أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟ - نصر حسن - الحوار المتمدن...تطور نوعي مستمر














المزيد.....

الحوار المتمدن...تطور نوعي مستمر


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2852 - 2009 / 12 / 8 - 19:37
المحور: ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟
    


مثل الحوار المتمدن على امتداد سنواته الثمانية مرجلا حرا للأفكار والآراء المتعددة في صورة جديدة غير معهودة من قبل , مفصحا عن وسيطا مبدعا حياديا نزيها تجاه مختلف الأفكار والآراء ,متجاوزا الاستقطاب السلبي في العالم العربي ,الذي طغت عليه الأصولية الفجة لرأي أو حزب أو عقيدة أو عرق ,تمنعه من اللقاء مع الآخر المختلف , متجاوزا بذلك حالة الانسداد أو الدوغما التي عطلت تفاعله وتطوره وتقدمه ,وأسرته في الأحاديات الإطلاقية المتوازية ,وحصرت الشعوب في حالة ضبابية مضطربة غير فاعلة أمام نظم حكم مستبدة وعادات وتقاليد متخلفة من جهة , كما أمام استحقاقات عالمية مضطردة ضاغطة من جهة أخرى , جاء الحوار المتمدن ليقدم علاقة حية بين الأفكار والآراء والمثقفين والمفكرين ليكون بحق محورا للتطور الفكري السياسي الإنساني الأصيل .
نقطة أولى, جوهرية تميز فيها الحوار المتمدن ,أنه تجاوز النسق التقليدي في التعاطي الصحفي أو السياسي أو الفكري البسيط مع محددات العالم العربي والإسلامي وجملة العوامل التي تتفاعل فيه , بتوفير ساحة حرة تتلاقى وتتفاعل فيها الآراء ضمن مستوى تصورات متطورة , تجاوزت السجال والتفاعل السطحي ,ونفذت إلى دائرة التنمية والتربية على مفاهيم العلمانية والحرية والمساواة واحترام الآخر وتمكين المرأة, مؤسسا لبناء نسق فكري قيمي جديد في الحياة العامة , مبتعدا عن سياقات الضغط والإكراه التي سادت على مستوى الأنظمة والحركات السياسية على اختلافها التي أرهقت الضمير الفردي والجماعي للشعوب وشوهت خياراته , وبذلك دفعت خيارات الحياة الحرة إلى الواجهة.
ونقطة ثانية مؤسسة لنسقها الجديد ,هي فرض ضرروة مفهوم التسامح في ساحة الموقع ,مساعدة البعض على الانتشال من النزعات العصبية والسلبية في العلاقات البينية بين الأفراد والتنظيمات والشعوب ,وتلك خطوة كبيرة على طريق التنوير والحداثة العملية .
وثالثة ,مساهمتها الجادة في تدقيق وتحديد المفاهيم والمصطلحات الفكرية والسياسية والثقافية بحيادية ومهنية عاليتين جعلت من الموقع مغذيا فكريا صحيا من جهة ,ووعت وأشرت ضحالة كل حياة وفكر خاضعين إلى اعتباطية نهج الاستبداد والأحادية والتقاليد المتخلفة التي مابرحت في تكريرها أنظمة الاستبداد باستمرار ,وتعيد إنتاجها بهذا الشكل أو ذاك ,حسب مصلحتها ودوام سيطرتها على الحياة العامة.
ورابعة ,أنها دخلت دائرة الإنتاج الفكري عبر حملات مستمرة متعددة لفضح سياسة الاستبداد والظلم والانحرافات في الحياة العامة من جهة ,وحملات مكثفة لتوعية وتنمية حس المشاركة في هموم الناس وخاصة المضطهدين والفقراء , وأصبح الموقع يعج بالحركة الإعلامية الفكرية الحقوقية ,الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في تعرية أنظمة الاستبداد والتقاليد غير الإنسانية التي خطها الظلم والتهميش لعقود.
و خامسة ,أنها صححت التصورات والفهم الخاطئ لعلاقة الفرد أو الشريحة الفكرية أو السياسية أو الدينية أو العرقية مع الكلية الاجتماعية , ونقلته من قاع النسب والحصص وأقلية / أكثرية ,إلى شكله الإنساني الجدلي التاريخي أي التعددية , وهذا هو أحد أهم انجازات الحوار المتمدن لأنه خطوة أساسية نحو فهم الآخر وتأسيس رابطة مشتركة معه على طريق الحياة الحرة .
وسادسة , أنها أعطت مساحة حرة للفكر الديني والإسلامي تحديدا لكي يعبر عن نفسه ويتحاور مع الفكر العلماني الديمقراطي الحقيقي ,مع ما يشوب هذا الطرح من أصولية من بعض الاتجاهات السياسية الإسلامية من جهة ,ومن جمود وعدم نضج وقدرة على الحوار والتفاعل من بعض المحسوبين على قوى اليسار والعلمانية من أخرى , متصالحة مع حقيقة دور الإسلام في صناعة الضمير الفردي والجماعي للمسلمين , وهذا طرح علماني جديد للدين غير معادي له , وهو جوهري وأساسي وندعو إلى تطوير علمانية غير معادية للإسلام بل متناغمة معه لاشتقاق مستقبل مشترك حقيقي ومتسق مع مقولة فرويد في كتابه (( مستقبل وهم )) بمعنى ارتباط الإنسان العميق بماضيه وجوهره وحنانه الكبير إليه, الأمر الذي يلعب دورا كبيرا في عملية الانسجام الداخلي الفردي والاتساق الاجتماعي العام ,والاستعداد للتفاعل والتطور والتقدم المستقيم نحو الحداثة .
والأمر حقيقة يطول في تعداد ما قام ويقوم فيه الحوار المتمدن خلال زمن قصير, مع التأشير الواضح على حركية متنامية في قدرة الموقع وإدارته ,والتطور الخلاق والقدرات المهنية العالية التي تظهر في تبويب وإعادة تنظيم الموقع وتجديده المستمر, مستفيدا ببراعة من الإمكانيات الفنية التي تتيحها تطور شبكة المعلومات الكونية ,ومرونة التعامل معها في إطار خدمة الكتاب والقراء وسهولة المشاركة الفورية في الرأي , والحفاظ على خط الموقع وهدفه العام في نشر قيم العقلانية والديمقراطية والتسامح ,والابتكار المتتالي لصيغ جديدة على هذا الطريق , وتعميق النظرة النسبية إلى الأمور والتخلي عن احتكار الحقيقة ,لاشك أنه رهان كبير على المستقبل القائم على الحب والتعايش وتنمية قيم الجمال وكسر حدة الكراهية والخوف من الآخر التي يتم تعميمها من قبل أنظمة الفساد والاستبداد ووكلاء صناعة الانقسام ومروجي التمزق والصراع, جاعلا قيم المحبة والتعايش إطارا للتسامي الرمزي وللتماسك الإنساني بدلا من تزييف وشيطنة الآخر المختلف , مجمل ذلك يؤسس بصدق للتعددية الفعلية كعلاقة جدلية حية , هي الوجه الأكثر حقيقة وجمالا للتاريخ الإنساني .
أحيي بحرارة وتقدير كبيرين الحوار المتمدن ممثلا بإدارته المبدعة الرائعة أولا ,وخطه الفكري الثقافي الحقوقي الكبير المستقل ثانيا ,وبكتابه على اختلافهم وتعددهم اللذين نشترك أو نختلف في الرأي معهم ثالثا ,ولملايين القراء الذين وجدوا فيه ضالتهم رابعا , ولكل الجنود المجهولين اللذين يساهمون بهذا الشكل أو ذاك في تنمية قدرة الموقع وتعزيز صموده في وجه الديكتاتورية والظلم والظلام خامسا ,مصرين على أن نكون منه ومعه على الدوام أولا وأخيرا.
د.نصر حسن



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية مدخل تفكيك الديكتاتورية وإحياء الدولة الوطنية (4 ...
- الديمقراطية مدخل تفكيك الديكتاتورية وإحياء الدولة الوطنيةو ( ...
- الديمقراطية مدخل تفكيك الديكتاتورية وإحياء الدولة الوطنية (2 ...
- الديمقراطية وتفكيك الديكتاتورية وإحياء الدولة الوطنية .
- القضية الوطنية السورية ...أزمة نظام أم فوضى معارضة ؟!(3-3).
- القضية الوطنية السورية ...أزمة معارضة أم فوضى معارضة؟!(1-3)
- القضية الوطنية السورية...أزمة نظام أم فوضى معارضة ؟!.2 – 3 ) ...
- القضية الوطنية السورية ...أزمة نظام أم فوضى معارضة ؟!(1-2)
- الإخوان السوريون والنظام ووحدة مزاج الممانعة!.
- أوباما ...أكثر من رئيس
- لماذا الحوار المتمدن؟!
- النظام السوري وغارة البوكمال واللعب بالنار !
- المعارضة السورية والحاجة إلى التجديد ( 1-3)
- فوضى أمنية في دمشق !!.
- سورية بين أزمة النظام وأزمة الخطاب السياسي !.
- المعارضة السورية ...عودة على بدء!
- ماذا يطبخ في دمشق ؟!.
- المعارضة السورية والحاجة إلى منهجية النقد!.
- استمرار الخطف في دمشق ...مشعل التمو مثالاً آخر!.
- المعارضة السورية ...خروج من الصفر أم عودة إليه ؟!.


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟ - نصر حسن - الحوار المتمدن...تطور نوعي مستمر