أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - حواتمة: المقاومة أولى ضحايا الانقسام وصراع المحاصصة الثنائية على السلطة والنفوذ















المزيد.....



حواتمة: المقاومة أولى ضحايا الانقسام وصراع المحاصصة الثنائية على السلطة والنفوذ


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 15:55
المحور: مقابلات و حوارات
    


• غياب وحدة الشعب و "الصوملة" بين شطري الوطن مأساة وطنية وقومية
• الانقسام الفلسطيني والانقسامات العربية – العربية وراء تراجع وتآكل خطاب اوباما
• لا خلاص الاَّ بانتخابات تشريعية ورئاسية للسلطة ومجلس وطني لمنظمة التحرير بالتمثيل النسبي الكامل
حاوره: زهير العزة
عمان / الأردن
فيما تتجه المنطقة إلى الهاوية في ظل تعدد المشاكل الداخلية في البلدان العربية أو المشاكل الإقليمية، فإن القضية الفلسطينية تعيش وسط أجواء من الركود السياسي إقليمياً ودولياً كما يقول البعض، وأما عن الجانب الآخر جانب المحتل؛ فإن تسارع وتيرة سياسة التهويد وقضم الأراضي وقتل وتشريد الفلسطينيين مستمرة فأين طريق الخلاص للفلسطيني من هذا الواقع، وما هي الخيارات الفلسطينية في ضوء الانقسام الداخلي؟ وما هي الخيارات العربية في إطار الانشغال الداخلي للأنظمة العربية؟ وما هي الخيارات الإقليمية والدولية بالنسبة للفلسطينيين؟ ...
للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة اسمحوا لي أعزائي المشاهدين بأن أرحب بضيفي في حلقة "لقاء اليوم"، هذه الحلقة الخاصة حول القضية الفلسطينية بالقائد الفلسطيني الكبير نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ... مساء الخير أستاذ نايف وأهلاً بك ...

س1: كما قلت بالمقدمة بأن المنطقة تشهد أو تتجه كما يقول البعض نحو الهاوية، فهناك صراعات ومشاكل إقليمية وداخلية للبلدان العربية ومشاكل الأنظمة العربية مع شعوبها، مشاكل عربية ـ عربية، وحالة توتر داخلية بين البلدان العربية وأيضاً الوضع الدولي لا يلتفت أو يعطي على أجندته للقضية الفلسطينية مكاناً ... في هذه المرحلة وفي ضوء ذلك القضية الفلسطينية تشهد حالة من الركود السياسي سوءاً كان هذا إقليمياً أو دولياً، فكيف تقرأ أولاً كمناضل فلسطيني وأحد أهم القيادات الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية مشهد الواقع الفلسطيني من وجهة نظر معايش للواقع الفلسطيني ؟
نحن رجال ميدان، ولذلك نعيش نصنع الحدث من داخله، ولا نراقبه من خارجه. الحالة الفلسطينية والحالة العربية تمر بحالة من الركود والجمود، بل مجموع الوضع بالشرق الأوسط يعيش حالة من الركود والجمود على صعيد البحث عن حلول للقضايا المزمنة العالقة في منطقة الشرق الأوسط، وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية ثم قضايا الصراع العربي - الإسرائيلي، فضلاً عن الازمات المزمنة "الاثنية، العرقية، الطائفية والمذهبية، الاستبداد وغياب حقوق الانسان، الاضطهاد التاريخي للمرأة والشباب، غياب المساواة في المواطنة..الخ". في البلدان العربية موروث تاريخي طويل، وهذا الموروث بلا حلول لذلك ما لم يكن هناك حركة تتجه إلى الأمام لحل هذه المشاكل، الوضع في بلادنا العربية وبالشرق الأوسط بالذات سيتراجع أكثر فأكثر، وعليه العالم الخارجي وبالتحديد الكتل الدولية الكبرى لن تتعاطى مع حالة راكدة ـ جامدة.
أقول من جديد نحن بنينا لشعبنا على امتداد ما يزيد عن ثلاثين عاماً وحدة وطنية لشعب مشرد على خمسين شطراً في بلدان تقارب الخمسين بلداً، أعدنا بناء وحدة الشعب، فنحن شعب واحد ولكن لسنا شعب موحّد، فأعدنا وحدة بناء الشعب التي كانت مفقودة بين عام 1948 وحتى عام 1974، ببرنامج جديد يلبي مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية والقومية أينما كان موجوداً، يلبي مصالح وحقوق شعبنا داخل خط 48 بالإصرار على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وقطاعاته أينما تواجدت، ويلبي حق شعبنا بالمناطق المحتلة عام 1967 بالدولة الفلسطينية المستقلة، ويلبي حق شعب اللجوء والشتات (68%) من الشعب الفلسطيني الموزع بين أكثر من خمسين بلداً الكتل البشرية الكبرى هي بالشتات، باللجوء (الأردن، سوريا، لبنان)، ولكن هناك انتشار واسع في البلدان العربية وبلدان المهاجر الأجنبية، وجمعنا بهذا البرنامج الجديد الشعب الفلسطيني من جديد تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الأئتلافية ببرنامج سياسي جديد، كان للجبهة الديمقراطية شرف المبادرة في طرحه آب/اغسطس عام 1973، وأقر في المجلس الوطني الفلسطيني عام حزيران/يوليو، 1974 ثم أقر بقمة الرباط العربية في اكتوبر 1974، برنامج أعمدته الرئيسية حق تقرير المصير، دولة مستقلة كاملة السيادة على جميع الأراضي المحتلة، عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية العربية المحتلة وحق العودة للاجئين في المنافي ومناطق اللجوء والشتات.
وعليه؛ بنينا وحدة وطنية فلسطينية على هذا البرنامج، شملت جميع الفصائل والقوى والقطاعات الاجتماعية والمهنية والجماهيرية العمالية والنسائية والشخصيات السياسية المستقلة، إلا أن هذا الوضع لم يتواصل وله عوامله، والزلازل التي وقعت في المنطقة، وفي مقدمتها انهيار التضامن العربي ودخول الأنظمة العربية تحت الأجندة الأمريكية بعد دخول قوات صدام حسين إلى الكويت واحتلال الكويت، وأيضاً فيما بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي وتفكك البلدان المحيطة به، وبالتالي القطبية الدولية بين معسكرين وبين قطبين تفككت وانهارت، وسادت لفترة طالت أكثر من 15 ـ 20 سنة الأخيرة القطبية الأحادية، والآن تنمو تعددية قطبية.
فنتيجة لهذه الانهيارات التي وقعت أيضاً سحبت نفسها على الأوضاع الفلسطينية وبدأت تجرجر تأثيراتها بدءاً من ذلك التاريخ بدءاً من عام 1991، ثم أخذت عنوان اتفاق أوسلو (أ ـ ب) عام 1993 ـ 1994، وعليه؛ انهارت الوحدة الوطنية ولم يعد البرنامج السياسي الموحد الذي وصلنا له جميعاً وبالإجماع في مؤسسات الثورة ومنظمة التحرير قائماً، بدأت التداعيات والتراجعات إلى الخلف إلى أن وقع مزيد من الأخطاء الإستراتيجية وما ترتب عليها من تداعيات أدت إلى الانقسام الرهيب الذي نعيشه في يومنا، وهو انقساماً ليس سياسياً فقط بل انقساماً عامودياً في صفوف الحركة الفلسطينية وحتى في صفوف الجغرافية، أي فصل غزة عن الضفة الفلسطينية والقدس العربية، وبالتالي نحن نعيش حالة من الانقسام العبثي المدمر، وهذه الحالة تتعمق أكثر فأكثر بفعل التداعيات التي وقعت بالبلاد العربية، فالبلاد العربية تعيش سلسلة من الانقسامات العربية ـ العربية، وسلسلة من المحاور المتصارعة فيما بينها عربياً، وكذلك الحال امتد هذا إلى منطقة الشرق الأوسط فضلاً عن الحالة العالمية، والآن الحالة العالمية كما نرى أمامنا جميعاً وفي اليومي تتطور باتجاه حالة متعددة القطبية وتتطور باتجاه البحث عن كومبرومايز (حلول) في الإطارات الدولية وفي الإطارات الإقليمية، ولكن بمنطقة الشرق الأوسط هذا غير قائم بسبب الانقسام الفلسطيني والانقسامات العربية ـ العربية، وتراجع وضعف شديد لقوى السلام داخل "إسرائيل" وتنامي كبير للانحراف والاتجاه يميناً ويميناً متطرفاً داخل "إسرائيل" في صفوف الرأي العام وتشكيل حكومة ائتلافية يمينية ويمينية متطرفة، وهي من أقوى الحكومات الإسرائيلية التي تشكلت منذ عام 1977 من القرن الماضي وحتى الآن.
نتيجة لهذا الوضع. الانقسام في الصف الفلسطيني يتعمق ويمول بمليارات الدولارات من المحاور الإقليمية المتصارعة في منطقة الشرق الأوسط من دول عربية وغير عربية، وعليه؛ تراجع تأثيرنا على مجموع هذا الوضع الدولي، وأيضاً التفككات والانقسامات العربية ـ العربية خف الوزن العربي أكثر فأكثر، ولم يعد فاعلاً ومؤثراً لذلك نجد أنفسنا أمام حالة لا حل لها إلا بفك هذه الأزمات.
س2: أمام هذه الصورة وهذا الركود التي تعيشه القضية الفلسطينية نتيجة ما تفضلت به دولياً وإقليمياً وعربياً، ما هو المطلوب من الفلسطينيين لإعادة القضية الفلسطينية على أجندة الحالة العربية والإقليمية والدولية ؟
في هذا السياق كلنا يعلم أن الرئيس الجديد بالولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما جاء ببرنامج انتخابي واسع يبحث عن حلول لمشكلات المجتمع الأمريكي الجديدة، حلول تقوم على تدخل الدولة لإعادة صياغة كل القوانين داخل الولايات المتحدة على قاعدة المساواة بالمواطنة بين جميع الأعراق والأجناس والأديان والمذاهب والألوان، ومن أجل إنقاذ الاقتصاد الأمريكي الذي أصيب بالزلازل مضروباً بانهيارات كبرى اقتصادية واجتماعية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وحمل مشروعاً للسياسة الخارجية لحل القضايا الإقليمية والبؤر الإقليمية المتوترة، ولذلك نجد أمامنا حلول جديدة تقع في العالم، وقعت حلول تاريخية بين الدول الصناعية الكبرى السبعة، ووقعت تسوية أخرى بين الدول العشرين التي تنتج 85% من مجموع حجم الإنتاج المحلي الإجمالي لعدد سكان 2.7 مليار، بينما 3.8 مليار ينتجون فقط 15% من مجموع حجم الإنتاج الإجمالي المحلي، وأيضاً البؤر الإقليمية تجد حلولاً تأخذ مجراها في أمريكا اللاتينية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك بين روسيا وأمريكا، وأمريكا والصين، وهكذا...، بينما الوضع في الشرق الأوسط كما قلت في حالة ركود هذا أولاً،
ثانياً أوباما وعد وعوداً كبيرة نبيلة، وتنم عن إحساس عميق بالأزمة القائمة بالشرق الأوسط بخطابه في القاهرة في 4 حزيران/ يونيو هذا العام، وقارن بين وضع السود والعبودية بالولايات المتحدة الأمريكية والحالة الفلسطينية بأنها تشبه وضع العبودية، وقارن أيضاً بين حالة الهولوكست التي لحقت باليهود في أوروبا، وبين حالة هولوكوست فلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي. هذا جديد، منطق جديد ولغة جديدة، ودعا بالتأكيد إلى "ضرورة حل يبدأ بالوقف الكامل للاستيطان بما فيه النمو الطبيعي وشيء من الحزم مع "إسرائيل" من أجل دفعها في هذا الاتجاه"، ماذا كانت النتيجة؟
بدلاً من أن تأخذ الأمور مجراها باتجاه ما دعا له أوباما وجد نفسه أنه أمام حوامل كبرى ثلاثة تضغط عليه للتراجع عن خطابه وتراجع الإدارة الأمريكية عن هذه السياسة، ممثلة أولاً بالرأي العام الأغلبي الإسرائيلي وحكومة اليمين واليمين المتطرف الإسرائيلي. وثانياً: ضغط اليمين الجمهوري داخل الولايات المتحدة الأمريكية. وثالثاً: ضغط اللوبي الأمريكي اليهودي الصهيوني داخل الولايات المتحدة الأمريكية، هذه الضغوط الثلاثة بحوامل كبرى، لا يقابلها شيء ضاغطاً على الإدارة الأمريكية في العالمين العربي والمسلم، الانقسام الفلسطيني والانقسامات العربية ـ العربية وفي الشرق الأوسط والمحاور المتصارعة، وضعفت قوى السلام وتراجعها داخل "إسرائيل"، وبالتالي غياب هذه الحوامل الثلاثة أدت إلى تراجع السياسة الأمريكية تجاه ما يدور بالشرق الأوسط من "الوقف الكامل للاستيطان" إلى "لجم الاستيطان" من "الوقف الكامل للاستيطان قبل استئناف المفاوضات" إلى "استئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة"، والاكتفاء بلجم الاستيطان.
وأيضاً الوزن العربي وزن الريشة غير مؤثر على الإطلاق ووزن العالم المحيط بالبلاد العربية، العالم المسلم وزن الريشة أكثر فأكثر وغير مؤثر، والانفجارات في الأوضاع العربية وأوضاع البلدان المسلمة بالازمات والحروب الأهلية المحلية أكثر وأكثر، لذا المطلوب من الحركة الوطنية الفلسطينية وفي المقدمة القوى الأساسية بالحركة الفلسطينية (فتح، ديمقراطية، شعبية، حماس، الجهاد الإسلامي) وكل القوى الأخرى ومكونات المجتمع الفلسطيني أن نستأنف فوراً الحوار الوطني الفلسطيني الشامل الذي انعقد بالقاهرة، ووصلنا إلى نتائج إيجابية كثيرة في شهري شباط/ فبراير وآذار/ مارس من هذا العام، وأن نجلس على مائدة الحوار، وتطرح الورقة المصرية الجديدة المقدمة على مائدة الحوار وما نتفق عليه يدخل تطويراً على الورقة المصرية وخاصة بشأن قوانين الانتخابات لتقوم على التمثيل النسبي الكامل وحكومة وفاق وطني، وإعادة بناء كل الأجهزة الأمنية لتكون لأبناء الشعب وليس محاصصة بين فتح وحماس، وعليه نتفق على التطوير للورقة المصرية بما نتفق عليه وما يبقى موضع خلاف يبقى موضع حوار لاحق، ونتفق على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة بقانون انتخابات جديد يقوم على التمثيل النسبي الكامل، وعلى انتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد لمنظمة التحرير الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، دائرة انتخابية واحدة، وكل أقطار اللجوء والشتات دائرة انتخابية واحدة بالتمثيل النسبي الكامل، حتى نعيد بناء كل مؤسسات السلطة الفلسطينية التشريعية والبلدية والاجتماعية والنقابية والمهنية على قواعد التمثيل النسبي الكامل، أي "دمقرطة كاملة" ونعيد بناء أيضاً كل مؤسسات منظمة التحرير على ذات القاعدة بالتمثيل النسبي الكامل، هكذا ننقذ الموقف ونوحد شعبنا من جديد على البرنامج السياسي الوطني الموحد الذي وصلنا له بوثيقة برنامج الوفاق الوطني بغزة ووقع عليها الجميع في 26 حزيران/يوليو 2006، كما وقع عليه محمود عباس وإسماعيل هنية وأحمد بحر، وقعنا عليه جميعاً، نستند له في إطاره السياسي وفي إطاره الائتلافي ونتفق على توقيت جديد للذهاب والعودة للشعب بانتخابات تشريعية ورئاسية داخل الأراضي المحتلة (1967)، تشريعية برلمانية للبرلمان الموحد للشعب الفلسطيني (المجلس الوطني الفلسطيني) داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهكذا نعيد بناء كل المؤسسات، نوحّد شعبنا في مواجهة الاحتلال، ولا مفاوضات قبل الوقف الكامل للاستيطان وتحديد مرجعية قرارات الشرعية الدولية، وسقف زمني لانتهاء المفاوضات.
س3: هل هذا يمكن أن يواجه السياسة الإسرائيلية المتطرفة اليمينية، وهل يمكن أن يواجه الإهمال الأمريكي للملف الفلسطيني في عهد أوباما كما أشرت به، وأيضاً يقول البعض أن كل هذا أصبح رهاناً خاسراً على الحديث عن أجندات سياسية أين أجندة المقاومة في ذلك ؟
المقاومة قائمة وموجودة. نحن فصائل المقاومة الفلسطينية؛ نحن الذين بنينا وصنعنا المقاومة الفلسطينية، نحن أبناء الثورة التي تعملقت بعد هزيمة حزيران/ يونيو 1967؛ الجبهة الديمقراطية، فتح، الجبهة الشعبية، والقوى الفلسطينية الأخرى التي حملت السلاح، نحن الذين بنينا المقاومة الفلسطينية وبنينا الثورة الفلسطينية المعاصرة، وعليها بنينا برنامجنا السياسي الجديد، وبنينا ائتلاف وطني شامل لكل مكونات الشعب الفلسطيني هذا أولاً. وثانياً: نحن الذين نشكل الآباء والأمهات لكل المقاومات العربية الأخرى، فلولا المقاومة الفلسطينية بعد هزيمة حزيران/ يونيو 1967 فلا يوجد مقاومة وطنية لبنانية، ولا يوجد مقاومة حزب الله في لبنان، ولا يوجد مقاومة عراقية ... نحن الذين شكلنا الآباء والمظلة لهؤلاء جميعاً والآلاف من أبناء المقاومة اللبنانية والآلاف من أبناء حزب الله وحركة أمل اللبنانية تدربوا وتأهلوا في صفوف الثورة الفلسطينية، وكذلك الحال أبناء المقاومة العراقية، وبعديد من البلدان العربية والمسلمة وفي بلدان العالم والثالث. لذلك علينا أن نعيد بناء وحدة الشعب الممزقة إلى شعب موحد حتى ننطلق من جديد وننهض من جديد بقبضة متحدة في إطار سياسي موحد مشروع وطني فلسطيني موحد، إطاره برنامج وثيقة الوفاق الوطني التي توافقنا عليها في غزة، ولا خلاف عليها ووقعنا عليها جميعاً هذا أولاً وثانياً نعيد بناء الائتلاف الوطني الشامل بين الجميع ويدخل الجميع إلى مؤسسات السلطة الفلسطينية بالعودة للشعب بانتخابات كما ذكرت، ومنظمة التحرير يدخل الجميع بانتخابات أيضاً تقوم على التمثيل النسبي الكامل، هكذا يصبح باليد شعب موحد سياسياً وموحد نضالياً، يجمع بين المقاومة والسياسة، يجمع بين "سلاح السياسة وسياسة السلاح"، لأن السياسة دون سلاح المقاومة لا جدوى منها، والمقاومة دون أفق سياسي لا فائدة منها، وتتحول إلى بندقية حرب أهلية كما تحولت البندقية في قطاع غزة إلى حرب أهلية بين فتح وحماس وسلسلة من الانقلابات السياسية والعسكرية. "فالمقاومة بدون افق وطني واجتماعي تتحول إلى صراع على السلطة والمال والنفوذ"، و "البندقية بدون برنامج سياسي ملموس وعملي تتحول إلى حروب اهلية وقاطعة طريق.
إذاً ننهض بشعب موحد في الإطار السياسي وبائتلاف وطني شامل وبديمقراطية شاملة، تقوم على مبدأ التمثيل النسبي الكامل، تعددية بكل مكونات وتيارات المجتمع الفلسطيني، هذا الذي ينهض بوجه التوسعية الإسرائيلية والحدود الإسرائيلية المفتوحة نحو التوسع ثم التوسع ثم التوسع، وهذا الذي يضغط على صدر المجتمع الإسرائيلي، ليضغط بدوره على حكومة الائتلاف اليميني واليميني المتطرف، من أجل أن تنزل عن الشجرة الإيديولوجية والميثولوجية التوسعية الإسرائيلية الصهيونية وباتجاه قرارات الشرعية الدولية، وهذا الذي يُمكّننا من أن يخاطب المجتمع الدولي الشريك الفلسطيني الذي يجمع بين المقاومة والمفاوضات، كما فعلت كل الثورات من فيتنام إلى الجزائر إلى انغولا إلى جنوب إفريقيا ... كما فعلت كل الثورات في العالم، من أجل التحرر الوطني، فنضغط على الكتل الدولية، والتي اتضح من خلال مواقفها تطوراً كبيراً في صالح شعب فلسطين، وفي صالح حلول فلسطينية ـ إسرائيلية تقوم على قرارات الشرعية الدولية، فالاتحاد الأوروبي موقفه تطور، روسيا، الأمم المتحدة، كذلك الحال الإدارة الأمريكية الجديدة، ونؤثر على الوضع العربي من أجل إعادة بناء التضامن العربي، ووضع حد ونهاية لصراع المحاور الإقليمية العربية، بدون هذا يبقى وزننا (وزن الريشة)، والعدو الإسرائيلي يقول: "لا وجود لشريك فلسطيني" وعباس لا يملك سلطة على غزة، وحماس لا تريد مفاوضات مباشرة وتدير مفاوضات غير مباشرة معنا"، وبالتالي لا وجود لشريك فلسطيني، البديل هو البرنامج الإسرائيلي بأشكاله المتعددة، والذي طرحه موفاز قبل أيام، ثم ما يطرحه نتنياهو الآن بأن نأتي إلى المفاوضات بشروطهم المسبقة وهي شروط استسلامية، مواصلة تهويد القدس و 3000 وحدة سكانية استيطانية جديدة في الضفة، "والنمو الطبيعي" في المستوطنات: ملاعب، مدارس...الخ.
جاسر العياش: سؤال ومداخلة:
الوضع العربي والدولي من سيء إلى أسوأ، فالحالة الفلسطينية وما يجري على الساحة الفلسطينية من انقسامات، ويوماً بعد يوم يزداد هذا الانقسام، والاتفاقيات التي ذكرت لا يُنفذ منها شيء، وسؤالي هو: متى ستتحرر فلسطين ؟ متى سيتفق الفلسطينيون على موقف موحد ؟! ...
س4: بالفعل السؤال الذي طرحه جاسر العياش سؤال مهم وخاصة أننا انتقلنا إلى مرحلة أخرى في الحوار، حماس ترفض التوقيع على ورقة القاهرة، والآن هناك نوع من التباطؤ المصري في التدخل في الشأن الفلسطيني، حيث أصبحت مصر تهتم بما له علاقة بالتوريث، وحتى مباراة مصر والجزائر أهم من قضية الفلسطينيين، بماذا تجيب ؟ ...
أولاً: بالنسبة للسؤال متى ستتحرر فلسطين ؟ هي عملية إستراتيجية تاريخية ستأخذ مراحل متعددة، وكما يقول العدو الصهيوني وعلى لسان بن غوريون: "أخذنا البلاد من الفلسطينيين والعرب دونماً بعد دونم وشجرة بعد شجرة"، أي مرحلة بعد مرحلة، ولذلك أقول للأخ في مداخلته نحن معنيين بأن ننجز الآن في هذه المرحلة حق تقرير المصير لشعبنا، دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، على حدود الأراضي التي تم احتلالها عام 1967 وعاصمتها القدس العربية، وصيانة حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وبعد إنجاز هذا ندخل مرحلة جديدة في النضال من أجل فلسطين ديمقراطية موحدة على كامل التراب التاريخي الفلسطيني، من بحرها إلى نهرها، بالنضال الجديد بمرحلة جديدة من كل الذين يؤمنون بضرورة فلسطين ديمقراطية موحدة.
حتى نستطيع أن ننجز المرحلة الأولى التي ذكرتها بموجب البرنامج السياسي المقر بإجماع الشعب الفلسطيني والالتفاف حوله والإجماع العربي بقرارات قمة الرباط عام 1974، والقمم العربية حتى الآن، علينا أن نعود إلى الحوار الوطني الفلسطيني الشامل فوراً بالقاهرة التي تستضيفه، تطرح الورقة المصرية التي أشرتم لها، على الطاولة وتطرح القضايا والملاحظات عليها، وما نتفق عليه يدخل على الورقة المصرية ويجري تطويرها في هذه الحالة وعليه نتوحد، والقضايا الخلافية التي تبقى موضع حوار لاحق وضمن التوحد نتفق بوضوح أن الإطار السياسي وهو وثيقة برنامج الوفاق الوطني، والتي وقعنا عليها جميعاً منذ حزيران/ يونيو 2006، وأن ما نتفق عليه في القاهرة هو إعادة بناء الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بالعودة إلى الشعب في الانتخابات كما ذكرت، وبالتالي ننهض من جديد بشكل موحد، وأقول مرة أخرى أنه لا يمكن أن ننتصر إلا بالجمع بين المقاومة والسياسة، والآن أوساط السلطة الفلسطينية تقول: أنهم فاوضوا لمدة 18 سنة ووصلوا إلى جدار ... إلى طريق مسدود، هذا ما كنا نقوله نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين منذ البداية، ونقول أن هذه المفاوضات عبثية والمفاوضات الجدية يجب أن تربط بين المقاومة بكل أشكالها وبين السياسة أي "سلاح السياسة وسياسة السلاح" في هذا الميدان، أيضاً أقول المقاومة المسلحة متوقفة من شباط/ فبراير منذ انعقاد مؤتمر شرم الشيخ عام 2005، وهذا المؤتمر الذي انعقد بحضور أبو مازن وشارون ومبارك والرئيس الأمريكي ووزير الخارجية الروسي وممثل الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، أيضاً حضر الملك عبد الله الثاني واتفق في ذلك المؤتمر على وقف أعمال المقاومة المسلحة، وبأن المفاوضات ستستأنف باتجاه البحث عن حل، وبالنتيجة توقفت المقاومة في الضفة بل أيضاً توقفت في قطاع غزة توقفاً كاملاً، واليوم أعلن صباحاً وزير داخلية حكومة حماس بأن حماس اتفقت مع الفصائل الفلسطينية على وقف الصواريخ على المستوطنات والمستعمرات بمحيط قطاع غزة، فصدر عن الجهاد الإسلامي والجبهتين الديمقراطية والشعبية بيانات واضحة جداً عرضت في الفضائيات تقول لم يقع أي اتفاق، بمعنى آخر، يريد أن يجبر الناس إجباراً بقوة الهيمنة لحماس على الوضع بغزة بوقف أي رد على العدو الذي يقصف قطاع غزة وخان يونس والشريط الحدودي بين غزة وسيناء المصرية، وبالتالي مرة أخرى طالما أن هناك انقسام لا توجد مقاومة، وطالما أن هناك انقسام المفاوضات السياسية لن تثمر شيئاً، علينا أن ننهي الانقسام، ونعيد بناء الوحدة الوطنية والجمع بين "سلاح السياسة وسياسة السلاح"، أي نفاوض ونقاوم كما فعلت كل ثورات الدنيا، حتى ننجز لشعبنا ما هو مطروح علينا في هذه المرحلة.
مداخلة محمد/ فلسطين:
تحية إلى الرفيق المناضل نايف حواتمة، ونأمل باللقاء معه على أرض الوطن في القريب العاجل، ونشد على يديه من أجل تكثيف الجهود من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وتلاحم الشعب الفلسطيني بكافة فصائله، من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
س5: السيد محمد تحدث عن الجهود المبذولة، لكن أعادنا في الذاكرة إلى موضوع عودتك إلى فلسطين، كنت تنوي العودة إلى فلسطين ومنعت، هل هناك الآن في الأجواء شيء حول العودة إلى فلسطين ؟
يجب أن يكون بعلم شعبنا في أقطار اللجوء والشتات وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعلم الشعوب العربية وأصدقاء الشعب الفلسطيني في العالم، حق العودة حق لكل قائد فلسطيني، لكل كادر فلسطيني، لكل واحد من أبناء الشعب الفلسطيني بالمنافي والشتات، حكومات "إسرائيل" هي التي أقامت جدار برلين في وجه حقنا ولم تسمح لي بالعودة إلى البلاد لأننا في موقع النقد للحلول الجزئية والمجزوءة التي مشت بها حكومات "إسرائيل" مع الأخ أبو عمار (رحمه الله)، وبموافقة من الدول العربية، فضلاً عن الموافقات الأمريكية والموافقات الأوروبية، ووقعت اتفاقات أوسلو، وقلت بلغة واضحة أن هذه حلول جزئية ومجزوءة لن تؤدي إلى الحل الشامل الذي يقوم على قرارات الشرعية الدولية، التي أشرنا لها في تقرير المصير والدولة وحق العودة، وقلت أيضاً أن سوء البدايات يؤدي إلى سوء النهايات، والآن السلطة الفلسطينية تعلن 18 سنة مفاوضات وصلت إلى الجدار، حكومات "إسرائيل" لا زالت تقيم الجدار بوجه حقنا بالعودة وبوجه عديد من كوادر المقاومة والحركة الوطنية الفلسطينية، وبالتالي تتحمل المسؤولية الكاملة، ونحن أعلنا في اللحظة الذي سيفتح الباب في هذا الجدار لي ولإخوتي سنعود إلى البلاد، تدخلت دول كبرى في هذا الميدان أيضاً منها روسيا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا ... العديد من الحكومات تدخلت، لكن حكومات "إسرائيل" ما زالت تقيم هذا الجدار حتى الآن ...
مداخلة حارث العيسى
ما تحدث عنه الرفيق نايف صحيح مئة في المئة، ولكن الآن نحن نشهد الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني، إذا لم يتفق الفلسطينيون والعرب ماذا ستقدم لنا القوى العظمى والمجتمع الدولي ؟ لذلك نحن نطلب توحيد الصف الفلسطيني والعربي إلى جانبه ؟
س6: هناك محاولات فرنسية حثيثة لكسر الجمود واستئناف المفاوضات عبر استضافة عباس ونتنياهو، وبمشاركة أساسية للولايات المتحدة الأمريكية، أيضاً بمشاركة مصر والسعودية والرباعية والاتحاد الأوروبي، هل المفاوض الفلسطيني أو السلطة ستدخل مغامرة أخرى من التفاوض كما قيل ؟ كيف يمكن كقائد فلسطيني أن تنصح المفاوض الفلسطيني في حال دخوله مرة أخرى للمفاوضات أو مشاركته في هذا المؤتمر في فرنسا في حال حصوله ؟
في النقطة الأولى أقول: إن الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني ليس فلسطينياً فقط بل هذا انقسام مزروع ومدفوع وممول من المحاور المتصارعة في منطقة الشرق الأوسط العربية وغير العربية، ومليارات من الدولارات تصرف سنوياً في طاحونة السلطة الفلسطينية، وهذه لها اشتراطاتها، وكذلك الحال مئات الملايين وأكثر من ذلك أيضاً تصب في طاحونة حماس في قطاع غزة، وهذا كله لتعميق الانقسام وإدامة الانقسام، ولذا على الفلسطينيين والقوى الحية الحريصة على الشعب وحقوقه الوطنية والوحدة الوطنية أن يصروا على استئناف الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، ووقف أي شكل من أشكال حوارات المحاصصة بين فتح وحماس، وفي إطار الحوار الشامل المبني على وثيقة الوفاق الوطني التي وصلنا لها في غزة ووقعنا عليها جميعاً، وعلى النتائج التي توصلنا لها في حوار شباط/ فبراير وآذار/ مارس 2009 في القاهرة بالحوار الشامل، ونعود إلى الشعب كما قلت، وعلى هذا نستطيع أن نطوّق أيضاً التدخلات اليومية العربية وغير العربية بالمعدة الفلسطينية لتعميق وإدامة الانقسام هذا أولاً.
ثانياً: ساركوزي يُحضّر لمشروعين: المشروع الأول هو البحث بينه وبين الأمريكان عن ورقة ضمانات أمريكية ـ فرنسية، هذه الورقة تقدم للسلطة الفلسطينية من أجل استئناف المفاوضات، بدون الوقف الكامل للاستيطان، وبمعنى آخر الاكتفاء بلجم الاستيطان بما توصلت له الإدارة الأمريكية مع حكومة نتنياهو وليس الوقف الكامل للاستيطان، واستئناف المفاوضات ... نحن نقول لا لهذا الطرح، لماذا ؟ لأن هذا يعني الاستسلام لشروط نتنياهو المسبقة، لأن نتنياهو يريد مفاوضات بشروطه، ومواصلة تهويد القدس ومصادرة الأراضي وهدم المنازل في القدس، أيضاً 3000 وحدة سكانية في الضفة الفلسطينية والنمو الطبيعي بالمستوطنات بالبنية التحتية، وبالتالي يرسم حدود جديدة لدولة "إسرائيل" ليست الحدود المقرّة دولياً عام 1947 بموجب القرار 181 ولا حتى حدود الهدنة عام 1948، بل توسع أكثر فأكثر، نرفض هذه الشروط.
عندنا الآن بالقدس العربية 300 ألف مستوطن مستعمر، وعندنا بالضفة الفلسطينية 350 ألف مستوطن مستعمر، ويخطط نتنياهو أن يصلوا إلى المليون خلال فترة حكمه الحالية، لذلك يجب أن نرفض هذه الشروط المسبقة، رفضها يعني لا مفاوضات قبل الوقف الكامل للاستيطان.
مداخلة عواد الهويري
تتحرر فلسطين عندما نحل خلافاتنا ونكون موقف واحد وقلب واحد في مواجهة "إسرائيل"، والسؤال هو متى تتم المصالحة وردم الخلافات الفلسطينية ؟
س7: هل كما يقول البعض خيار الدولة المستقلة هي ورقة في يد أبي مازن، أنتم في الجبهة الديمقراطية هل يذهب أبو مازن إلى مجلس الأمن ويعلن الدولة المستقلة، أم أنه يعزل نفسه ومن ثم يتم اختيار قيادات أخرى وبعدها يتم دراسة ما ستؤول إليه الأمور ؟
قرار أبو مازن بالتنحي وعدم المشاركة في الانتخابات، والتي كان مقرراً أن تنعقد بسقف 25/1/2010، الآن الانتخابات أُجِّلَتْ إلى إشعار آخر، ونحن دعاة في الجبهة الديمقراطية والحركة الوطنية الفلسطينية إلى استئناف الحوار الوطني الشامل حتى نحل عقدة الانقسام ونعيد بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية في الإطار السياسي والائتلاف الذي ذكرت وعلى قاعدة العودة للشعب بانتخابات تقوم على مبدأ التمثيل النسبي الكامل، وبالتالي الأخ أبو مازن برغبته في التنحي طرح قضية مبكرة جداً، ومتسرعة ولذلك قلت له وأقول الآن من جديد ليس هكذا تحل الأمور، وليست هذه القضية الرئيسية أن تتنحى أولا تتنحى ... القضية الرئيسية إنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية في إطار سياسي موحد، مشروع وطني فلسطيني موحد بالعودة للشعب بانتخابات التمثيل النسبي الكامل، وتطوير الورقة المصرية، هذا يتطلب حوار شامل واستئناف الحوار الشامل كما ذكرت هذا من جانب .
في الجانب الآخر؛ ليس مطروحاً إعلان الدولة الفلسطينية على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 من جانب فلسطيني، مع أن "إسرائيل" ومنذ عام 1948 كل ما تقوم به هو أحادي الجانب، ولا تحترم أي قرار من قرارات الشرعية الدولية، هنا مشكلة المقاييس المزدوجة في العالم وخاصة عند الكتل الدولية الكبرى. الذي طرح في اجتماع وزراء الخارجية العرب الثلاثة عشر من لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية في القاهرة، بأن تذهب كل الدول العربية والسلطة الفلسطينية إلى مجلس الأمن، من أجل محاولة إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يقول بأن الدولة الفلسطينية القادمة دولة بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967، بمعنى أن يتحدد المرجعية للمفاوضات أنها بشأن الحدود وبشأن القدس، عندما يقال أن الدولة الفلسطينية على الأراضي التي بُدء باحتلالها في حزيران/ يونيو 1967، لكن مع الأسف كثيرين في السلطة الفلسطينية لا يخضعوا كل شيء للدراسة والفحص.
وظهرت تصريحات وكأن المطلوب أن يعلن الآن دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967، ما مكّن نتنياهو ومن معه أن يلعبوا لعبة قذرة على المجتمع الدولي وعلى المجتمع الإسرائيلي، وقع التصحيح لاحقاً، لا أحد طرح إعلان دولة فلسطينية اليوم بل مطروح أن نذهب إلى مجلس الأمن، وأنا سألت الكثيرين من وزراء خارجية الدول العربية، وكذلك الحال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وكثيرين بالسلطة الفلسطينية، وقدم المشروع العربي الذي يقول بأن الدولة الفلسطينية عندما تقوم على الأراضي التي بُدء باحتلالها في حزيران/ يونيو 1967 لنفترض أن أمريكا والتي ستستخدم حق الفيتو، وربما أيضاً بريطانيا معها، وبالتالي يحبط هذا المشروع، وهناك اجتهاد عند السلطة الفلسطينية والدول العربية بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستمتنع عن التصويت، ورأيي أنها ستستخدم الفيتو هي وبريطانيا فيحبط المشروع ماذا بعد ؟! ...
يجب أن نمتلك الشجاعة العرب ونحن، فلسطينياً نمتلك الشجاعة إذا لم نربح هذا القرار في مجلس الأمن من خلال الفيتو الأمريكي وربما بريطانيا أيضاً، نذهب إلى الدعوة إلى دورة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب "قانون الاتحاد من أجل السلام"، وعلى جدول الأعمال مشروع القرار فقط، هذه الدورة الاستثنائية تحت هذا القانون لها سلطة مجلس الأمن الملزمة، حيث وقع هذا مع الصين عندما دخلت مؤسسات الأمم المتحدة بدورة استثنائية تحت قانون الاتحاد من أجل السلام، وقع هذا أيضاً مع جنوب إفريقيا عندما كانت تحبط دائماً المشاريع في مجلس الأمن على يد الإدارات الأمريكية والبريطانية وإدارات أخرى معها، فذهبوا إلى الجمعية العامة في دورة استثنائية بموجب هذا القانون وأخذ القرار الملزم لكل الدول تحت طائلة العقوبات على الحكم العنصري الأبيض في جنوب إفريقيا، وبدأ بالتنفيذ فعلياً بعقوبات على هذا الحكم العنصري إلى أن استجاب لحق تقرير المصير لشعب جنوب إفريقيا بكل ألوانه وأديانه وأعراقه، وإنهاء حكم الأبارتيد، حكم التمييز العنصري، وجرت الانتخابات بقوانين التمثيل النسبي الكامل والأغلبية أصبحت بيد السود والملونين وخاض أيضاً البيض ذو الأصول الأوروبية الانتخابات وبنيت جنوب إفريقيا ديمقراطية موحدة، ولذلك أقول للدول العربية التي اقترحت هذا الاقتراح باجتماع القاهرة قبل عشرة أيام لنقف بشجاعة وإذا لم يمر بمجلس الأمن ومن الآن أقول لن يمر نذهب إلى دورة استثنائية للجمعية العامة، وهذا يعني بالتأكيد اشتباك مع الإدارة الأمريكية واشتباك ربما مع بعض الدول الأوروبية الأخرى يجب أن نمتلك هذه الشجاعة.
مداخلة السيد شهاب - مأدبا:
السيد حواتمة يقول إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، ومن ثم نحرر باقي فلسطين ... نريد أن نعرف كيف يتم تحرير فلسطين بعد توقيع اتفاقية مع "إسرائيل" معاهدة صلح على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، فالدول العربية أخرجت من الصراع والقضية بالكامل بعد مؤتمر أوسلو، ولم نقرأ بالتاريخ أن ثورة دخلت إلى أرض محتلة وبدأت تفاوض وهي مطوقة ومحتلة، وكانت النتيجة أن قُضي على قائدها وأصبح كل واحد منهم يتشمت بالآخر.
س8: بماذا تجيب فهو يقول أنه بعد التوقيع، وقلت أنت إذا ذهبنا نفاوض على 67 ويقول هو إذا وقعت السلطة على 67 ... كيف سوف تطلب أو تطالب بأراضي 48 المحتلة ؟
السائل لم يقرأ التاريخ من فيتنام إلى جنوب افريقيا، تمت حلول مرحلية و "صلح واعترافات بتقسيم فيتنام عام 1954 بعد انتصار ديان بيان فو وهزيمة الكولونيالية الفرنسية استقلت فيتنام الشمالية وبقيت الجنوبية بيد فرنسا باتفاقات ومفاوضات وصلح، وفي عام 1959 تشكلت جبهة تحرير جنوب فيتنام واستئناف المقاومة 15 سنة جديدة ضد الاستعمارين الفرنسي والامريكي ثم مفاوضات وتحرير الجنوب..الخ، هذا وقع أيضاً في ناميبيا، جنوب افريقيا ...الخ.
قلت وأقول من جديد فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها عملية تحرير هذه الأرض وبناء دولة ديمقراطية موحدة على كامل أرض فلسطين التاريخية عملية إستراتيجية متعددة المراحل لا يمكن إنجازها بمرحلة واحدة، فلقد جربنا نحن الفلسطينيين وكل العرب شعوباً ودولاً وكل أصدقائنا في العالم حركة التحرر الوطني العالمية، الحركة الثورية العالمية، بلدان التجارب الاشتراكية، عشرات الملايين من أصدقائنا داخل بلدان أوروبا وحتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية أربع وسبعون سنة جربنا فلسطين كل فلسطين بالضربة الواحدة، بالضربة القاضية، هذا اتضح أنه غير ممكن. عدونا أخذ البلاد شجرة بعد شجرة، دونماً بعد دونم ـ كما قال بن غوريون ـ ولذلك البرنامج السياسي الجديد للثورة ولمنظمة التحرير الذي أخذ بإجماع كل الفصائل وكل القوى، والتفّ حوله كل الشعب الفلسطيني ثم أخذ بقرار بالقمم العربية من قمة الرباط 1974 إلى قمة الدوحة هذا العام بآذار/ مارس 2009، ثم كل أصدقائنا بالعالم يوجد إجماع بأن هذه المرحلة التي طالت منذ العام 1948 وحتى عامنا هذا يجب أن تختتم بما يلبي حقوق الشعب الفلسطيني بحدودها الدنيا في هذه المرحلة تقرير مصير، دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس العربية المحتلة، بدون استيطان ومستوطنات ومستوطنين، وحق العودة، بعد هذا تنشأ دولة فلسطينية تشكل الخط الأمامي بوجه التوسعية الإسرائيلية الصهيونية، ونطرح على شعبنا وعلى كل العالم بما فيه على الإسرائيليين اليهود أن هذا لا يشكل الحل العادل والديمقراطي، تعالوا للنضال بأشكال جديدة ومتنوعة ومشتركة من أجل حل ديمقراطي شامل، دولة ديمقراطية موحدة على كامل أرض فلسطين التاريخية لكل سكانها على قدم المساواة بالمواطنة، الفلسطينيين العرب والإسرائيليين اليهود، وبدون هذا أقول للجميع الوضع سيبقى تحت الاحتلال والتوسع الإسرائيلي سيستمر، لأن "إسرائيل" لا يوجد لها حدود ثابتة فكله مؤقت من أجل التوسع، وأيضاً خلال خمس سنوات إلى عشر سنوات لا يبقى أرض لنقيم عليها لا دولة فلسطينية ولا فلسطين في هذه الحالة، والآن هناك إجماع بما فيه (فتح، جبهة ديمقراطية، جبهة شعبية، حماس، الجهاد الإسلامي)، ووقعنا على هذا البرنامج الذي أشرت له بغزة دولة فلسطينية بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967، ثم نكمل السلسلة التاريخية من جديد.
س9: يقول البعض وحتى أن لك تصريح صحفي مؤخراً أنني أمدُّ يدي للجميع وليس لدي أي مشكلة مع الفصائل أو القيادات الفلسطينية بما فيه مع حماس والجهاد الإسلامي، ومع الجميع، وأنك ترحب بالحوارات الداخلية الفلسطينية ـ الفلسطينية في ظل وجود كما وصفت اليد الإقليمية في "المعدة الفلسطينية" ... على ماذا تراهن أمام هذا الواقع الذي يلعب بالقضية الفلسطينية ؟
أراهن بأن عذابات الشعب الفلسطيني وأوجاعه، دمائه ودموعه الجارية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي أقطار اللجوء والشتات ستفرض يوماً ما قادماً ضاغطاً على جميع الفصائل الفلسطينية لنعود إلى الحوار الشامل، ونطوّر بالورقة المصرية ونعود للشعب بانتخابات على أساس يوحد الشعب لا يفكك الشعب أي انتخابات تمثيل نسبي كامل، لأن الانتخابات بموجب قانون 96 مزقت الشعب ومزقت وحدته، وانتخابات قوانين يناير 2006 اللاديمقراطية والانقسامية عمّقت هذا التمزق وأدت إلى انقلابات سياسية وعسكرية، وانشطار عامودي بصفوف المقاومة وكل القوى السياسية وكل مؤسسات المجتمع، ولذلك من جديد أقول عذابات الشعب ستفرض نفسها واللقاء ويدنا ممدودة والحوار الشامل يشمل الجميع كما وقع بغزة والقاهرة، ونحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لدينا لقاءات يومية وشبه يومية مع حماس والجهاد الإسلامي وفتح والآخرين، وآخر مثل على ذلك قبل ثلاثة أيام جرى لقاء بين قيادتي الجبهة الديمقراطية وحماس بغزة، وأعلن ببيان عن هذا اللقاء، وأيضاً اليوم عندما أعلن وزير داخلية حماس بأنه اتفق مع الفصائل على وقف أي أعمال مسلحة تمس غلاف غزة، بينما العدوان الإسرائيلي يتواصل، لذلك قلنا طالما العدوان متواصل نحن في الجبهة الديمقراطية كما أعلن أيضاً الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لم تتفق حماس معنا على هذا طالما العدوان متواصل سنرد على العدوان ولكن حل كل هذه القضايا أن نعود للحوار الشامل ونبني وحدتنا بالعودة للشعب والانتخابات.
س10: هل تتوقع أن السيد عباس سيستمر في العزوف عن الترشح للانتخابات ؟
ممكن أن أجيب بنعم أو لا، ممكن أن أجيب إذا بقيت الأمور على حالها أنا أرجح أنه سيبقى محجماً، وإذا لم تبقى على حالها وبالتالي وقع من جديد تماسك بالمواقف الأمريكية عملاً بخطاب أوباما، وقدم شيء للضغط على "إسرائيل" من أجل الوقف الكامل للاستيطان، وأيضاً استأنفنا الحوار الشامل للوصول إلى حلول كما قلت بالعودة إلى الخيار الديمقراطي، أرجح أن عباس سيصحح ما قال ويبقى في مكانه إلى أن تجري الانتخابات وأرجح أيضاً أنه سيدخل الانتخابات.



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواتمة: كل المؤسسات الفلسطينية يوم الخامس والعشرين من شهر كا ...
- حواتمة: الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية قابل للتراجع ...
- حواتمة: نتنياهو يفرض شروط مسبقة وينفذ الاجراءات الاحادية الج ...
- سوء الانقسام وتفكك الوضع العربي الأسوأ وراء تراجع الادارة ال ...
- نايف حواتمة: أخطاء أبو مازن في حق الشعب الفلسطيني
- حواتمة :الدعوة للانتخابات في 25/1/2010 ليست مسألة قانونية بل ...
- طلب السلطة تأجيل تقرير -غولد ستون- جريمة سياسية وأخلاقية
- حواتمة: إنهاء الانقسام العبثي المدمّر، وإعادة بناء الوحدة ال ...
- العرب يموّلون الانقسام الفلسطيني
- نايف حواتمة في لقاء صحفي في عمان
- حواتمة في حوار مع فضائية الجزيرة
- حواتمة: المجتمع الدولي يتطور باتجاهات تستجيب بنسبة ما للقرار ...
- حواتمة: ارتداد فتح وحماس عن نتائج الحوار الوطني الشامل
- حواتمة: ارتداد وفدي فتح وحماس عطّل نجاح الحوار الشامل
- حواتمة: وفد فتح للحوار الثنائي ارتكب الخطأ الكبير
- حواتمة في حوار مع قناة A1 T.V. الفضائية الأردنية
- نايف حواتمة: حوار المحاصصة الاحتكاري الثنائي بين فتح وحماس ط ...
- حديث أكد فيه أن لقاءات «فتح» و«حماس» التفاف على نتائج الحوار ...
- أمين عام -الجبهة الديمقراطية:-يستبعد اتفاقاً وشيكا يعيد الوح ...
- حواتمة: نرفض التراجع عن قرارات الحوار الشامل،


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - حواتمة: المقاومة أولى ضحايا الانقسام وصراع المحاصصة الثنائية على السلطة والنفوذ