أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تنزيه العقيلي - صلاة المذهب الظني 1















المزيد.....

صلاة المذهب الظني 1


تنزيه العقيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 12:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يتساءل بعض القراء، ما دمت لادينيا، فما معنى أن تكتب عن الصلاة، لاسيما الصلاة بصورتها التي شرعها الإسلام، الذي حسمت أمرك بأنه، كما هو الحال مع سائر الأديان، نتاج بشري، وليس وحيا إلهيا، وخاصة لما كتبت عن تشخيصك لكون ضرر الدين أكثر من نفعه، حيث قررت أنْ (له منافع للناس وإثم كبير، وإثمه أكبر من نفعه).

جوابي أني عندما رجعت إلى ما كتبته في فترة اعتمادي للمذهب الظني، أو اللاأدرية الدينية، والتي لم تدم إلا ستة أشهر، أو ربما أقل بقليل، وجدت أن (المذهب الظني) لا يخلو من فوائد لمن لا يستطيع حسم القطع بنفي الدين، بل يبقى يراوح بين الإثبات والنفي، أو بين الإيمان الديني العقلاني، والإيمان الديني العقلاني الظني، والإيمان العقلي اللاديني. فلمثل هؤلاء، لاسيما الذين قضوا أشواطا طويلة من حياتهم متدينين، ولا يريدون أن يتخلوا عن التدين، الذي يروي عطشهم الروحي، ويسقي جدبهم المعنوي، فمن المفيد أن يعتمد مثل هؤلاء المذهب الظني. ولولا أني لا أستطيع إلا أن أكون صادقا، ولا أسمح لنفسي أن أغش الناس، حتى لو كان غشا من أجل الإصلاح، لبقيت أتقمص شخصية المؤمن والملتزم بالمذهب الظني، ولجعلت الترويج له والدعوة له رسالتي في الحياة.

مع هذا، ومع بقائي صادقا مع قرائي، ومع إفصاحي بلادينيتي، وباعتناقي لعقيدة التنزيه، أي الإيمان العقلي المنزه لله من مقولات الدين، لا يسعني إلا أن أحترم الدينيين الإنسانيين العقلانيين، وأحترم اللاأدريين الدينيين، أو أتباع المذهب الظني، وأؤسس لهم قواعد التزامهم، كما لو كنت منهم، وبكل صدق، ولكن كما بينت، دون تحويل هذا المذهب إلى رؤية نهائية، أو إلى مُسلَّمة، كيف وقد انتقلت عنها، ولكن حتى مع عدم تحولي عنها، فتبقى الرؤى البشرية بشرية نسبية تتحرى الحقيقة ولا تبلغها، وإن بلغتها، فتبلغ في أحسن الأحوال بعضها، لا كلها.

وبالنسبة للصلاة، فإني كنت أذوب في صلاتي، وأحلق بها مع الله، ولم أكن أصليها صلاة عادة، كما هو الحال مع معظم المتدينين. وبقيت أصلي، عندما تحولت إلى المذهب الظني، وصغت لنفسي صلاة تتناسب مع ظنية - ولا قطعية - الإيمان بالدين. ولي اليوم، وأنا أعتنق عقيدة التنزيه (اللادينية) منذ ما يقارب السنتين، صلاتي الخاصة، التي سأتناولها في حلقات قادمة. وإذا قيل إن اعتماد طقوس خاصة للادينيين سيحول لادينيتهم إلى دين، أقول الدين بالمعنى المجازي والبشري والنسبي واللانهائي لا خوف منه، وهناك الكثير من الطقوس في الحياة، فكثيرا من الأحيان نجد للموسيقيين طقوسهم، وللشعراء طقوسهم، وللعشاق طقوسهم، ولشاربي الخمر طقوسهم، ولممارسي الجنس طقوسهم، وللمفكرين طقوسهم. لكنها طقوس بشرية غير قابلة للتعميم، بل هي ذاتية، بحيث يصوغ كل من هؤلاء طقوسه الخاصة به، دون أن يدعو إليها أو يبشر بها، ولكن له أن يعرّف بها بصفتها تجربته الذاتية، التي قد تكون عنصر إثراء لتجارب الآخرين.

ربما لا يعني الموضوع أكثر قراء «الحوار المتمدن»، لكن هذا الموضوع لن يخلو من أهمية، عندما يكون متضمنا في كتاب أنوي نشره مستقبلا، إما ضمن نفس الكتاب الذي أشرت إليه في بعض مقالاتي، أو في كتاب مستقل آخر، إذا ما كانت المادة المتكونة حتى ذلك الوقت، تتحمل أكثر من كتاب، ضمن سلسلة بهذا الاتجاه، باسم تنزيه العقيلي، أو لعله باسمي الصريح. ثم قد يكون من قرائي على «الحوار المتمدن» من له ثمة اهتمام بهذه الموضوعة.

30/11/2009

صورة الصلاة على المذهب الظني:
نسمي الصلاة التي تقام على الصورة التي سنبينها بـ«صلاة اليقين»، أو «صلاة الصدق»، أو «صلاة الصدق واليقين»، أو «صلاة المذهب الظني»، أو «الصلاة الظنية». نسميها «صلاة اليقين»، لكون المصلي يأتي حصرا بما له إيمان يقيني به، و«صلاة الصدق» لكونه يكون بأدائها بهذه الصورة صادقا مع ربه فيما يأتي به. وحيث أنه لا شك - لا أقل عند المصلي بصلاة المذهب الظني - من وجود الله ووحدانيته وكماله وجلاله، أي تنزهه، وعدله وجزائه، مع وجود احتمال أن يكون الإسلام كله أو بعضه نتاجا بشريا، يترك ما لا يخل تركه بالصلاة على وفق الشريعة الإسلامية نفسها من عبارات تعطي معنى الجزم بإلهية مصدر الإسلام. وأما ما يكون بالإجماع مما يعتبر تركه مبطلا للصلاة في الإسلام، فيؤتى به رجاء المطلوبية، كما يعبر المتشرعة المسلمون، ولكن بإضافة عبارات إليه، من أجل معالجة إشكال إتيان المصلي بألفاظ لا يملك يقينا بها، وذلك لإيمان المذهب الظني بأن صدق المصلي بين يدي ربه، باقتصاره على ما هو موقن به، أهم من قول ما يمثل الحقيقة، أو ما يحتمل أن يمثل الحقيقة، التي لم يصل هو إلى الاقتناع يقينا بصدقها.

وأمر آخر مهم في صورة الصلاة حسب المذهب الظني، أنها جعلت بصورة تصح عند كل المذاهب، فهي في ذات الوقت صلاة توحيدية، تتجاوز الأطر المذهبية.

قبل بيان ما تصح به الصلاة عند الظنيين (الموقنين بالله الشاكين بالإسلام)، لا بد من بيان أمر مهم، هو أنه تكاد تكون كل أقوال وأفعال صلاة الدين الإسلامي تشتمل على إيحاءات رائعة، وتصح كعبادة لله سبحانه وتعالى، حتى لو كانت من ابتكار إنسان ما، باستثناء نية الوجوب، والعبارات المتعلقة بالإقرار بالرسالة والنبوة. وقد جرى حل إشكالية كل من نية الوجوب والإقرار بما سلف على نحو، يصح العمل به في كلا الحالتين، أي مع ثبوت الوحي عند من يثبت عنده، ومع عدم ثبوته، كما هو الحال معي لاحقا.

فالقضية كلها، تدور حول أربع عبارات أو أربعة أذكار في الصلاة، والتي لا تصح إلا مع ثبوت صدق إلهية الإسلام ونبوة محمد، وهي:
1. «أشهد أن محمدا رسول الله» في كل من الأذان والإقامة.
2. «وأشهد أن محمدا عبده ورسوله» في التشهد.
3. «اللهم صل على محمد وآل محمد» في التشهد بعد الشهادتين.
4. «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته» في عموم التشهد عند مذاهب السنة قبل الشهادتين، وفي التشهد الأخير خاصة عند الشيعة قبل التسليم.

وهذه العبارات الأربع أو الأذكار الأربعة، منها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب، ومنها واجب من مستحب. وقد يختلف الأمر بالنسبة لبعضها في وجوبها أو استحبابها حسب اختلاف المذاهب الفقهية في الإسلام. وهي كالآتي:

1. «أشهد أن محمدا رسول الله»:
محلها:
في الأذان الإقامة.

حكمها:
واجبة من مستحب. (لأن كلا من الأذان والإقامة من المستحبات أي النوافل، أو السنن).

على وفق المذهب الظني:
يترك الأذان والإقامة، لجواز ترك المستحب، ويمكن لمن يحب أن يأتي بألفاظهما بنية مطلق الذكر، وعندها لا يخل بالذكر إذا أتى ببعضه، أي بدون عبارة الشهادة الثانية أعلاه.

2. «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته»
محلها:
عند فريق في كل تشهد (تحيات) قبل الشهادتين، وعند فريق آخر في التشهد الأخير(التحيات) قبل الشهادتين.

حكمها:
مستحب من مستحب عند الفريق الأول، ومستحب من واجب عند الفريق الثاني.

على وفق المذهب الظني:
تترك أو يترك عموم التشهد عند من يرى أصلا استحبابه كله.

3. «وأشهد أن محمدا عبده ورسوله»
محلها:
التشهد الأول (التحيات).

حكمها:
عند فريق واجبة من مستحب.

على وفق المذهب الظني:
تترك ويؤتى ببقية التشهد بنية مطلق الذكر، أو يترك عموم التشهد للقول باستحبابه وليس بوجوبه عند فريق من المسلمين، أو يؤتى بها مع التعقيب الذي سيرد ذكره.

4. «وأشهد أن محمدا عبده ورسوله»
محلها:
التشهد الأخير (التحيات).

حكمها:
واجبة من واجب عند الجميع.

على وفق المذهب الظني:
يؤتى بها ثم يعقب عليها بقول: «موقنا ألا إله إلا الله، غير جازم بنفي أن محمدا رسول الله، سائلا الله الهدى واليقين والعفو والقبول»، وهذا ما يمكن أن يؤتى به في التشهد الأول عند من يحتمل وجوبها في التشهد الأول أيضا. فتكون كامل ألفاظ الشهادتين في التشهد (التحيات) على النحو الآتي: «أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، موقنا ألا إله إلا الله، غير جازم بنفي أن محمدا رسول الله، سائلا الله الهدى واليقين والعفو والقبول.»

5. «اللهم صل على محمد وآل محمد» (أو الصلاة الإبراهيمية).
محلها:
في التشهد الأول (التحيات).

حكمها:
عند فريق واجبة من واجب، وعند فريق آخر مستحبة من مستحب.

على وفق المذهب الظني:
تترك عند من يرى استحبابها، ويؤتى بها عند من يرى وجوبها، ثم يعقب عليها بقول: «إن كنت بعثته رسولا، وإلا فافعل به وبهم وبنا ما أنت أهله من العدل والرحمة»، فتكون كامل العبارة «اللهم صل على محمد وآل محمد، إن كنت بعثته رسولا، وإلا فافعل به وبهم وبنا ما أنت أهله من العدل والرحمة». وتأكيد «به»، و«بهم»، و«بنا»، مهم، لأن القضية تختلف ما بين الثلاثة، وكذلك إضافة «الرحمة» إلى «العدل» ضروري، فهما ليسا متكاملين فحسب بل متمايزان، فالعدل يشمل الجزاء بالاتجاهين؛ باتجاه الثواب، وباتجاه تحميل مسؤولية ما يتحمل أي ممن ذكروا مسؤولية ما أسسوا له.

6. «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته».
محلها:
في التشهد الأخير عند فريق، ما بين التشهد والتسليم، وعند فريق آخر قبل الشهادتين في كل تشهد.

حكمها:
مستحبة.

على وفق المذهب الظني:
تترك، لجواز ترك المستحب.

كتبت في عامي 2008/2009
روجعت في 04/12/2009






#تنزيه_العقيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المذهب الظني 3/3
- المذهب الظني 2/3
- المذهب الظني 1/3
- تدريس الدين
- تأويل ممكن لقصة آدم وحواء القرآنية
- قراءة أخرى لنصوص القرآن
- مطابقة دائرة الوجود والعدم ودائرة أحكام العقل الثلاثة 2/2
- مطابقة دائرة الوجود والعدم ودائرة أحكام العقل الثلاثة 1/2
- الصراع بين الأنا الحقيقية والأنا المتوهمة
- مناقشة لرسالة في إخوان الصفا
- مقدمة الطبعة الكاملة طبعة بلا تقية
- موضوعات قصيرة في ضرر الدين على الإنسان
- طريقتان في محاولة فهم الخالقية وعلاقتها بالحكمة والعدل
- العقل والدين والإيمان
- كتاب عقائد محايد دينيا
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد
- فكرة مقدمة لكتاب عقائد
- مقدمة الكتاب
- الحريات الشخصية في الشرائع الدينية
- ما هي ثمرة التمسك بالإمامة؟


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تنزيه العقيلي - صلاة المذهب الظني 1