أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان كورد - أوباما إلى أين؟















المزيد.....

أوباما إلى أين؟


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 2850 - 2009 / 12 / 6 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد يهم العالم اليوم ما إذا كانت زوجة جد الرئيس الأمريكي الحالي مسيحيةً أو مسلمةً، مثلما لا يهم العالم الآن، ما إذا كان هذا الرئيس أسود اللون أو أصفره أو أبيضه، أو ظهوره بربطة عنق أو بدونها، أو ظهور صور قديمة له وهو يدخن السيجارة كأي شاب عاطفي في مدينة شيكاغو، ولا تعليق قرط ذهبي بأذنه...ولكن تهم العالم اليوم سياساته وخططه، وإلى أين يقود هذا العملاق (الولايات المتحدة الأمريكية) التي تبدو وكأنها تسير بعيون شبه مغمّضة وراءه، وهو يجرها من يديها بلين ورفق...فهو الآن رئيس أقوى دولة في العالم، لا يكاد يضاهيها في عظمتها من عدة جهات سوى الصين الشيوعية، ويسير خلفها في حلف الناتو كل الأوروبيين مجتمعين باتحادهم الذي يضم ما يقارب ال 30 دولة حاليا، ويخاف منها العرب من محيطهم إلى خليجهم، ويحسب لها الروس الممتدة بلادهم من الجزراليابانية الشمالية شرقاً إلى بحر البلطيق غرباً، وتتوسل اليها وزارات المالية في معظم الدول الأفريقية وأمريكا اللاتينية والجنوبية، كما تحتاج إليها كل الدكتاتوريات العسكرية في العالم...
الرئيس أوباما معروف بذكائه وصبره وسعة صدره، وقدرته الفائقة على الدخول في المناقشات والحوار، كما أن له اطلاع أوسع على العالم الخارجي من قب أن يدخل البيت الأبيض، بحكم منبته وتنقله من شرق الأرض وجنوبها إلى غربها وشمالها...ولكنه جاء في وضع تبدو الولايات المتحدة الأمريكية عاجزة عن تسديد كل فواتيرها دفعة واحدة، وتم الحاق ضرر كبير بسمعتها وهيبتها منذ 11 سبتمبر 2001 ، وبخاصة بعد حربي العراق وأفغانستان، بحيث خفّ الحديث عن دورها في الموضوع الفلسطيني بالنسبة إلى غيره من الموضوعات الدولية... كما أنه تحرّك من نقطة أساسية في العمل، ألا وهي استعادة مكانة وسمعة بلاده دولياً باعلانه منذ البداية خطته لاخراج قواته العسكرية من العراق مع دعم العراقيين لتثبيت الأمن والاستقرار والاستمرار في بناء العراق الديموقراطي الفيدرالي الجديد والموحّد، واستعداده لدعم الحكومة الأفغانية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً بالتعاون مع الأوربيين للقضاء على بؤر "الارهاب الدولي" وبخاصة في مناطق الحدود مع باكستان، ووضع خطة مماثلة لخطته في العراق تسمح لقواته العسكرية بالخروج في المستقبل القريب من تلك المناطق الساخنة أيضاً...
وتشجيعاً لهذا الرئيس من قبل الأوساط الثقافية والدبلوماسية الدولية لهذا الاتجاه صوب السلام العالمي فقد مُنح جائزة نوبل للسلام وهو لايزال في حالة حرب في أفغانستان ولاتزال قواته تقوم بدورياتها في الشوارع العراقية...
النقطة الثانية الهامة في خريطة الرئيس أوباما هي نقطة داخلية، فهو يبدو كمن يحاول تطبيق مبدأ ((اعط كل ذي حقّ حقه)) قدر الامكان، وبدأ بأن منح البنوك الأمريكية التي تشكل احدى أهم أعمدة النظام الاقتصادي الحرّ وبدونها ينهار الاقتصاد الوطني شيكاً مالياً بمقدر 700 مليار دولار أمريكي، إلا أنه رغم هذا العطاء الكبير لم يحصل على تأييد الأثرياء في تحقيق مشروعه الوطني بصدد التأمين الصحي الذي سيستفيد منه عموم الشعب الأمريكي وسيؤثر ايجاباً في القدرة الشرائية لفقراء المجتمع الذين يصرفون كثيراً من أموالهم القليلة في مجال العلاج الطبي وشراء الأدوية...كما أن الرئيس أوباما ينظر قلقاً إلى وضع الطبقة المتوسطة التي أصبحت شريحتها رقيقة للغية في مختلف أنحاء البلاد...
الرئيس أوباما الذي يأتي من أعماق المجتمع المضطربة ويعرف عن مشاكل الاختلافات العنصرية والطبقية الحادة يدرك إلى أي مدى هي سهولة اقتناء الأسلحة من قبل الشباب، ولذا ينظر كرئيس حظي على جائزة نوبل للسلام بعيون ملؤها القلق إلى هذا الوضع السيء في الشارع الأمريكي، حيث ازدياد الأفعال المرتكبة بقوة السلاح...
ولكن يبدو أنه لايملك الدعم التام للدخول في معارك واسعة في ساحة النضال ضد امتلاك السلاح بهذه السهولة...
وهنا تبرز بعض الأسئلة:
-هل يتمكن السيد الرئيس أوباما من تحسين صورة أمريكا بين بلدان العلم الثالث، وبخاصة بين الشعوب الإسلامية، وهو يدفع بمزيد من القوات الأمريكية إلى ساحات القتال في أفغانستان ويشارك بفعالية مع الجيش الباكستاني في حملات التمشيط في المناطق الحدودية المتاخمة لأفغانستان؟
-هل الرئيس أوباما قادر بسياسته هذه، بادارة الصراع بأساليب مختلفة عن أساليب الادارة السابقة، أن يضيّق الخناق على "التطرّف الإسلامي" في العالم؟
-هل يستطيع السيد الرئيس أوباما كسب قلوب العرب دون القيام بخطوات جادة على طريق مشروع "الدولتين" في فلسطين؟
-هل سيظل العراق بعد انسحاب الجيش الأمريكي منه في عام 2011 على هذه الحال التي هو فيها الآن ؟ أم سيتراجع خطوات إلى الوراء ويغرق في أوحال اللاأمن واللااستقرار، ويصبح ساحة مفتوحة للارهاب والاقتتال الطائفي مجدداً؟
وأخيراً: - هل ستبقى أمريكا عاجزة في عهد السيد الرئيس أوباما أيضاً عن وضع حد للطموحات النووية والسياسة التوسعية الايرانية باتجاه العالم العربي؟
ولربما يشكّل هذا التحدي الايراني أكبر مشكلة تواجه السيد أوباما في العام الجديد على الصعيد الدولي... ولن يكون في مقدوره النجاح لدورة رئاسية أخرى، ما دام متردداً أو متحيراً بصدد ما يجب القيام به حيال السياسات الايرانية المستهترة بالمجتمع الدولي والساخرة من العرب الذين لايؤيدون مساعيها من أجل الوصول الى مركز القيادة في المنطقة...
وهناك حقيقة هامة يجدر عدم تناسيها أو اهمالها، وهي أن اسرائيل في ظل حكومة ناتان ياهو لن تصبر حتى تمتلك ايران سلاحها النووي أو تدعم تنظيمات متطرّفة مطالبة بانهاء وجودها كدولة بحيث تهددها عن قرب...وهذا الوضع المقلق لاسرائيل قد يدفع ساستها الى القيام بمغامرات عسكرية قد تجبر السيد أوباما على التورّط فيها شاء أم أبى، بحكم العلاقات الوشيجة بين بلاده وبين اسرائيل...
إن مصير أوباما ومستقبله السياسي، بل ومستقبل سياسته بالكامل، يتعلق لا بالنجاح على المستوى الوطني فحسب، بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بما ينجزه على الصعيد الدولي، وبخاصة في الشرق الأوسط، حيث ايران تصعّد من وتيرة تحديها لأمريكا واسرائيل وحلفائهما، وحيث القضية الفلسطينية لاتزال تتعثّر في طريقها، وحيث العراق يوشك على الانفراط في حال الفشل في اجراء قيام انتخابات ديموقراطية ناجحة في المستقبل القريب...






#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوقفوا حملات الاعتقال المتكررة ضد كوادر الحركة السياسية الكو ...
- 17 أوكتوبر، أكانت ثورة عملاء؟ (*)
- سوريا والجفاف السياسي
- الشخصية الكوردية في الأدب والسياسة والأمثال الشعبية
- حوار مع صديق الشعب الكوردي الدكتور منذر الفضل
- حوارات سورية - 2
- حوارات سورية - 3
- منهج العودة إلى الأصل
- هل يقع الاخوان المسلمون السوريون في الفخ الايراني؟
- هل في أحداث اليونان الأخيرة عبرة للنظام السوري؟
- النظام الرأسمالي العالمي يتخلى عن ثوابته !!!
- حول المعارضة السورية في الوقت الحاضر
- قتل السجناء والمعتقلين من صلب سياسة البعثيين
- التناقضات في تصريحات أردوغان نتيجة لسياسات خاطئة
- هذا ليس بحلم وانما حق أمة
- تقرير بيكر – هاملتون زوبعة في فنجان؟
- أسود سوريا بين ميوعة أوروبا ودغدغة أمريكا
- من يقتل الللبنانيين والعراقيين؟
- الكرة الآن في الملعب التركي
- هل تنقذ اسرائيل الأسد من شباك بيراميرزالدولية؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان كورد - أوباما إلى أين؟