أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أنون بيرسون - هكذا احب الله .......الملحدين















المزيد.....

هكذا احب الله .......الملحدين


أنون بيرسون

الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 23:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قضيت سنين ملحدا ....و مازال لى اصدقاء احبهم جدا ملحدين .....فى شرقنا التليد و حتى فى الغرب السعيد لا اظن أن مشاكل الملحدين بالاساس هى مع الله الحقيقى ...ففى شرقنا المؤمن شوه الاسلام صورة "الله" ابشع تشويه و تجنى عليه و ظلمه ....و صوره كقوة غاشمة لا تعرف متى تنقض عليك ....فالاسلام علم ان تسايرهذا الاله لتأمن مغبة ثورة غضبه ....داعيا لتعظيمه خوفا منه .... داعيا لجلاله حتى لا تخطئ فى حقه .....و داعيا لتعاليه حتى تأمن شره ....فصار اله معوق بكبره ....مقيد بعظمته ...و محدد بمكانته و مقامه فى نظرة المسلمين له

و فى الغرب و مع الحرية التى اعطها المسيح لنا ....((( لا أدعوكم فبما بعد عبيدا بل أحرار ...لأن العبد "لا يعرف" ماذا يفعل سيده))) ...أستمرئ البعض الحرية .....و صارت أستباحة ......حتى فى داخل الكنيسة و داخل شعب الله.....فشك الناس فى الله ..فغلبت الذات ..( أنظر مقال ميراث الخطية) ..و تعاظمت و صار المسيح نفسه يوظفه البعض من اجل ذواتهم .....و بدل ما تكون ذاتى تابعه لالله صار الله تابع لتلك الذات .
.
.باركنى ...ارحمنى ......أغنينى .....أحمينى ....أعطينى .....جددلى .....رقينى ....جملنى ....تخنى .....رفعنى .....وكلنى .....شربنى ...جوزنى ....طلقنى ...و صارت علاقة نفعية ....أى شئ و اى طلبه فقط ضف لها بالنهاية (((ياء)) الملكية و التملك ....لتتمحور حياة الانسان حول "الذات"...و الله سيدى لا يشمخ عليه .....يملك الجميع و لا يملك عليه احد .....ففارقهم حضور الله و انفصلوا هم ايضا عنه ..و احس الكثيرين أن السلطة و الكنيسة يوظفان الله لأغراضهم ...........و (((ان من يقود ليس الرب بل بشر بأسم الرب)) ....و ليس كما يجب ان يكون (((الرب من خلال بشر)) .......و يستغلونهم باسم الحق .....فثاروا عليهم و عليه ...و تركوا الله حسب ما فهموا و أداروا له الظهر ....
.يقول برتراند راسل .....الكنيسة البروتستتية .....لم تقل أبدا رجعية و لا تحجرا عن الكنيسة الكاثوليكية .....و لكن خرج من كنفها .....الثورة الصناعية لسبب واحد .....أن رجال الدين البروتستنت لم يملكوا سلطان الكهنوت الكاثوليكى .....و هذا الى حدا كبير حقيقى و صحيح ..

و هذا ليس اهانة للبروستنت و لا تقليل من الكاثوليك بل اهانة لمن تركوا الرب من المسيحين ...و غشوا انفسهم بأن قادوه بدل ان يقودهم هو ..ووظفوه لديهم بدلا من ان يوظفوا انفسهم من اجله .......أنشغلوا بالدوران حوله بدلا من الارتماء فى حضنه .....و انشغلوا عن صاحب البيت بالاهتمام و رعاية جدارن البيت الذى ليس ملكا لهم بل له .....ذالك البنئ الاعظم الذى وحده بناه فهم حتى ليسو بناته

......المحصلة ....ان صورة الله شوهت فى الغرب بالحرية .......أما فى شرقنا التليد شوهت صورة الله بالعبودية .....صورة الله شوهت فى مجتمعتنا عن طريق الاسلام ....بالعبودية نقيض حرية الغرب المورثة من المسيحية الاسمية .

يحضرنى فى رواية نجيب محفوظ "اولاد حارتنا" شخصية الجبلاوى التى اشار لها المبدع الذى نال جائزة نوبل باليمين و سكين فررجى فى عنقه باليسار .كرمزا لالله ....(فعاقبوا محفوظ لأن اله الاسلام من كبره لا يرمز له ) ....فالجبلاوى رمز الذات الالهية طوال الرواية مختفى قابع فى منزله ...أو فلنقل "سمائه" ....لا يتدخل الا فى النذر النذير ...بل أبدا لم يظهر اطلاقا بنفسه فى كل الرواية ...و لا يتفاعل مع الاحداث سوى بأرسال مراسيل دون توقع و أعتباط ليصطفى هذا و ينتقى ذاك دون منطق و دون دلالة .....اله سادى متكبر عشوائى .....لا تعرف له قواعد و لا يضبط نفسه فكيف يضبط الاخرين......و كان الجبلاوى مثالا حقيقيا لأله الاسلام المنسحب من الحياة

اله يجلس فى مقصورة الشرف يشاهد ملعب الحياة يرانا نصارع الشر و نصارع انفسنا ..متسليا ....يلقى لنا من حين لأخر ببعض التعليمات ..أو كتيب أرشادات مبين .....افعل و لا تفعل ....قل و لا تقل .....و يميز لاعبين عن لاعبين و يجعل بعضهم فوق بعض طبقات دون حسيب دون رقيب ....ثم ينتظر فى فخفخة و بلهلينا الغالب من لعبة الحياة ليجود عليه بالغيد الحسان و ما لذا و طاب ....أما اذا ثرت على هذه اللعبة المؤلمة المضجرة و رفضتها .....فيسخر لك القابع فى المقصورة الالهية ..الوسيلة و الفضيلة و الدرجة العالية الرفيعة ...ان تفجر نفسك أو تنسف خصمك ....عندها تنتقل من الملعب مباشرة الى مدرجات يمين او يسار المقصورة برفقة الحور العين غلمان اللؤلؤ ...و يمكنك ان تستضيف معك 70 من اهلك أكل و مرعى و قلة صنعة

....المسلم عبد .....لا يسأل ....بل يبايع اله جالس فى المقصورة الالهية ......و رسول لهذا الاله .......و خليفة رسول ذاك الاله.... على السمع و الطاعة .....و ان سأل أمر .....أمر ان لا يسأل .....و ان طلب شيئا قيل له لعل و عسى أن يستجب الاله ...و اذا أجاد و كد و تعب لا يضمن حتى حسن الختام أو حتى مبارة اعتزال ......

....أخى الحبيب ملحد أن أبليس ....حاول أن يهلك على كل حال قوم ......شرقا بالعبودية و غربا بالحرية .....و المحصلة واحده الله الحقيقى اخفى عن عيون الناس .....و جعل هوة و فاصل بين الله و الانسان .....فهو يعلم ان الله هو الحياة و أنفصال الانسان عن الله هو الموت ......الله هو الحب ففصل الانسان عن الله بالكراهية .....و تشويه سمعة الله ....و تقديم اله شرقى قاسى عنيف ....او اله غربى متسيب ضعيف

و لكن اخى الحبيب الله الحقيقى حى و موجود و ليس أبدا منسحب من الحياة ....فلا شئ يحدث دون علمه ....و لأ امر ينفذ دون اذنه ...فأبليس يهلك على كل حال قوما و الله يخلص على كل حال قوما أيضا .....بل الله من فرط قوته ....حتى خداع ابليس تعمل أيضا لغرضه

الاله الحقيقى يشبه قبطان سفينة ما أن سقط احد ركابها فى لجج المياه العاتية حتى خلع رتبه و حلة قيادته و قبعته المزدانة و قفز الى المياه بنفسه و اخرج الانسان الذى كان مشرفا على الغرق و اخذه الى قمرته و امر له بملابس جافة نظيفة و ادفئه و عالجه و هدئ من روعه و أنقذه ......هذا هو عمل قائد السفينة الامين المحب لرعيته و المخلص لمن هم تحت امرته .....ام الاله الذى لا يريد ان يحط من قدره و لا يرى فى الانسان قيمة ....فيجلس فى قمرة قيادته محاط بكل بحارته فى كل ابهتة و عظمته .....و يلقى للغريق الذى يصارع الموت و الحياة و لجج المياه و الغرق و الظلام و البرد و ووحش الاعماق ....يلقى له بكتاب عربيا مبين.... "كيف تتعلم فن العوم" ..و "ماذا تفعل و لا تفعل لتطفو"...و من لطفه ضمن الكتاب للغريق الذى يكاد تبتلعه وحوش الاليم ...حروف مقطعة و كلمات غامضة .....بل تحدى غرقاه ان يأتو بكتاب لتعلم فن العوم ليس أبسط من كتابه و ليس انجع منه و ليس مفسرا أكثر... ((بل)) ....أبلغ منه !!......هذا الاخير هو اله الاسلام و قران الاسلام و فلسفة الاسلام .....و نعم بالاسلام

اخى الغالى ......الحياة حركة و الموت سكون ......عندم يتسارع الجرم "المتحرك" يتفكك و يتخلخل تكوينه و يتحطم يدمر نفسه بنفسه نتيجة تسارعه .....كالمذنابات و النيازك و حتى السيارات و الطائرات و الصواريخ ....و عالمنا يعدوا و يعدوا و يعدوا ..الى النهاية ....ما كنا ننجزه فى مئة عام صار ينجز فى عشر .....و طائرة الاخوة برايت التى طارت 1903 ...تطورت حتى وصلت الى القمر 1969 ....ثم خرقت سرعة الصوت ثم أبحرت لتستكشف باقى الكون ...و ما تنتجه مصانع الالكترونيات أصبح يصير موديل قديم فى أيام لا أسابيع .....العالم يتسارع نحو الموت نحو النهاية .......و ها هو الله الحقيقى .....الله الذى لم يجلس فى سمائه فى الهواء الساقع ليعرف نتيجة صرعنا مع الحياة فزنا ام فازت الحياة علينا كما يفعل اله الاسلام ...الاله الحقيقى الذى شمر عن لهوته و تخلى عن مجده و عزه و جاء الى العالم لينقذنا ....ها هو الاله الحقيقى يقرع باب قلبك ....فأذا كان هذا ((كذب)) ما احلاه .....و ان كان "تعالى" اله الاسلام ((صدق)) ما أبشعه ......تعرف على الله الحقيقى ...أولا ......ثم ارفضه ...او اقبله ثانية .....أختم و أقول لك .....يقال ان طاغور قال ....((أنا اثق ان الله موجود لنه اعطانى الحرية أن ارفض هذا الوجود)) ......هذا هو الاله الذى أؤمن بوجوده و اعبده ..الاله الذى يحترم لا يقتحم ....الاله الذى لا يعاقب فقط بل يحب ايضا .....ام الاله الذى لا املك له ضرارا و لا نفعا ......فا لا حاجة لى به ....لأن عذابه لن يزيدنى الا عذابا ..

أخى ملحد ...ان مشكلتك و رفضك و تعبك ليس مع و لا بسبب الاله الحقيقى ..
.
....المسيح الذى احبك و مات من اجلك فليكون معك ...و يظهر لك ذاته ..ان كان حى و ان كان موجود .....هذا حقك عليه



#أنون_بيرسون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردا على مقال البنطلون الساقط و الاخوة المسيحين
- هل تورث الخطية ؟؟ (2 من 3)
- ميراث الخطية ؟؟ (1 من 3)
- هل كذب ديانة يعنى صدق ديانة أخرى ؟ .........الجزء 2من 2
- هل كذب ديانة يعنى صدق الديانة الاخرى؟؟؟ ......1 على 2
- الرد الناسف على المقال السالف
- هل هو تحامل على الكنيسة القبطية ؟
- المطران الذى ....قدم وعدا بما لا يملك .......الى من لا يستحق
- المعقول و اللامعقول فى وحدانية الله - الجزء الثانى ....
- المعقول و اللامعقول فى وحدانية الله - الجزء الاول .....
- الاله الحقيقى و الاله المزيف .......الجزء الثانى
- الاله الحقيقى و الاله المزيف – الجزء الاول
- شهود على عظمة محمد ..........-مايكل هارت- ..و ما ادراك ....م ...
- قل مؤالفة قلوب ........ولا تقل رشوة جيوب .........لعبة قل و ...
- ......ما بين الرشوة و انعدام القيمة المضافة للأسلام .......ا ...
- .......أنعدام المنطق و عدم كمال الرسالة المحمدية ......الجزء ...
- ما حدث فى العياط سهوا و ديروط قصدا
- ...مصداقية الوحى الجبريلى و الوحى المحمدى و عورهما – الجزء 2 ...
- ..بشرية الوحى الجبريلى و الوحى المحمدى ......-1


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أنون بيرسون - هكذا احب الله .......الملحدين