أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - هدية لأمي














المزيد.....

هدية لأمي


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2848 - 2009 / 12 / 4 - 17:48
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة

راحت تحملق في وجوه صديقاتها في المدرسة وكل واحدة تتباهى بالهدية التي احضرتها لأمها في عيد الأم . ” أنا سأهدي لأمي خاتماً ،” قالت انجيلا . وردت مريم بزهو قائلة : ” وأنا احضرتُ لها منديلاً جميلاً لتربط به شعرها .

إبتسمت سمر وهي تتأمل وجه انجيلا وقالت :

ــ هل يصادف عيد ميلاد امك يا انجيلا مع عيد ميلاد ام مريم ؟

ضحكت انجيلا برنة صافية وقالت :
ــ لا يا سمر إنه ليس عيد ميلاد امي أو ام مريم ، بل اليوم هو عيد الأم ومعظم الأبناء يقدمون هدايا لأمهاتهم في هذا اليوم ، وانتم الم تحتفلوا في بلادكم في عيد الأم ؟

وردًت سمر قائلة :
ــ لا اعرف . فقد غادرت وطني مع اهلي وعمري لا يتجاوز الست سنوات ، لكن اذكر في إحدى المرات حدثتني امي عن طفولتها وكيف كانوا يحتفلون في مثل هذا اليوم من ايام الربيع ويسمونه ( الدخول ) . . كانت تقول بأن العوائل في المدينة يعدًون الأكل والشراب والحلويات ويخرجون الى البساتين ويقضون النهار في كنف الطبيعة الخلابة . الأطفال يمرحون مع بعضهم وبعض الرجال يرقصون ( الجوبي ) .كما روت لي امي بأن امها كانت تشتري لها ولأخواتها جرار صغيرة من الفخار ولأخوانها أباريق وتخيط قماش ابيض ( ململ ) وتحشيه بالشعير وتضعه حول الأباريق و الجرار وتملأها بالماء يومياً وبمرور الأيام يعشًب الشعير ، وفي صباح يوم ( الدخول ) ينزعون العشب ويرمون به الى النهر .

” الطقوس جميلة عندكم يا سمر ، “ قالت انجيلا .

وبعد المدرسة هرولت سمر مسرعة الى البيت ، تفكربالحديث الذي دار بين انجيلا ومريم . كانت حائرة لا تدري ما تفعل وليس معها هدية لتقدمها الى امها .
” امي انتِ ينبوع الحياة وانتِ كل شيء لي في هذه الدنيا . احبك يا امي وانت ِ في قلبي ، ولابد لي ان اقدًم لك هدية ولو بسيطة هي مثل هذا اليوم ! ” راحت تردد مع نفسها .

توقفت برهة عند المنتزه الذي يقع في طريقها الى البيت واخذت تصغي الى شقشقة العصافير بين اشجار المنتزه . إنتقل بصرها فجأة الى شجرة تحمل العديد من ازهار الدفلة الحمراء ، وتذكرت حديث امها عن الأزهار وكيف انها قرأت مرة بأن الشاعر نزار قباني تغزًل في وردة الدفلة.
“ لماذا لا اقطف لها زهرة وأقدمها هدية في عيد الأم ؟ اكيد ستفرح بها “ قالت مع نفسها .


تلفتت حولها لتتأكد من خلو الشارع من المارة ،إستطاعت جر صخرة الى اسفل جدار المنتزه وصعدت عليها . إشرأبت بعنقها من سياج المنتزه فرأته مزداناً بأزهار الدفلة الحمراء والبيضاء. إرتعشت قليلاً ، وبحركة سريعة مدًت يدها الصغيرة و قطفت زهرة حمراء ونزلت . تكومت على الأرض لصق الجدار مأخوذة بالخشية من ان يكون قد رآها احد . ثم مشت على عجل وبما يشبه الهرولة ، حلًت إحدى ظفائرها لتنزع الشريط عنها وربطت به الوردة . كانت تحدًق بالوردة و تقبلها ثم تلزًها الى صدرها و تدندن مع نفسها :
” الورد الأحمر يا ماما يسوى الفضة ويسوى الماس .. والورد الأحمر ….”




بلقيس الربيعي



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان السينمائي والفوتوغرافي اليمني العالمي ناجي مصلح نعمان
- في اليوبيل الفضي لإستشهادك سماوتك لن تنساك
- أبا ظفر ... الغائب .. الحاضر
- أبا ظفر ... اقسم بالله العظيم إننا لم ننساكم
- في الذكرى الخامسة والعشرين لإستشهاده الأنصار يتحدثون
- قصيدة الى زوجة الشهيد
- ارسمي زهرة
- قصيدة لنزار قباني
- لحظات خوف
- اثر المدرسة في التكيف عند الطفل
- اثر الأسرة في التكيف عند الطفل
- رابطة المرأة العراقية في عيدها السابع والخمسين
- المرأة العراقية ... والتحديات
- وتمضي الأيام وحبي لكَ باقٍ
- في تأبين البطل د. ابو ظفر
- الظالمي لم يمت
- الى شهداء العبور د. أبو ظفر أبو هديل أبو إيمان أبو سحر نا ...
- ابو ظفر ذكراك باقية الى الأبد
- هدية الوداع .... - وعد - قصة قصيرة
- ما حكاية المسلسلات المدبلجة ؟ !


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - هدية لأمي