أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جودت هوشيار - نظرية أوروبية الجذور، يعشقها العرب














المزيد.....

نظرية أوروبية الجذور، يعشقها العرب


جودت هوشيار
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 2852 - 2009 / 12 / 8 - 01:58
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لعل احدى السمات البارزة لتخلف مجتمع ما ، هى الأنغماس اللامجدى فى الحديث عن نظرية المؤامرة ،عند تعرضه لأية محنة او نكسة كبيرة ، بدلا من تقصى الأسباب الحقيقية التى تقف وراء هذه المحنة او تلك الأنتكاسة ، فالقوى الخارجية ( ألأمبريالية والصهيونية فى معظم الأحيان ، والماسونية احيانا ) ، هى المسؤولة دائما عن كل ما يحدث للبلدان النامية من هزائم وازمات ومشاكل ، وليس القصور الذاتى و التفكير المتخلف وسؤ الأدارة والفساد بكافة اشكاله والوانه .والشعوب العربية تحديدا اكثر الشعوب ايمانا بنظرية المؤامرة وترجيحا لها عند وقوع اى حادث جلل او انقلاب عسكرى او هزيمة عسكرية او دبلوماسية ، سواء فى الداخل او الخارج .

وحسب نظرية المؤامرة فأن المخابرات الأسرائيلية ( الموساد ) كانت على علم بعمليات الحادى عشر من ايلول 2001 لذا قامت بتحذير اليهود مسبقا والطلب منهم مغادرة ناطحتى السحاب التوأم فى نيويورك . والمخابرات الأنكلو –اميركية ، هى التى تقف وراء العمليات الأرهابية فى مترو لندن ، والمخابرات البريطانية هى التى دبرت عملية قتل الأميرة ديانا لكى لا ينتسب احد الشبان العرب المسلمين الى العائلة البريطانية المالكة ، وحرب تحرير العراق مؤامرة انكلو –امريكية لأفشال مشروع النهوض القومى العربى الشامل بقيادة القائد الضرورة هدام العراق. واخيرا وليس اخرا ، فأن السبب الرئيس لما شهده العراق خلال السنوات الست الماضية من محن وازمات وكوارث ، لا يرجع الى الصراع الشرس على السلطة و النفوذ و المكاسب والمغانم بين الأحزاب الحاكمة ، وانما - كما يرى قطاع من الرأى العام العراقى الى مؤامرات الأحتلال الأميركى ،وفى رأى قطاع اخر الى مؤامرة صهيونية لأنهاك العراق وتقسيمه الى دويلات صغيرة ، تطبيقا للحلم الصهيونى بتأسيس دولة أسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات .

ولكن نظرية المؤامرة – رغم كونها السلاح المفضل للحركات الدينية فى العالم الأسلامى _ غريبة عن التراث الأسلامى عموما و عن التراث العربى على وجه الخصوص ، حيث انها – اى نظرية المؤامرة – ظهرت فى اوروبا فى القرن الثانى عشر ثم امتدت الى اميركا فى ما بعد . وقد رافقت الأحداث التأريخية العظيمة ، وهى نظرية عديمة الضرر فى معظم الأحيان، لانها لا اساس لها ، ولكن عندما يؤول الحكم الى من يؤمنون بهذه النظرية ( هتلر ، ستالين ، صدام حسين )، فأنها تكون وبالا على شعوبهم و تؤدى الى الأضطهاد الواسع والقمع الوحشى لمئات الألوف واحيانا لملايين البشر ( اعتقالات وتعذيب فى معتقلات وسجون رهيبة لمجرد الشك فى ولائهم للسلطة ، تطهير عرقى ، محارق الغاز ، مقابر جماعية ، اغتيالات لشخصيات المعارضة ....الخ ).

وثمة فرق بين نظرية المؤامرة الكبرى والمؤامرة الصغرى ، فالمؤامرة الصغرى تلك التى يحوكها الجار او احد الأقارب أو الأصدقاء ، كما يمكن ان تكون سياسية او عسكرية عندما تؤدى الى انقلاب عسكرى فى بلد ما : و كذلك المؤامرات الصغيرة و راء الكواليس التى تحوكها الأحزاب الحاكمة فى عراق اليوم ضد بعضها البعض من اجل تعزيز مواقعها فى السلطة و الأستحواذ على أكبر حصة من الغنائم و الأسلاب .

اما المؤامرة الكبيرى ، فهى تلك التى تحيكها منظمة سرية او شريحة اجتماعية او دولة من اجل السيطرة على العالم . انها نظرية اوروبية خالصة ولا توجد فى الثقافات الأخرى، تجاهلها الأسلام وتقبلتها اوروبا واميريكا .ويقول مدير معهد دراسات الشرق الأوسط فى فيلادلفيا ،مستشار البيت الأبيض والكونغرس الأميركى دانيل بيبس ، وهوو احد ابرز الباحثين الأميركيين فى الأسلام فى كتابه " المؤامرة "ان اول منظمة سرية كانت تهدف الى السيطرة على العالم هى منظمة " فرسان المعبد "التى تأسست فى القدس فى القرن الثانى عشر . وفى عام 1340 تم منع المنظمة من قبل فرنسا ، ولكن البعض يعتقد ان " الماسونية " احياء لتلك المنظمة .ونظرية المؤامرة اليهودية من اجل السيطرة على العالم كانت سببا لأفتعال اعمال القتل والنهب والسلب فى رينو ومن ثم فى روسيا القيصرية و ظهور كتب فى الغرب من قبيل " بروتوكول حكماء صهيون " لذا ليس من المستغرب – والكلام ما يزال لدانيل بيبس – ان يلقى هذا الكتاب نجاحا كبيرا فى البلدان العربية ، التى ترفض وجود دولة اسرائيل وهو –اى الكتاب – اصبح فى الماضى والحاضر اساسا للسياسة المعادية للسامية .

وبقدر تعلق الأمر ببريطانيا ، فأن هذه النظرية انتشرت مع اتساع الأمبراطورية البريطانية فى القرن التاسع عشر وكذلك فى اميركا مع تزايد نفوذها وقوتها كدولة عظمى فى القرن العشرين . واذا تسلط دكتاتور يؤمن بهذه النظرية على دولة كبرى فأنه يجلب لشعبه الكوارث و المصائب كما فعل هتلر فى المانيا وستالين فى الأتحاد السوفييتى ( السابق) ، الأول كان متحمسا لنظرية المؤامرة اليهودية الكبرى اما الثانى فأن مؤامرات المنظمات السرية لم تكن تبرح خياله المريض ، وكانت نتيجة ذلك نشوب الحرب العالمية الثانية : أكثر الحروب دموية فى التأريخ واضطهاد ملايين الناس الأبرياء فى جميع انحاء اوروبا .



#جودت_هوشيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحثا- عن قيادة ديمقراطية حقيقية للعراق
- الحلم الضائع في بحر إيجة
- فى أنتظار جرجل العراق
- من المستفيد من أحتكار المعلومات ؟
- عودة ظاهرة بشير مشير
- أسبرانتو - لغة المستقبل
- عراق غيت
- صك الأنتداب الأميركى الجديد للعراق
- البيت الأبيض فى اليوم الأسود
- النفط و الديمقراطية
- دروس و عبر من تجربة صحفية ناجحة
- كلاشنيكوف و الحكومة العراقية
- الأمبراطور الفنان
- حول النتاجات الفكرية للكتاب الكورد المدونة باللغات الأخرى
- من ينقذ العراق من زعماء المحاصصة ؟
- الصحافة الكردية بين الأمس واليوم
- موسم سقوط اوراق التوت
- مسرات العصر الرقمى
- اغلق التلفزيون وابدأ الحياة
- حكومة الرجل القوى الأمين : انجازات باهرة فى فترة قياسية


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جودت هوشيار - نظرية أوروبية الجذور، يعشقها العرب