أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟ - نضال نعيسة - الدين الكبير














المزيد.....

الدين الكبير


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 19:53
المحور: ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟
    



مهما قلت وتجملت وذهبت في الوصف، فلن أفي الحوار المتمدن شيئاً من حقه، وبرغم جميع الـ Ups and Downs التي اعترت السنوات الست الماضية، وصعوبات النشر البالغة، فإن هذا الموقع العلماني الرائد سيبقى علامة فارقة ومضيئة، بذاتها، في مسيرتي الشخصية الكتابية، وليس الفكرية، فأنا أكتب، ولا أطرح نفسي لا كمفكر و لا كمنظر أبدا، كلا وحاشى لله، وحاشاكم من آفة الأستذة والتنظير، مجرد كاتب بسيط "يخربش" ويقول بصدق ما يجول في أعماقه، حيال كل ما يطفو ويعوم على هذا السطح المشوش من غث ورث وسمين.

مسيرة شخصية انقضت هنا وهناك، كنا فيها كمنبوذين وغرباء، في ربوع هذا الموقع أو تلك الصحيفة، أو ذاك المنبر الهمام، مسيرة كان أثبتها، طراً، في هذا الموقع العملاق، الذي لم يجاره أي كان في تحمـّل مضاعفات جرعة النقد الزائدة، التي تقتل "الأبواق" الرسمية لما يسمى بالنظم العربية، تماماً كما تقتل جرعة السم أقوى الأبدان. ربما هي مناعة الفكر العلماني، وتحمله لمختلف الأصوات والاتجاهات، والتيارات الفكرية والعقائد التي تنضوي تحت ظلاله. وكل ما أتأسف عيه هو ذاك الركام من القصاصات والوريقات، التي حملت همومنا ومشاغباتنا ورؤانا، والتي مزقناها، ذات يوم بدافع اليأس والحصار والتقتير، ولم تجد سبيلها للنشر، وضاعت في الرماد، لأن أحداً ما لم يكن يجرؤ على نشرها في حقب التعتيم والظلام.

فمن المفيد، تماماً العودة قليلاً للوراء، للمقارنة، وللتذكير بالدور الهام الذي كان للحوار المتمدن في ما وصلنا إليه جميعاً في إطلاق جملة من الأفكار والآراء والتصورات والصرخات اللاتقليدية التي لم تكن مألوفة في الفضاء الرسمي العربي التقليدي، وبدت ثورية وجارحة وصادمة، واليوم وبعد تلك السنوات، وبفضل كبير للحوار، بدأ خطابها يترسخ في عمق ووجدان هذه المجتمعات، وبتنا نرى صدى قوياً لمقولاتنا وأفكارنا وصرخاتنا، هنا وهناك، والتي كانت تهدف، أول ما تهدف إلى إزالة الغمامات والطبقات المظلمة والكلس الفقهي، والقشر السحري والوهمي، الذي غطى العقول طيلة 1400 عام.

كنت قد طلقت الكتابة بالثلاث، في فترة الفورة والعنفوات والجذوات التي تشتعل في البواطن والأعماق وقادرة على إشعال مجرات وأكوان، وانزويت بعيداً عن عالم الكتابة،، وعملت في مجالات مختلفة لفترة قاربت عقداً ونصفاً، من الزمن، تقريباً، دون أن أخط سطراً واحداً، بتجربة مضطربة وقلقة في صحافة وصحف رسمية، كنت أشعر فيها بانقباض دائم، آثرت الانسحاب حينها، بسبب غياب أي أمل بتقديم شيء ناجع، مؤثر وفعال، لكني كنت أتحسر، وأتحرق شوقاً للعودة في لحظة سانحة، أتابع، بألم بالغ، وإلى حد اليأس والانفجار، الهيمنة الرثة التجهيلية وترهاتها وسطحيتها التغفيلية، على فضاء ما يسمى بالإعلام العربي وتواطؤ الأنظمة القرووسطية معها، في نشر الأحابيل والنفاق والأكاذيب. غير أن انبلاج فجر النت وامتلاك ناصية النشر بعيداً عن الوصايات والعقليات المتحجرة، قلبا المعادلة رأساً على عقب وصار التنوير في موقع الهجوم، بعد أن كان في موقع الدفاع، وبعد أن توفرت له منابر نشر رائدة، كالحوار المتمدن رسخت نفسها على الساحة، بقوة من خلال منهجية تنويرية واضحة، وقالت وداعاً للماضي الأليم الذي لن يعود مهما تم ضخ من دولارات النفط في أنفاق الجهل وأقلام الإيجار.

الدين كبير، ووفاؤه التزام صادق بفكر ومسيرة الحوار المتمدن، واستمرار التصدي ومحاربة أفاعي وغربان الظلام والتعتيم والتجهيل والتسطيح، في الوقت الذي تحاربنا فيه جميع المواقع، وتواصل مسيرتها التجهيلية، وتتعامل مع الفكر التنويري كالبرص والجذام وإنفلونزا الخنازير، وترفض الانصياع الاعتراف بالمتغيرات والفضاء الجديد، وهنا تكمن ريادة وتميز الحوار المتمدن وعي اللحظة التاريخية والتعامل معها بدينامية وآلية عملية وبراغماتية. وكم أتألم حين أرى بعض المواقع تعيد إنتاج ذات آليات الإعلام الورقي الأصفر التابع للآلهة والفراعنة والسلاطين والدايات والبايات والمشايخ وملالي الإمارات الدينية وأصحاب الجلالة المخلدين . ولولا الحوار المتمدن لما سمع بنا، حتى، الأخوة والجيران وأقرب المقربين، إنه الرئة والمتنفس للفكر العلماني والعقلاني والتنويري البعيد عن تقاليد إعلام السلاطين.

وإنها لفرصة، ومناسبة طيبة أن أتوجه بالشكر والتقدير لكل المشرفين والقائمين على هذا الموقع الرائد الفريد، والعاملين فيه من هيئة تحرير وآخرين، وعلى كل جهد مخلص طيب صادق وأصيل. وأقول لهم كل عام وحواركم، وحوارنا بألف خير وعيد سعيد وعمر مديد، والعقبى بالشمعة المئوية بمشية غوغل، واهو، وهوتميل والبقية الباقية من آلهة وأرباب وأساطين السحر الإليكتروني الحديث.

وبكل بساطة، فإن ما يسمى بالعالم العربي والإسلامي لن يكونا كما كانا قبل الحوار المتمدن الرائع الجميل.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا الاقتصادي الإسلامي
- يا ليتني كنت شاليطا
- الإسلاميون و البكاء على الحريات الدينية
- دبي وجدّة: تهاوي الأساطير النفطية
- أظلمة أوربا : ردود على الردود
- مآذن سويسرا: أظلمة لا أسلمة أوروبا
- الفقاعات النفطية: و هشاشة المنظومة الخليجية
- السيد وزير العدل السوري/المحترم:
- فصل الدين عن البداوة
- الغزو البدوي : أطول استعمار و احتلال بالتاريخ
- دروس القومية العربية
- سوريا : ملامح طالبانية
- الله يجيرنا من الأعظم
- الدولة العربية القبلية
- كاتيوشا حوثية؟ أكثر من مجرد عصابة
- إلى الأستاذ سعد الدين الحريري/ المحترم:
- الحوثية و الوهابية الصدام المؤجل
- المحرقة الحوثية والحروب المنسية
- إلى سعادة الأخ وزير الداخلية القطري/ المحترم:
- رسالة من إخونجي


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟ - نضال نعيسة - الدين الكبير