أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باسم محمد حبيب - صوت الفقراء














المزيد.....

صوت الفقراء


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2852 - 2009 / 12 / 8 - 22:27
المحور: حقوق الانسان
    


لا ادري أن كان شيء من الحلم أن نفكر باستحداث صوت إذاعي أو تلفازي خاص بالفقراء ، فالفقراء دائما ما كانوا يعانون من متاجرة الآخرون بقضيتهم التي تحولت وعلى مر التاريخ إلى مجرد ورقة رابحة بيد الأغنياء والمتنفذين ، الذين لا تهمهم كثيرا قضايا الفقراء بقدر تحقيق مصالحهم الذاتية ، لذا لا غرابة في تزايد غنى الأغنياء وبقاء الفقراء على فقرهم ، لكن قد يقول قائل بان الفقر حالة كونية ولا يمكن لأحد أن يتصدى له ، ومن يرفع شعار التصدي للفقر فهو إما كاذب أو مجنون .
جوابنا أن هذا الأمر ربما يكون صحيحا من بعض النواحي ، فالفقر ليس حالة ظرفية بقدر ما هو حالة كونية طبيعية ، بل أن الفقر مرتبط بالغنى والعكس صحيح وكثيرا ما تحولت الشعوب الفقيرة إلى غنية ، ولكن لم يتم ذلك إلا بانعكاس المعادلة حيث تتحول الشعوب الغنية إلى فقيرة ، ونفس الشيء تماما بالنسبة للإفراد الذين يصيبهم التقلب أيضا ، فقد تحول نبلاء فرنسا إلى مواطنين عاديين بل وفقراء أيضا ليحل محلهم الكثير من ثوار العهد الجديد ، وبالتأكيد فان هذا الأمر قد شكل حالة عامة على مدى الكثير من حقب التاريخ ، لكن في المرحلة الحديثة تغير الأمر تماما ولم يعد ينظر إلى قضية الفقر على أنها نتاج شرور الأغنياء واحتكارهم للامتيازات بل نتاج الديالكتيك الذي يسير حركة التاريخ ، فالحداثة التي بشرت بعالم جديد ينظر إلى الأمور بمنظار موضوعي ، قلبت كل الحقائق وبينت أن الأمور لا يمكن طرحها من زاوية الخير والشر بل من زاوية النجاح والفشل ، فقد حصل الغني على الغنى لأنه استثمر الفرص بشكل جيد ونجح في تخطي العوائق والصعوبات ، وبقي الفقير على فقره لأنه فشل في التعاطي مع الظروف المناسبة التي توفرت له و الفرص التي أتيحت له ، لكن الحداثة لم تترك الأمر دون حل ، فإذا كان القداميون أي ما قبل الحداثة قد دعموا فكرة الصراع من اجل اخذ الحقوق وتغيير المعادلات ، فان الحداثويون قد دعموا فكرة التعاون من اجل إيجاد علاج علمي لهذه القضية والتخفيف قدر الإمكان من مشكلة الفقر ، لكن محاولتهم هذه هددها المؤدلجون الذين يرون في هذا الأمر مضيعة للوقت ، فمثلما عارض الكثير من الرأسماليون هذا التنازل غير الطبيعي ، عارضه المؤدلجون من مدعي نصرة الفقراء على أساس أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى ، ثم جاء ما بعد الحداثويون ليقفوا حجر عثرة أمام مشروع الحداثة الطموح ، فقد عاد هؤلاء إلى القول أن الفقر والغنى حالتان طبيعيتان ويجب عدم التدخل بهما لا سلبا ولا إيجابا بل يجب أن تترك الأمور لسنة الطبيعة لأنها الادرى بحقائق الأمور .
ما يحصل في العراق الآن ربما يقترب من فهم ما بعد الحداثة لقضية الفقر والغنى ، إذ لم نلمس حتى الآن ما يشير إلى البدء بخطوات عملية لمعالجة قضية الفقر المتفشية في العراق ، بل هناك من يؤكد حتى من داخل البطانة السياسية على أن هذه القضية عصية على الحل وربما هي سنة طبيعية من سنن البلاد ، أي أن المسؤول وحده هو الذي يجب أن يتجاوز معادلة الغنى والفقر ، على أساس القاعدة المشهورة عالميا والمعكوسة عراقيا المسؤول أول من يستفيد وأخر من يضحي .
إذن لم يبقى للفقراء إلا إن يعتمدوا على إمكانياتهم الذاتية ليس من اجل قلب المعادلة كما يجري سابقا بل من اجل تغييرها بما يسهم بالتخفيف من آلام الفقراء والمعوزين ، فهم بحاجة إلى صوت نابع من وسطهم وليس من الوسط الأخر الذي لم يلمسوا منه ما يتوافق مع طموحاتهم ، وعليهم أن يستفيدوا من دروس التاريخ التي جعلت الغنى والفقر مسالة صراعية محضة ، وليس حالة بالإمكان معالجتها بما يخدم الواقع الإنساني .
إذن لندعوا لرفع صوت الفقراء عاليا ليس لكي يحلوا محل الآخرين بل لكي يحصلوا على حقوقهم المشروعة كمواطنين صالحين ، فهل إلى ذلك من سبيل ؟ وهل يعي الفقراء مصالحهم ، أم يبقوا مجرد ورقة بيد الآخرين أو الطامحين على حسابهم ، هذا ما سوف تثبته الأيام بالتأكيد





#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا ينظر في دعوة رئيس الوزراء لتبني النظام الرئاسي ؟
- الإعلام في العراق سلطة مع وقف التنفيذ !
- الشعب مدعو لمقاضاة أعضاء البرلمان العراقي
- لنناضل من اجل حد أدنى عالمي للمعيشة
- سكة حديد برلين – بغداد
- العراق : هل يستطيع أن يحلم بالانضمام للاتحاد الأوربي ؟
- مشروع تقييم أداء البرلمان العراقي ورفع دعوى ضده
- الإخوة اليمنيين : احذروا الفتنة الطائفية
- دعوة لإنهاء معاناة معتقلي أشرف بالعراق بمناسبة العيد‏
- حتى لا تؤدي ممارسة الطقوس الدينية إلى انتهاك حقوق الإنسان
- القران والنظرة الايجابية إلى تاريخ اليهود القديم
- من اجل هيئة شعبية عراقية لجمع المعلومات عن المفقودين الكويتي ...
- ما بين العقل العربي الإسلامي والعقل العراقي
- وكالة الأنباء الالكترونية الحرة
- معسكر اشرف والحلول الإنسانية
- اتحاد كتاب الانترنيت ..اتحاد لكل المثقفين العراقيين
- ولادة اتحاد كتاب الانترنيت العراقيين
- الكون: ماذا كان قبل الانفجار الهائل
- الكهرباء في موسم الزيارة
- دراسة في جدوى مشروع القمر الصناعي العراقي ( عراق سات )


المزيد.....




- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باسم محمد حبيب - صوت الفقراء