صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 866 - 2004 / 6 / 16 - 05:52
المحور:
الادب والفن
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]
.... .... ..... ......
الأرضُ مساحاتُ حبٍّ
على إمتدادِ الليلِ والنهار
تنمو فوقَ روحِها أعبقَ الأزاهير
تمنحُ فضاءاتِ الشعراء
عشقاً موشّحاً برعشةِ النسيم
الإنسانُ تلالُ حزنٍ
جاثمة فوقَ أجنحةِ الهداهد
تاريخٌ كالحٌ
من لونِ الغبارِ
عفّرَ الروحَ من تلظّي
شلالاتِ القنابل
لماذا تنحو أيّها الإنسان
منحى يصبُّ
في قاعِ المهازل؟
يعبرُ الإنسانُ وهاد الحياة
متخيّلاً أنّه سيملكُ شموخ الجبال
وخاصراتِ المدائن!
نسى أن رحلةَ الجنونِ
جنون الصولجان
أقصرَ من خصوبةِ الينابيعِ
أقصرَ من تغاريدِ البلابل
أقصرَ من همهمات السواقي
أيّها الإنسان
تدمي ذاتكَ
تدمي أخيكَ الإنسان! ..
كيف فاتكَ أنَّ مساحةً
لا تربو عن مترينِ تنتظرُكَ
تعبرُ من خلالها ظلمةً حارقة
حيثُ نسائم العشق
وموجات البحار تشمخ
على جبهةِ الزمنِ
وأنتَ ترخي أطرافكَ
لدبيبِ الأرضِ
كي تنخرَ خشونةَ المفاصلِ
أين المفرّ من دكنةِ دهاليزِ الرحيل؟
الأرضُ شامخةٌ منذُ أبدِ الدهورِ
صديقةُ البساتين
أمُّ الكائناتِ .. كلَّ الكائناتِ!
الأرضُ برجُ المحبّة
مزنّرة خاصرتها ببخورِ معطّرة
بأريجِ الزهورِ
تحمل بين جوانحها
عجينُ الخلاصِ
تنامُ بين أحضانِ السماءِ
ملتحفةً بوهجِ الشمسِ
بشهقاتِ النجومِ وخدودِ القمر!
...... ........ ...... يُتْبَع
ستوكهولم: ربيع 2004
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذه النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟