الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!.....37

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2848 - 2009 / 12 / 4 - 07:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

إلى

كل من تحرر من أدلجة الدين.

كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.

الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.

العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.

من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.

من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.

محمد الحنفي





المنطق الانتهازي في استنساخ الحزبوسلامي لبرنامج اليسار:.....3

2) وعلى المستوى التنظيمي:

فالحزبوسلامي يسعى إلى تنظيم الحزب على أساس مقولة "الشيخ والمريد".

فالشيخ صاحب القول الفصل في كل شيء، وهو وحده القادر على فهم العقيدة والشريعة، وهو الموجه لعمل الحزبوسلاميين، وهو الذي يحدد ما يكون عليه المجتممع، من خلال التحكم في المظاهر، والأقوال، والأفعال، وهو الذي يبني منظومة القيم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، انطلاقا من أدلجة الدين الإسلامي، التي يلعب فيها دورا مركزيا، وهو الذي يجيش الأتباع، ويجيش، تبعا لذلك المجتمع، بنسائه، ورجاله، مما يجعلهم يكونون على استعداد، باستمرار، من أجل تنفيذ تعليماته التي لا يأتيها الباطل من بين يديها، ولا من خلفها، ولا وجود لشيء اسمه الديمقراطية، أو الحوار، أوإبداء الرأي في إطار التشاور بينه، وبين مريديه، ولا شيء بينه، وبين مريديه، اسمه الاختلاف في وجهات النظر. هناك شيء واحد فقط هو الشيخ. أما الباقي فمريدون يشكلون ما يجب أن يكون عليه المجتمع في الامتثال لأوامر الشيخ، ونواهيه، التي يتوصل إليها في خلوته، ومعتكفه، وانطلاقا من هذه الرؤيا، وهذا التصور، الذي يجسده الشيخ، والمريد.

وهذ المنطق، في عمقه، لا يمكن أن يكون إلا استبداديا، ولا يمكن أن يسعى إلا إلى فرض الاستبداد على المجتمع، وعلى جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، أو الاستبداد بالسلطة في جميع أبعادها، وفرض رأي الشيخ على الجميع، واعتباره تجسيدا للدين الإسلامي عقيدة، وشريعة، وبقوة الحديد، والنار، ليكون بذلك الحزبوسلامي مجرد إطار لتصريف فتاوى الشيخ، بواسطة المريدين الحزبوسلاميين، الذين يتحولون في مواقع تواجدهم إلى شيوخ صغار، يتقمصون شخصية شيخهم الأكبر، ويستنسخون أفعاله، وتصرفاته، في طريقة الباس، وطريقة الأكل، والشرب، وطريقة أداء الصلاة، والصوم، والحج، وقبل ذلك وبعده طريقة الاستنجاء والاستجمار والاغتسال، وأشياء أخرى لا نذكرها تجنبا للحرج، ولكن الحزبوسلاميين يتداولونها فيما بينهم، لحرصهم على تتبع الشخ، وإحصاء أنفاسه، وحركاته، وسكناته، حتى في بيت النظافة، وفي فراش النوم، ومن أجل الاقتداء به وفي كل شيء، ومن أجل إرضائه، والحصول على إجازته ضمع في أن ينال أحدهم في يوم ما نبل رضاه في المشيخة.

وعلى العكس من ذلك، فالحزب اليساري لا يعرف الشيخ، ولا يعرف المريد، بقدر ما ينتظم في إطاره المقتنعون بأيديولوجية الاشتراكية العلمية. وانطلاقا من مبادئها يضعون تصورا تنظيميا ينسجم معها، ويعمل على تنظيم العلاقة فيما بين المنتمين إلى الحزب اليساري، من أجل اختيار قيادتهم المحلية، والإقليمية، والوطنية.

وتلك القيادات هي التي تشرف على مناقشة جميع الإشكاليات، والمشاكل، والقضايا الكبرى، والوصول إلى خلاصات تعرض على الأجهزة المقررة، لتتحول إلى قرارات صالحة للتنظيم، وعلى أرض الواقع، في إطار برنامج نضالي ملموس.

وبالتالي، فالأجهزة في الحزب اليساري، هي أجهزة للتقرير، والتنفيذ.

والقائد الحزبي دوره تنظيمي / تنفيذي / تمثيلي، انطلاقا من تلك القرارات المتخذة، ولا يوجه إلا إليها، ولا يحق له ان يصدر الفتاوى في مختلف القضايا؛ لأن الفتاوى تتناقض مع منطق اليسار؛ ولأن القائد في الحزب اليساري ليس شيخا، ولأن اليساريين ليسو مريدين.

فكل واحد في الحزب هو لبنة لا يمكن الاستغناء عنها في البناء الحزبي. لذلك فهو حاضر برأيه، وبمساهمته، من موقعه التنظيمي، في اتخاذ القرارات، وتنفيذها.

ومناضل يساري كهذا، لا يمكن أن يكون تابعا، والتنظيم الذي ينتمي إليه لا يمكن أن يكون إلا ديمقراطيا.

ويتصور الحزب اليساري تنظيم المجتمع، انطلاقا من ممارسته التنظيمية. فهو يرى أن يختار الشعب دستوره الذي الذي يجب أن يعكس سيادته على نفسه، وأن يجعل اختيار حاكميه في إطار انتخابات حرة، ونزيهة، مسألة مبدئية بالنسبة إليه، وأن يسهر الحاكمون الذين يختارهم الشعب على حماية مصالح الشعب، وأن يعملو على تطبيق الاختيارات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، التي تعكس إرادته.

وبذلك يكون الحزب اليساري منسجما مع نفسه، ومع أيديولوجيته، ومع اختيارات الشعب الذي ينتمي إليه.

والحزب اليساري لا يعادي معتقدات الشعب، بقدر ما يعتبرها من المقومات الأساسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار في التشريع، والتخطيط، والتنمية، من أجل الحفاظ على وحدة الشعب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

والحزب اليساري ينبذ كل الأفكار الأيديولوجية، والسياسية القائمة على أساس ديني، أو إثني، أو لغوي، باعتبارها أفكارا تقف وراء بروزالطوائف التي تنخر كيان المجتمع.

ويظهر من خلال هذه المقارنة مدى البون الشاسع بين الحزبوسلامي، والحزب اليساري، فيما يخص التصور التنظيمي للحزب، وللمجتمع.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات