الديكتاتور 20 ( النجل )

ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)

الحوار المتمدن-العدد: 2850 - 2009 / 12 / 6 - 13:15
المحور: الادب والفن
    

المشهد العشرون
( النجل)
( يجلس الزعيم على كرسيه الهزاز متصفحاً الجريدة ، يدخل كاسر وشيراز )
كاسر : أنعم صباحاً .
الزعيم ( يقف ويقبل كاسر ) : ولدي كاسر ، حمداً على سلامتك ، متى وصلت ؟.
كاسر ( يمسك بيد الزعيم ) : للتو يا أبتي .
( يحدق بزوجته شيراز )
الزعيم ( يجلس ) : تفضلا بالجلوس .
( يجلس كاسر بينما شيراز تهم بالخروج )
الزعيم ( مرتبكاً ) : مهلاً .. مهلاً شيراز .
كاسر ( يقف ) : إلى أين يا أمي ؟.
شيراز ( مطرقة برأسها ) : سأعود من حيث أتيت ، فلم يعد يوجد لي مكان في هذا القصر .
كاسر ( بحدة ) : بعد هذا اليوم لن أسمح بمغادرتك القصر .
الزعيم ( ببرود ) : لا أريد أن افتح دفاتر الماضي ، سأعتبر ما جرى بيننا قد انتهى ، ( يحدق بشيراز ) وإذا كنت أسأتُ إليك ، أرجو المعذرة .
شيراز ( باستحياء وخجل ) : إن قلبك أيها الزعيم ، أكبر من هذا البلد الذي تحكم .
الزعيم ( يمسك بيد شيراز ) : زوجتي العزيزة شيراز ( بندم شديد ) سامحيني ، لقد ظلمتك كثيراً حينما اتهمتك بعلاقة مشبوهة مع المغضوب عليه رعد .
كاسر ( مقاطعاً ) : وللأسف الشديد أنا وأخي صقر من دفع الثمن الأكبر .
شيراز ( تحدق بعيني الزعيم ) : سامحتك .. لكن من سيعوضني عن غياب ولدي صقر .
الزعيم ( يعضد ذراعها ) : الأمل ، كل الأمل في ولدنا كاسر .
كاسر ( متعجباً ) أنا ! .
الزعيم ( يربت على كتف كاسر ): أجل يا ولدي ومن لي غيرك (بثقة) سأعدك زعيماً رغم أنف الرافضين .
شيراز ( مزهوة ) : حينها ماذا سيقول الناس عني ؟.
الزعيم : سيقولون أنك زوجة الزعيم ، وسيكتب التاريخ أنك أم الزعيم .
كاسر ( بحماس شديد ) : ومتى سيكون ذلك ؟.
الزعيم ( ببرود ) : إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً .
كاسر(عابساً ) :هيهات ، أن يقضي أمراً عندما يتعلق الأمر بسلطة الزعيم .
الزعيم ( محتداً ) : ولِمَ الاستعجال يا ولدي ؟ أنسيت أنك بحاجة إلى الإعداد والتأهيل ، أم تريد أن تصبح زعيماً وحسب ؟ .
شيراز : والدك محق في قوله ، فلا زال عودك طرياً ، وقد ينكسر في أول أزمة تحيق بك .
الزعيم : يا ولدي لا أريدك أن تتسرع ، كيلا تندم في أي أمر تقدم عليه ، مثلما فعل رعد .
( يدخل قائد الحرس )
قائد الحرس ( محيياً ) : سيدي الزعيم .
الزعيم : ما وراءك أيها القائد ؟.
قائد الحرس : سيدي ، لقد اتصل قبل قليل الوزير عسال ، واخبرني أن أبلغك بأن رعد وأزلامه أسسوا تنظيماً سياسياً معارضاً لسيادتكم .
الزعيم ( حانقاً ) : هكذا إذن ، يريدون زعزعة استقرار أمننا .
كاسر ( محتداً ) : فلنضربهم يا أبتي بيدٍ من حديد .
الزعيم (ساهماً ) : ليس قبل أن أقف على حيثيات القضية ( مخاطباً نفسه ) ألم تكف عن ألاعيبك القذرة يا رعد ؟.
كاسر ( بإصرار) : فلنضربهم .. فلنضربهم في عقر دارهم .
قائد الحرس ( يشير إلى الزعيم ) : أجل يا سيدي ، فخير وسيلة للدفاع هي الهجوم .
شيراز ( تحدق بالزعيم ) : أرجو أن لا تشغل نفسك كثيراً ، لطالما اخفق رعد ورجاله في النيل منك وأنت على فراش المرض ، فلن ينالوا منك وأنت بكامل قواك .
الزعيم : ليتهم يعوون ما تقولين ، فقد أعمى حب السلطة قلوبهم وأغشى أبصارهم ، لذا ، يريدون خطفها مني بشتى السبل والوسائل ( بتحدٍ) لكن هذه المرة لن أتردد في خطف أرواحهم من أجسادهم العفنة.
قائد الحرس : وما العمل الآن يا سيدي؟.
الزعيم : اذهب وادعوا الوزراء والمستشارين لاجتماع هام وطارئ في القصر .
قائد الحرس ( محيياً ) أمرك سيدي ( يخرج ) .
كاسر ( بحماس ) : دعني أتصدى لهم ، فلن أفرط بقطرةٍ واحدةٍ من دمِ صقر.
الزعيم ( يربت على كتف كاسر ) : أملي بك لا حدود له .
كاسر (منزعجاً ) : كان بالإمكان أن تتخذ قرار المواجهة مع رعد ، دون العودة إلى وزراءك ، فما الغاية من هكذا اجتماع ؟.
الزعيم ( يهز برأسه ) : للتباحث فقط .
كاسر : وهل هكذا قضية خطرة تحتاج إلى التباحث والتداول ؟
الزعيم : إذن ماذا تحتاج ؟.
كاسر ( بتشفٍ ) : إنها تحتاج إلى الحزم والحسم سريعاً.
الزعيم : وكيف لنا أن نرد ، وعلى مَن يجب أن نرد أولاً ، أنرد على رعد ورجاله ، أم نرد على دولة شمالستان ؟ .
كاسر ( بحدة ) : أرى أن نرد على الاثنين معاً ، جزاءً لما اقترفته أيديهم بحق بلادنا .
الزعيم : لا تأخذك روح الثار والانتقام يا ولدي ، فليس من الحكمة في السياسة أن تسيطر عليك هذه الروح .
شيراز ( تمسك بذراع كاسر ) : يا ولدي إن طريق الزعامة مفروش بالأشواك والألغام ، وعليك أن تحذر في كل خطوةٍ تخطوها .
الزعيم : فلتتريث قليلاً يا ولدي .
كاسر ( يهم بالخروج ) : اسمحا لي .
شيراز : إلى أين ؟.
كاسر (مرتبكاً ) : إلى .. إلى بعض الأصدقاء .
الزعيم : من الآن فصاعداً ، أنسى أن لك أصدقاء من الماضي ، عليك أن تبحث عن أصدقاء المستقبل ، لا سيما وأنك في الطريق إلى الزعامة ، أمفهوم هذا ؟.
كاسر ( يومئ برأسه ) : مفهوم .
الزعيم : هيا تعال معي ( يمسك بيد كاسر ) لنجهز سويةً قبل بدء الاجتماع .
( يخرجان وتتبعهما شيراز )
* * *

#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات