أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد ديمال - ندوة - مجتمع المعرفة وتحديات الحداثة والتنمية-















المزيد.....


ندوة - مجتمع المعرفة وتحديات الحداثة والتنمية-


خالد ديمال

الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرفت الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش صباح يوم الأحد 22 نونبر 2009 ندوة فكرية أطرها كل من المفكر المصري حسن حنفي، والمفكر ناصيف نصار من لبنان، بالإضافة إلى الدكتور محمد المصباحي من المغرب، والأستاذ محمد طه الشتوكي. الندوة نظمتها كل من مؤسسة مفاتيح العلوم للإعلام والنشر، وجريدة الخبر المغربية. الكلمة الإفتتاحية قرأها عميد الكلية، شكر فيها المبادرة والجمهور الحاضر، بالإضافة إلى المفكرين الذين استجابوا لدعوة الحضور لتأطير هذا الحفل الفكري /الثقافي الهادف. أما ممثل المجلس البلدي السيد محمد العيادي فقد استحسن في كلمته اختيار الموضوع الذي اعتبره من مواضيع الساعة الذي يشتغل عليه السياسيون والأكاديميون، وقد استطاعت هذه الندوة في هذا التوقيت إلى جعل الكلية مركز إشعاع فكري بالمدينة، منوها في ذات الوقت باختيار الموضوع والكلية التي وصفها بالكلية البيئية لجمال طبيعتها، متمنيا أن تعطي ثمارها المرجوة، خاصة وأن من يديرها إنسان له غيرة على بلده، وله كفاءة في البحث والمعرفة، كما شكر الدكتور حسن طريبق مسير الندوة، الذي اعتبره إبن المدينة والإقليم، وكذا ضيوف الندوة مستحضرا عامل الجو الذي اعتبره غير مساعد على الحضور بكثافة بسبب هطول زخات مطرية شهدها يوم الندوة. مدير مؤسسة مفاتيح العلوم الأستاذ محمد طه الشتوكي، اعتبر من جهته أن دعوة قامات كبيرة من حجم المفكر حسن حنفي والمفكر ناصيف نصار كان جرأة ساعدنا على تحقيقها السيد عميد الكلية الذي رحب بالجميع، معتبرا أن هذه بادرة طيبة تستحق الثناء، كما شكر الإخوة بالمجلس البلدي الذين ساندوا هذا النشاط الثقافي الفكري الهادف، وكل الذين ساهموا في إنجاح هذا النشاط، متمنيا للحضور استمتاعا طيبا. الدكتور حسن طريبق مسير الندوة، اعتبر في كلمته الترحيبية، تقديم من سماهم ب"القناعيس" شرفا عظيما حظيت به الكلية، بسعيهم إعطاء صورة من المعرفة، وكذا استقطاب المعرفة المفيدة للجميع. مؤكدا على معرفته بالمفكرين من خلال الفكر العالمي النير، مفكرين من حجم الدكتور حسن حنفي في الكتابة والمناظرة والمقالة والتنقل عبر الأصقاع، فكانت له صولاته وجولاته في فاس، كان شخصا عامرا بالعلم، على قول أبي نواس:"إذا أثنيت عليك بصالح، فأنت كمال..."معتبرا إياه إلى جانب المفكر ناصيف نصار قطبين عظيمين، بالإضافة إلى أمجد الطرابلسي في الرباط، حيث قدموا زبدة الفكر التي استفاد منها الجميع، ومازالت الإفادة مستمرة..مضيفا أننا أمام أعلام لابد أن نستفيد منهم.
قبل تفصيل النقاش في المحور المخصص لمداخلته، أثنى الدكتور حسن حنفي على الطالب المغربي، مؤكدا أنه طيلة 50 عاما وهو يدرس بالجامعة لم يرى طالبا يريد أن يبحث عن شيء، كما رأى الطالب المغربي، معتبرا إياه جوهرة في حاجة إلى أستاذ، وليس كما في المشرق، حيث الأستاذ جوهرة في حاجة إلى طالب. مشيرا في نفس السياق، أن المغرب الذي درس فيه، تحمله على مدى سنوات كما لم يتحمله مجتمع عربي آخر، حيث الطالب مواطن قبل أن يكون صاحب حبر، مضيفا أنه عرف نفسه من خلال الطالب المغربي، معرجا على ذكرياته عندما كان يمر بالعرائش، حيث الملاحات التي تشبه الآن الجامعة بلونها الأبيض الناصع.
في موضوع الندوة، وضع جردا للمفاهيم الثلاثة مفصلا إياها في محاور والتي حددها في:"المعرفة/ الحداثة/ ثم التنمية". واضعا تساؤله حول معنى هذه المصطلحات الثلاثة بعدما شاعت، بحسبه، في أجهزة الإعلام، وكذا عند المتخصصين. بالنسبة ل"مجتمع المعرفة وتحديات التنمية"، فقد أكد الدكتور حسن حنفي على كون كل شيء، خاصة ما يتعلق بمثل هاته المفاهيم، يأتينا من الخارج، فالمستورد له أكبر قيمة من الموروث. فما يقوله الغرب تنوير وتقدم نريد أن نلحق به، وأحيانا نشعر بالدونية تجاه هذه الثقافة التي ترهبنا أحيانا. يقول حنفي أنه من الخطورة بمكان أن نقيس مجتمعا بمجتمع آخر، فالذي أريده مفهوم يريد أن يعبر عن لحظة راهنة. وأتساءل:" كيف أتقدم إذا لم يكن الغرب قد قدم هذه المفاهيم؟. هل ليس لدي إحساس بالثقة بالنفس..؟ لدرجة، يضيف حنفي، لا نحس أنه كانت لدينا حضارة في القرن الخامس، ليس بالدين والنصوص، ولكن بالسيطرة على العالم. كنا نعلم الناس الحضارة، فصرنا تلاميذا. لكن بالإرادة أكون قادرا على أن أحلل المفاهيم تحليلا نقديا، وأن أحقق بها احتياجات الشعوب، بإذاعتها من خلال وسائل الإتصال كالإنترنيت وجهاز الحاسوب. هذه الوسائل الغاية منها، حسب الدكتور حسن حنفي، هي تنظيم المعارف، وعمل الأرشيف، والملفات، فالكل الآن يتحدث عن الثورة الرقمية، بما في ذلك الإنسان، لكن يضيف حنفي، أنه لا يمكن السيطرة على الواقع من خلال مجتمع المعرفة، فالواقع له منطقه غير المرئي. فخلال حرب 1973 كان لدى إسرائيل كل الوسائل التقنية المتطورة الإستخباراتية، ومع ذلك لم يعلموا بالحرب، ولم يتنبئوا بها، لأن إرادة الشعوب في التحرر أقوى. كما في إيران أيضا، فالثورة الإسلامية تحققت رغم أنه كان لدى أمريكا كل المعلومات، ومع ذلك لم تستطع أن تتنبأ بثورة 1975 . في أمريكا أيضا، اغتيل كيندي بالرغم من كل المعلومات التي كانت متوفرة لدى أجهزة الإستخبارات. إذن، مجتمع المعرفة بالرغم من كل الوسائل المتطورة التي يتوفر عليها، فليس لديه قدرة اختراق الواقع، لأن إرادة الإنسان تفوقه، إنه مجتمع لا يستطيع أن يتنبأ بالإنسان بالرغم من آلات التجسس، فالواقع أقوى من التقنية"وما رميت، إذ رميت، ولكن الله رمى"، فمهما فكر الإنسان، فإن الله يستطيع أن يتجاوز ذلك، الواقع أقوى منه.
هذه هي مميزات مجتمع المعرفة وحدوده، فانا أنتمي، يقول الدكتور حسن حنفي، لمجتمع إفريقي أسيوي، تمثل به الأمية نسبة 40 بالمائة، وتنطبق عليه مقولة"ما أنا بقارئ"، متسائلا في نفس السياق عن الثورة الرقمية:"هل تأتي قبل القضاء على الأمية، فالحافظ، بحسبه، هو أحد سفاسف العلماء، لأن المعرفة المباشرة تعطينا معيارا، وآليات للفهم، وإذا أراد أحد أن يتحرر من أحد الطرق القديمة يستحضر مقولات فوكو وروسو وهيجل، وغيرهم... فنحن مازلنا نعاني في رسائل الطلاب، فهم يستقون معلومات جاهزة من الكمبيوتر وليس من الكتب..نتلقى العلم من الذوق والرؤية، كما نأخذ علومنا أحيانا من الكل، ومن المثل الذي يمثل حكمة الشعوب، وهنا يتحدد مجتمع المعرفة، حيث يتراوح بين النموذج الواقعي الذي يحتاج إلى تغيير من الداخل..
في توصيفه لمجتمع الحداثة، أكد حسن حنفي، أنه كل مجتمع له نموذجه في الحداثة، أو كل مجتمع يدخل في تحديات الحداثة، فات يوجد، بحسبه، مسار واحد للتاريخ(فسيرورة التاريخ تختلف من آسيا أو الصين، وكذا بين الميلادي والهجري)، أما اليوم فإننا نعيش مرحلة ما بعد الحداثة، ونحاول أن نسير فيها، وهي لا تنقل من جيل إلى جيل، بل هي تجربة تعيشها المجتمعات، فترك الكنيسة في العصور الوسطى أعاد بناء تصور المجتمعات الأوروبية للدين من خلال سياسة الإصلاح الديني، والذي أرجع للإنسان الحرية في النقد والبناء، فالقرن 16 وضع الإنسان مركزا للثورة، بل وضع الواقع خارج الكنيسة، قال ديكارت" أنا أفكر، إذن أنا موجود"، فالثورة الفرنسية فجرت العقل وأعلنت مبادئ الإخاء والمساواة. خلال القرن 19 أتى العلم والمناهج الإحصائية، أما القرن 20 فقد عرف أزمة الحداثة من خلال الحرب العالمية، وسقوط النظام الإشتراكي، وكذا أزمة النظام الرأسمالي، من خلال هدم العقل، وهدم العلم، (اله مات، يحيا الإنسان، يموت الإنسان).
الآن انتهت الحداثة في الغرب، ونحن ابتدأت لدينا، لكن لا يوجد شعب يريد الحداثة وهو مستعبد ومستعمر، إضافة إلى هذا، فالحداثة بدأت عندنا بالإصلاح الديني، ثم بدأنا عصر النهضة خلال القرن 19 مع الطهطاوي وهيكل لبناء الدولة القائمة على الفكر النهضوي، ثم جاءت الثورة ضد الإقطاع وبناء الجيوش، لكن عاد تسلط الر أسمال. فنحن عندما نريد تجديد الواقع، نعيد النظر في القديم.
بالنسبة لمفهوم التنمية، فقد أكد الدكتور حسن حنفي على ضرورة التمييز بين الدول النامية والدول المتقدمة، فالدول المتقدمة تملك القدرة على السيطرة على الموارد، وكذا التحول من الزراعة إلى الصناعة، وإدخال ثقافة التنمية. الأمر لا يتعلق بعلاقة رأسية بين الأدنى والأعلى، ففي الغرب أقاموا التنمية على أسس العقل والديمقراطية في الحياة الإجتماعية، والإنسان عندهم هو مقصد التنمية. في الخمسينات والستينات بدأت عندنا مضاعفات داخل مفهوم التنمية من خلال تأميم قناة السويس، والإصلاح الزراعي، والإسكان الإجتماعي للمحرومين، وكذا توفير الموارد الغذائية للفقراء. الآن نستطيع أن نعيد خطط التنمية، و إمكانية إصلاح الزراعة في السودان لتوفر الماء، بالإضافة إلى طاقة الخليج. فإسرائيل تقول لو اصطلحتم معي لكونا كمنوولث عربي/ إسرائيلي، فإسرائيل لديها العقول والذكاء. وإذا كان التخطيط الأول في مصر، وطني/ اشتراكي، حيث كانت تملك خط السكة الحديد الثالث بعد إنجلترا، هل تستطيع التنمية أن تعطينا استغلال الروح بعد استغلال البدن من خلال إعداد مشروع قومي جديد، نكون قادرين من خلاله على التمسك بالوحدة كما إسرائيل تتمسك بالعبرية. كان المشروع الأول هو التحرر الوطني، أما المشروع الثاني فقد ركز على بناء الدولة الحديثة. لكن كل هذا تحول عكسيا بعد تحول الدولة إلى تسلطية، ولم يتأسس لدينا المواطن الحر.
المفكر اللبناني ناصيف نصار، اعتبر في مداخلته أن الموضوع مليء بالأفخاخ، أشار حنفي إلى بعضها من خلال محاولته التركيز على المفاهيم الثلاثة التي يتضمنها موضوع الندوة. مشيرا أن يود القيام بلعبة، يتخلص فيها من بعض فخاخ هذه المفاهيم الكبرى، بغرض الوصول إلى بعض النتائج النظرية، لعبة تقوم على تغيير الموضوع، وتغيير بعض الأطراف الموجودة بالعناوين وتحليلها. مضيفا أنه فوجئ بموضوع هذه الندوة، فقد كان يود إلقاء كلمة فقط ، لكنه فوجئ بالموضوع صباح الندوة، مضيفا أنه سبق له التفكير بها، لكنها لم ترقى إلى مستوى محاضرة مدبجة، الطرفان، حسب نصار، هما المعرفة/ والتنمية، وهي ليست بعيدة عن موضوع الندوة، بالضبط في العلاقة بين هذين المفهومين، وهو ممكن تحت ثلاثة عناوين:
1 – معرفة التنمية: والتي تتحدد من خلال أسئلة عدة من مثل، ماهي التنمية؟ متى حصلت التنمية؟ تاريخ التنمية في المجتمعات البشرية؟ وما على ذلك..
2 – تنمية المعرفة: ويمكن صياغته من خلال مفهوم يختلف عن معرفة التنمية بالنظر إلى أن التنمية هي المنطلق، والمعرفة هي الموضوع.
محاولا التفصيل في هذه المفاهيم بشيء من النقد. ماهي التنمية؟ سؤال مركزي، نظري، منهجي أساسي. مؤكدا أنه لابد من تصور واضح دقيق قدر الإمكان، وهو جهد مطلوب من الناحية المنطقية، ويحتاج إلى بعض الملاحظات، وهي كافية. فالنمو، بحسب نصار، هو الظاهرة الطبيعية التي نلاحظها في عالم النبات، وهو موجود في العالم البيولوجي. وهو يقوم على عنصر كمي، وآخر نوعي، بالنسبة للكمي فيتعلق بازدياد في العدد، أما النوعي فيتعلق بالتحولات في العلاقات والوظائف، وكيفية التفاعل مع المحيط، وعندما ننتقل إلى العالم الإنساني تصبح المسألة أعقد في الأصل، حيث يحتفظ بخصائصه المرتبطة بالعالم البيولوجي.
3 – النمو: ومقابله croissance في الفرنسية، وglose في الإنجليزية. لكن الصيغة اللغوية في العربية تساعدنا على التفريق بين النمو والتنمية.
كلمة devloppement تحمل في معانيها كلمة croissance . كما أن كلمة تنمية في العربية لها معنى الفعل/ بينما النمو لا يحمل هذا المعنى، هي فعل إنساني/ يقوم به الإنسان لإدارة عملية نمو لتوجيهها لأهداف معينة. هذا المفهوم النظري العام لابد من التدقيق فيه حتى نمتلك امتلاكا كافيا لنوظفه فيما يشتق منه عمليا. إذن، نحتفظ بعنصري الإزدياد الكمي، والتحول النوعي. هنا ينبغي أن ننتقل إلى التمييز بين التنمية والتقدم.
4 – ظاهرة التقدم: البشرية الغربية توصلت إلى مفهوم التنمية، واعتمدته بديلا عن مفهوم التقدم، وبديلا للإيديولوجيا، وللنظريات التي بنيت في تحول الحضارة الغربية، للتقدم بعيدا. فالإيديولوجيات الكبرى لم تصمد أمام التجربة القاسية للمفاهيم الغربية، بينما نحن ننتقل من إيديولوجيا التقدم إلى إيديولوجيا التنمية(المفهوم العام للتنمية). كما ننتقل من معرفة التنمية إلى تنمية المعرفة. ونتساءل: هل تنميتها أمر ضروري لنقوم بعملية التنمية؟ هل هو أمر ضروري حتى في مفهومها التطبيقي؟ فأن ننمي المعرفة، ينبغي أن نكون دقيقين، من خلال معرفة أنواعها، مضامينها، والمقصود في نهاية المطاف هو المعارف العلمية..
- الأمر الأول: علوم الطبيعة، والعلوم الإنسانية، كثيرا ما تهمل العلوم الإنسان لصالح العلوم الطبيعية. وهنا يكمن سبب من أسباب الفشل.
- الأمر الثاني: العلوم ليست وحدها المعرفة، وهي لا تنحصر في العلوم، وكذا العلوم الوضعية. فتنمية المعرفة أمر ضروري، لكنه صعب ومكلف اقتصاديا، ولابد من زمن طويل، وتشابك للجهود والمؤسسات، فنحن في بداية طريق طويل، كي نصل إلى مجتمع يعتني بالمعرفة ويحلها المكانة اللائقة بها.
وحسب ناصيف نصار، فهناك قسم ثالث للمعرفة، وهو:
5 – التنمية بالمعنى: أو بالمعرفة. ومعه يطرح السؤال: تنمية ماذا؟ فلكل تنمية موضوع، ولكل تنمية فعل موجه. ينبغي أن نحدد الموضوع الذي نريد تنميته. في التنمية توجد عملية مضبوطة، بإرادة مضبوطة، ثم نعيد التساؤل:"ماهو الموضوع الذي نريد تنميته؟" ننساق وراء ما يأتينا من الغرب، فنحن نقلدهم.
6- تنمية التربية.
7- التنمية السياسية.
من هنا ضرورة تحديد الموضوع، أو الميدان الذي نريد التنمية فيه.

هناك أمرين: وسيلة لغاية، ثم اختيار الوسائل. هي المعارف تخضع لغاية أعنف من الوسائل نفسها. إذن المسألة مرتبطة بنظرية عقلانية/ تطبيقية /جدلية. فالعقلية النظرية حاضرة هنا بكثافة تسندها العقلية التطبيقية.

- هناك عنصر آخر: كل عملية تنمية من حيث هي عملية إدارة وتوجيه مرتجى تخضع لأهداف محددة، لا تطرحها عملية التنمية نفسها، وتأخذ من مصدر آخر(خارج التنمية) يوفر الأهداف، ويعطينا المعايير، ويطرح التساؤل:"لماذا ننمي؟".. وهو يأخذ من ثلاثة مصادر:

- المصدر الديني: وهو يعطينا رؤية للإنسان، ومعنى، وقواعد، ومعايير للتعاطي مع التنمية من الرؤية الدينية، سواء الإسلام، أو المسيحية، أو اليهودية، أو مذهب من المذاهب. لكن الدين لا يكفي مرجعا لكي يوفر لنا الأهداف.

- هناك الفلسفة: في عملية التنمية تعتبر الفلسفة مصدرا أساسيا لابد منه لكي نحدد الأهداف التي لابد من اعتبارها لتحديد أهداف التنمية، خصوصا عبر الحداثة الأوروبية حتى نصل إلى عملية تحمل مصير ووجود الإنسان. ولا يجوز لنا أن نهمل عامل الفلسفة في البحث عن الوسائل والمعايير لتحديد أهداف التنمية.

- كذلك المصدر الإيديولوجي: فالإيديولوجيا لم تمت، فهي لاتزال قائمة. كما أن المعرفة الغربية عاشت أطوارا في هذا المجال، خاصة بعد سقوط / أو موت السرديات الكبرى، وانكسار الشيوعية. ومع ذلك ماتزال تعمل في المجتمعات الأوروبية والأمريكية، وهي مازالت في مجتمعنا بسبب عدم التوازن لأنها تنتمي لعالم الإعتقادات، ولا يستطيع الإنسان التخلص من الإعتقادات. ولتفادي التعامل بطريقة مزدوجة، ينبغي أن نسلم لها بوظائفها، فلا توجد سياسة دون خلفيات سياسية، فهيمنة الفكر الإيديولوجي ضاغطة في حياتنا المجتمعية، كما أن العلاقة بين المعرفة والتنمية، هي ما يشكل مشاريع أو خطة التنمية، فلا توجد تنمية لها جدوى دون أن تكون متوفرة فيها هذه العناصر كلها(يبقى قبل العقل وبعده) عامل اضطراري، إذا لم نكن أصحاب إرادة وتصميم بمقتضيات التنمية، فإننا عبثا نفكر في التنمية.

محمد المصباحي
في مداخلته، شكر الدكتور محمد المصباحي، الأستاذ محمد طه الشتوكي، في جمعه لهؤلاء الفلاسفة، داعيا إياه أن يبدأ بالفلسفة في مشروعه المتعلق بمؤسسته، وحسنا فعل، لأننا لا يمكن أن نقوم بحداثة دون روح مستمدة من الفلسفة.
وفي تحليل مجتمع المعرفة في علاقته بالمعرفة، وضع إشارات سريعة وقف من خلالها على مضمون المصطلح، قائلا بأنه يوضع لمواجهة المجتمع الصناعي، ويبين أن الأمر لا يتعلق بمجتمع معين، ولكن بلحظة إنسانية/ وهو مجتمع المعرفة، الذي تخلى عن مقتضيات المجتمع الصناعي، وبعد الثورة الصناعية جاءت الثورة الرقمية/ الصناعية، والتي وضعتنا في أفق لم نألفه قبل ذلك، لكن الفلاحة أو الصناعة ليست مصدر ثورة الأمم، بل مصدر هذه الثورة هي المعرفة، فالتقدم لم يعد يقاس بعدد المصانع/ أو المزارع، بل يقاس بعدد المختبرات/ والجامعات، أصبح تقد البلدان يقاس بعدد العقول حيث توجد أمة من الأمم. وفي زمننا من له علم كثير هو البلد المتقدم، أو له أموال كثيرة أو صناعات كثيرة، فيمكن أن يكون المجتمع الجديد بهذه المواصفات، ممكن أن يتحقق ببلدنا، فإما أن نلتحق بمجتمع المعرفة أو نصبح عالة على العالم.
من الممكن أن نلتحق بمجتمع المعرفة، فهو في بدايته، ويحتاج إلى عقول مبدعة أكثر من احتياجه إلى رأسمال كبير. نستطيع أن نلتحق بمجتمع المعرفة، لكن بالرغم من هذا الأمل الذي فتحته أمامكم، يضيف الدكتور محمد المصباحي، هناك مشكلة: الفجوة الرقمية: فالفجوة بيننا وبين عالم المعرفة بدأت تتسع، صرنا مهددين أن نصبح في آخر القافلة وليس بمجتمع المعرفة. وإذا كان لنا أمل بالحداثة، فهذا الأمل يمكن أن يتحقق باندفاعنا الكبير لكي نقوي رجال الإبداع والتقنية في بلدنا، إذا لم نفعل ذلك، سنصبح في ذيل العالم.
هناك ثمار بدأنا نجنيها بشكل كبير، ولكن لا نعي هذه الثمار، من بينها تقنيات المعرفة، الإنترنيت، الفضائيات، فهي كانت نتيجة ثورة تقنية، أحدثت ثورة في شبابنا في تعاملنا مع المعرفة، وفي تصورنا للكون، أول ملامحها هي المساواة والديمقراطية في العلم، يمكن الضغط على الحاسوب، ويمكنه الإنفتاح على كل معارف العالم. (فلم تعد معلوماتي تخصني، بل الجميع يمكنه أخذ معلوماتي)، لم تعد المعرفة حكرا، الآن جميع المعارف ممكنة ومتاحة، فهناك ديمقراطية وتساوي وحرية أكثر للناس لأن يدخلوا عالم المعرفة. هذه الثورة(مجتمع المعرفة) وسعت من ممارسة السياسة عبر الحاسوب/ الأنترنيت، حيث ينتقي ويكتب ويعبر عن رأيه، فهذه التقنية بدلت سلوكنا وأخلاقنا، حيث لم يعد المواطن محليا، بل أصبح مواطنا عالميا.
هذا، بالإضافة إلى ما يوفره مجتمع المعرفة من مواصلات وتواصل، الأب يرى إبنه المهاجر مثلا عبر الأنترنيت، حيث أصبح العالم قرية صغيرة( أو شيئا واحدا)، أو ما كان يسميه إبن رشد (وحدة العقل)، توحد الناس في الخيال والسلوك من خلال مجتمع المعرفة، لكن له مضار كثيرة، فلم تعد الأعمال محترمة(سرقة الأعمال الإبداعية أصبح شيئا مشاعا). كنا محرومين من أجمل الأفلام والكتب، ولكنها بفضل التقنية أصبحت في متناولنا(هناك جانب ديمقراطي في هذا المجال). فهذه التقنية سهلت انتقال المعرفة، كما سهلت انتشار الميوعة والتشدد والإرهاب، لذلك ينبغي الإحتياط من مجتمع المعرفة، ولا يجب التعامل مع هذا المجتمع المعرفي كآخذين، بل مبدعين ومشاركين في الثورة العلمية، لأن ثورة الحداثة مرهونة بالإستجابة لتحديات هذه الثورة مع الإحتياط من مخاطرها. ولكن هذا الموقف لا ينبغي أن يفهم منه الحد من التعاطي مع هذه الثقافة، بل يجب الإكثار من المعاهد والمختبرات والكليات المتعددة التخصصات، فلا بديل عن تأسيس مختبرات الإبداع لكي نكون في مستوى تراثنا الذي كان حقيقة طليعة في قيادة العالم، حيث كان يجعل من العلم أداته الأساسية، يجب أن نأخذ من التراث قدرته، وأن ننخرط بدون تردد في ثورة المعرفة الجديدة.

محمد طه الشتوكي
مدير مؤسسة مفاتيح العلوم الإطار المنظم، شكر في معرض مداخلته عميد الكلية متعددة التخصصات على صدره الرحب، واستضافته لهذا النشاط الثقافي، وكذا ساكنة العرائش. مشيرا إلى اعتذار وزير الثقافة، والذي أوفد مندوبا له ليبلغ عن اعتذاره. وبالنسبة لشروط بناء المعرفة، تحدث الأستاذ الشتوكي عن الإرادة، فكما كانت النار إيذانا بالإنتقال، فإن التدوين كان إيذانا بكتابة التاريخ، وصولا إلى أشكال الخطوط ، حيث أصبح للتاريخ معاني جديدة، ولا يمكن أن ننكر الحضارة فضل العربية/ الإسلامية من خلال بيت الحكمة، والذي من خلاله تم تحقيق تراكم على مستوى المعارف، حيث وقفوا على التصحيح، في إطار من الموضوعية.
مجتمع المعرفة هو الذي يجعل المعرفة في متناول الجميع بترجمتها إلى اللغة القومية. ونتساءل: هل كانت نزوة للخليفة المأمون في الترجمة؟ أم إرادة سياسية تهدف رسم معالم العلم، وتخصيص الموارد المالية واللوجيستية (بلغة العصر)، حيث تجلت الإرادة المجتمعية في وجود علماء وفلاسفة ومهندسين؟
من هنا وجب الإطلاع على بيت الحكمة واكتشافه للوقوف على العصر عبر ما بناه أسلافنا، من خلال ثورة المطبعة وانتشار الكتاب، وكذا انتشار العلوم في أوروبا ومعها إنشاء الجامعات. والنتيجة الحاصلة ظهور حركة إحيائية، وثورة صناعية، ثم تكنولوجيا ومعلوميات. لكن العالم العربي ظل ملتصقا بالمطبعة الحجرية، مطبعة بولاق بمصر. أما المغرب فلم يكن أحسن حالا من خلال عمله بمطبعة مكتراة من مصر عبر طبع أول كتاب" الشمائل" للترميذي.
فالدور الذي يمكن أن يلعبه(من خلال دراسة المحظورات الدينية والسياسية) بدأت تنحصر بسبب الجهل وطاعون الأمية، فخلال الثمانينات عرف انفتاح الدولة على القطاع الخاص، رغبة في إيصال الكتاب إلى المتلهفين والراغبين فيه. لكن الناشرين بدؤوا يعانون من غياب وعي حقيقي بمجتمع المعرفة، بالإضافة إلى أن نظرة الدولة مازالت تنظر إلى الكتاب كبضاعة، كما أنه لابد من بنية تحتية ترقى بالكتاب. إلا أن توفير هذه البنية يحتاج إلى تظافر الجهود، سواء من طرف الدولة أو الأسرة أو الطالب من خلال تشجيع المنتج المغربي الذي هو منتوجه هو، وكذا الرقي والإعتزاز بالكتاب من خلال الإرادة السياسية والمجتمعية.

التأهيل الثقافي
يتحد هذا المفهوم، حسب الأستاذ محمد طه الشتوكي، من خلال مقاربة تشاركية بين الفاعلين من أجل إنتاج فضاء ثقافي، وهي خاصية تتحدد من خلال تطوير البرامج، بهدف النهوض بالصناعة الثقافية، وهي مهمة تحتاج إلى تحفيز من خلال منظومة التواصل.

الإستثمار الثقافي
ترجمة هذه القيمة تتشكل من خلال جلب الإستثمار الثقافي، من خلال جلب المشاركين، والسهر بموازاة ذلك على تهييء بنية الإستقبال.
مجتمع المعرفة
هذا المجتمع تبلور في تسعينيات القرن الماضي، بعد توسع التعليم والإعلام، الأمر الذي بلور تقدم المعرفة. إن تزايد الإهتمام بالمعرفة جاء نتاج طرق التعلم والمهارات المحلية والمشتركة بين الشعوب، وبالنسبة للتحديد المفاهيمي لمجتمع المعرفة، يمكن القول انه كل مجتمع مؤسس للمعرفة محركا للدينامية الحضرية وكذا للمنظمات الكبرى المهتمة بالحضارة في اتجاهه نحو إرساء مجتمع المعرفة ودمقرطة الحصول على المعلومات، وقد صار مسألة ضرورية لمحاربة التهميش الذي يتعرض له الإنسان.
لقد أدت تكنولوجيا الإتصالات، حسب الأستاذ الشتوكي، إلى إنشاء مجتمع عالمي، وهو مجتمع تحولتن فيه الموارد الإقتصادية دعامة النمو الإقتصادي، والغاية هي الوصول إلى مرحلة النضج.
في باب المناقشات، تعرض التدخلون إلى ظاهرة المجتمع الصناعي الذي بات يهدده الإستبداد الذي تعيشه المجتمعات العربية. وبالتالي تبقى الحاجة إلى مقاربة جديدة مسألة ملحة، أكثر من ذلك مازلنا في حاجة إلى إعادة التفكير على شاكلة ابن رشد، لأنه لحد الآن لم يستطع أحد أن يهز إوالية السلطة، ولم يستطع أحد تلوين السلطة، حيث مازلنا نحافظ على الإواليات نفسها. بإمكاننا أن نقول بأن التقنية غربية، والروح عربية، لكن طبيعة النظام التعليمي في البلدان العربية يعتمد على التلقين وليس المهارات، وبالتالي فنحن نعيش على الهامش في المجتمعات العربية. وهناك من اعتبر أن مفهوم التخلف إشكال فلسفي، ودون معرفته لا يمكننا معرفة التقدم من خلال العلاقة بالآخر/الغرب. ومشكلة الحداثة أنها ارتبطت بنمط الإنتاج الرأسمالي من خلال اللامركزية الأوروبية ونظرتها إلى الكون بالرغم من أننا انفنا أن نكون حداثيين من ناحية امتلاك السلطة كما تنتجها المعرفة، خاصة عندما يتم استعمال الحداثة بوسائل غير حداثية. وهناك من اعتبر أن دمقرطة المعلومات سلاح ذو حدين، فالولوج إلى الأنترنيت أصبح جد سهل، لكن نتائجه سلبية.







#خالد_ديمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات الجماعية بالمغرب: هل تحولت إلى أداة لقياس نبض الش ...
- في حوار مع عبد الجليل العروسي، ممثل منظمة أوكسفام أنترناسيون ...
- الإعلام وسؤال التنوير..بين التحرر الدينامي ووصاية السلطة.
- القراءة فعل نفسي مرهون بمخاضات الشفهي والمكتوب في المتواصل ا ...
- الحداثة بين التحول الدينامي وغموض المفهوم.
- الممكن والمستحيل في المسألة الديمقراطية.
- سمات الوضع الراهن بالمغرب
- العمل الجمعوي بالمغرب: من سلطة الرمزي إلى التنموي.
- هزيمة 1967، الأسباب والنتائج..(1)
- هل حقق الإحتجاج مكاسب لنساء المغرب؟
- الحركة الإحتجاجية النسائية: من سؤال المساواة، إلى تأثيت المش ...
- ستون أسرة تعيش بين مجاري الوادي الحار في حي صفيحي بطنجة
- الدولة المغربية تفتح باب الحوار مع رموز السلفية الجهادية.
- مدن من دون صفيح شعار لم يتحقق بعد بالعرائش بسبب اختلالات الت ...
- الكل يجمع على تسفيه الديمقراطية بالمغرب
- هل هناك تناقض في فهم الدين لكل جماعة إسلامية؟ !
- هل تغيرت النظرة للقاعدة بعد تفجيرات المغرب والجزائر؟.
- صور الدمار التي لحقت غزة قد تحمل الشباب المتطرف على القيام ب ...
- مدى مصالحة الأحزاب السياسية مع نفسها ومع المواطن..
- سلفية الجهادية بالمغرب: أحداث غزة، هل تحمل التنظيم على نهج خ ...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد ديمال - ندوة - مجتمع المعرفة وتحديات الحداثة والتنمية-