أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - وتبقى القضية في جوهرها ومدلولها سياسية اولا وليست أمنيّة يا اعداء الحق الفلسطيني المشروع















المزيد.....

وتبقى القضية في جوهرها ومدلولها سياسية اولا وليست أمنيّة يا اعداء الحق الفلسطيني المشروع


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 864 - 2004 / 6 / 14 - 04:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ ان اقرت حكومة اليمين باصوات غالبية وزراء الائتلاف خطة شارون لفك الارتباط المعدّلة مع قطاع غزة مع وقف التنفيذ لمدة سنة انطلقت الاوساط الرسمية والاعلامية الامريكية والاسرائيلية وحتى بعض اوساط الانظمة العربية في زفة دعائية تضليلية تهلل وتكبر لاريئيل شارون وكأنه اتخذ بخطته قرارا تاريخيا يستحق بموجبه تسلّم جائزة نوبل للسلام. حملة دعائية تخلط الاوراق عمدا وبشكل يطمس ليس فقط المدلول السياسي لخطة شارون المعدلة، بل كذلك والاخطر من ذلك، طمس جوهر الصراع وحقيقة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي.

فأخطر ما في الامر، الذي يرافق الحملة الديماغوغية الترويجية لخطة فك الارتباط مع قطاع غزة، ان تحالف قوى الشر والتآمر الاسرائيلي – الامريكي وبتواطؤ بعض الانظمة العربية قد حولوا قضية الصراع من صراع بين وجود احتلال استيطاني اسرائيلي غاصب وغاشم للمناطق الفلسطينية المحتلة منذ سبع وثلاثين سنة وبين شعب مقاوم يناضل من اجل تحرره الوطني وضمان حقه الشرعي والانساني بالاستقلال الوطني، باقامة دولته المستقلة بعد زوال ليل الاحتلال المظلم، الى صراع "امني" بين "الارهاب الفلسطيني" وبين حاجة اسرائيل في "الدفاع عن امنها واستقرارها". فتحويل طابع وجوهر الصراع من صراع سياسي بين محتل وضحيته الى صراع وكأنه امني عسكري يقزم عمليا القضية الفلسطينية الوطنية التحررية ويحرف المسار الطبيعي للخروج من دوامة دائرة دم الصراع الى متاهات وسراب حلول امنية مؤقتة لا تنهي الصراع بل قد تؤجله الى حين. طمس القضية السياسية الجوهرية بقضية امنية يعني من حيث المدلول السياسي دفن قرارات الشرعية الدولية ومختلف مبادرات وبرامج التسوية السياسية من "المبادرة العربية" الى خطة "خارطة الطريق" واختزالها بحلول جزئية تساعد المحتل الاسرائيلي على شرعنة احتلاله وجرائمه والاحتفاظ باجزاء واسعة من الاراضي الفلسطينية المحتلة يخطط لضمها تحت السيادة الاسرائيلية السياسية الاقليمية.
فالتداول الجاري اليوم بين حكومة الاحتلال والدماء الاسرائيلية وادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية والنظام المصري والى حد ما النظام الاردني ايضا يدور عمليا حول اعادة انتشار قوات الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة بشكل يضمن الامن الاسرائيلي ويبقي القطاع واهله معزولا عن الضفة الغربية المحتلة وكمعسكر اعتقال جماعي تحت رحمة الاحتلال. فإذا نفذت حكومة اليمين خطة فك الارتباط – ان بقيت في السلطة اصلا – بعد عام او عامين فإنه وفق هذه الخطة ينشر الاحتلال قواته حول محيط القطاع ويحتفظ بالسيادة على ممر فيلادلفي – الشريط الحدودي بين القطاع ومصر. كما يحتفظ الاحتلال بالسيادة الجوية العسكرية على اجواء القطاع وعلى المعابر البرية والبحرية. ويقوم مختصون امنيون، مئات من رجال الامن المصري ومختصون "امنيون" امريكيون باعادة بناء قوات الامن الفلسطينية بشكل ترضى عنه الادارة الامريكية وحكومة الاحتلال الاسرائيلية. وحتى يبقى القطاع وسكانه تحت رحمة الاحتلال وتحت يافطة فك الارتباط قرر نائب شارون ووزير الصناعة والتجارة، ايهود اولمرت، نقل المصانع الاسرائيلية الواقعة عند معبر "ايرز" والتي يعمل فيها بين اربعة آلاف الى خمسة آلاف عامل فلسطيني من القطاع الى النقب في الجنوب.
وامعانا في التآمر لعزل غزة عن الضفة وعرقلة ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة فقد أعدت وزارة الخارجية الامريكية مبادرة لخطة "اعادة اعمار قطاع غزة" بعد اعادة الانتشار الاسرائيلي، وانها سوقت هذه الخطة للكوارتيت – الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة وامريكا - . ووفق هذه الخطة (انظر: "يديعوت احرونوت" 9/6/2004) تجري تحت اشراف ومراقبة "مراقبين" امريكيين ومصريين توحيد اجهزة الامن الفلسطينية في ثلاثة اجهزة امنية وتعيين مسؤولين امنيين مرضي عنهم امريكيا واسرائيليا. كما يتضمن "الاصلاح" مصادرة صلاحيات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بتسليم مفاتيح السلطة في قطاع غزة الى رئيس وزراء ووزراء مرضي عنهم. كما يجري بعد ستين يوما من اعادة الانتشار الاسرائيلي الاعداد لانتخابات جديدة في القطاع. ومن جهته فان "البنك الدولي" يعمل جرد حساب يقيّم من خلاله تكلفة اعادة اعمار القطاع الذي دمره همج قوات هولاكو الاحتلال الاسرائيلي. ان هذه الخطة تعيد الى الاذهان خطة الاحتلال الانجلو امريكي للاصلاح واعادة بناء ما دمره جيش الغزاة المحتلين الانجلو امريكيين. خطة نسفت قواعد الامن والاستقرار في العراق ونهبت وتنهب خيرات وثروات الشعب العراقي على ايدي اخطبوط الاحتكارات الامريكية عابرة القارات وغيرها.
برأينا ان المؤامرة الخطيرة التي يجري نسج خيوطها حول خطة فك الارتباط الشارونية لن يكون مصيرها بأفضل من الخطط التآمرية السابقة، وستفشل حتما لأنها تتناقض تناقضا صارخا والحد الادنى من متطلبات التسوية العادلة التي تنصف نسبيا الحق الشرعي الفلسطيني بالتحرر والاستقلال الوطني وفقا لقرارات الشرعية الدولية وتستجيب لبناء قواعد الامن والاستقرار لكلا الشعبين، الفلسطيني والاسرائيلي وفي المنطقة برمتها. فالمناورة من وراء خطة فك الارتباط من طرف واحد مع قطاع غزة الشارونية للانتقاص من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية لن يكون مصيرها سوى الفشل وتعميق ازمة حكومة الاحتلال الشارونية. وقد بدأت مؤشرات الازمة تعصف بحكومة اليمين واصبح مصير شارون وائتلافه يتأرجح على كف عفريت. فبعد اقالة واستقالة وزراء هئيحود هلئومي ومن المفدال اصبحت حكومة شارون الائتلافية اقلية ومكونة من تسعة وخمسين عضوا امام معارضة من تسعة وخمسين عضوا، وفقط بتأييد عضوين من الخارج، ميخائيل نودلمان الذي انسحب من هئيحود هلئومي ودافيد طال من "عام احاد" يصمد شارون في الحكم مؤقتا. هذا اضافة الى التناقضات داخل الليكود بين معسكر شارون ومعسكر نتنياهو الذي قد يحتد مجددا ويقود الى سقوط حكومة الكوارث.
وبرأينا ان أي خِيار مطروح لانقاذ حكومة اليمين الشارونية من الانهيار والسقوط لن يكون اكثر من مسكن اوجاع، حبة اسبرين لمعالجة سرطان مستشرٍ. فإن كان قرص الاسبرين عبارة عن دخول حزب "العمل" الى حظيرة الائتلاف برئاسة شارون او دخول احزاب شاس ويهدوت هتوراة الى الائتلاف فلن تستطيع هذه الحكومة تجاوز الازمة، لأن ازمتها نابعة بالاساس من غرَقها في مستنقع الاحتلال للمناطق الفلسطينية. والمخرج الوحيد الذي لا بديل له لضمان الامن والاستقرار والسلام هو زوال الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب المحتل منذ العام السبعة والستين وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وبرأينا ان الخيار الافضل في الظروف الراهنة هو العمل من اجل تقريب موعد الانتخابات البرلمانية للكنيست وسقوط حكومة الكوارث اليمينية قبل انهاء موعد حكمها المحدد. ومهمة قوى السلام والدمقراطية، اليهودية والعربية، في اسرائيل تصعيد الكفاح وتوحيد اوسع الصفوف للضغط باتجاه قيام حكومة بديلة لحكومة اليمين، حكومة تنتهج سياسة تصافح اليد الفلسطينية الممدودة للسلام العادل، ويكون بوسعها التوصل الى اتفاقية سلام حقيقية مع القيادة الشرعية للشعب العربي الفلسطيني توقف نزيف الدم والمعاناة وتبني قواعد الامن والاستقرار والتطور الحضاري لكلا الشعبين في الدولتين المتجاورتين، اسرائيل وفلسطين.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتبقى القضية في جوهرها ومدلولها سياسية اولا وليست أمنيّة يا ...
- خطة (لفك الارتباط) بدون أي فك للرباط!
- في الذكرى السنوية الـ- 37 للحرب والاحتلال: لن يكون (شرق أوسط ...
- ماذا كنتَ ستقول يا ماير فلنر؟
- كان ماير فلنر أمميًا حقيقيًا وشيوعيًا مبدئيًا
- تقرير منظمة العفو الدولية: ادانة صارخة لجرائم الحرب في المنا ...
- مؤتمر القمة العربية في تونس: لا خروج من دائرة الرقص الموضعي ...
- الاتحاد- المرجع والمرجعية لمسيرة التاريخ الكفاحي لجماهيرنا
- التصريحات الامريكية المتناقضة في أرجوحة الازمة والتورط في او ...
- خطة الميني الشارونية- وتأتأة -الكوارتيت- وآفاق الصراع
- على ضوء نتائج هزيمة شارون:ما هي المدلولات السياسية لنتائج ال ...
- المدلولات الحقيقية للاستفتاء على خطة فك الارتباط الشارونية ب ...
- من يطالب الحزب الشيوعي (ضمنًا) التخلي عن هدفه الاستراتيجي ال ...
- في الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال اسرائيل: الاستقلال الحقي ...
- على ضوء جريمة تصفية الرنتيسي الارهابية: اغتيال قيادات وطنية ...
- رسالة بوش - التاريخية
- أصبحت الجامعة العربية (مربط خيل) جماهيرنا العربية ومخفرها ال ...
- عشية عيد الفصح العبري:الفقراء يصطفون في الطوابير وشارون يعال ...
- مناورتكم التآمرية لن تستطيع طمس الدور الريادي المؤثر للنائب ...
- بعد سنة على الحرب الاستراتيجية: احتلال العراق جزء عضوي مخطط ...


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - وتبقى القضية في جوهرها ومدلولها سياسية اولا وليست أمنيّة يا اعداء الحق الفلسطيني المشروع