أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - مساجد بلا مآذن .. ؟














المزيد.....

مساجد بلا مآذن .. ؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2848 - 2009 / 12 / 4 - 19:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسجد الأول في الإسلام كان بدون مئذنة ... والمئذنة استعملت لتنبيه
ودعوة المصلين في أوقات محددة إلى الصلاة وتنظيم الوقت بخبرة المؤذن ومن
حوله ، في وقت لم تُعرف فيه المنبهات والساعات ، بل كانت الشمس والظل
علامات الوقت والتوقيت ، وكان لابد من مكان عال ينادى من فوقه بصوت عالٍ
إذ أن مكبرّات الصوت لم تكن معروفة أيضاً سوى صوت الإنسان الطبيعي ، إذاً
في بدايات الإسلام كانت المئذنة ضرورية للأسباب المذكورة .. ومع تقدم
العمران طُورت المآذن وارتفعت وزُخرفت ، وصارت المئذنة شعاراً إسلامياً
صنعته الضرورة والحاجة ... إذن المئذنة ليست من الأصول في العقيدة كوسيلة
تنظيم وإعلام ، إذ كان المؤذن يعلن المستجدات الطارئة من أعلى المئذنة
من غزوٍ داهمٍ أو إعلان حرب .. أو الإعلان عن ثبوت رمضان والأعياد .أو عن
وفاة أو فقدان .. وكان المسجد يأخذ مساحة واسعة ولا يبنى فوقه بناء سوى
القبة كسقف أخير والتي صارت تقليداً إلى جانب بناء مئذنة ... كل هذا كان
في عصر انعدام العلم والمعرفة وقلة عدد السكان وصغر المدن .. أما في
عصرنا الحاضر ومع الازدحام السكاني الشديد وبالأخص في العواصم والمدن
الكبرى .. وازدياد عدد المساجد واحتلالها مساحات واسعة وبتكاليف باهظة مع
ازدياد عدد الفقراء وعدم تمكنهم من إيجاد كوخ دون أن يجتهد المجتهدون
والفقهاء في مسألة إشادة الجوامع والمآذن وعقلنتها ومسايرتها لمبدأ تبدل
الأحكام بتبدل الأزمان ولا ضرر ولا ضرار في الإسلام ..والضرورات تبيح
المحظورات .. ولما كان بتقدم العلم قد صارت الساعات والمنبهات في متناول
كل إنسان غنيهم وفقيرهم ولن يفوتهم أي موعد للصلاة لأن الساعة تنبههم ،
وكان اختراع مكبرات الصوت والتي توضع في مكانٍ عالٍ تنبه بصوت يزيد عشرات
المرّات عن صوت الإنسان العادي ، مما يغني عن بناء المئذنة والتي تكلف
أموالاً طائلة لمجرّد الزينة والخيلاء والتباهي ، فبناء الجامع يمكن
إشادته فى أرضٍ ذات مساحة بسيطة تناسب السعر الباهظ وبناء طوابق عدة فوق
ذلك الجامع بحيث تستعمل تلك الطوابق للأعمال الخيرية من جمعيات إنسانية
وملاجيء للفقراء والمسنين ومستشفيات للمحتاجين حتى وتأجير بعضها ليعود
ريعه إلى صندوق الجامع ليفي بمصاريفه أو بجزء منها ... وأخيراً وبدلاً من
المئذنة التي لم يعد يصعد إليها المؤذن بالمطلق فقط لتوضع عليه مكبرات
الصوت وترمز إلى مسجد ليس إلا ويمكن أن يستعاض عن هذه المئذنة المكلفة
بوضع مكبرة صوت على سطح الطابق العلوي لتفعل فعلها وتؤدي وظيفة تزيد على
أعلى مئذنة في العالم .. ألا ترون معي ان الكتب الصفراء لم تعد تنسجم
وتماشي وتواكب مسيرة العلوم والاختراعات الحديثة ، ويكفينا تمسكاً
بالقديم على علاّته وباب الحداثة يدق على أبوابنا بعنفٍٍ ويهزنا هزاً
عنيفاً علّنا نصحو وننفض عن رؤوسنا غبار السلف ان كان صالحاً أم طالحاً
فإنه لم يعد يواكب هذا الزمن بأنواره الساطعة ومعطياته المذهلة ، وان
التقدم والحضارة ليسا بالمظاهر والمآذن العالية بل بالعقول المفكرة
المبدعة ويكفينا رموزاً عفى عليها الزمن ومن مخلفات التاريخ الآفل ورواسب
هيكلية لتقاليد قد عفى عليها الزمن فالحمار والحصان والعربة ماعادوا
وسائط نقل والحمام الزاجل ما عاد ينقل الرسائل ، وان للعصر الحديث
ووسائله المبنية على العلم والثقافة المادية والفكرية بعيداً عن
الروحانيات الأسطورية وأخيراً لنسمع الشاعر نزار قباني :
ثقافتنا ... ؟
فقاقيعٌ من الصابون والوحلِ
فما زال بداخلنا
رواسب من ( أبي جهلِ )
وما زلنا نعيش بمنطق المفتاح والقفلِ
نلف نساءنا بالقطنِ
ندفنهنَ في الرملِ
ونملكهنَ كالسجادِ
كالأبقارِ في الحقلِ
أريد البحث عن وطنٍ جديد غير مسكونِ
وربٌ لا يطاردني ، وأرض لا تعاديني
أُريدُ أفرُ من جِلدي .. ومن صوتي .. ومن لُغتي
وأشردُ مثلَ رائحةِ البساتينِ
أُريد أفرُ من ظلي
وأهرب من عناويني
أُريدُ أفرُ من شرق الخرافةِ والثعابينِ ..
من الخلفاء ... والأمراء ...
من كلِّ السلاطينِ ...
أريدُ أُحبُ ... مثل طيور تشرينِ ...
أيا شرقَ المشانقِ والحرائقِ ... والسكاكينِ ...





#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنفلونزا التيوس ...؟
- الإسلام (فين) والديمقراطية (فين) ...؟
- انفلونزا الحمير ...؟
- الأخضر والنعيسة وفيدرالية الوطن العصرية ...؟
- أيهما أكثر صوناً للمرأة ألعقل أم قطعة قماش ..؟
- ضرب المرأة حتى بوردة إهانة وإذلال ..؟
- أيضاً لا لضرب النساء وحتى فى حال استحالة استمرار الحياة الزو ...
- الذئب ....؟
- هل النقاب حرية شخصية أم وسيلة قمع وإرهاب ....؟
- لا لضرب المرأة حتى لو أرادت ذلك ياسيد حمادي بلخشين...؟
- شيخ الأزهر ونقلة عصرية ضد النقاب ...؟
- كيف لنا أن نبني أمجادنا والعقل مقيد مكبل ...؟
- الغزو الإسلامي كان رحيماً بأهل الذمة وأهداهم عمر وثيقته المش ...
- ماذا ينفع تمجيد الماضي التليد مع واقع الحاضر البليد ...؟
- كيف للعلمانية التقدم والمناهج التربوية تتخطاها ...؟
- علماني في وسط اسلامي اين المفر ...؟
- حقوق امرأة باب الحارة بين الاتجاه المعاكس وعكس الاتجاه ...؟
- النصوص المعاملاتية جسر عبور للعلمانية العالمية ..؟
- علماني مسلم... أين هو الخطأ ...؟
- الفارق بين القتل والموت سيف مشرع ...؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - مساجد بلا مآذن .. ؟