أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - حول المآذن السويسرية مرة أخرى.














المزيد.....

حول المآذن السويسرية مرة أخرى.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 12:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد التصويت السويسري، على منع المآذن التي نبه إليها في الحقيقة اليمين السويسري بزعامة حزب الشعب اليميني، عندها انتبه مسلموا سويسرا، ومعهم أقرانهم في العالم إلى أهيمية المآذن، بالنسبة للمسلم. الملفت للانتباه في هذه المعمعة التي أثارها حزب الشعب أنها، أدخلت النخب الثقافية، والسياسية والحقوقية، في نقاش حول قضبة الإسلام السياسي لتتعداه عند كثر لمناقشة الإسلام كدين وضرورة إنهاءه، من الخارطة الدينية للعالم، وخاصة عند المتعصبين من أبناء الأديان الأخرى، وبعض مدعي العلمانية، في الوطن العربي.
تركز النقاش الحقوقي على حقوق الأقليات وحقوق المواطنين، وحقوق حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية، في أبنيتها التقليدية وغير التقليدية، والتي تعدت في الحالة الإسلامية السويسرية، اختصاص الشأن البلدي في المدن والبلدات السويسرية، لتتحول إلى منع سياسي بامتياز، لأن النخب السياسية في سويسرا، قادرة على صناعة جزء مهما من الرأي العام، وخاصة الإعلام في هذه الأيام، وهنا لابد أن نقول كلمة لابد منها" أن اليمين السويسري أكثر صدقا ووضوحا مع أهدافه، والطريقة التي يعمل عليها، لأن اليسار السويسري في معركة المآذن هذه، لم يعطي الأمر أهمية أبدا، ولا حتى الحكومة السويسرية التي كانت ضد المنع، وجدت لرغبة عندها أن تترك الشارع السويسري لليمين الذي نجح في تعبئة الشارع، ولو تدخل اليسار في الحملة هذه، لكان من الممكن أن يفشل اليمين، ولكن الجو عموما مشحون، واتخذ اليسار تكتيك، إذا نجح اليمين نتهمه بأنه ضد حقوق الإديان والإنسان، وإذا فشل سيتحمل لوحده النتائج، وفي كلتا الحالتين يجد اليسار نفسه رابحا في هذا الاستفتاء، ولهذا حقق حزب الشعب وحليفه الأصغر حزب الاتحاد المسيحي، النصر.
إذن الفضاء العام هو فضاء يميني بامتياز أقله من ناحية، البحث عن قوانين جديدة تدعم إحساس النخب السياسية، بأنها تستطيع المزايدات على مصالح البلد وهويته الدينية، إن المفلت للانتباه والذي لم يتحدث عنه أحد أن سويسرا، وخاصة أكثريتها الألمانية، محافظة تقليديا ودينيا، وهذا أمر أيضا ترك تأثيره على نتائج التصويت، ولنعلم أن هنالك كانتونات ألمانية، لم تمنح المرأة حق التصويت، إلا في بداية السبعينيات من القرن العشرين، ولازال هنا كما أعتقد كانتونا أو اثنين يمنع على المرأة التصويت في قضايا تخص الشان الداخي للكانتون. إذن ما يجب الانتباه له هو أن الفضاء الشعبي، بات الآن أكثر عداء للآخر في الغرب، وليس للمسلمين فقط، وإن كانت قضايا الإرهاب، قد جعلت المسلمين العرب يحتلون مساحة أكبر في العداء للآخر، وإلا كيف نفهم حملة الرئيس نيكولا ساركوزي حول فقدانه الإحساس بالهوية الوطنية الفرنسية، وإلا لماذا طرح حملته من أجل النقاش حول سؤال" من هو الفرنسي؟
بقي نقطة لابد لنا من تأكيدها، أن المنع ليس جماليا، أو أتى بسبب الخوف على جمال العمران السويسري! بل أتى سياسيا فقط، والنقطة هنا هي" أن الأمر أيضا يتعلق بتنافس سياسي سويسري- سويسري، يمين يسار، ويتجه بشيء من الظن، غير المؤكد، أن الكانتونات الناطقة بالفرنسية والإيطالية أكثر انفتاحا، وأقل تخوفا من الأجانب، وهذه قضية يعتبرها الألمان السويسريين" تخصهم كأكثرية، وباعتبار أنهم هم حملة التأسيس والهوية السويسرية.
أما بالنسبة لنا نحن العرب، فالنقاش الذي دار بين نخبنا، يوضح بما لا يقبل الشك، أن موضوعة الحرية، لاتعني لنا شيئا، بل نحن لازال الاستبداد الفكري والسياسي، يتغلغل في دمنا، منهم من يريد منع الكنائس في بلداننا، ومنهم بالمقابل من يريد إنهاء الإسلام كدين، لأن الحديث عن حاجة الإسلام للإصلاح هو حديث من باب رفع العتب عند بعضنا، والجاد في طرحه هذا نجده، يحمل نتائج عدم الإصلاح هذه إلى ابن الشارع العربي، الذي لا حول له ولا قوة، هذا الشارع المحكوم منذ أكثر من نصف قرن، من نخب لم تقدم له سوى مزيدا من الإفقار على كافة المستويات، وما تحقق تحقق بفعل العوامل الموضوعية وليس بفعل إرادة سياسية نخبوية، تريد من هذا الشارع أن يلتقي بالعالم، كما هو هذا العالم، يلتقيه هكذا بصدر عار ودون خوف منه، ومن تحولاته، وتطوراته، لأن الخوف أسكنته بداخلنا نظم سياسية وليس ثقافة إسلامية. هل الخوف عند المواطن السوري من المشاركة في هذا العالم نابعة من ثقافته الإسلامية، أم من خمسة عقود من القهر والإفقار على كافة الصعد الثقافية والمادية؟ لأن الخوف بات يسكن المواطن السوري، المسيحي والمسلم على حد سواء.
وفي خاتمة هذا المقال، لابد أن نشير أيضا إلى ماغاب عن النقاش في هذه المعمعة" هو دور النخب المسيحية المتشددة في الغرب، ودور اللوبيات الإسرائيلية أيضا في اللعب على مسألة الهويات الدينية للمجتمعات الغربية. وتضافر ذلك مع تبن يميني سياسي غربي، لهذا الطرح تحت مسميات شتى، منها الخوف من الزحف الإسلامي، ومكافحة الهجرة، كما غاب عن النقاش أيضا، دور الإسلام السياسي المنظم في الدول الغربية، في زيادة حدة التشنج والانغلاق لدى الجالية المسلمة عموما والعربية بشكل خاص، فإذا قمنا بدراسة لدور هذه النخب لوجدنا أنها في غالبيتها، تنظر لحركة حماس، أو للإخوان المسلمين في الوطن العربي، وتتعامل مع المسلم غير المنتمي لهذين التيارين، بأنه إما كافر، أو عميل للغرب، وهي أبدا لا تشجع اتباعها على الإيمان بقضية المواطنة في وطنهم الجديد، هنا حيث كانوا يعيشون يكرامة وحرية، وأمن وضمان مستقبل، لمصلحة من تعمل هذه النخب؟ سؤال علينا إيجاد الإجابة عنه في العلاقة المزمنة بين النظم السياسية في العالم العربي وبين الإسلام السياسي، والتي تنتمي لتبادل المصالح وتنافرها بنفس الوقت، لكي يبقى المجال العربي العام، مسيطرا عليه من قبل هذان الطرفان.

غسان المفلح- سويسرا






#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيان الوزاري لحكومة الشيخ سعد الحريري.
- منع المآذن في سويسرا وقوننة التواجد الإسلامي.
- العرب ليسوا غائبين.
- تعميقا للحوار بخصوص مسودة قانون الأحوال الشخصية.
- مرة أخرى قانون مدني سوري للأحوال الشخصية.
- الحلف الإيراني- السوري أسبابه داخلية 2-2
- الحلف السوري- الإيراني، أسبابه داخلية.
- حكومة وحدة وطنية، يعني وصاية الرئيس الأسد.
- دمشق لازالت تنتظر.
- التنظير لا يغير بالتفاصيل.
- هيثم المالح والشراكة مع غيان أقصد ساركوزي.
- نصف الكأس السوري الملآن
- العلاقة السعودية- السورية
- على إخوان سورية أن يفرملوا.
- الأساسي-علاقة السلطة بالمجتمع السوري-
- جنبلاط أهلا بك في دمشق.
- إشكالية النظم الإشكالية2-2
- إشكالية النظم الإشكالية
- قناة زنوبيا تاريخ يبقى حتى لو دفنت.
- زنوبيا صوت آن له أن يتوقف


المزيد.....




- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - حول المآذن السويسرية مرة أخرى.