الارتباع

لطيف شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 01:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

لو كان حال المصريين قد تحسن بعد انتصار العرب , لقلنا ان هذه الفظائع ثمن لما تلي ذلك من تحسن ولكن الاوضاع صارت الي الاسوأ تحت حكم رهيب , وصارت مصر مسرحا للقتال لمئات السنين تلت ,ومع كل قتال تعرض الشعب لنفس الفظائع التي تحدث مع كل غزو...ومصر فتحت عنوة (سيدة اسماعيل الكاشف )
يقول الجبرتي " الملاعين الاعراب الذين هم اقبح الاجناس واعظم بلاء محيط بالناس" (مصر والحملة الفرنسية للمستشار محمد سعيد العشماوي ).
اردت بهذه المقدمة توضيح صورة العرب إبان الغزو علي مصر واحتلالها من خلال كلمات قليلة من استاذة جامعية مشهورة بصدقها وابحاثها ومن مؤرخ مسلم كبيرعاش فترة الغزو ومن كاتب المعي نشيد بكتاباته الصادقه وقلمه النزيه وسوف اسلط الضوء علي بعض الممارسات الجهنمية للعرب خلال فترة الاحتلال البغيض والتي لم يأتي بمثلها اي احتلال آخر في كل العصور مهما اتصف بوحشيته وشناعته .
واذ اعرض علي القارئ بعض الاعمال الشيطانية للغازي العربي التي كانت لها الأثر الخطير علي مجريات الامور. ارجو الا تأخذه حمية التدين ويرشقني بالتعصب او الكراهية فليس هذا اسلوب حضاري فبدلا ان ننعت هذا الموقف ونلومه ونعتذر عنه ترميني بالسباب والاهانة والمتتبع لمقالاتي يدرك انني لاامس الاديان لانها شأن الهي بل اردت ان اذكر الحقيقة من بطون التاريخ الصادق والموثق من امهات الكتب , الا انه كثير من الاحيان تكون الحقيقة مرة ومرارتها كالافسنتين لكن كشفها تساعد علي توضيح ماخفي من امور كان سابقا يفتخر بها دون ان تدرك الحقيقة , ومراجعة فكرنا لعدم التمسك بقومية غير آدمية وسيئة للغاية ولاتصلح لاي عهد, والارتباط بها يؤدي بنا الي الضياع لانها بعيدة كل البعد عن حقوق الانسان وتتنافي مع الطبيعة البشرية .. وكما نوهت سابقا اؤكد ان كتاباتي تخلو من المساس بالاديان , وتصب فقط في جانب العرق والجنس ولنترك الدين للديان ومالله لله .
وسابدا مسلسل الاوجاع بالارتباع وماهو الارتباع هذا ماسنوضحه :
اولا : معني الارتباع .. الارتباع وهو استمتاع العرب بفصل الربيع بقضائه في الريف المصري مع السكن في بيوت المصريين حيث كان الغازي يملك اختيار أي منزل مصري ويدخله كضيف غير مرغوب فيه، وأن يحيا مع الأسرة إقامة كاملة. وقد قاوم المصريون هذا السلوك وتلويث أسرهم، ولم تتوقف ثورات المصريين لمدة تزيد عن قرن كامل رغم أن نتيجتها كانت القتل للمقاومين. وأدى الارتباع إلى ذوبان العرق المصري في الأعراق الوافدة في بعض البلاد .
والأكثار من عدد العرب بالأعتداء على النساء القبطيات وإغتصابهن فيلدن ويأتى العربى فى الربيع التالى ليأخذ أولاده لتربيتهم تربية أسلامية ، ويعتقد أن الأرتباع كان يتم فى وجه بحرى حيث تزايد عدد المولودين بهذه الطريقة وأصبحوا أكثر من الأقباط أهل البلاد أما فى الصعيد فقد أحتفظوا بدمائهم النقية - ويلاحظ أن معظم الأسر المسيحية التى تعيش فى وجه بحرى اليوم ترجع أصولها إلى عائلات من الصعيد .
ثانيا :مشكلة الإرتباع
كانت أوامر المحتل الإسلامىان يحل البدو كضيوف أثناء فترة الربيع على البيت القبطى من أجل التمتع بخيرات مصر وجوها البديع وأقباطها الطيبين وإذا لم يريد القبطى يقتل فى الحال وتؤخذ أرضه وأولاده ويباعوا فى أسواق النخاسة ( العبيد) فاضطرت الأسرة القبطية إلى تعلُّم لغة الضيف المتوطن بالمنزل للتفاهم معه وخاصة خلال فترة غياب الأب القبطى فى العمل للصرف على الضيافة

ثالثا : من اين جاء الارتباع

بداية نقرأ من كتاب اهل الذمة الجزء الثالث صفحة 1162 يقول
عليهم فيه ألا يحدثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا يجددوا ما خرب ولا يمنعوا كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين ثلاث ليال يطعمونهم ولا يؤوا جاسوسا ولا يكتموا غشا للمسلمين ولا يعلموا أولادهم القرآن ولا يظهروا شركا ولا يمنعوا ذوي قراباتهم من الإسلام إن أرادوه وأن يوقروا المسلمين وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس ولا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم ولا يتكنوا بكناهم ولا يركبوا سرجا ولا يتقلدوا سيفا ولا يبيعوا الخمور وأن يجزوا مقادم رؤوسهم وأن يلزموا زيهم حيثما كانوا وأن يشدوا الزنانير على أوساطهم ولا يظهروا صليبا ولا شيئا من كتبهم في شيء من طرق المسلمين ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم ولا يضربوا بالناقوس إلا ضربا خفيا ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرةالمسلمين ولا يخرجوا شعانين ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم ولا يظهروا النيران معهم ولا يشتروا من الرقيق ما جرت فيه سهام المسلمين فإن خالفوا شيئا مما شرطوه فلا ذمة لهم وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق.
يقول الاستاذ جمال الدين عبد العزيز في موسوعة تاريخ مصر الذي حققها سيادته في صفحة 579 عن ابن عبد الحكم طبعة المعهد ص64 وخطط المقريزي ج1ص292 والسيوطي في حسن المحاضرة ج1ص51 تحت عنوان الضرائب الاخري مايلي كانت حكومة العرب في مصر تفرض علي المصريين ضرائب اخري غير تلك التي ذكرناها ويمكننا اعتبار واجب الضيافة علي اهل البلاد للجند المسلمين وغيرهم الذين يمرون في البلاد من هذه الضرائب فقد اشتراط علي القبط بعد غزو العرب لمصر ان من نزل عليه ضيف واحد او اكثر من المسلمين وجب عليه الضيافة لهم ثلاثة أيام.
يقول سراج الدين الطرشوشي (1126): لما أمَّن عمر بن الخطاب إيانا نحن نصارى الشام (سورية) بعثنا بالكتاب الآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا كتاب بعثنا به نحن نصارى الشام إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لما أتيتم بلدنا استأمنا منكم لأنفسنا ولذوينا ولأموالنا ولإخواننا في الدين وتعهدنا بألا نبني كنائس ولا صوامع ولا بيعاً ولن نعمر ما أشرف على الانهدام منها ولن نصلح ما يقع منها في أحياء المسلمين. نؤوي المارة والمسافرين من المسلمين في بيوتنا ونضيف المسلمين أجمعين ثلاثة أيام ولن نقبل جاسوساً ولا عيناً في كنائسنا ولا في دورنا ولن نخفي على المسلمين ما من شأنه الإضرار بمصالحهم. لن نعلّم أولادنا القرآن ولن نحتفل بقداديسنا على مرأى الناس ولن ننصح بذلك في عظاتنا ولن نمنع أحداً من أهل ديننا من اعتناق الإسلام إن أراد. نعامل المسلمين بالبر والإحسان ة ونقوم إذا جلسوا ولن نتشبه بهم في الملبس ولن نأخذ بلسانهم ولن نكني أنفسنا ولا أولادنا ولن نسرج ولا نحمل سلاحاً ولن نضرب في خواتيمنا حروفاً عربية ولن نتاجر بالمسكرات ونحلق مقادم رؤوسنا ولن نعرض كتبنا ولا صلباننا في أماكن المسلمين .

ويهمنا في هذا الامر مانصه" نؤوي المارة والمسافرين من المسلمين في بيوتنا ونضيف المسلمين أجمعين ثلاثة أيام."
وهنا يقول تاريخ العرب ان العرب غزوا مصر وان اي مسلم او اي مجموعة من المسلمين كان يستطيع ان يختار اي منزل ليدخله كضيف غير مرغوب فيه بدون اذن وان يحيا في هذا المنزل مع الاسرة المصرية فيي اقامة كاملة لمدة ثلاثة ايام قد تطول اذا شاء فهو السيد والاقوي وحامل السيف اما الاخر صاحب البيت اعزل وضعيف .
ويقول التاريخ ان العرب فعلوا هذا يصفة منتظمة كل عام ولكنهم لم يقيمون ثلاثة ايام فقط بل وصل الي ثلاثة شهور كل عام في البيوت المصرية ومع العائلة المصريةلانهم كانوا يقضون فصل الربيع بأكمله في الريف المصري .
وكان الجنود العرب يقيمون في البيت الذي اختاروه بدوم اصطحاب زوجاتهم ويقضون اليوم حيثما شاءوا اما داخل المنزل مع زوجة وبنات واولاد صاحب البيت او في الحقول خارج البيت .
ومن الواضح ان رب الدار كان يترك اسرته بالمنزل مع الضيف او الضيوف غير المرغول فيهم فقد كان عليه ان يذهب الي عمله ليكسب رزقه . وحتي اذا ترك العربي البيت وذهب مؤقتا الي الحقول ليقضي الوقت هناك فسيجد بعض النساء المصريات يعملن في الحقول واترك للقارئ ان يتصور مايمكن ان يفعله جندي عاطل شاهر سيفه ومعتبر ان نساء مصر عبيد له يصنع فيهم مايشاء وهن غنيمة حرب وهومن شعب يشغل الجنس المكان الاول في تفكيره .بدليل كان الوعد بجنة مليئة بالحوريات الابكار والمجددة بكوريتهم بصفة دائمة والاطفال المخلدون .
رابعا :أثار الارتباع
قبل الغزو العربي لمصر كانت الاسرة المصرية ترفض العلاقات الجنسية غير الزوجية ويذهبون الي الكنيسة ليستمعوا الي العظات التي تحض علي الطهارة والفضائل الاخري وكيف يطبق هذه التعاليم والغريب العربي الان يعيش داخل الاسرة فحدثت صدمة حضارية واخلاقية للشعب المصري.
وكيف يواجه رجل اعزل غير مسلح برجل متوحش مسلح علي استعداد بذبح رب البيت وكل اسرته في حالة رفضهم هذا الغريب الغير آدمي وفي حالة التصدي للغريب كما حدث في كثير من الاحيان لايلحق الاذي والحريق الاسرة فقط بل كل القرية وربما القري المجاورة مثل ماحدث خلال الثورات المتعددة خاصة الثورة البشمورية التي كادت ان تقضي علي الاحتلال العربي لولا تدخل البطرك في تهدئة الثوار وتسليم اسلحتهم وكانت النتيجة فناء البشموريين بالكامل لم يتركوا شيخ او طفل فتاة او امرأة لانهم تصدوا لظلم المحتل الوحشي الغادر .
وقد ادي هذا الي اختلاط الانساب في بعض القري القريبة من المدن التي يلحقها العربي بسهولة كما ساعد هذا الوضع القذر الي انتشار اللغة العربية نتيجة المعايشة بل ايضا الي تعريب مصر.
والحقيقة ان اغتصاب العربي للمصريات كان له ايضا عقاب وهو ان الجندي العربي ربما كان يقتل ابنه الذي ولد سفاحا ولايدري به او يقتل الابن ابيه في الثورات الاقباط لانهم لم يتمكنوا ان يعرفوا ابيهم الحقيقي اي هل هم ثمرة الزواج ام ثمرة الاغتصاب.
اعمال يندي لها الجبين وتقشعر لها الابدان وتدمع العيون دما ولا توصف الابالخزي والعار والجبن... هؤلاء هم العرب وهذه هي العروبة وهذاهو سلوك العربي الذي احتل ارضنا..اين الضمير والاخلاق والانسانية أكيد انعدمت تماما واذا تناسوا اعمالهم الوحشية واخفوها خجلا لن ينساها التاريخ لهم ابدا .

#لطيف_شاكر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل