيء أفضل,, أو إيمان بقيمة,,أو تبني نظرية تسموا بالروح او حتى العقل,,, أو نتيجة اكتشاف علمي او أدبي سمي بعقولهم فخطي بها لاعتناق مبدءا اسمي وأقوم واقوي... لو كان اي منهم عالم اكتشف ما يقنع عقله بأنه اكبر من كل شيء...لو كان أي منهم مفكر او صاحب رؤية ونظرية فلسفية سمت بعقله ورفعته وبالتالي رفعت الروح والفكر وفتحت طاقات جمالية عليا وبصيرة اعلي من بصائر الآخرين... لقنا ونعم لكن للأسف لا شيء... سيفاجأ أي متابع وراصد وأي عقل قادر علي نبش غور النفوس والعقول سيفاجئ بمدي سطحية الفكر وباليتها توقفت عند السطحية او حتى التبعية والانقياد,, للأسف كل ما يستشف من مقولات ونتائج تجارب تتكشف في صيغة أقوال وردود فعل كل ما يستشف وكل ما يطفوا علي السطح منعكسا فيما يكتبوا ويناقشوا وما يخطر ببالهم من فكر يتحول لكتابات سواء مقالات او مداخلات الشيء الوحيد الظاهر والواضح كدافع لهم هو الكراهية,,, ويا لها من كراهية,,,
في الغرب نري متحولون او ساعون نحو اكتشاف النفس والبحث عن قوي روحية تسموا بأرواحهم سواء بالسعي لدين أخر ... ولا أقول عليهم متحولين فهم بالأساس بلا دين سواء بالميلاد او بحياة بلا مظاهر تعكس الدين فهم في سعيهم يكون دافعهم فقط البحث عن الحقيقة او السلام النفسي عن المحبة والسمو, فهم ينظروا في الديانات الأخرى بحثا عن خيارات أفضل تسموا بأرواحهم وتوصلهم للسلام والسكينة فيتجهوا للإسلام او البوذية أو أي ديانات او رياضات روحية... المهم انه سعي للأفضل من ناحية راحة القلب والعقل والروح والوصول للجمال والحب والراحة النفسية...ولذلك عندما يتحدثوا عن تجاربهم تري الحب والسكينة والراحة والفهم والعلم في كلامهم وتخلوا ألفاظهم من اي حقد او ضغينة علي ما تركوه فهم ينظروا لما اختاروه واقتنعوا به فيتغزلوا في جمالة وما أضافه لهم,,و فنلاحظ ان كل فكرهم مليء أمل وحب لا كراهية لا غل لا كراهة ولا تدمير لم يخلفوه,,, فهم ينظروا للأكبر والاعلي والأجمل محررين عقولهم وقلوبهم من الصغائر فهم يتحولوا بحثا عن الحب وليس كراهية لما هم فيه لانه يبحثوا علي ان يتحرروا ويعبروا لبر أمان يصبوا له
ولنقلب نظرنا ولتمر عيوننا علي العناوين والكلمات والأقوال والتقولات هنا بين من اختاروا التحول وحسبوا أنفسهم من زمرة التقدميين فلا نري غير كم هائل من الكراهية تقطر بها كل كلمة ولمحة لا احد يبحث عن الجمال لا عين تري جمالا فكلها عيون لا تري غير القبح نفوس لا تتنفس غير الحقد نيران تكاد تحرق الكلمات التي تكتب هنا وهناك... سيطرة مطلقة لثقافة الكراهية فعلا وقولا وفكرا واعتناقا
اعذر البعض للتجارب السيئة التي يمروا بها ولكن من يريد ان يعبر ويترك شط ليس عليه ان يحرق هذا الشط.. خاصة وانه هائم بلا هدي ... فقد ركب الجميع سفينة الاحاد تاركا بلاد الإيمان بكل مساؤها دفعته لركوب هذه السفينة لكن,,, لم أري لأي منهم هدف تمضي به سفينته,,, كل ما يري هو الحرائق الذي يتركه خلفه,, لم يرسم لنا اي من هؤلاء صورة المدينة الفاضلة التي يسع لها,, لم نري ونسمع من اي منهم وصف للغاية التي تركوا وحرقوا ورائهم كل الشواطئ والزرع والضرع باعوا وطنهم وعائلاتهم وانتمائهم ليمضوا لها... فنجدهم منشغلين في إشعال الحرائق والتأكد من تحويل ما تركوه لأنقاض وخرائب منشغلين بهذا الهدف السامي الذي يحركه كما قلنا ثقافة الكراهية والحقد, ينشغلوا لدرجة تجعلهم دون الوقت للبحث عن الشط الأخر الذي يرغبوا فيه,, ينشغلوا بحيث لا يسعوا لإيجاد الشط المأمول لراحة العقل والقلب,, وفي الغالب لا يسعوا له لأنهم استعذبوا نار الحقد في قلوبهم... وما عادوا قادرين علي العيش بدون نار حقدهم هذه تدفئهم, ففي الغالب من طول الكراهية مات الضمير فمن المستحيل ان يتعايش الضمير مع الكراهية فلا سبيل غير ان يمرض الشخص من ثقل الضمير إن لم يمت, ولذلك يكون الأسهل ان يقتل بنفسه هذا الضمير وبالتالي لا يبحث صاحبها عن الشط والجمال ويتوه ويعيش علي ما اعتاد ودرب قلبه وعقله عليه الكراهية... فتستكمل النفس انشغالها بالكراهية والتدمير وكأنه الهدف الأوحد والذي يعلقوا علي انشغالهم به عدم البحث عن الشط والأمان والسلام والجمال والغاية والنهاية وكأنهم يدركوا انه لا توجد لهم لا غاية ولا نهاية وكل ما يملكوه هي هذه الكراهية لما تركوه يعيشوا عليها وتكون هي هدف حياتهم والسبب لوجودهم وكلما أشعلوا نارا أحسوا بانجازاتهم فما لهم من غاية ولا شط ولا لهم مرجع وما عاد ضميرهم قادر علي قبولهم فتصبح انتصارات كراهيتهم هي وقود حياتهم
ولذلك تصبح الثقافة هي ثقافة الكراهية وكيف تنمي وكيف تستغل وكيف تحقق النصر الذي يغذي نفس وعقل ماله غيرها.. يسود الكره علي الحب والحقد علي الحقيقة والبحث عن الحقيقة.. فمن المؤكد ان لحقيقة والغاية وما سعوا له ليس في حرق الأخر ولكن الحقيقة تكون بإيجاد الشط,,,
فمن يقول أنا ملحد لان هذا الدين فيه وفيه,,, هو كاره ومذكي للكراهية في قلبه,,, لكن من يقول تركت هذا الدين واعتنقت حتى العقل لأنه وصلني لهذا فعل بي هذا اي شيء جميل مطمئن يسعد أي إنسان سوي في هذه الحالة يكون مؤمن بالحادة حتى ويستحق الاحترام ... لكن من يبني راية علي كراهية اعتقد هو إنسان تائه بلا هدف ,,, فليس الهدف ان تكره ما أنت فيه ولكن الهدف ان تحب ما تصل له,,, فلم نري أي يعرض ما وصل له وما أضافه عليه من سمو وجمال,,, لا يعرض هنا غير كل من انتصر بإشعال حريق ومن قدر علي إظهار كراهيته في كلمة وفكرة وشماتة هنا وتجريح هناك
فلنفهم ان القوي ليست في حرق الأخر ولكن القوي في إيجاد الغاية وإدراك الجمال وما يغني الروح, ليست القوي في حرق الشط الذي نهجره ونهده علي من فيه ولكن ان نجد الشط الذي نرتاح فيه وان نكون قادرين علي تخيل ووصف هذا الشط الذي نحاول إدراكه لكن من الواضح عدم قدرة أي متحول هنا علي فعل هذا بدليل كل المقالات والتهليل لكتاب او شخص أو قول أخر عن هذا البر الذي فقدوا هم القدرة حتى علي تخيله فيتعلقوا بمن وجد بره ويهللوا كما لو كان برهم هم وكما لو كانوا حتى يومهم برغم طول إلحادهم ما كانوا يعرفوا ان هذا هو البر. وما كانوا يعلموا ان هناك أي بر فهم كمن القي بنفسه في أمواج الكراهية وتركها تلاطمه فتملا قلوبهم وعقولهم ونفوسهم وتميت ضمائرهم فهل نتوقع ان تكن نفوسهم سليمة هل من الممكن ان لا تكون نفوس مريضة أعياها حمل الكراهية... او استسلمت للكراهية وباعت نفسها لها وقتلت ضميرها لتستريح من عبئه فلا مجال للضمير ان يعيش مع هذه الكراهية ومن لا يقدر علي أن يري هذا ويري اي سقم واي موت للضمير وأي أذي للنفس مقدار الكراهية التي يعيشوا بها حتى ولو كانت كراهية الظلم.. من لا ير كم هذه الكراهية ويدرك مدي ضررها فستكون المصيبة عنده أعظم فقد انتهي ومات عقلا وقلبا وضميرا وإنسانيا وأصبح إنسان غير واعي او قادر علي معرفة الحق من الباطل الخير من الشر الكراهية من الحب فيكون معلق بين السماء والأرض او تائه في بحر الظلمات .. اسواء من الآلة واقل من الحيوان يعيش بلا هدف ولا بر ولا غاية يطمح للوصول لها او يعرف حتى أين تكون وما تكون هذه الغاية التي تسري الإنسان فقد سقطت منه أدميته في بحر حقده وكراهيته , سيظل يردد أنا لست مثل أصحاب الدين الذي يفعل ويفعل وضع كل حقده في قوله بينما لا يعرف ماذا يكون وما ذا يطمح ليكون او ماذا يقدر ان يكون... فهو قد نسي الحب نسي كيف يكون القلب نظيف والعقل صافي والنفس ويستمر في الهرب ولكن إلي أين العقل وهل يستقيم العقل بلا قلب هل يستقيم بلا ضمير فقد قتل في خضم إشعال نار كراهية ما يريد تركه وكراهية الأخر وبذلك يعود لما بدأ منه حسب علمه للحيوان يعيش علي أحزان الأخر وعلي إلام الأخر يتلذذ بالذبح والقتل ومص الدماء ونبش القبور

يقف مثل الطيور الكاسرة قائلا وما ذنبي وطعم الأخر لذيذ





#داليا_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضمير والعقل ,,,,, والخير والشر والصواب والخطأ
- هي التي غيرتني ....... غيرتني لأنها أحبتني وما أحببت انأ نفس ...
- استخدام الميزة النسبية للانسان عن الحيوا - النفس والضمير
- داروين........واين نحن من الحيوان
- البحث العلمي وقصة زواج عائشة المكررة
- العلم,الاكتشافات والنظريات ثم الاختراعات تعريف الاخلاق والمث ...
- هذا تشويه للعقل وليس انتحار للعقل
- المرأة في الاسلام -2 
- جمال المرأة - ولذلك انا احب كوني انثي
- تأملالت خطرة
- رحلة داخل عقل امرأة - مستوحاة من مقالة صلاح يوسف
- ردي علي رد السيدة المجهولة المعروفة في الرد علي مقالتي الساب ...
- المرأة في الاسلام - 1
- محمد.... هذا الإنسان - كتاب للكاتبة البريطانية كارن ارمسترون ...
- الرد علي مقولة المرأة نصف الرجل في الشهادة والميراث
- التحرير الإسلامي للمرأة من نصوص ومنطق وفقه القرآن الكريم


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا علي - ثقافة الكراهية